السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

قرار سلمان تاريخي

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

"عاصفة الحزم" التي شنّتها المملكة العربية السعودية وتسع دول عربية على حوثيّي اليمن السعيد قوبلت بعاصفة شبه شاملة من التأييد والدعم والتضامن، إقليميّاً ودوليّاً، وبحماسة نادراً ما عرف العالم مثيلاً لها في ظروف ومناسبات من هذا الطراز.


وفي المقدمة واشنطن، وبصوت الرئيس باراك أوباما، وصورته، وملامحه التي نادراً ما شهدت أو عرفت أي تغيير أو تأثير.
لا شك في أن هذه "العاصفة"، بل هذه الخطوة التاريخية، ستؤدّي في حال نجاحها المتوقّع إلى متغيّرات واسعة المدى على نطاق المنطقة والأحداث الدمويّة التدميريّة التي تتعرّض لها منذ أربع خمس سنوات.
مع التأكيد هنا أنها شكّلت مفاجأة كبيرة تجلّت فيها دقة القرارات والخطوات التي يقدم عليها الملك سلمان بن عبد العزيز، المعروف عنه تحلّيه الدائم بالحكمة والشجاعة والإقدام، مع الإشارة هنا إلى التأييد العارم الذي قوبلت به مبادرة خادم الحرمين الشريفين على الصعيدين السياسي والشعبي، حتى بالنسبة إلى الشعب اليمني.
للحال أعلنت العواصم الكبرى، ودول المنطقة، والمجتمع الدولي، والشرعيّة الدوليّة الموافقة والاستعداد لتقديم كل ما يلزم لإنجاح هذه "العاصفة" التي من شأن نجاحها تبديل الكثير من الأوضاع السائدة في "الميادين" وساحات الوغى.
وربما تجدر الإشارة هنا إلى أن مقاتلات "الائتلاف" بكّرت صباح أمس في الانضمام إلى الطائرات العراقيّة، حيث صبّت الغارات المتتالية جام غضبها وصواريخها على قوات "داعش" المتمركزة في "التجمّع الرئاسي" وسط تكريت.
كما لو أن واشنطن تحاول أن توحي إلى الجميع أنها لن تسمح بخلخلة الاستقرار في مدار السعودية ودول الخليج عبر حوثيي اليمن وطموحات إيران، وفي الوقت نفسه لن تترك الحبل على غاربه لـ"داعش" في العراق، وحيث تحفر طهران أسساً "ناعمة" لتشييد "نفوذ مدروس".
أي، واحدة بواحدة؟
ليس من باب المصادفة أن يتمّ في توقيت، يكاد يكون واحداً، ما تمّ أمس في اليمن وتكريت وفي الجو لا على الأرض، وما يعتبره الخبراء بمثابة تمهيد لمواجهات شرسة في كلا البلدين.
حتماً، من المبكر الشروع في بناء القصور والنتائج والتداعيات. إلا أن ثمة إجماعاً على القول إن الوضع العربي بعد يوم السادس والعشرين من آذار سيكون مختلفاً عما كانه من قبل، سواءً على صعيد الوضع العسكري في اليمن والعراق وسوريا، وحتى في ليبيا، أو على الصعيد السياسي و"السيادي"، وجلاء الملامح الأولى للدور الإيراني في المنطقة. بحجمه ومساحته وتمركزه.
إلا أن ذلك لم يمنع المحلّلين، الذين ملأوا الفضائيات العربية والدولية، من الاعتراف ان قرار الملك سلمان قد يكتب تاريخاً جديداً للمنطقة.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم