الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الراعي: آن الآوان ليدرك الجميع فظاعة الفراغ الرئاسي

المصدر: "الوكالة الوطنية للإعلام"
الراعي: آن الآوان ليدرك الجميع فظاعة الفراغ الرئاسي
الراعي: آن الآوان ليدرك الجميع فظاعة الفراغ الرئاسي
A+ A-

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة بولس الصياح، جورج شيحان وعاد ابي كرم، والمونسينيور جوزف البواري ولفيف من الكهنة، بحضور وفد من رابطة قنوبين للرسالة والتراث، دكاترة الجامعة اللبنانية كلية العلوم الاقتصادية وادارة الاعمال - الفرع الثالث وحشد من المؤمنين.



بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "ابني هذا كان ميتا فعاش، وضالا فوجد"، (لو15: 24) قال فيها: "(...) يشرح لنا الرب يسوع مفهوم المصالحة. إنها مصالحة مع الله والذات والجماعة. لكنها تنبع من محبة الله المتمثلة بما صنعه الأب مع ابنه العائد. بقبلة غفر كل خطاياه، وستر كل عيوبه. أما مفاعيلها: فهي استعادة حالة النعمة، المتمثلة بالثوب الفاخر؛ وحالة كرامة البنوة المتمثلة بالخاتم في الأصبع؛ والسير في طريق جديد، المتمثل بالحذاء.
هذه المفاعيل تؤهلنا للمشاركة في وليمة جسد المسيح ودمه، التي يعطينا فيها الله جميع الخيرات الروحية التي تملأ كياننا وتقدسنا، وتطلقنا لحياة جديدة ولرسالة في العائلة والكنيسة، وفي المجتمع والدولة".


وتابع: "لا تنحصر الخطيئة في الإطار الشخصي وعلى المستوى الروحي فقط، بل لها نتائجها السلبية على العائلة عندما يدخلها الانقسام لأسباب متنوعة، وعلى الكنيسة، عندما ينفصل المؤمنون عن حياتها ورسالتها، وعلى المجتمع عندما تسوده اللاأخلاقية والانقسامات والاعتداءات، وعلى الدولة عندما يهمل المسؤولون واجباتهم في إدارتها وتفعيل مؤسساتها، وعندما يهملون شؤون المواطنين، ولا يعملون للخير العام.
إننا نعود، في هذا السياق، إلى تعليم واضح للقديس البابا يوحنا بولس الثاني، في الإرشاد الرسولي "بشأن المصالحة والتوبة في رسالة الكنيسة اليوم"(2 كانون الاول 1984). ونقرأ على ضوئها واقعنا اللبناني على مستوى المجتمع والدولة".
وقال: "الخطيئة، بالمعنى الحصري، هي دائما فعل الفرد الحر، وفعل فئة أو جماعة. فتقع نتائجها وأخطارها على الخاطىء عينه، أي على علاقته مع الله، وعلى عقله، فتضعف إرادته، وتظلم بصيرته. هذه تسمى خطيئة شخصية. ولكن بسبب نتائجها تدعى أيضا خطيئة إجتماعية بثلاثة معان:
أولا، لإنها خطيئة كل من الناس بسبب الترابط في ما بينهم. فخطيئة الواحد تؤثر، بطريقة ما، على الآخرين. فكما "كل نفس ترتفع، ترفع معها الآخرين"، كذلك "كل نفس تنحدر، تحدر معها الآخرين".


ثانيا، لإنها إهانة للقريب والأخوة وفي الوقت عينه لله. ذلك أنها تنافي شريعة محبة القريب، وهي الثانية بعد شريعة محبة الله فوق كل شيء(متى22: 39). فهي خطيئة إجتماعية عندما تمس حقوق الناس الأساسية؛ وعندما تنتقص من حرية الآخرين، ولا سيما حرية العبادة والمعتقد؛ وعندما تنال من كرامة الإنسان وشرفه؛ وعندما تقترف بحق الخير العام وحاجات المواطنين وحقوقهم وواجباتهم؛ وعندما يهمل الحكام ورجال الاقتصاد العمل على تحسين المجتمع؛ وعندما يخل العمال بواجب الحضور والقيام بالعمل لتمكين المؤسسات من مواصلة تأمين خيرهم وخير عائلاتهم والمجتمع كله.
ثالثا، لأنها إخلال بالعدالة والحرية والسلام التي تقوم عليها العلاقات السليمة بين مختلف الجماعات البشرية، عندما يسود صراع الطبقات والفئات والخصومات المتمادية".


وختم الراعي: "لقد آن الأوان لكي يقف اللبنانيون، لا سيما نواب الأمة والكتل السياسية أمام ضميرهم وأمام الله. وليدركوا فظاعة عدم انتخاب رئيس للدولة وما يتسبب به من شلل للمجلس النيابي الذي مدد لنفسه وفي الوقت عينه عطل نفسه بعدم انتخاب الرئيس. وليدركوا أيضا فظاعة الفراغ الرئاسي الذي يضع الحكومة في أزمة مع نفسها، ويعطل التعيينات، ويفرغ السفارات اللبنانية من سفرائها، ويحول دون أن يقدم سفراء الدول أوراق اعتمادهم. أجل، ليقروا، شأن كل إنسان في هذا الزمن المقدس، بخطيئتهم الشخصية التي تكبر جسامتها بمفاعيلها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية.
يا رب، حرك، بنعمتك، ضمائرنا وضمائر الجميع لكي نعود إليك، عودة الابن الضال، بروح التوبة. فنستحق أن نرفع من قلوب صافية نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم