الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

شهيّب لـ"النهار": لن نقاطع البرلمان ومع رئيس من خارج الاصطفافات \r\nالمطلوب تكبير الساحة الوسطية وليس خلق تكتلات جديدة

مي عبود أبي عقل
شهيّب لـ"النهار": لن نقاطع البرلمان ومع رئيس من خارج الاصطفافات \r\nالمطلوب تكبير الساحة الوسطية وليس خلق تكتلات جديدة
شهيّب لـ"النهار": لن نقاطع البرلمان ومع رئيس من خارج الاصطفافات \r\nالمطلوب تكبير الساحة الوسطية وليس خلق تكتلات جديدة
A+ A-

بعد اربعة ايام تنقضي سنة على المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية، ولا مَن يكترث. وفي ما عدا اللازمة التي يرددها رئيس الحكومة في بداية كل جلسة لمجلس الوزراء حول ضرورة انتخاب رئيس، ومسرحية الدعوات التي يكررها رئيس مجلس النواب لاتمام هذا الاستحقاق الذي كان يفترض فيه ان يتممه خلال الايام العشرة الاخيرة من انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، يسيّر السياسيون امورهم، ويجدون الفتاوى الدستورية لكل ما يعوقها. واما الناس، فالمحال المقفلة والمؤسسات المهددة والساحات المهجورة تخبر عنهم، ولا احد يسمع أو يشعر أو يهتم. الى اين يسير البلد واهله وحكومته؟ اسئلة برسم وزير الزراعة اكرم شهيب.


■ الآلية الحكومية الجديدة هل هي لتكريس فراغ رئاسي طويل الامد؟
- هي لتعويض نقص في المؤسسات نتيجة الفراغ الرئاسي، انه تشريع الواقع. مضطرون لتفعيل العمل في مجلس الوزراء حتى لا نبقى بالقرارات العادية جدا. وكانت صرخة مهمة اطلقها رئيس الحكومة، وليتها كانت منذ بداية تشكيلها لكنا انتجنا افضل. مررنا مثلا بموضوع "هيئة الرقابة على المصارف". البعض اعترض، والبعض تحفظ، والبعض وافق، وفي النهاية اتخذ القرار بأكثرية مجلس الوزراء، والكل التزم، وهذه هي العملية الديموقراطية. اعتقد ان هذا هو النمط الذي يريده رئيس الحكومة.


■ هل ستشاركون في الجلسات التشريعية في ظل غياب رئيس الجمهورية؟
- لم نقاطع يوما مجلس النواب، في بعض الفترات دعا فريق 8 آذار الى المقاطعة، وفي فترات اخرى فريق 14 آذار، وفي كل الحالات، منذ بدء الازمة الى اليوم لم نقاطع جلسة.


■ في السابق كان هناك رئيس للجمهورية. اليوم لا يوجد.
- المشكلة ليست في الانتخاب لنقاطع التشريع. مشكلة انتخاب رئيس للجمهورية لها حسابات اخرى. مهم جدا انتخاب رئيس جديد للبلاد لكي ينتظم عمل المؤسسات، ومنها مؤسسة مجلس النواب، لكن لا يجوز ان يبقى البلد من دون تشريع. لن نقاطع، ونعتبر المجلس بيت الكل، والمكان الصالح للحوار او للاختلاف او للتوافق. يجب ان تسير امور البلد. معلوم ان لمشكلة الرئاسة ابعادا اقليمية ومحلية والخلاف قائم. ليت الخلاف الداخلي يحل فيساهم في حصول الاستحقاق الرئاسي، انما على رغم كل الحوارات التي تحصل، لا نزال بعيدين في هذا الموضوع.


■ ماذا تفعلون للدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية؟
- قد نكون الاكثر دفعا بهذا الاتجاه ككتلة. تواصل وليد جنبلاط مع كل القيادات السياسية في البلد، ودعا منذ اليوم الاول الى الحوار بين كل الافرقاء لحماية هذا الموقع، وجال على جميع القيادات المسيحية وحثهم على انتخاب رئيس، ونحن نقول من يتوافق عليه اللبنانيون والمسيحيون، نوافق عليه. صحيح لدينا مرشح، ونعتز به، وهذا حقنا الديموقراطي، لكن لسنا نحن من يعطل.


■ ماذا حصل في اللقاء الاخير بين عون وجنبلاط؟
- الموضوع الذي اخذ الحيز الاكبر هو الاستحقاقات الامنية والعسكرية وهي بغاية الاهمية، اضافة الى بعض القضايا التشريعية.


■ علام اتفقا في موضوع القادة الامنيين؟
- الجيش هو العمود الفقري للبلد، خصوصا في هذا الظرف الامني حيث ينتشر في كل المناطق اللبنانية في مواجهة العدو الاسرائيلي في الجنوب، وعلى الحدود الشمالية والشرقية. ابسط واجبات اللبنانيين والقوى السياسية تحصين الجيش. في الاساس، نحن ضد الشغور والفراغ في البلد، وهناك اكثر من رأي في هذا الموضوع، منها: تمديد سن التقاعد للعسكريين في مجلس النواب، او التمديد بقرار من وزيري الداخلية والدفاع، او تعيين جديد في مجلس الوزراء. حتى الآن الصورة غير واضحة، ونتخذ قرارنا عندما تتوضح اكثر بين الافرقاء السياسيين.


■ ماذا تتوقع من الحوارات القائمة؟
- دعونا الى الحوارات منذ البداية، وساهمنا والرئيس بري في الوصول الى الحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله"، وسعينا لم يكن على المستوى المحلي فقط، بل تعداه الى بيوت سياسية ومواقع عربية لنصل الى مثل هذا الحوار ووصلنا الحمد لله، وكانت له نتائج ولو شكلية، لكن الحساسية والجو المحقون والمشحون بالبلد خفا كثيرا، وصار الجو مقبولا الى حد ما. عليهم الآن ان يدخلوا في المواضيع الاساسية الخلافية، ومنها موضوع الرئاسة، ونعرف سلفا اننا لن نصل الى نتيجة في الموضوع السوري والسلاح. فهذه مواضيع ابعد من لبنان، اما في موضوع الرئاسة فلنبدأ البحث فيه بشكل جدي.


■ ماذا تأملون من الحوار المسيحي - المسيحي بعد قول البطريرك الراعي ان القادة الاربعة لم يلتزموا اتفاق بكركي؟
- نسمع ان هناك ورقة حضرت حول الاساسيات ولا ترتبط فقط بموضوع الرئاسة. نأمل في ان تسهل هذه الاساسيات عملية الرئاسة والمؤسسات وقيامها ونشاطها وفعاليتها في البلد.


■ هل تلتزمون نتيجة هذا الحوار؟
- نحترم اي قرار يصدر. الحوارات حق وواجب بين كل الافرقاء اللبنانيين. نحن فريق سياسي لدينا رأينا وموقعنا وموقفنا، ونؤيد ما يتناسب مع موقفنا واقتناعاتنا السياسية وكل ما فيه مصلحة لبنان، ونقف معه.


■ وكيف تقولون انكم بانتظار نتيجة الحوار المسيحي- المسيحي في شأن الرئاسة؟
- الرئاسة لها شقان: شق محلي وآخر ابعد. المحلي هناك ضرورة للتوافق عليه، لكن هذا الاستحقاق في النهاية هو موضوع وطني عام وليس مسيحيا فقط. رئيس الجمهورية هو رئيس الجمهورية اللبنانية ورئيس جميع اللبنانيين، وعند التصويت او الانتخاب هناك اقتناعات وتوافق لا بد منه، بل ضروري، على امور عدة.


■ يعني انتم بانتظار الخارج؟
- لا ننتظر الخارج. الرئاسة في لبنان كان لها دائما شق داخلي وآخر خارجي. احيانا الشق الخارجي يكون اقوى من الداخلي بنسبة معينة، واحيانا العكس. وفي هذا الظرف، تأثير الناخب الاساسي هو بين الايراني والسعودي ولهما دور اساسي فيه، على رغم انهما يقولان ان هذا شأن لبناني، لكن في النهاية القوى السياسية المحلية لها بشكل او بآخر ارتباطات معينة اقليمية.


■ جنبلاط يقول انه مع مرشح تسوية، هل هذا يعني انه مع رئيس من 8 او 14 يتم التوافق عليه، ام مع شخص من خارج الاصطفافات؟
- من خارج الاصطفافات، لان لكل من المرشحين جعجع وعون، مع احترامنا لكل منهما، مكانته وموقعه وجمهوره ودوره، وكل واحد منهما يشكل حساسية لفريق من اللبنانيين ولايوافق عليه. وتاليا، اذا اردنا الوصول الى حل وفي أقرب وقت، يجب التباحث، بالتوافق مع الشخصين الاساسيين وآخرين من البيت المسيحي، على شخصية مقبولة من الجميع. لنبحث عن مخرج يوصل الى رئيس جمهورية ونذهب الى مجلس النواب وننتخبه. نحن لدينا مرشحنا الذي نعتبره خارج اطار هذه التناقضات، وقد يكون مرشح تسوية بين الجميع.


■ اين انتم من "اللقاء التشاوري" وانتم الوسطيون وحلفاء الرئيس ميشال سليمان؟
- برأيي الشخصي، وليس رأي الكتلة، لا مصلحة في انشاء تكتلات جديدة في مجلس الوزراء، لان هذه حكومة توافقية، ونشأت في مرحلة معينة بهدف معين، ربما لانه حينما شكلت كانوا يعرفون ان موضوع الرئاسة قد لا يكون قريبا، خصوصا ان الحكومة هي الموقع الدستوري الاوحد الفاعل في هذا الظرف. هناك فريق يعطل مجلس النواب، وافرقاء يعطلون الرئاسة، بقي مجلس الوزراء، وتاليا، لا ضرورة لاقامة تكتل داخل مجلس الوزراء لان هذا مجلس تكون منذ البداية بشكل توافقي، وفيه من الفريقين، لكن هناك الحركة الوسطية التي تلعب دور توازن داخل مجلس الوزراء. اما حركة الرئيس سليمان السياسية فهذا حق طبيعي له في بلد ديموقراطي، وعنده حيثيته ودوره ونحترمه صديقا وحليفا بوسطيته. ونرى أن المطلوب تكبير الساحة الوسطية وليس خلق تكتلات جديدة.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم