الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

" داعش" لم يفرج عن الأسرى الآشوريين والتخوّف من تصفيتهم!

أسرار شبارو
أسرار شبارو
" داعش" لم يفرج عن الأسرى الآشوريين والتخوّف من تصفيتهم!
" داعش" لم يفرج عن الأسرى الآشوريين والتخوّف من تصفيتهم!
A+ A-

"تنظيم الدولة الإسلامية أفرج عن الآشوريين المختطفين"، خبر تم تداوله أمس وطرح علامات استفهام وتعجب عدة، فليس من سمات "داعش" الرحمة والصفح عمن "يقع" بين أيديه، فكيف، اذاً، بهذه السهولة والسرعة يطلق من يعتبرهم ورقة رابحة لمشاريع مستقبلية ما فتئ يخطط لها بعناية.


الخبر أثلج القلوب، " فالمختطفون ليسوا شخصاً او اثنين بل 255، منهم 126 من تل شميران، 93 من تل الجزيرة، 10 من تل هرمز، والبقية من قبر شامية وتل فيضه"، بحسب مدير الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان اسامة ادوارد لـ"النهار". لكن ما دقة ما تم تداوله وهل فعلاً وصلوا الى المطرانية الآشورية في الحسكة، واذا كان الخبر صحيحاً فما الثمن الذي قبل به التنظيم؟ ومن هو المفاوض الذي استطاع بأيام انهاء ملف في هذا الحجم في حين مرّ على اختطاف العسكريين اللبنانيين نحو ثمانية اشهر وما زال ملفهم عالقاً بين اشواك المفاوضين.
"ما أعُلن أمس عن اطلاق الآشوريين غير صحيح" بحسب ما أكده لـ"النهار" مصدر في الكنيسة الآشورية في لبنان "لا نعلم لماذا أصدر المرصد السوري لحقوق الإنسان هذا الخبر، ليعود ويسحبه من موقعه". الكنيسة الآشورية قامت باتصالاتها وتأكدت من أن الآشوريين لا يزالون عند التنظيم "المفاوضات تجري عبر أكثر من صعيد وأولاد الخير كثيرون، علنا نصل الى جعل هذا الخبر حقيقة في القريب".


أخبار الصباح معاكسة
"قد يكون الخبر الذي تم تناقله عن اطلاق الآشوريين استند إلى معلومات حصل عليها المرصد من داخل التنظيم الذي ربما قرر اطلاق سراحهم بعد حكم محكمته الشرعية عليهم" بحسب ادوارد الذي اعتبر أنه "منذ اعلان الخبر عبر وسائل الاعلام انتظرنا وصول الآشوريين، لكن، ويا للأسف، ذلك لم يحدث، بل على العكس فإن اخبار الصباح كانت معاكسة تماماً للأجواء الليلية، حيث سيطر التنظيم فجر اليوم على ثلاث بلدات آشورية جديدة هامة في الضفة الشمالية لنهر الخابور". واضاف: "تمكن التنظيم من عبور نهر الخابور ليلاً والسيطرة على بلدتي تل نصري وتل مغاص بعدما انسحب منها المقاتلون الآشوريون باتجاه بلدة الركبة على بعد خمسة كيلومترات تقريباً فيما استكمل داعش سيطرته على بلدة تل حفيان المجاورة".


مظلة المفاوضات
طرفان يشاركان في المفاوضات الجارية مع "داعش" لعودة الآشوريين الى حريتهم بحسب ادوارد، "الطرف الأول يضمّ قادة ميدانيين محليين سبق أن تفاوضوا مع داعش وتمكنوا حينذاك من اطلاق سبعة آشوريين في شهر تشرين الثاني الماضي مقابل جزية بلغت 1700 دولار عن كل شخص، وذلك باعتبارهم مسيحيين في دولة اسلامية لم يرتكبوا مخالفات فيها، الاشخاص عيتهم يتواصلون اليوم مع التنظيم. أما الطرف الثاني من جهة العرب فهم زعماء عشائر لهم نفوذهم كعشيرة الطي والجبور اللتين لهما حضور قوي في مناطق سيطرة داعش. هذان الطرفان يعملان تحت رعاية أسقف كنيسة المشرق مار افرام اثنائيل الذي اسميه مظلة المفاوضات، وقد اسفرت الحوارات غير المباشرة بين الاسقف والتنظيم من طريق طرفي المفاوضات الى اطلاق 23 شخصاً من الآشوريين المختطفين الى الآن، الدفعة الأولى كانت الأحد الماضي والدفعة الثانية كانت يوم الثلثاء".


أجواء ايجابية، ولكن!
على الرغم من أن البلدات الآشورية كانت تعرف بغنى طبيعتها ونهرها، الا انه منذ عام 1997 تهاوت هذه القرى بعد أن تم تجفيف مياه النهر، " داعش يعلم هذا الأمر وجيران الآشوريين السنة يعلمون ذلك، وهم متأكدون أن لا علاقة للآشوريين بالقتال الدائر في سوريا لذلك يتم اطلاق سراحهم على دفعات" يقول ادوارد الذي تابع "الأجواء من طرف داعش ايجابية، والأسلوب الذي اتبعه عند ذكر خبر اطلاق الآشوريين على صفحاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي دليل على ذلك، فقد تم التداول عن اطلاق سراح النصارى الآشوريين بعدما اثبتوا أنهم لم يخالفوا دولة الخلافة. تم ذكر نصارى وليس كفاراً كما في عادة التنظيم اطلاق توصيفاته على المسيحيين".


مخاوف من منحى دموي
ما يخاف منه ادوارد ان يقوم النظام السوري وغيره من المتضررين من عمل يستفز داعش لتكبير الأزمة حتى تأخذ منحى دموياً يكون المنتصر الأكبر فيه هو النظام، "الذي يريد ان يظهر للعالم جرائم داعش وانه هو حامي الاقليات، على الرغم من أنه لم يحرك ساكناً ولم يحرك اي من قطعات جيشه المتمركزة على بعض كيلومترات لمواجهة التنظيم او وقف تقدمه في السيطرة على المزيد من البلدات والقرى الآشورية في المنطقة منذ 23 شباط الماضي".
"الضباب يغيم على الطريق التي تسلكها المفاوضات مع التنظيم، ومصير الآشوريين محجوب عن الأنظار إلى حين" ختم المصدر الكنسي.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم