الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

هذه هي المرأة اللبنانية... القوية!

كلودا طانيوس
هذه هي المرأة اللبنانية... القوية!
هذه هي المرأة اللبنانية... القوية!
A+ A-

تزداد وتتطوّر إنجازاتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، على الرَّغم من الصعوبات والعوائق والتحديات، فالمرأة اللبنانية لا تنفكّ عن إبهار محيطها، أكان محلياً أو عالمياً، ومن واجب اللبنانيين استثمار قدراتها.


هذا ما ركّز عليه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالته لعام 2015 بمناسبة "يوم المرأة العالمي"، إذ ذكر أن النساء يؤدين لا محالة إلى التقدم الاقتصادي والتطور الاجتماعي والسياسي في العالم، ما يعزّز الاستقرار والكرامة الإنسانية.


 


 


"الرجل غيّر نظرته إلى المرأة اللبنانية"


وفي هذه المناسبة، يمكن للبنان أن يرفع رأسه بعنصره النسائي الذي يتقدّم وينجح في مجالات العمل كافّة، ما جعله يحتلّ في العام الفائت مواقعَ عديدة في لائحة "أقوى 200 امرأة عربية" من Forbes Middle East.


فكان المنصب الواحد والخمسون في لائحة إدارة الشركات العائلية – عدا عن الجوائز الأخرى التي تسلّمَتها حديثاً - من نصيب اختصاصية التغذية السيدة سوسن وزّان جبري، المؤسسة والمديرة العامة في Diet Center، التي لفتت في حديثٍ لـ"النهار" إلى أن "وعي المرأة تتطور اليوم، وأصبح بإمكانها الوصول إلى المنصب الذي تريده"، معتبرةً أن "وعيها يؤدي بها تدريجياً للحصول على حقوقها وتحمّل مسؤوليتها تماماً مثل الرجل".



"فالرجل اللبناني غيّر نظرته إلى المرأة اللبنانية"، تؤكد جبري، ذاكرةً أنه "أصبح يعتمد على عملها ومردودها وقدراتها لتأسيس عائلة"، من دون أن تنفي أنه "يبقى عند المرأة، في أيّ دولةٍ كانت، شق عاطفي يحثّها على رعاية أطفالها والعائلة، ما يجعل مسؤوليتها كبيرة، أي في العمل وفي العائلة معاً".


 


"لرفض النمطية الاجتماعية التي تجعل الزواج هدف المرأة الأول"


من جهةٍ أخرى، تبرز في الحقل المالي والاقتصادي إرادةٌ لبنانية مُلهِمة متمثّلة في السيدة جومانا باسيل شلالا، نائبة المدير العام ومديرة الإدارة المصرفية للأفراد في بنك بيبلوس، صاحبة المركز التاسع والثلاثين في لائحة Forbes ME عن الإدارة التنفيذية.



فهي تدعو المرأة اللبنانية إلى الاستقلالية، رافضةً "النّمطية الاجتماعية التي تجعل الزواج هدفَها الأول فلا تأخذ حياتها المهنية على محمل الجد وتعتقد أن الرجل سيقوم بمساندتها عاجلاً أم آجلاً".


وتجيب "النهار": "نصيحتي هي أن تسعى المرأة وراء خيارها في مجال العمل، إذ يجب أن تتكل على نفسها، وتحقق استقلاليتها المادية، وتطور قدراتها، وتلعب دوراً اقتصادياً وتنموياً فعالاً على مستوى عائلتها وعلى مستوى الوطن".


 


الشغف والمثابرة للنجاح


لم يتحقق الأمر مع شلالا لو لم تتدخل المثابرة التي تحلّت بها، فهي تحبّ التحديات والخوض في مجالات جديدة والدفع باتجاه ما يحسّن حياة الناس، كما تُخبر "النهار"، وتؤكد أن "هناك عوامل عديدة لعبت دوراً أساسياً في وصولي إلى هذا المنصب المتقدم في بنك بيبلوس، أهمها: مثابرتي، ووجودي في المكان المناسب مع الأشخاص المناسبين في الوقت المناسب".


توافقها الرأي السيدة جبري، التي أكدت أن على المرأة "أن تبحث عن شغفها لتختار مجال العمل الذي تحبّه، وأن تتّخذه على مجمل الجدّ"، وأشارت إلى أن "مجرّد المضيّ في هذه الطريق يجعل المرأة قوية وناجحة، خصوصاً أنها توازن بين عملها وعائلتها".


 


بين المهنة والعائلة: هل تنجح المرأة؟


فيما يعتبر البعض أن نجاح المرأة مهنياً يدل إلى أنها عاجلاً أم آجلاً ستقصّر في واجباتها العائلية، خصوصاً في تربية ورعاية الأولاد، ترفض جبري هذا الاعتقاد، مؤكدةً أن كل امرأة تصبح "قديسة" جرّاء إحاطتها التلقائية لعائلتها بالمحبة.


وبدورها، تؤكد شلالا لـ"النهار" أنها تركّز على نوعية الوقت الذي تمضيه مع عائلتها وليس على الكمية، وتردّ بشكلٍ غير مباشر على المشكّكين بقدرة المرأة العاملة على رعاية عائلتها بالقول: "أنا أرى أن الحياة المهنية تنظم حياة المرأة وتجعل علاقتها بزوجها وأولادها ممتعة وصادقة أكثر، لأن لا وقت لكل ما هو سطحي وتافه، بل لكل ما له قيمة ومعنى، ولكل ما هو أساسي على حساب القشور".


 


يوم المرأة العالمي يذكّر بمسألة قوانين حماية المرأة في لبنان


كل يوم هو يوم المرأة، بالنسبة إلى نائبة المدير العام في بنك بيبلوس، "وكل يوم هو تحد لها كي تثبت نفسها وتصل إلى أهدافها وتضع نفسها حيث يجب أن تكون"، على حدّ قولها.


لكن شلالا تضيف: "ربما يكون "يوم المرأة العالمي" مناسبة للتذكير بضرورة سن قوانين تكفل لها حقوقاً مساوية للرجل، فالمرأة يجب أن تسير مع الرجل، لا أمامه أو خلفه، وهي خير سند وعين له ومن البديهي أن تكون لها حقوق مساوية للحقوق التي يتمتع بها".


وهو ما أشارت إليه كذلك السيدة سوسن جبري، ذاكرةً التقاليد التي تحدّ من حرية المرأة وتجعلها تتصرف بطريقة معينة، لكنها تعود لتتفاءل فتؤكّد أن "كل امرأة لبنانية هي ناجحة وقوية بعملها وبموقعها كأم خصوصاً، وكل يوم هو يوم المرأة والأم أصلاً"، مستشهدةً بالقول المأثور: "الجنّة تحت أقدام الأمهات".


 


[email protected] / Twitter: @claudatanios

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم