الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

"داعش" و"النصرة" يخنقان اليرموك...وحماس لـ"النهار": لتحييد المخيّم

المصدر: "النهار"
محمد نمر
"داعش" و"النصرة" يخنقان اليرموك...وحماس لـ"النهار": لتحييد المخيّم
"داعش" و"النصرة" يخنقان اليرموك...وحماس لـ"النهار": لتحييد المخيّم
A+ A-

بعد معارك التصدي للجوع الكافر طوال سنتين، يعيش اهالي مخيم اليرموك في جنوب سوريا أسطورة صمود جديدة بوجه الاجتياح الارهابي الذي يقوده تنظيم "الدولة الاسلامية" بتسهيل من "جبهة النصرة". تدور في المخيم أعنف الاشتباكات مع مجموعات "أكناف بيت المقدس" التابعة لحركة "حماس"، وأخطر الممارسات الوحشية من "داعش" تجاه الأهالي، فيما تقف باقي الفصائل الفلسطينية المدعومة من النظام السوري إضافة إلى جيشه في كرسي المتفرج، مكتفية بتأدية واجبها "محاصرة المخيم".



تقدم "داعش" و"النصرة"
نقل المراسل الميداني مطر اسماعيل التطورات العسكرية والانسانية من الداخل، ووصف الأوضاع لـ"النهار" بـ"السيئة جداً...والناس خائفون". وقال: "أصبح وجود مجموعات "أكناف بيت المقدس" محصوراً في محيط مسجد عبد القادر الحسيني في اتجاه الشمال وصولاً إلى جبهة المخيم، فيما تحاول "النصرة" و"داعش" التقدم من محورين: الأول عبر شارع صفد في اتجاه الشمال والثاني محور الجاعونة باتجاه شارع لوبية. كما احتل التنظيمان سوق الثلثاء في حي التضامن، فضلاً عن أن بعض الفصائل من هذا الحي كمجموعة أبو محمود الشمساوي وابو النصر تقاتل مع "داعش" من محور شارع الجاعونة".



لا طعام ولا مشفى
وتابع: "الوضع سيئ جداً، لا طعام ولا ماء والحركة خفيفة داخل المخيم، والناس خائفون. ويشهد المخيم حركة نزوح تجاه منطقتي بلدا وببيلا، خصوصاً بعد سيطرة التنظيمين على المنطقة المحيطة بمشفى الباسل وشارع حيفا".
وأشار إلى "انسحاب كامل كادر مشفى التقوى الجراحي الواقع على أطراف مخيم اليرموك من جهة الحجر الأسود من أطباء وممرضين وعاملين باتجاه النقاط الطبية في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم بعد خضوعهم للإقامة الجبرية أياماً عدّة من تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك بعد بسط الأخير سيطرته بغطاء من جبهة النصرة على ثلاثة أرباع مخيم اليرموك منذ يومين، فيما بقيت كل المعدّات الطبية في المشفى تحت سيطرة التنظيم".
وكان أصدر أمس "جيش الاسلام" بياناً وصف فيه "داعش" بـ"الخوارج، وما زالت دلائل خارجيتهم تزيد يوماً بعد يوم. فقد قاموا بالاعتداء على "أكناف بيت المقدس" وأهالينا في مخيم اليرموك وسفك دمائهم. وقررنا نصرة اخواننا أكناف بيت المقدس والاهالي ولم ولن نتوانى عن ذلك في أي لحظة"، وفعلاً تقدمت مجموعات "جيش الاسلام" ومعها "جيش الأبابيل" ولواء "شام الرسول" إلى المخيم، لكن اسماعيل أكد أن "محاولات التقدم مستمرة، إلا أن المعركة معقدة وجيش الاسلام و"الأبابيل" و"شام الرسول" يشتبكون مع "النصرة" و"داعش" من أجل ايجاد ثغرة يدخلون عبرها إلى المخيم، حيث كل محيط المخيم بات عبارة عن جبهة مفتوحة"، واصفاً الحال بـ"الصعب".
وفي ضوء ذلك، يؤكد ممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة لـ"النهار" أن "الشعب الفلسطيني ليس طرفاً في الأزمة السورية"، وطالب: "كل الافرقاء السوريين بتحييد المخيمات الفلسطينية عن النزاع الدائر في سوريا، مع تأكيدنا ضرورة الحل السياسي بما يحصن وحدة سوريا أرضاً وشعباً ويحقق طموح وآمال الشعب السوري الشقيق".



اخراج المسلحين غير الفلسطينيين
وندّد باجتياح اليرموك من "داعش" الذي حصل صباح الاربعاء الماضي بعد يومين من اغتيال القيادي في حركة "المقاومة الاسلامية -حماس" يحيى حوارني الملقب بـ"أبو صحيب"، ويقول بركة: "ثبت تورط عناصر من "داعش" في عملية الاغتيال"، مشدداً على "ضرورة ايجاد حل لقضية مخيم اليرموك وفك الحصار عن هذا المخيم واخراج كل المسلحين غير الفلسطينيين منه والعمل على وضع آلية فلسطينية لضبط الاوضاع داخل المخيم والمحافظة على الوجود الفلسطيني فيه والعمل على اعادة سكانه النازحين إليه".



توافق الفصائل الفلسطينية
وفي ظل محاصرة المخيم من فصائل فلسطينية مدعومة من النظام السوري كـ"الجبهة الشعبية القيادة العامة" و"جبهة النضال"، يرى بركة أن "المطلوب أن يكون هناك توافق فلسطيني من كل الفصائل الفلسطينية لتحييد مخيم اليرموك واجراء مصالحات على غرار ما جرى في قرى محاذية للمخيم (مثل يلدا وببيلا وبيت سحم)، لأن الفلسطينيين يكفيهم الهجرة التي تعرضوا لها عام 1948 بسبب احتلال فلسطين على يد العصابات الصهيونية".



منع "داعش" و"النصرة"
تكمن أهمية الحفاظ على المخيمات بحسب بركة "في أنها ترمز إلى قضية اللاجئين وهي محطات على طريق العودة، لذلك نطالب كل الفصائل الفلسطينية وخصوصاً المودة في دمشق بأن تعمل مع ابناء المخيم على تحييد المخيم وايجاد مخرج للوضع الجاري فيه ومنع "داعش" و"النصرة" من دخول المخيم"، لافتاً إلى أن"هذا المخيم يستوعب أكثر من نصف مليون، وفي حال تم تحييده فهناك 60% من منازله لا تزال صالحة للسكن ونستطيع ان نعيد معظم النازحين، خصوصاً الذين نزحوا الى مخيمات لبنان، وتالياً فإن تحييد المخيمات هي مصلحة فلسطينية - سورية -لبنانية". وتابع: "تدمير المخيمات الفلسطينية لا يخدم سوى العدو لأن اسرائيل لا تريد لاجئين بل أن تقول إن أرض فلسطين لا شعب لها، وعندما يكون هناك مخيمات يعني هناك قضية لاجئين وأن هناك مشكلة مع الكيان الصهيوني المسؤول الاول عن نكبة الشعب الفلسطيني".
وحمّل بركة "داعش" مسؤولية عرقلة المبادرة الاخيرة لتحييد المخيم، قائلاً: "هناك اتصالات تجري الآن بين كل الفصائل الفلسطينية لتحييد المخيم، لكن دخول "داعش" على الخط هو الذي عطّل المبادرة، ويتحمل المسؤولية عن توريط المخيم وعدم تحييده"، وتابع: "الأولوية الآن لوقف المعارك في اليرموك واخراج المسلحين الغرباء من المخيم، لأن الأمن يأتي قبل الغذاء لأنه عندما نفقد الأول كيف يمكننا ان نؤمن الثاني؟".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم