الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

شبح الانفصال يهيمنُ على اليمن

المصدر: صنعاء ـ "النهار"
أبو بكر عبد الله
شبح الانفصال يهيمنُ على اليمن
شبح الانفصال يهيمنُ على اليمن
A+ A-

أطلّ شبح الانفصال بقرونه على اليمن مع انتقال أفرقاء الأزمة من مربع المناورة وحصد النقاط إلى مربع المواجهة المباشرة، بإعلان الرئاسة اليمنية ترتيبات لعقد اجتماع أول للحكومة مقرراً انعقاده اليوم الثلثاء في محافظة عدن برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي، بالتزامن مع حشد الحوثيين في صنعاء قادة الجيش وزعماء القبائل الذين تعهّدوا الحفاظ على وحدة البلاد والتصدّي لـ "مؤامرات تحويل اليمن مسرحاً لصراع إقليمي".
وفي موازاة إعلان مجلس الوزراء السعودي الاستجابة لدعوة الرئيس هادي احتضان الرياض مؤتمراً للأزمة اليمنية تشارك فيه الاطراف الراغبة في تسوية سياسية في رعاية الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، أعلنت مصادر في القصر الرئاسي أن 15 وزيراً من وزراء الحكومة المستقيلة سيحضرون اجتماع الحكومة اليوم بينهم وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي.


وقالت إن من شأن هذه الخطوة "تحجيم نفوذ الحوثيين المسيطرين على العاصمة صنعاء وانتزاع الشرعية منهم من طريق تجاوز قيود السيطرة التي يفرضها الحوثيون على مؤسسات الدولة في صنعاء وتأليف مؤسسات رسمية لإدارة أمور الدولة والتعامل مع الخارج" مشيرة إلى أن "الحكومة ستباشر مهماتها في المحافظات غير الخاضعة لسيطرة الحوثيين للحدّ من أيّ احتمالات لتفكّك الدولة في ظل الانقسام الحاصل بين صنعاء وعدن".
وجاءت هذه الخطوة بعد النجاح الذي أحرزه تأليف هادي غرفة عمليات عسكرية مركزية في القصر الجمهوري بعدن، لإدارة القرار العسكري والأمني في المحافظات غير الخاضعة لسيطرة الحوثيين.


تأييد ومخاوف


وحظيت دعوة هادي الحكومة إلى اجتماع في عدن بدعم العديد من الأحزاب التي دعت نقل مركز القرار السياسي والاقتصادي إلى عدن لحين الانتهاء من مفاوضات الحل السياسي المتعثرة بقيادة مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر.
لكن هذه الخطوة أشاعت مخاوف عبّرت عنها قوى سياسية أبدت خشيتها من أن تؤسّس لانفصال جنوب اليمن عن شماله في ظلّ المواقف التي أعلنتها السلطات المحلية والقوى السياسية والقبلية في المحافظات الجنوبية المؤيّدة لشرعية الرئيس هادي ودعمه لمواجهة "انقلاب الحوثيين على الشرعية" وتأكيدهم المضي في خيارات الشعب الجنوبي بتقرير المصير وفكّ الارتباط مع الشمال. وحذّر الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح من "أيّ محاولة لغزو اليمن" مؤكداً ان الشعب اليمني لا يقهر، واليمن مقبرة الغزاة" وحذّر "المهرولين إلى عدن نحو الانفصال أن مصيرهم هذه المرة سيكون الفرار عبر منفذ واحد، وليس عبر ثلاثة كما حدث في حرب صيف العام 1994.


الحوثيون


وربط الحوثيون بين عملية فرار وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي من صنعاء وخطة هادي لنقل الحكومة إلى عدن، وتحدّثوا عن مؤامرة دولية "تستهدف إجهاض الثورة الشعبية وأهدافها".


ودعا الحوثيون اللجنة الأمنية العليا، وهي أعلى هيئة عسكرية في اليمن، إلى اجتماع استثنائي تلاه بيان للجنة أكدت فيه "عزمها اتخاذ كافة الاجراءات القانونية المخولة بها ضد كل من يهدّد أمن الوطن واستقراره، أو تسوّل له نفسه المساس بالأمن والممتلكات العامة والخاصة او المؤسسات والمرافق الحكومية المدنية والعسكرية". كما أكّدت عزمها "أداء واجباتها ومهماتها بما يصون الامن والاستقرار ووحدة البلاد ونسيجها الاجتماعي في جميع المحافظات وحماية مؤسسات الدولة وأمن المواطنين " ودعت "أبناء الشعب الوقوف صفا واحدا في مواجهة المؤامرات ومساندة القوات المسلحة والامن في حماية وتأمين البلاد" كما شددت على التزام منتسبي القوات المسلحة والأمن بالتوجيهات والأوامر الصادرة عنها".


تنظيم "القاعدة"


واستثمرت جماعة "أنصار الشريعة " المرتبطة بتنظيم القاعدة" الأوضاع السياسية المضطربة في اليمن، وسيطرت لعدّة ساعات على مدينة المحفد بمحافظة أبين الجنوبية بعد هجوم شنّه زهاء 200 من مسلّحي التنظيم وتخلّله مواجهات بين المسلّحين ودوريات ومواقع عسكرية أسفرت عن مقتل أربعة جنود وإصابة آخرين إلى مقتل ثلاثة من مسلّحي التنظيم.


وأفلحت قوات الجيش ومقاتلو اللجان الشعبية من تحرير المدينة، التي كان التنظيم يعتزم إعلانها إمارة إسلامية، بعد شنّ مقاتلات من سلاح الجو اليمني غارات على مواقع المسلّحين، أرغمتهم على الفرار بعدما كانوا سيطروا على وسط المدينة ومنافذها إلى مهاجمتهم معسكر اللواء 39 مدرع.
وفي محافظة البيضاء تجدّدت المواجهات بين مسلحي اللجان الشعبية التابعة للحوثيين ومسلحي "القاعدة" في منطقة قيفة بمحافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.


وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية إن مسلّحين مجهولين اغتالوا نائب مدير أمن مديرية ماوية بمحافظة تعز وأصابوا اثنين من مرافقيه، مشيرة إلى أن المسلحين الذين كانوا يستقلون سيارة تويوتا بيك آب أطلقوا النار على المقدّم احمد الأحول فأردوه وأصابوا مرافقيه قبل أن يلوذوا بالفرار.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم