الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

شعر - نصوص في الخيبة والندم

جوان سوز
شعر - نصوص في الخيبة والندم
شعر - نصوص في الخيبة والندم
A+ A-

(إلى طالبة جامعية، أتمنى لكِ التوفيق في كل شيء إلا في حياتكِ)


وحدهم سوف يبكون ندماً
الذين انتظروا رسائلكِ الفارغة
الحمد لله لستُ منهم
لأنّني أكرهكِ إلى درجة كبيرة
حتى أنّني أتمنى الموت
في بعض الأحيان.
* * *


نعم
الموت الذي أتمناه
واستحقه
مثل حبّكِ
تماماً.
* * *


حبُّكِ الذي من طرفٍ واحد، حبُّكِ الذي من دون مقابل، حبُّكِ الذي يؤلم مجاناً، حبُّكِ الذي يكثر من التدخين والقهوة، حبُّكِ الذي يحثّ على المهدئات ويضرّ بالصحة، حبُّكِ الذي يحارب النوم، حبُّكِ الذي يترك الندم، حبُّكِ الذي يصارع الانتظار، حبُّكِ الذي يؤدي إلى الانتحار شنقاً، حبُّكِ الذي يرغب بالطيران، حبُّكِ الذي يحبّ العصافير ويبكي، حبُّكِ الذي يكره الدم، حبُّكِ الذي يقاوم الضجيج ويسمع الموسيقى، حبُّكِ الذي يكاد أن يختنق في الهواء، حبُّكِ الأعمى الذي لا يراه أحد، حبُّكِ الذي تهربين منه، حبُّكِ الوحيد مثلي، حبُّكِ الغامض كخيال مسافرٍ تائه، حبُّكِ الكبير الذي لا يقف في أي محطة، حبُّكِ الذي ينتظر من دون جدوى، حبُّكِ الذي لا يعرف النسيان، حبُّكِ الذي لا يغرق ولا يضيع، حبُّكِ الذي يتمنى أن تمطر السماء دائماً، حبُّكِ الذي يبلّل نفسه بنفسه، حبُّكِ الذي يدوم طويلاً وهو يصفق بيد واحدة حتى ينسى أيام الأسبوع، حبُّكِ الذي يقلق حتى يقتل القلق، حبُّكِ الذي يرقص فرحاً، حبُّكِ هو أنا، وأنا أتعس رجل في العالم، أفشل شاعر في الحبّ، أنا رجل أحمق يحبّ من طرفٍ واحد، وذاك العاشق الذي يسخر من نفسه وهو يهدي قصائده إليكِ.


* * *


أتعرفين!؟
* * *


قلبي جدارٌ طويل علّقتُ عليه صورتكِ.
* * * 
نعم، صورتكِ التي أنظر إليها كلما أضعتُ نفسي كي ترشدني إلى شيءٍ ما، صورتكِ التي أعيش فيها وحيداً، دونكِ، ومعكِ، صورتكِ التي تصفني بالفشل، صورتكِ التي تصرخ في وجهي كلّما سألتُ نفسي متى تخرجين من حياتي، صورتكِ التي نظرتُ إليها في آخر مرة حتى صارت جزءاً منّي.


* * * 


أنا طفلكِ البائس الذي تعلّم القراءة من رسائلكِ الفارغة، أنام غاضباً، أحلم غاضباً، أستيقظ غاضباً، أغسل وجهي غاضباً، أفرش أسناني غاضباً، أخرج من البيت غاضباً، أتحدث مع أصدقائي غاضباً، أمشي في الشارع غاضباً، أجلس في المقهى غاضباً، أعود من المقهى غاضباً، أتشاجر مع أمي غاضباً، أتناول العشاء غاضباً، أغلق هاتفي غاضباً.


* * *


لأنني أعلم أنّكِ تفضلين أصدقاءكِ عليَّ.
* * *


أنا مريض ومتعب ومرهق وحزين وكئيب ومستاء ومتشائم وأكاد أن أنفجر لأنّهم يشتمون والدتكِ أمامي. أروع ما فيها أنّها أنجبتكِ لي.
* * *


أنا الذي أحرقتُ كلّ قصائدي التي لم تكن لأجلكِ، أنتِ كذبة كبرى، وحبُّكِ قضاء وقدر، أنتِ التي حبُّكِ في قلبي ثم في السماء.
* * *


وليتكِ تُدركين أنّ كل ما لديَّ يعشقُكِ، وأنّني أكتب عنكِ، ولكِ، كي أراكِ بين أصابعي إذا ما تزوّجتِ سواي يوماً.
* * *


أنتِ أجمل ما في سيرتي الذاتية التي لم يكن وجهها غريباً عنّي، التي قلت عن يدها الباردة، إنّها دافئة جداً حين هربتْ منّي في فقدان الحياة اليومية، أنا الذي قررتُ أن أجمع رسائلك الفارغة في مجموعة شعريّة لستِ من قرّائها.


* شاعر وصحافي كردي سوري

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم