الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

أليس شبطيني تروي لـ"النهار" استبعادها من معهد القضاء لأنها امرأة

المصدر: "النهار"
كلوديت سركيس
كلوديت سركيس
أليس شبطيني تروي لـ"النهار" استبعادها من معهد القضاء لأنها امرأة
أليس شبطيني تروي لـ"النهار" استبعادها من معهد القضاء لأنها امرأة
A+ A-

مسيرة وزيرة المهجرين أليس شبطيني هي رمز للمرأة اللبنانية العاملة في الشأن العام وعبدت الطريق امامها في القضاء، ثم شقت الدرب الى السياسة وتتعاطى معها على طريقتها.


تقول في حديث الى "النهار": "عندما بدأت عملها في القضاء كانت مع اربع قاضيات اخريات سبقتهن زميلة واحدة الى السلك قبل نحو ستة اعوام القاضية تيتانا غلام التي لم تكمل مسيرتها ﻻسباب خاصة. ولم تكن النساء مرغوب بهن في القضاء حينذاك ﻻسباب سياسية. فرغم فوزي في مباراة الدخول الى معهد القضاء، استبعدت. ارادوا آنذاك 40 قاضيا. ولم يفز في المباراة الا 24 قاضيا. وصدر مرسوم تعيين الدفعة قضاة اصيلين بلا اسمي ﻻنهم ﻻ يريدون المرأة في القضاء. كان عمي صديق رئيس الجمهورية حينذاك سليمان فرنجية، واخبره بانني فزت في المباراة. وعندما صدر المرسوم بادره رئيس الجمهورية بأنه وقّع مرسوم القضاة ولم ير اسمي فيه. عندها قصدت وزارة العدل وعاينت ﻻئحة الفائزين بالمباراة معلقة على جدار الوزارة فوجدت اسمي بين الفائزين، عندها طلبت في الوزارة تزويدي بقسيمة النتائج، وحين رفضوا قلت لهم ان رئيس الجمهورية من يطلبها، عندها منحوني اياها. واضافوا ستة قضاة على المرسوم ﻻن لبنان في حاجة الى قضاة بينهم المديرة العامة في وزارة العدل القاضية ميسم النويري التي فازت معي. وبعد دورتنا توقف تعيين المرأة في القضاء الى ما بعد الثمانينات رغم ان التعيين يتم عبر المباراة".


تتابع: "من الصعب في مجتمع ذكوري تقبل المرأة العاملة وقتذاك فكيف بامرأة قاضية". تعتبر شبطيني انها كانت موضع امتحان في بداياتاها المهنية. وتقول: "كنت افكر في كل خطوة اخطوها ﻻكون المثل الصالح للمراة في القضاء ". بقيت وزيرة المهجرين في عملها القضائي في طرابلس 15 عاما الى ان طلبت نقلها الى قصر العدل في بيروت عام 1994. يعد امر طبيعي ان تواجه المرأة عقبات في طريقها وقتذاك. فتقبلها خارج المنزل كان صعبا وسابقة. اﻻمر تبدل اليوم عن تلك الفترة. وبات حضورها اكثر قبولاً. وتكاد تناصف الرجل في القضاء اليوم مثلا وتتطلع الى المزيد في الحقل السياسي". وتشير شبطيني الى انها نادرا ما واجهت مشاكل في كل مسيرتي القضائية. "لي شخصيتي. وﻻ عداوة لي مع احد ﻻ من المحامين وﻻ من القضاة. اقولها للمرة اﻻولى. كان محامو طرابلس اكبر دعم لي عندما طلبت نقلي الى بيروت. وهذا ما ﻻ انساه. ونقلت الى بيروت مستشارة في محكمة التمييز، وهو من اهم المراكز القضائية في نظري. ففي فرنسا هو فخر للقاضي. وبالنسبة لي هو لذة في العمل القانوني. احببته. وعرض علي ﻻحقا خلال اعداد مشروع تشكيلات مركز رئاسة محكمة اﻻستئناف في بيروت، فرفضت ﻻنني كنت مكلفة برئاسة محكمة التمييز بعد احالة القاضي لبيب زوين على التقاعد. وكان جوابي رئاسة غرقة محكمة تمييز او ابقى مستشارة فيها لان لذتي العمل القانوني وليس المنصب الذي ﻻ يعني لي شيئا رغم انني كنت رئيسة غرفة في محكمة التمييز بالتكليف حيث بقيت لغاية تعييني رئيسة محكمة التمييز العسكرية في غرفتيها الجنائية والجنحية".


ام كلبشا


ولكن الناس في مقتبل عمل الوزيرة قاضية كيف تقبلوا الفكرة؟ تروي شبطيني انها "بينما كنت مستشارة في محكمة اﻻستئناف في طرابلس كان احد المحامين يدخل المحامي الى الغرفة ويلقي التحية على رئيسها فحسب في حضوري والمستشار اﻻخر . وعندما عينت رئيسة محكمة بداية تعثر المحامي اياه اثناء محاولته تقبيل يدي. واذكر ان قاعة المحكمة كانت تغص بالناس .حضروا لرؤية رئيسة المحكمة على القوس. واﻻمر نفسه حصل في محكمة جونية عندما كنت متدرجة والحقت بها.وذات مرة دخلت الى غرفة رئيس المحكمة في حضور وعندما علم انني قاضية، قال: "معاذ الله النساء ناقضات عقلا ودينا . واجبته بطريقة تحافظ على احترام اﻻخر".


تجربة لها معاناتها "اكيد"، تجيب وتضيف "ان لم يثبت الانسان نفسه ﻻ احد يحترمه او يثق به. كنت احضر لوحدي الى غرفتي في قصر العدل في بيروت للعمل في ملفات جنائية في البقاع .ويكون مقفرا.وذات يوم حضرت فوجدت اهل المدعى عليهم ينتظرون في الممر المؤدي الى غرفة المحكمة ما يعني انني اتكلت على ثقة الناس بي".


ووصفت شبطيني المركز الذي شغلته في محكمة التمييز العسكرية بالدقيق والصعب، "ﻻنني كنت المراة اﻻولى التي تدخل المحكمة العسكرية حتى كتبة نساء لم يكن فيها. واول وصولي قيل "جايينا امراة تحكمنا. جايينا ام كلبشا".


تغيرت اﻻجواء على شبطيني بانتقالها من القضاء الى الوزارة "ﻻختلاف طبيعة المركزين. وعاطفيا القضاء اجمل ﻻن الملف ينتهي عندما اريد انهاءه. اما في السياسة فالعمل ﻻ ينتهي. هو متواصل يحتاج كل الوقت. وانا متفرغة له. كنت احمل الملف القضائي معي الى منزلي وادرسه ساعة اشاء واخمره في رأسي. اما في السياسة فدرس الملف وحدي ﻻ يكفي. في وزارتي انا اتخذ قراري ولكن في مجلس الوزراء القرار ليس لي انما اصوت عليه. وجدول اعمال اجتماع المجلس محدد بمواضيع وﻻ يحق لي اثارة مواضيع اخرى من خارجه. ونسمع الصراخ في مواضيع اخرى في الخارج من المرفأ الى سد جنة الى كازينو لبنان ويقولون ايضا بالفساد. بصورة عامة لكل منا ان يحد من الفساد في وزارته. فالموضوع العام يقتضي معالجته.


وترى من المبكر طرح سؤال في اي من العملين القضائي او السياسي نجحت اكثر ﻻنها حديثة العهد في الوزارة.وتقول في العمل السياسي ينزل المسؤول عند الشعب الى الشارع لسماع طلباته وﻻ يحق له الرفض، فيما القضاء سلطة ويقتضي الحفاظ على مسافة مع الناس. وتحرص وزيرة المهجرين على "العلاقة المباشرة بيني وبين المواطن وليس من باب واسطة الاحزاب او الفئات. وبابي مشرع للجميع. والناس مرتاحون لهذه الطريقة ويعبرون لي عن ذلك".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم