الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

بالفيديو- "النهار" عند الحدود التركية – الأرمنية

المصدر: "النهار"
بيار عطالله
بالفيديو- "النهار" عند الحدود التركية – الأرمنية
بالفيديو- "النهار" عند الحدود التركية – الأرمنية
A+ A-

تبدو الامور أكثر وضوحاً عن الحدود بين أرمينيا وتركيا، وتحديداً عند سفوح جبل ارارات المتنازع عليه، والذي استولت عليه تركيا كمال اتاتورك العام 1921، وانتزعته من الأرمن في ضربة تكاد تعادل في حجمها الإبادة الأرمنية التي يحتفل الشعب الأرمني بإحياء مئويتها الاولى تحت عنوان "أتذكّر وأطالب" على أمل انتزاع الاعتراف التركي بالمجزرة التي ارتكبتها السلطنة العثمانية، بعدما كادت غالبية الدول والمجتمعات تقرّ بما تعرّض له الأرمن...


ليس سهلاً الوصول الى الحدود المغلقة بين البلدين والتي تنتشر على امتدادها أبراج المراقبة لحرس الحدود الأرميني والتركي في مواجهة بعضهما البعض الآخر، إضافة الى وحدات روسية بموجب معاهدة الدفاع المشترك الموقعة بين موسكو ويريفان، والتحالف القديم بينهما الذي رسّخته تطورات السنين الاخيرة، وخصوصاً تنامي العدائية بين روسيا والحكومة التركية الاسلامية الهوى، التي تراود رئيسها رجب طيب اردوغان أحلام إعادة السلطنة والامبراطورية العثمانية الى أيّام سطوتها وهيبتها الإقليمية.
الأرمن لا يعدمون وسيلة لإظهار أحقّية مطالبهم، وأنهم ضحية النزعة التوسعية العثمانية، لذا اختارت الهيئة المنظمة لمؤتمر "عند سفوح ارارات" أن يزور الاعلاميّون المشاركون أحد أقدم الأديرة في أرمينيا، لا بل الدير الاول الذي انطلقت منه البشارة المسيحية الى الأرمن، في منطقة خور فيراب الحدودية أو دير القديس غريغوار المنوّر الواقع عند الشريط الحدودي بالضبط بين تركيا وأرمينيا. وفي الرواية التاريخية أن ملك الأرمن عمد الى سجن القديس غريغوار لمدة 13 عاماً في حفرة عميقة بين جدران تلك القلعة (التي تحوّلت الى دير) عقاباً له على التبشير بالديانة المسيحية. لكن غريغوار المنوّر لم يمت واستمر حياً، وأدّت صلواته الى نجاة الملك الأرميني من مرض خبيث، فكان ان اعتنق الملك وشعبه المسيحية، حوالى العام 300 ميلادية وتالياً يفاخر الأرمن بأنهم أول شعب اعتنق المسيحية.


قبضة الأتراك
بقيت منطقة آرارات بجبلها التوراتي الشهير، الذي يقال إن سفينة نوح رست عليه، أرضاً أرمنية الى العام 1920 عندما استولى عليها اتاتورك بجبالها وسهولها وطرد الأرمن منها، بحيث يؤكّد الأرمن أن حوالى 1000 كنيسة تمّ تدميرها وتحويل قسم منها الى مساجد في ارارات، التي أطلق عليها الاتراك اسم أغوري، وأسكنوا فيها جنود القبائل الكردية الذين يعتبرون في أدبياتهم وتعبئتهم السياسية أن تلك الأنحاء جزء من كردستان الكبرى.
أنقذت العناية الالهية دير القديس غريغوار في خور فيراب بكل أبّهته وعظمته التايخية وقيمته المعنوية بالنسبة الى الأرمن من الوقوع في قبضة الاتراك، ويكتشف المرء وسط تلك البقعة النائية أن نشر الاشرطة الشائكة والألغام ليس حكراً على الحدود اللبنانية مع شمال فلسطين، بل يشمل الحدود الطويلة بين تركيا وأرمينيا. ويشرح رجال الشرطة الأرمن من على التلّ العالي المشرف على المنطقة أن لا وجود للاتراك في المنطقة المقابلة لهم بل الاكراد فقط. وربما كانت لعنة التاريخ والجغرافيا والديموغرافيا تلاحق الاتراك أيضاً الذين سيجدون أنفسهم عاجلاً أم آجلاً أمام سؤال القضية الكردية ومطالبها المحرجة، إضافة الى مطالب الأرمن التاريخية والتي لا يبدو أنها ستنتهي.


[[video source=youtube id=U4gB-wC_5Zs]]


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم