الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

قرنايل ودعت بشير هلال: كان صوت الثورة السورية في العاصمة الفرنسية

المتن الأعلى – رمزي مشرّفيّة
قرنايل ودعت بشير هلال: كان صوت الثورة السورية في العاصمة الفرنسية
قرنايل ودعت بشير هلال: كان صوت الثورة السورية في العاصمة الفرنسية
A+ A-

ودعت قرنايل ابنها المناضل المحامي بشير هلال في مأتم مهيب، شارك فيه النائب وليد جنبلاط ونجله تيمور ووفد حزبي ضم الوزيرين أكرم شهيب ووائل أبو فاعور، النائب السابق أيمن وعدد من مسؤولي الحزب الاشتراكي، النائب السابق الياس عطالله، الأمين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة، رئيس اليسارية اللبنانية منير بركات، المدير العام وزارة المهجرين أحمد محمود، رئيس الصندوق المركزي للمهجرين العميد نقولا الهبر، رئيس الاركان السابق شوقي المصري وفاعليات.


بعد تعريف من المربي عماد المصري، ألقى الدكتور رياض نجم كلمة أصدقاء الفقيد، أشار فيها إلى أن الراحل "كان يؤمن بأن الحرب في لبنان هي حرب الآخرين على أرضه وأن سلامه أصبح خردةً في لعبة الأمم". وتحدث عنه "رفيقا يساريا حمل هم الناس وطموحات الشعوب المقهورة ودعم نضالها في توقها للحرية، وقال له ها أنت تخاطب أطفال درعا وتردد مع الشعب السوري وشهدائه هتاف الحرية بنظرية سمير قصير أن حرية الياسمين في دمشق ستزهر حتماً في بيروت، ولم يخيب ظنك وليد جنبلاط عندما تقدم الجموع وأطلق صرخته الشهيرة بوجه نظام الوصاية: كفى! ولقد عشت في فرنسا منذ العام 1983 لكن لبنان لم يغب عن بالك يوما ورحلت وأنت تحلم به وطناً عزيزاً يحتضن أبنائه كباقي الأوطان".


وألقى عطالله كلمة اليسار الديموقراطي، فاستذكر مسيرته "طالبا ونقابيا مناضلا بين العمال ويساريا متاثرا بفكر كمال جنبلاط ونضاله الفكري الداعي للتحرر وحراكه الثوري في دعم استقلال لبنان ونضاله في سبيل تحرير لبنان من هيمنة النظام السوري وتاسيس الحركة اليسارية في لبنان وطلب زرع شجرة قرب ضريحه".


وألقى كلمة اصدقاء الراحل في فرنسا هادي الأسعد، مشيرا إلى أن "عائلة بشير الكبرى هي أصدقائه ومحبيه"، وقال "حياته في باريس كانت دائمة النشاط والحراك السياسي وفيها الكثير من التفاني لأجل لبنان وفلسطين وسوريا". وأشار إلى "المكتبة في باريس التي كانت ملتقى المفكرين والمناضلين السريين وكل تواق للحرية". وأضاف: "لقد كان بشير في نقاش جدي مع نفسه قبل الجدال مع الآخرين وكان هاجسه في الفترة الأخيرة خروج الهيمنة السورية من لبنان وقيام المحكمة الدولية بالاقتصاص من قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وآمن بالانسان وحقوق المرأة، كما أسس نادي الكتاب اللبناني وكان مقتنعا أن خلاص سوريا من خلاص لبنان والعكس صحيح".


وألقى المحامي نشأت هلال كلمة العائلة، فأشاد به "مناضلا وقريبا محبا وداعما لأبناء بلدته"، أما نجل الفقيد سلام فاستذكر محطات النضال مع والده وخاطبه بقلب ابن يودع والده ويعاهده الوفاء.


وألقى العريضي كلمة، قال فيها: "بشير هلال الذي عرفناه في مسيرة المناضلين الوطنيين في الحزب الشيوعي اللبناني في أرقى تجربة سياسية في تاريخ لبنان الحديث، تجسدت في لقاء الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، ثم ارتقت وتألقت وتجلت بالحركة الوطنية اللبنانية، تلك المسيرة التي قادها على مدى أعوام من الزمن معلمنا ورفيقنا جميعا كمال جنبلاط، كان واحدا من المناضلين الشرفاء في هذه المسيرة التي جسد في كل حياته قناعاته بأمانة وعزة وكرامة وتواضع، بشير الذي عرفته شخصيا في هذه المسيرة ترفع عن كل الحسابات السياسية الفئوية الضيقة ورافع ودافع عن الناس من اجل الحق بمهنة الحقوق والعدالة، بالكلمة والموقف والممارسة فكان أمينا لهذه المسيرة في كل مراحل حياته في العمل السياسي والنقابي والوطني والاجتماعي، إلى أن غادر الى فرنسا، فكان مثال الانسان الوطني الملتزم، صاحب المجلس الانيق والمعدن الطيب والكلمة القوية الطيبة التي ترك موقعا للموقع للآخر رغم الاختلاف معه، فكان مكتبه وبيته، ولاحقا مكتبته محط لقاء لكل المناضلين الوطنيين اللبنانين والمثقفين العرب الذين تركوا السجن العربي الكبير وذهبوا الى فرنسا فبقيت الكلمة والامانة والمسيرة واحدة لديهم تجمعهم وهم يجتمعون في حضرة بشير الذي حمل معه من لبنان الى فرنسا آلام وآمال الفقراء والمعذبين، وجسد في مرحلة متقدمة من حياته هذه القناعة وذلك الالتزام، باندفاعه الكبير لنصرة اخوانه في الشعب العربي السوري المظلوم الذي يهجر ويقتل وتمارس بحقه مجازر جماعية ويعيش حال ابادة جماعية ويعيش حالة فقر واذلال تحت نير العبودية والقصف والتدمير بالبراميل المتفجرة وبالكيميائي وبالكلور وبكل وسائل التعذيب لانه قال لا للقهر ولا للظلم".


وأضاف: "بشير هلال كان صوت الثورة السورية بامتياز في العاصمة الفرنسية، واستمر حالما بنجاح الربيع العربي في سوريا وعواصم عربية اخرى، تألم كثيرا لان المعركة كانت صعبة وما تزال، لكنه كان مؤمنا بهذه الصعوبة واستمر على هذا الايمان حتى اللحظة الاخيرة من حياته".
وأردف العريضي: "نقول هذا ونحن نودعه بالارادة ذاتها والقناعات ذاتها، ولذلك تحدى بشير بجدارة ما قاله لي منذ أيام زعيمنا ورئيسنا بكلمات قصيرة معبرة، وهو الذي تعرف اليه والى اخلاقه ومحضره وقناعاته وطلته البهية وهيبته وحضوره ومرحه وطيبته وصدقه في الالتزام، بشير الذي تعذب وعانى وتألم ولم يعش حتى يرى الربيع العربي محققا في بلادنا، كان يدرك ان ثمة تقلبات في الطبيعة وفي المناخ العالمي بيئيا وسياسيا ادى الى تعثر هذا الربيع وتعثر وصوله الينا، لكننا بالارادة ذاتها، نحن مؤمنون يا بشير كما كنت مؤمنا أنه سيصل هذا الربيع ولو طال الزمن، ولو كانت الكلفة كبيرة، من فلسطين التي تناساها كثيرون وكنت واحدا من الذين ناصروا شعبها وقضيتها الى كل مواقع هذه الامة التي تتفتت وتتشرذم ويعذب أهلها فقط لان ثمة ارادة تغيير ظهرت فيها".


وقال العريضي: "اذا كان ثمة من يريد العودة الى لغة التهديد والوعيد في سياق حسابات معينة بسبب موقفنا مما يجري في سوريا، نقول لكل هؤلاء قتل كمال جنبلاط، وقتل في هذه المسيرة كبار في وطننا في مواقع مختلفة، وقدمنا تضحيات كبيرة، أصبنا بخيبات نعم، وأصبنا بنكبات نعم، لكننا لم نهزم ولن تهزموا فينا ارادة الحياة والانتصار لقضايا الحق والعدالة والحرية".


وأضاف: "أيا تكن تعهداتكم وأيا يكن وعيدكم فإن عهدنا واحد ووعدنا واحد، عهدنا هو الثبات على خط هذه المدرسة الوطنية النضالية الكبيرة التي قادها الشهيد كمال جنبلاط مع احزاب وطنية، وعلى المسيرة التي قدمت رفيق الحريري شهيدا وعددا آخر من كبار شهداء حركة التحرر في لبنان وفي العالم العربي، ووعدنا هو أن نبقى أوفياء لهذه المسيرة، يموت منا كثيرون ويبقى كثيرون، أما الباقون فهم ثابتون صامدون على هذه الارادة وعلى هذا العهد، هكذا كنت تعرفنا يا بشير، وهكذا سنبقى نكمل المسيرة والمصير".


وتابع العريضي: "قبل غيابه بأيام، كتب بشير آسفا متألما يقول، آسف لانني لن أرى زهر اللوز في لبنان، في الحتمية التاريخية يا بشير نقول لك، سيأتي يوم يحج الى ضريحك كثيرون مؤمنون مخلصون، مثلما سيأتون الى ضريح معلمنا والى اضرحة كل شهداء هذه المسيرة الوطنية، يضعون أجمل الزهور على الضريح ليقولوا لك، وفاء لك ولرفاقك ولكل شهدائنا، هذا هو ربيع الحرية قد أشرق ولو تأخر، هذه هي مسيرة المظلومين قد انتصرت وتوجت بهذا الانجاز". وتوجه الى الحضور وذوي الراحل باسم النائب وليد جنبلاط "بالتعزية القلبية الصادقة الحارة ونقول لك سنفتقدك كثيرا وسنبقى نحبك واوفياء للمسيرة التي جمعتنا". بعدها أقيمت الصلاة ووري الراحل في ثرى بلدته.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم