الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ندى غزال من الرسم على جدران المنزل إلى العالميّة!

إيلده الغصين
ندى غزال من الرسم على جدران المنزل إلى العالميّة!
ندى غزال من الرسم على جدران المنزل إلى العالميّة!
A+ A-


ترتسم ابتسامة عريضة على وجه مصمّمة المجوهرات اللبنانية ندى غزال صاحبة دار "™NADA G"، لدى حديثها لـ"النهار"، عن طفولتها وشغفها بالفنّ منذ نعومة أظفارها. مَن حولها كانوا يعرفون تماماً أنّ موهبة الرسم التي بداخلها ستنبض يوماً بشيء مدهش. تتذكر ندى كلام معلّمتها "يوماً ما ستصبحين رسامة"! لكن قناعةً داخليّة كانت تجتاح الصغيرة ندى إذ كانت تجيب المؤمنين بموهبتها "بأنها لن تكون رسّامة كلاسيكيّة، بل ستذهب نحو شيء يمكن الناس جميعهم اقتناؤه". ثم تعود المراهقة بعد سنين من لندن إلى بيروت لمتابعة تحصيلها الجامعيّ وتتخصّص بتصميم الإعلانات لعدم توافر اختصاصها بالفنون التجارية في لبنان يومذاك، كي تبدأ قصّة صبيّة لبنانيّة تنظر نحو العالميّة بطموح وإصرار.


من الجمّيزة كانت البداية


عملت غزال أولاً في مجال تصميم الإعلانات في دبي كما تشير في حديثها لـ"النهار"، وذلك مباشرة بعدما أنهت اختصاصها في لبنان الأمر الذي طوّر خبراتها ومهاراتها، وفي الوقت عينيه كانت ندى تتطلع نحو عمل خاصّ بها، عمل فرديّ تمنحه من ذاتها ويخصّها وحدها.
نعود في حديثنا معها إلى 10 سنوات خلت، حيث كانت البداية. وقتذاك باشرت غزال إنشاء دارها الخاصّة في بيروت وتحديداً في منطقة الجميزة قبل أن تستقرّ لاحقاً في أسواق بيروت. يجرّها الحنين إلى مفهوم الجواهر قبل عقد من الزمن يوم كان "لبسها يقتصر على المناسبات وكنا نشتري القطع الكلاسيكية منها". تستدرك غزال "أردت صنع ما هو قابل للبس في أي وقت. لقد تغيّر أسلوب ارتدائنا للملابس وأصبحت الأكسسوارات قطعاً أساسيّة في إطلالاتنا وحياتنا". ثم تؤكد "إننا نرتدي الملابس نفسها إلى العمل صباحاً ثم نخرج فيها إلى السهرات مساءً، الذي يتغيّر هو الأكسسوارات. نبدّل الجواهر والكعوب العالية".


قريباً إلى دبي... ثمّ العالميّة


تبدي غزال لـ"النهار" حبّها لقطع الأكسسوارات التي تدوم، وتالياً فهي "تحبّذ الجواهر الأصليّة المصنوعة من الذهب 18 قيراطاً والألماس على تلك المزيّفة". كانت البداية في الجميزة نهاية عام 2004 حيث افتتحت غزال أول متجر ومحترف لها في الوقت نفسه، وكانت المجموعة الأولى صنيع يَدَيّ غزال وحدها، إذ استطاعت أن تبيعها كلّها لاحقاً، حيث شاركت في عدد من المعارض.


تحنّ غزال إلى الأعوام التي سبقت عام 2005 يوم كانت "البلد ولعانة" بالمعنى الإيجابيّ. الأزمات التي ألمّت بالوطن بعد 2005 وخلال 2006 زادت من إصرار غزال على الاستثمار في لبنان. "عندما تصنعين ما فيه إبداع تنسين العالم المحيط بكِ" تردف غزال. تجد في الجواهر جسراً للتواصل مع كلّ الناس والوصول إليهم. ثمة علاقة فريدة تربط صانعها بمن يلبسها. "لمَ لا نتجّه إذاً نحو العالميّة؟ لا مانع. الجواهر لغة يفهمها جميع الناس" تقول.
أن تكبر في وطنك الأمّ عامل يدفعك للانتشار الخارجي. الأمر الذي يجمع غزال بكثير من المصممين من أصل لبناني في مجالات عدّة. بعد سنين من النجاح في لبنان كانت الوجهة نحو الولايات المتحدّة الأميركيّة. لمَ هذا البلد بالذات؟ "لأنّ أهمّ المعارض تقام هناك، علماً أننا بدأنا في موازاة ذلك في لندن وباريس" تجيب غزال في حديثها لـ"النهار". يغريها معرض "بازل" Basel World في سويسرا، حيث تجتمع أهم الدور في صناعة الجواهر والساعات. تطمح إلى الحلول ضيفة قويّة على المعرض في عام 2016 أو 2017. لا بدّ لماركة NADA G™ "أن تستقيم وتتناسق أكثر في الولايات المتحدة وأن تفيد من المعارض أقلّه لثلاث سنين لتنطلق نحو بلدان أخرى". في 2012 سنتها الأولى في الولايات المتحدة فازت غزال بجائزة JCK للنجم الصاعد في لاس فيغاس. تتعامل غزال مع عدد من متاجر التجزئة في أميركا ولندن. اتجهت نحو الغرب قبل الخليج الأقرب إلينا، "لأنها تحبّ تحدّي نفسها" تعلّق. في أيار ستحطّ غزال رحالها في دبي، ثمّ جدّة، لأن فريق العمل يكبر ويتّسع الأمر الذي يشجّع غزال على العمل أكثر والتوسّع.


لماذا لبنان على رغم الأزمات؟


يشكّل لبنان بحسب غزال "إحدى أهمّ الأسواق وأفضلها". تحبّ وسط بيروت حيث يوجد محترفها ومكتبها، زبائنها يقصدونها على رغم بطء الحركة التجارية. تقول غزال إنّها لم تقطف السوق أيام العزّ قبل 2004، لكنّها تتطلّع نحو صناعة ماركة تدوم أكثر من الشخص نفسه، "أريد للماركة أن تصبح إحدى أهمّ الماركات العالميّة لا بل أن تكون رائدة".


لا تزال ندى الرسامة الوحيدة ضمن فريق عملها. تنتج مجموعة واحدة في العام إنما تقسمها إلى قسمين كأن تصدر في نهاية العام المجموعة الأساسية ثم بعد نحو 6 أشهر تقوم بإنتاج مجموعة أخرى مختلفة إنما تحت العنوان والمسمّى نفسه. تعتبر "أن الرسم وابتكار التصاميم يأخذان وقتاً أقل من الأعمال الأخرى". ترواح أعداد القطع بين 20 أو 30 قطعة للمجموعة الواحدة قد تنهي غزال رسمها في أسبوع واحد. تشير في حديثها لـ"النهار" إلى "أنها لا تحبّذ تكرار إنتاج القطع على رغم نجاحها. لا يجب أن يرتدي الناس القطع نفسها". تجوب المجموعة الواحدة لبنان والولايات المتحدة وقريباً الخليج إضافة إلى وجود المجموعات الكلاسيكيّة السابقة كي يتاح للزبائن بأذواقهم المختلفة أوسع اختيار. "Malak" و"Baby Malak"، ثم "Resolutions" المجموعة الأخيرة التي تشعّ بالألوان التي تشبه هذا العام.


والدتي تركتني أرسم على جدران المنزل!


أجمل لون لديها هو المعدني. تكره البنيّ لأنّه لون الأرض وحكر لها وحدها. أما القطعة التي تحبّذ تصميمها فهي الخواتم التي "أعطيها حقّها وثقلها وفيها مجالات عمل، أظنّ أني ناجحة في الخواتم أكثر من أي قطعة أخرى". تبوح بأحلامها لـ"النهار": "أريد التعامل مع دور عالمية لأنه في التعاون متعة، قد تكون دوراً لبنانيّة عالميّة أيضاً، أودّ التوسّع نحو الأحذية، فساتين الأعراس والمفروشات المنزلية".


ملهمتي هي والدتي، وأكثر شعاري "هو إيماني بأن ما أقوم به من كلّ قلبي سأكون قادرة على القيام به على نحو صحيح". وتضيف "كانت والدتي تدعني أرسم على جدران غرف النوم والخزائن وكانت تقول لي إنه عندما نملّ من هذه الرسوم سوف نقوم بطلاء الحائط. الأمر الذي شجّعني جداً". التربية نفسها تنقلها غزال إلى أولادها الثلاثة. تصفهم قائلة "إنّهم يحبّون الرسم أيضاً وهكذا سأدعهم يقومون بما يريدونه إلى أن يأخذوا قراراتهم اللاحقة. لا يجب أن تعيش حلمك في أولادك، أنا عشت حلمي وما أقوم به هو فقط تشجيعهم".


وعن اختيارها لأسماء قطعها، تجيب "أشكال القطع توحي لي باسمها، أما اسم المجموعة فيعود إلى الفكرة الأساسية من المجموعة. "ملاك" مثلاً، مجموعتي التي أصدرتها وأنا حبلى بطفلتي ملاك، هي تشبهها حقاً. ثمة مجموعات بأسماء فتيات مختلفات من حيث أسلوبهنّ ومن حيث نظرتي الخاصة لمن يحملن هذا الاسم".


تضعها "النهار" أمام المستقبل "بعد عشر سنين أطمح لأن أكون إحدى الماركات العالميّة الرائدة في الشرق الأوسط وأميركا والصين التي أطمح للاستثمار فيها. بدأت من لبنان من بيتي. من هذه النقطة الصغيرة على الخريطة العالمية والتي تشكّل خلفيتي. ولن أستسلم في بلدي".


[email protected] 


Twitter: @ildaghssain

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم