الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

عشيرة الجبور تصدّرت تكريت بعد عام 2003 \r\nوأخطاء المالكي أتاحت لـ"داعش" اختراق المدينة [2]

بغداد – فاضل النشمي
عشيرة الجبور تصدّرت تكريت بعد عام 2003 \r\nوأخطاء المالكي أتاحت لـ"داعش" اختراق المدينة [2]
عشيرة الجبور تصدّرت تكريت بعد عام 2003 \r\nوأخطاء المالكي أتاحت لـ"داعش" اختراق المدينة [2]
A+ A-

الى جانب الصعود اللافت لأبناء تكريت في التنظيمات القومية وغيرها، يلاحظ ان النواة الاولى لجماعة "الاخوان المسلمين" في العراق انطلقت من تكريت ونواحيها، ومع ذلك، يبدو من الصعب تفسير الميل الاستثنائي للتكارتة الى السياسة، مثلما يبدو كذلك، صعودهم العاصف في سماء السياسة العراقية المعاصرة. كان الهوس بالسياسة والصراعات علامة مميزة لساسة تكريت، واثبتت سيرتهم السياسية على امتداد العقود الأخيرة عنايتهم بالصراع والحروب أكثر من عنايتهم بالبناء والتطور، تؤكد ذلك احصاءات وزارة التربية العراقية التي تشير الى ان محافظة صلاح الدين، معقل الرؤساء والقادة في عهد البعث، تحتل المركز الاول بين المحافظات العراقية من حيث وجود المدارس "الطينية" المشيّدة باللبن.


بعد 2003
تراجع نفوذ التكارتة بعد 2003، في محافظة صلاح الدين والعراق عموماً، وصعد بدلاً منهم نظراؤهم ابناء عشيرة الجبور الذين تصدروا مشهد المدينة، وعقدوا تسوية سياسية مع القوات الاميركية التي دخلت المدينة عام 2003. يقول مروان جبارة الجبوري لـ"النهار": "لم يكن الجبور على علاقة جيدة برجالات السياسة من تكريت قبل 2003، لأسباب مختلفة، وبعد مجيء الاميركيين بادرنا الى أخذ زمام الأمور في محافظة صلاح الدين، وسارت الأمور بشكل طبيعي وشغل والدي منصب اول رئيس لمجلس المحافظة".
السير الطبيعي للأمور في صلاح الدين منذ بداية الاحتلال الاميركي، عززته سنوات من الهدوء النسبي في المدينة، وعلى عكس محافظتي الانبار والموصل المحاذيتين اللتين شكلتا حاضنين طبيعيين لتنظيم "القاعدة"، لم تظهر صلاح الدين ميلاً واضحاً الى "القاعدة"، بل حاربته في وقت مبكر قوات الصحوات التي تأسست عام 2007. وكان يعتقد على نطاق واسع، ان صلاح الدين عموماً والتكارتة خصوصاً أدركوا في وقت مبكر ان الذي ذهب من حكم ابنائهم لن يعود أبداً، وهو ادراك ناجم عن خبرة الوجود الطويل في السلطة التي فقدوها عام 2003. وهم، تالياً، بعيدون عن تأثير الحركات المناهضة للحكم الجديد. غير ان سيطرة "داعش" على تكريت عام 2014، ربما بددت ذلك الاقتناع ومثلت صدمة للكثيرين، لكن السياسات الخاطئة التي ارتكبتها حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي كانت عوامل مهمة ساعدت في اختراق "داعش".


"لا شيعة بعد اليوم"
يحلو لكثيرين، وهم يفكرون في جنود "الحشد الشعبي" الشيعي الذي يقاتل "داعش" في تكريت ونواحيها، تذكّر مقولة "لا شيعة بعد اليوم" التي كتبها جنود الحرس الرئاسي الخاص لصدام حسين على مدرعاتهم ودباباتهم لدى توجههم لتحرير محافظة كربلاء التي اسقطها "الغوغاء" الثوار في آذار 1991. ويتصور البعض ان الشيعة، وهم يقاتلون اليوم في تكريت، مدفوعون بضغينة ذلك الشعار. على ان الانباء الواردة من تكريت وناحية العلم وقضاء الدور، تؤكد ان الجنود الشيعة لم يرفعوا شعار "لا سنة بعد اليوم"، وانهم يؤدون الى جانب قوات الجيش والشرطة مهماتهم بانضباط ملحوظ. وتفيد الانباء الأخيرة ان قوات الجيش و"الحشد الشعبي" تطوق المدينة بشكل عام، و"السيطرة النهائية عليها مسألة وقت"، كما قال رئيس هيئة الأركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي قبل أيام. ومع ذلك، تبدو الحرب الدائرة في تكريت وضواحيها محاطة بالكثير من تعقيدات السياسة والتاريخ والعقيدة، والتحدي الأكبر الذي يواجه الجميع هو تخطيها.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم