وزير الثقافة لـ TV5 Monde: المقاومة الثقافية في وجه تطرّف يتوق إلى الموت (فيديو)

لم تختصر وزارة الثقافة شخص ريمون عريجي بل تعدّته لتعكس محامياً لبنانياً هادئاً يتابع عمله الثقافي بموازنة "خجولة" ليطبق من خلالها شعاره الذي يعتمد فيه على دور المقاومة الثقافية وفاعليتها في زمن تحاول فيه "داعش" تدمير المتاحف والمعالم الأثرية في المنطقة.
ففي زمن الانقسامات العامودية في لبنان وغياب لغة واضحة بين قياداتها، تحدث الوزير عريجي بلغته الراقية عن الوسائل المعتمدة في عمله لتطبيق شعاره، وذلك في مقابلة على برنامج "الضيف" على شاشة TV5 Monde الفرنسية العالمية.

توجّه مقدم البرنامج باتريك سيمونان إليه قائلاً: "في زمن تهدم فيه داعش المتاحف، أطلقتَ شخصياً ليلة خاصة لزيارة مجانية للمتاحف في بيروت، وأنت تردّد في هذا النشاط خصوصاً وفي كلّ مناسبة ثقافية أنك مثقف مقاوم". أجاب: "أدعو لبنان إلى مقاومة ثقافية. أردت هذا الشعار لنفسي أولاً وللبنان ثانياً، بهدف مقاومة مجموعات متطرفة هي برأيي مجموعات متطرفة تتوق إلى الموت وتمتلك بغضاً أعمى ضد كل ما هو ثقافي أو حيّ أو يحمل في طياته أي معالم للجمال".

رداً على سؤال عن تطبيق شعاره ميدانياً، لفت إلى أن لبنان يشهد يومياً نشاطاً ثقافياً يحمل في طياته رسائل واضحة بأننا شعب يحب الحياة، ويعشق بشغف الثقافة والجمال. وعما إذا كان مسار الثقافة لا يتأثر بالفراغ الرئاسي في لبنان، أجاب: "لم ننتخب رئيساً إلى اليوم. رغم كل الصعاب الأمنية التي نمرّ فيها، يبقى رهاننا الأكبر على الثقافة التي نعمل على ترسيخها في عقل كلّ لبناني، وهذا ترجم فعلياً من خلال برنامج شهر الفرنكوفونية في لبنان مثلاً".
وعندما سأله سيمونان عن تهديد "داعش" لجزء من البقاع في لبنان أجاب عريجي أنه "رغم أنه موجود في الجهة الغربي من بعض الجبال في البقاع، فإن الجيش اللبناني يسهر على دحر هذه الجماعات المتطرفة". وشدّد ايضاً على أن المواطنين يساندون الجيش في لبنان والمنطقة لمقاومة هذه الجماعات.
من جهة أخرى، لخّص نتائج لقاءاته مع وزير الثقافة والتنمية في باريس آنيك جيراردين، واجتماعه المرتقب مع الأمينة العامة للمنظمة الفرنكوفونية الدولية ميشيل جان، الذي سيعبّر فيه عن أمله في تفعيل سبل التعاون بين الوكالة ولبنان.

وأمل أن ينجح في مشروع تُصنَّف فيه بيروت عاصمة للثقافة، مشيراً إلى ان الدول العربية الأخرى تمتلك موازنات ضخمة تفوق قدرة لبنان المالية والذي يتمتع بدوره برصيد بشري مميز. شرح أن اللبنانيين المنتشرين في أقطاب العالم لعبوا دوراً أساسياً في إعمار الأماكن الثقافية المنتشرة في هذه الدول وهذا يثبت مدى ريادة الطاقة البشرية اللبنانية في العالم.

وعدّد أمام الجمهور المتابع للمقابلة الجهود التي بذلها لتعميم القطع الأثرية في أقسام عدّة من مطار رفيق الحريري الدولي. قال: "لم تعد هذه الآثار لبنانية بل أضحت بأهميتها معلماً أثرياً عالمياً نفتخر به كثيراً". وتعهّد المحافظة على المعالم الأثرية مطلقاً نداء عتب للرأي العام العالمي، الذي لم يحرك ساكناً أمام التعديات التي مارسها "داعش" في حق المعالم الأثرية التي تختصر حضارات أصيلة في كل من سورية والعراق.
ووجه رسالة إلى العالم مطالباً إياه ألا يشتري اي قطعة أثرية مهما كان حجمها تحاول هذه المجموعة بيعها بعد أن عمدت على هدم القطع الأثرية الكبيرة في المتاحف كما شهدنا على شاشات التلفزة. وأكد أنه أرسل إلى منظمة " الأونيسكو" الدولية مناشداً إياها التحرك للمحافظة على هذه الآثار، وأشار إلى أنه لا يجوز لأي شخص شراء اي من هذه القطع الصغيرة لأن ملكيّتها لا تعود لمن يعرضها للبيع بل هي قطعة مسروقة من معالم أثرية عالمية...