الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

متضرر من معمل جنتا يروي لـ"النهار" تأثيراته السلبية... وصاحب المشروع يرد

المصدر: خاص- النهار
عباس صالح
متضرر من معمل جنتا يروي لـ"النهار" تأثيراته السلبية... وصاحب المشروع يرد
متضرر من معمل جنتا يروي لـ"النهار" تأثيراته السلبية... وصاحب المشروع يرد
A+ A-

ما تزال قضية إنشاء معمل لصناعة الإسمنت وأكياس الورق والنايلون في بلدة جنتا تتفاعل بين أهالي المنطقة والبلدات المحاذية لها من جهة، وبين الشركة التي تعتزم إقامته على مساحة أرض شاسعة اشترتها شركة "الموسوي للصناعة والتجارة العامة MIT"".


وشيئاً فشيئاً يتّخذ السجال منحى تصاعدياً، في ضوء الرفض القاطع لدى كل أهالي وملاّكي العقارات المحاذية في بلدة جنتا، يؤازرهم في تحرّكاتهم الاحتجاجية كل أبناء القرى المحيطة والذين لا يقلّ عددهم عن مئة ألف نسمة على الاقل، في مقابل إصرار من صاحب شركة الموسوي علي أحمد الموسوي على ان مشروعه مطابق لكل المواصفات البيئية والقانونية المطلوبة، وانه من أحدث المعامل وأكثرها تطوراً، وانه لا يشكّل أيّ ضرر على أيّ انسان، وانه ماضٍ بمشروعه على هذا الاساس.
وفي إطار هذه السجالات القائمة تنقل "النهار" في هذا التحقيق وجهتي نظر السيد احمد الموسوي، وهو نموذج من ملاكي العقارات المحاذية للبقعة، ومالك الشركة قريبه السيد علي الموسوي.


الارض ملاصقة لعقارات مملوكة


احمد يرفض ما سبق وأعلنه قريبه علي، ويقول ان شركة الموسوي التجارية تملّكت أرض البقعة البالغة 7 آلاف دونم اي ما يبلغ مساحتها 7 ملايين متر مربع، بحسب قول صاحبها السيد علي الموسوي، الذي يزعم ان لا حدود له مع ملاكين في المنطقة وان أقرب نقطة سكنية تبعد عنه حوالى 5 آلاف متر مربع، وان ارضه ملاصقة للحدود السورية، منطقة الزبداني وسرغايا، بينما الواقع أن تلك البقعة التي تم شراؤها حديثاً من آل بيضون، محاطة وملاصقة لعدد كبير جداً من العقارات التي نملكها نحن وعدد كبير من أهالي المنطقة من آل الموسوي وحلباوي وشكر ومبارك، وعدد من عائلات القرى المحاذية، والتي لا تقل مساحتها الاجمالية عن مساحة مماثلة تلك الاراضي التي اشتراها تقريباً، وعليها بيوت مسكونة، وفيها سندات تمليك شرعية، وعلى جزء كبير منها بساتين تحوي عشرات الآلاف من الاشجار المثمرة من اللوز والزيتون وكل انواع الاشجار، واللافت ان ثمة اشارة على كل تلك السندات نفيد"ان هذه المساحات تحتوي على أشجار حرجية نوعها أميري".


يقول احمد الموسوي مستغرباً قول قريبه علي الموسوي، انه يعتزم إقامة المعمل المشكو منه، بشكل بعيد جدا عن البيوت والاملاك الخاصة، نحن نملك عشرات العقارات المحاذية للعقار الذي اشتراه ويعرض في هذا الاطار عدداً كبيراً من سندات الملكية المرفقة بخريطة عقارية تؤكد وقوع العقارات المملوكة من أحمد الموسوي وأشقائه حول البقعة وبعضها ملاصق لها مباشرة، ولا سيما العقار رقم 307 الذي تبلغ مساحته وحده 821621 متراً مربعاً أي حوالى الـ 900 دونماً مزروعة بنحو 30 الف شجرة لوز و10 آلاف شجرة زيتون والتي يملكها آل صالح الموسوي وآل ابرهيم الموسوي، وثمة عقارات أخرى نملكها في المحلة واعدادها لا تحصى، ابرزها العقارات 307، 306 ،312، 314، 313، 317، 305، 318 وعدد كبير جدا من العقارات التي أبرز لنا نسخاً من سندات التمليك الخاصة به فيها.


بعهدة المقاومة
وقال الموسوي ان تبرير قريبه بأنه ينوي إقامة معمل الموت على تلك البقعة من أرض جنتا بشكل بعيد بنحو 5 آلاف متر مربع عن أقرب بيت سكني أو ارض خاصة هو كلام غير صحيح نهائياً، ويبيّن بالخرائط العقارية المرفقة أحقّية كلامه في هذا الإطار، ليؤكد على ان البقعة التي تم شراؤها مؤخراً، والتي يعتزمون إقامة معمل الموت عليها، تحدها من الشرق منطقة وادي النجاص، الذي سبق وأشرنا إليه، وهو المغروس بعشرات الآلاف من الاشجار المثمرة، والمسكون بجزء كبير منه، وهو المحاذي للاراضي السورية وليست أرضه.
يتوغل احمد الموسوي بتفصيل الحكاية أكثر فأكثر، فيقول "ان هذه الارض كان أصحابها قد وضعوها بتصرّف المقاومة منذ انطلاق حركة المحرومين في بداية السبعينات، واستمرّت مع انطلاقة "حزب الله" حيث استخدمت كمعسكرات للتدريب وغيره، وقد تعرّضت للغارات الاسرائيلية الشهيرة في بداية الثمانينات، وراح ضحيتها عدد كبير من الشهداء في حينه، وكل أصحابها موافقون على ان تبقى في عهدة المقاومة حتى تنتفي حاجتها اليها. وبالتالي فإن القول ان معمل الموت الذي يعتزمون إنشائه ليس محاذٍ لأي أملاك خاصة غير صحيح ابدا.
ثم ان هناك غربي البقعة أراضي بلدتي ماسة والناصرية الآهلتين بالسكان واللتين رفض اهلهما المشروع رفضاً قاطعاً، وأطلقوا الصرخات في هذا الاتجاه، ومن الشمال أراضي بلدات جنتا ويحفوفا والنبي شيت الذين يأوون أكثر من مئة ألف نسمة يتم تعريضهم بهذا المشروع جميعاً لشتى أنواع الاخطار والامراض الفتاكة.
دمار شامل
يشير الموسوي الى ان مهندسين زراعيين مختصين ابرزهم المهندس الياس سعادة أفادنا بشكل مكتوب بأن الاشجار المثمرة التي نملكها في تلك المحلة والتي سبق وأشرنا الى أعدادها وموقعها القريب جداً من أرض المعمل، سوف تتعرّض الى ما يشبه الدمار الشامل إذا تعرضت لتلك الغبار التي يحدثها إنشاء معمل الاسمنت المشار اليه، وان فيها هلاكنا وهلاك عائلاتنا بشكل تام.
يخلص الموسوي الى القول بأننا الآن نشدّ على أيدي كتلة نواب زحلة وفاعلياتها علهم يشملوننا بمعارضتهم لإقامة معمل الاسمنت في منطقتنا ايضا، لكي نحفظ أرواحنا من الموت القادم الينا، وفي هذا السياق نستغرب ونستهجن ذلك الصمت المطبق والمريب من كتلة نواب منطقة بعلبك الهرمل التي يفترض ان تدافع عن أرواح أولادنا وعن بقائنا في بلداتنا حيث يجب.
يؤكّد الموسوي ان كل المعلومات المتداولة في هذا السياق والتي وصلتنا وبات كل اهالي المنطقة مقتنعون بها تؤكّد ان معمل الاسمنت الذي يعملون على إقامته في جنتا هو نفسه معمل آل فتوش الذي حاولوا في السابق إنشاءه في زحلة، وعندما سدّت كل السبل في وجوههم لجأوا إلى منطقتنا بطرق وعناوين مختلفة، وبالتالي فإن صرختنا الدائمة في كل الاحول ستبقى قائمة على رفض تحويلنا تحت أي ذريعة الى مكب للنفايات الكيميائية التي تقتل البشر والحجر، ولا تبقي أثرا للحياة.


لا اضرار على الجيران
وللوقوف على وجهة النظر الاخرى سألت "النهار" صاحب الشركة السيد علي الموسوي، عما قاله قريبه فأجاب "كل ما أعرفه ان أرضنا بعيدة حوالى 1000 متر عن أراضي أحمد الموسوي، وأنا بالتالي لا أقبل ان يحصل عليه وعلى غيره أي ضرر، ولذلك فنحن سنركب معملاً حديثاً ومتطوراً، بحيث انه لا يشكّل أي ضرر على أي جار من جيراننا، ولا على أي من أهالي وسكان القرى المجاورة والمحاذي لبلدة جنتا".
وعما سيفعله في ازاء موجة الاعتراض القوية من الاهالي ضد مشروعه قال الموسوي: "من حق أي انسان ان يعترض، لا سيما اذا كان المعترض يتصوّر المعامل القديمة للاسمنت ويبني اعتراضه على أساس ما كوّنه من فكرة عن المعامل القديمة، عند ذلك لا بد انه سيعترض بكل ما أوتي، أما المعمل الذي سنقيمه فإنه سيكون من أحدث المعامل وأكثرها تطوراً على الاطلاق، وبالتالي فإن الاضرار التي يفكرون بها فإنها غير موجودة نهائيا".
وسألناه عما يحكى من انه وشركته واجهة لآل فتوش وأنه المعمل نفسه الذي كان آل فتوش يعتزمون إقامته في زحلة، فقال : "أبداً، ليس بيننا وبين آل فتوش أي علاقة تذكر، ولا نعرفهم ولا يعرفوننا".
[email protected]


 


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم