الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

هل الحرب في اليمن بداية تحًول اقليمي جديد؟

المصدر: "يديعوت أحرونوت"
هل الحرب في اليمن بداية تحًول اقليمي جديد؟
هل الحرب في اليمن بداية تحًول اقليمي جديد؟
A+ A-

كتب أفرايم سنيه: " في الاشهر الاخيرة سيطر الثوار الحوثيون على القسم الغربي من اليمن وبما في ذلك على شاطيء البحر الاحمر. ويطل الشاطيء الغربي من اليمن على مضائق باب المندب، التي هي المدخل الضيق لمسار الابحار في البحر الاحمر الذي يربط بين المحيط الهندي وقناة السويس. ومما لاشك فيه ان اغلاق باب المندب من جانب اليمن يقطع طريق التجارة البحرية بين آسيا والغرب ويستوجب التفافة باهظة الثمن من جنوب قارة افريقيا. ومن المعروف ان الثوار الحوثيين هم من الشيعة الذين دربهم حزب الله ودعمتهم ايران. وبالنسبة لاسرائيل فان سيطرتهم على المضيق معناه السيطرة الايرانية على مداخل البحر الاحمر الامر الذي يشكل خطراً استراتيجياً حقيقياً.
للسعودية حدود برية مع اليمن يبلغ طولها 1.800 كيلو متر. من هنا فان تفكك الدولة اليمنية واقامة دولة القاعدة في شرقها ودولة ترعاها ايران في غربها، هو تهديد خطير على امن المملكة. ولهذا فقد بادرت السعودية الاسبوع الماضي بهجوم مشترك ضد ميليشيا الحوثيين التي تسيطر على غربي اليمن. وقد انضمت اليها مصر، دول الخليج، والسودان والمغرب. ولاول مرة يقاتل ائتلاف من عشر دول عربية ضد السيطرة الايرانية.
يمكننا أن نستخلص عدة استنتاجات من التطورات الاخيرة من اليمن الذي هو قيد التفكك في طليعتها أن الجبهة الاقليمية ضد ايران، التي تتشكل اساسا من الضحايا المحتملين لعدوانها وطموحها نحو السيطرة لم تعد فكرة نظرية بل اصبحت حقيقية ومقاتلة. لقد اتخذت السعودية في ظل حكم الملك الجديد سلمان موقفا زعاميا رائدا في المنطقة، وبدا الحديث عن تشكيل جيش مشترك لدول الخليج بمشاركة مصر التي ارسلت قوة بحرية الى مياه اليمن. ومن المعروف ان مصر تملك الجيش الاكبر في المنطقة، وهي لا تتردد في استخدامه بعيدا عن حدودها. تشير الحملة العسكرية المشتركة في اليمن الى تخلي السعودية عن تعلقها بالولايات المتحدة، فحين يدور الحديث عن مصلحة امنية حيوية، تعتمد السعودية على نفسها وعلى شركائها الطبيعيين.
اين مصلحة إسرائيل من هذا التحول الاقليمي؟ طالما ان إسرائيل تواصل احتلال للأراضي الفلسطينية وتستخف بالمبادرة العربية لسنة2002 وتحكمها حكومة يمينية متطرفة فانها ستبقى معزولة عما يجري في المنطقةـ ولن تستفيد من التحول العربي ضد إيران.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم