الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ريفي من الرياض: الفساد أصل معضلتنا وسنفيد من خبرات الآخرين لمواجهته

المصدر: "الوكالة الوطنية للإعلام"
ريفي من الرياض: الفساد أصل معضلتنا وسنفيد من خبرات الآخرين لمواجهته
ريفي من الرياض: الفساد أصل معضلتنا وسنفيد من خبرات الآخرين لمواجهته
A+ A-

شارك وزير العدل اللواء أشرف ريفي في الرياض، في المؤتمر الدولي لمكافحة الفساد بعنوان "مكافحة الفساد مسؤولية الجميع"، والذي رعاه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ممثلا بأمير منطقة الرياض الامير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، وحضره عدد كبير من رؤساء هيئات مكافحة الفساد في الدول العربية وممثلون للمؤسسات الدولية وأصحاب الاختصاص.


شارك ريفي في المؤتمر بصفته رئيس الشبكة العربية للنزاهة ومكافحة الفساد يرافقه مدير مكتبه النقيب محمد الرفاعي، وألقى كلمة شاملة عن كيفية مكافحة الفساد ودور الهيئات الأهلية والمجتمع المدني بالاضافة الى تطوير التشريعات التي تساهم في مكافحة الفساد.


وقال: "اسمحوا أن أبدأ كلمتي بتوجيه شكري وتقديري الكبيرين إلى "الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد" على حسن استقبالها وكرم ضيافتها، وكذلك على مبادرتها في تنظيم هذا المؤتمر الدولي الهام، الذي يلتقي مع أهداف "الشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد"، التي أتشرف برئاستها وتعد الهيئة من أعضائها البارزين، ولا بد لي أيضا في البداية أن أغتنم الفرصة لأتقدم من معالي الأخ خالد المحيسن بأحر التهانيء وأصدق التمنيات بمناسبة تعيينه رئيسا جديدا للهيئة، مباركا له الثقة الكبيرة التي أولاها إياه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، وراجيا من المولى عز وجل أن يسدد خطاه ليكون خير خلف لخير سلف في تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد".


أضاف: "لقاؤنا اليوم جزء لا يتجزأ من مسار عالمي مشترك في مواجهة آفة الفساد، هذه الآفة الخطيرة التي تتهدد الدول الغنية والفقيرة على حد سواء، فتبطىء عجلة التنمية، وتمتهن كرامة الإنسان، وتدك أسس العدالة الاجتماعية، وتدفع الشباب إلى التطرف والجريمة، وتؤدي، حيثما تستشري، إلى زعزعة استقرار المجتمعات وإشعال صراعات مدمرة".


وتابع: "الفاعلية في مواجهة الفساد تحتاج الى شجاعة سياسية ومعرفة فنية متخصصة، وتقتضي تعاونا وثيقا بين كافة الأطراف المعنيين، من قطاع عام وقطاع خاص ومجتمع مدني، من أجل وضع وتنفيذ استراتيجيات وطنية منسقة وفعالة. لا يخفى على أحد الوضع الصعب الذي يمر به بلدي لبنان، ولا أشك أن الفساد أصل في معضلتنا، إذ أنه بات يشكل تهديدا مباشرا لكيان الدولة وتماسك المجتمع، لذا فإننا حريصون على الاستفادة من التجارب والخبرات العربية والدولية، وعلى بناء الشراكات اللازمة للتعامل مع هذا التهديد بشكل أكثر فعالية، وقد قامت الحكومة، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بإنشاء لجنة وطنية تعمل على وضع استراتيجية متكاملة لمكافحة الفساد، وتتابع التزامات لبنان الإقليمية والدولية في هذا المجال، وبموازاة ذلك يعمل المجلس النيابي على وضع سلة من التشريعات ذات الصلة، من بينها إقتراح قانون لإنشاء هيئة وطنية لمكافحة الفساد. وقد قمت بعد أن توليت منصب وزير العدل مطلع العام الماضي بالإفصاح عن ثروتي وثروة زوجتي وأولادي، وقدمت مقترحات لتفعيل قانون مكافحة الإثراء غير المشروع، وأعلنت نيتي العمل على توفير كل الدعم لإحداث نقلة نوعية في القضاء اللبناني لما له من دور محوري في مكافحة الفساد وتعزيز ثقة الناس في الدولة. لكن النجاح في مواجهة الفساد، أيها الحضور الكريم، لا يتوقف على جهة بعينها، فهو "مسؤولية الجميع" فعلا، وبالتالي فإنه يتطلب تضافر جهود كافة الجهات المعنية، ولعل من اهمها، على المدى الطويل، هو المجتمع المدني - موضوع جلستنا هذه".


وقال: "لعل من نقاط قوتنا في لبنان وجود مجتمع مدني عريق وناشط، حرصت الحكومات اللبنانية المتعاقبة على توفير بيئة قانونية مناسبة له، مستندة بذلك إلى الإرث الفكري والحضاري المتراكم طوال قرون، وقد عبرت "إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد" عن أهمية إشراك المجتمع المدني في أكثر من مادة، ومن أهمها المادة 13 التي دعت الدول الأطراف الى اعتماد تدابير محددة في هذا المجال، وقد دعم لبنان، وما يزال، التوجه نحو توسيع المساحة المتاحة لمشاركة المجتمع المدني في مؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية، إيمانا منه بأهمية هذا الدور وبمبدأ المشاركة بشكل عام. وتحرص "الشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد" على تجسيد هذا المبدأ في عملها - مبدأ المشاركة - إذ أنها ومنذ قيامها في 2008، تقوم بتوفير مساحة مشتركة للجميع وآلية عمل فريدة لدعم التعاون بينهم. وتضم الشبكة في عدادها 45 وزارة وهيئة من 17 دولة عربية، و20 منظمة مستقلة من المجتمع المدني والقطاع الخاص والمجال الأكاديمي، بالإضافة إلى عضوين مراقبين من حكومتي البرازيل وماليزيا. وقد نجحت حتى الآن في تدريب أكثر من 800 مسؤول وناشط من 19 بلدا عربيا، ويسرت تبادل الخبرات والتجارب بين الأقران، ومكنت 10 دول عربية من تطوير سياساتها وقوانينها ومؤسساتها ذات الصلة. وبالفعل، فإن منطقتنا تشهد بعض التقدم في هذا المجال، وإن كان لا يرقى بعد إلى تطلعاتنا، وأعطي مثالا مؤشر مدركات الفساد، الذي تصدره منظمة الشفافية الدولية، والذي يبين أن 11 دولة عربية حسنت علامتها على المؤشر منذ 2010، ولكن المعدل العربي يبقى أدنى من نظيره العالمي الذي لم تتخطاه إلا 7 دول عربية بينها المملكة العربية السعودية".


ودعا المجتمع المدني الى "تحمل مسؤوليته في مكافحة الفساد"، وقال: "يتحمل المجتمع المدني مسؤولية كبرى في بناء ثقافة النزاهة ونبذ الفساد، ولكنه يحتاج إلى دعم الدولة التي يجب أن تهيىء له الظروف المناسبة ليعمل في أمان وحرية. ومع الحرية تأتي المسؤولية، فلا بد لمؤسسات المجتمع المدني أيضا أن تعطي المثال الصالح في المهنية واحترام مبادىء الشفافية والمساءلة. وقد أصدرت الشبكة العربية في مؤتمرها الوزاري الثالث المنعقد في مدينة فاس في المغرب بتاريخ 19-21 كانون الثاني 2011، "خلاصات إقليمية" تدعو فيها إلى ترسيخ المشاركة المجتمعية في مكافحة الفساد، ودعت الى عدة أمور منها تيسير إنشاء مؤسسات المجتمع المدني وضمان حرية عملها ضمن أحكام الدستور والقانون وحماية الحق في الحصول على المعلومات وإطلاع الجمهور بشكل منتظم على المسائل المتعلقة بالمال العام وتوفير أطر فعالة لتقديم الشكاوى والتبليغ عن الفساد وحماية من يقوم بذلك واعتماد مبدأ التشاور في شأن السياسات العامة وإيجاد آليات خاصة لإشراك أصحاب المصلحة وتوعية المواطنين على حقوقهم وواجبتهم ليمارسوا المساءلة الإجتماعية بشكل فعال".


وختم: "لم تكتف الشبكة العربية بتقديم التوصيات لأجل ترسيخ المشاركة المجتمعية في مكافحة الفساد، بل باشرت العمل على دعم تنفيذها على أرض الواقع، فدربت المعنيين على المعايير الدولية والإقليمية ذات الصلة، وعرفتهم على التجارب المقارنة، وساندتهم في بلورة مقترحات إصلاحية محددة، وذلك في بلدان عدة أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الأردن وتونس وفلسطين ولبنان والمغرب، وستستمر الشبكة العربية في هذا الإتجاه، إن شاءالله، لأننا مقتنعون بأن لا مستقبل لأولادنا في هذه المنطقة مع بقاء الفساد".


بعد الجلسة نوه رئيس ادارة منظمة "السعفة والقدوة الحسنة" الامير تركي بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بكلمة ريفي لجهة مبادرته يوم تسلمه وزارة العدل، الى التصريح علنا عن ممتلكاته، وباقتراح ريفي تعديل قانون الاثراء غير المشروع بحيث يصبح لزاما على كل من يتسلم المسؤولية العامة أن يصرح عن ممتلكاته علنا.


وبعد انتهاء الكلمات شهد المؤتمر نقاشا عن مكافحة الفساد، وفي معرض اجابته على سؤال لأحد الحضور عن تعديل قانون الاثراء غير المشروع، قال ريفي: "كنا نعرف أن هذه المبادرة ستواجه باعتراضات في البداية، لكننا متأكدون أن الشعب اللبناني تواق الى مسؤولين لا يشوب سلوكيتهم اي شائبة. أتذكر أن غاندي الذي سعى للاصلاح في مجتمعه كان يقول: "في البداية يتجاهلونك ثم يستهزئون بك، ثم يهاجمونك وفي النهاية تنتصر".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم