السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ما حقيقة انفصال "جبهة النصرة" عن "القاعدة" لتشكّل كياناً جديداً يطيح الأسد؟

المصدر: (رويترز)
ما حقيقة انفصال "جبهة النصرة" عن "القاعدة" لتشكّل كياناً جديداً يطيح الأسد؟
ما حقيقة انفصال "جبهة النصرة" عن "القاعدة" لتشكّل كياناً جديداً يطيح الأسد؟
A+ A-

قالت مصادر إن قادة "جبهة النصرة" في سوريا يدرسون قطع ارتباطهم بتنظيم القاعدة لتكوين كيان جديد لمحاولة الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.


وقد يحول ذلك "جبهة النصرة" من فصيل مسلح أصابه الضعف إلى قوة قادرة على التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية"، في وقت يتعرض فيه لضغوط من غارات القصف الجوي ومن تقدم القوات الكردية وقوات الجيش العراقي.


ورغم أن جبهة النصرة لا تنتظر قرارا نهائيا في شأن من مجلس الشورى الخاص بها إلا أنها لا تضيع وقتا. فقد انقلبت على جماعات صغيرة غير جهادية واستولت على أراضيها وأرغمتها على التخلي عن السلاح في محاولة لتدعيم نفوذها في شمال سوريا وتمهيد السبيل للكيان الجديد.


وقالت المصادر إن مسؤولين من أجهزة المخابرات تابعة لدول في المنطقة اجتمعوا مع أبو محمد الجولاني زعيم "جبهة النصرة" مرات عدة في الأشهر القليلة الماضية لتشجيعه على التخلي عن تنظيم "القاعدة" ومناقشة الدعم الذي يمكن لهذه الأجهزة تقديمه.


ووعد المسؤولون بالتمويل بمجرد تحقق الانفصال.


وقال مزمجر الشام وهو شخصية جهادية بارزة على صلة وثيقة بجماعات إسلامية من بينها "النصرة" في سوريا "الكيان الجديد سيرى النور قريبا وسيضم جبهة النصرة وجيش المجاهدين والأنصار وكتائب صغيرة أخرى".


وأضاف: "سيتم التخلي عن اسم النصرة. وستنفصل الجبهة عن القاعدة. لكن ليس كل أمراء النصرة موافقين ولهذا السبب تأجل الاعلان".


وأكد مصدر وثيق الصلة بوزارة الخارجية: "وعدت النصرة بمزيد من الدعم. أموال وإمدادات وخلافه بمجرد أن تقطع صلاتها بالقاعدة".
ومن المحتمل أن تؤدي المحاولة لابراز جبهة النصرة في ثوب جديد وتزويدها بالدعم إلى تعقيد الحرب في سوريا، حيث تستعد الولايات المتحدة لتسليح مقاتلي المعارضة غير الجهادية وتدريبهم من أجل محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية".


وتعتبر الولايات المتحدة "النصرة" من المنظمات الإرهابية كما فرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقوبات عليها. 


* محاربة تنظيم الدولة الإسلامية


وسيكون من أهداف الكيان الجديد محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" المنافس الرئيسي لـ"جبهة النصرة" في سوريا. ويتزعم الدولة الإسلامية الجهادي العراقي أبو بكر البغدادي الذي ساعد في تأسيس "جبهة النصرة" قبل أن يختلف مع الجولاني.
كانت "النصرة" في وقت من الأوقات أقوى الجماعات التي تحارب الأسد غير أنها ضعفت عندما رحل معظم قادتها ومقاتليها مع البغدادي لتأسيس الدولة الإسلامية. ثم قتل التنظيم بعد ذلك الكثير من قادة جبهة النصرة الباقين وصادر أسلحتهم وأجبرهم على الاختباء واستولى على مناطق نفوذ النصرة.
غير أن الدولة الإسلامية تعرضت لضغوط من الغارات الجوية التي تشنها طائرات تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة. كما أن التنظيم خسر أرضا لصالح المقاتلين الأكراد في سوريا ولصالح القوات المسلحة العراقية. لكنه أبعد ما يكون عن الانهيار.


لكن البعض يأمل أن يتمكن مقاتلو الكيان المزمع انشاؤه إذا انفصلت النصرة عن القاعدة من التصدي للدولة الإسلامية من خلال الحصول على التمويل المناسب والتسليح والتدريب.


وتقول مصادر جهادية إن الجولاني اقترح على مجلس شورى الجماعة أن تندمج الجبهة مع جيش المجاهدين والأنصار وهو جماعة جهادية أصغر تتألف من مقاتلين محليين وأجانب تحت قيادة قائد شيشاني.


وتأجل الإعلان بسبب اعتراضات بعض قادة جبهة النصرة الذين يرفضون فكرة الانفصال عن القاعدة. غير أن البعض يرى أن من المستبعد أن يوقف ذلك الجولاني عن المضي في خطته.


وقال مصدر في النصرة يؤيد خطوة الانفصال: "سينفذ الخطة فليس لديه خيار. الجبهة بحاجة إلى ذخيرة وتمويل. ومن لا يرضى بذلك فبوسعه الرحيل".
وتريد جبهة النصرة استخدام شمال سوريا كقاعدة للجماعة الجديدة. وقد شنت هجمات على جماعات يدعمها الغرب كانت الولايات المتحدة قررت أنها مؤهلة للحصول على دعم عسكري.


وفي محافظة إدلب بشمال سوريا استولت "الجبهة" على أراض من جبهة ثوار سوريا التي يقودها جمال معروف وأرغمته على الفرار. وفي الأسبوع الماضي هاجمت جماعة أخرى من جماعات المعارضة هي حركة حزم في محافظة حلب وأرغمتها على حل نفسها.


وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن نهاية حركة حزم سيكون لها أثر على قدرات المعارضة المعتدلة في الشمال.


غير أنه إذا تم حل "جبهة النصرة" وانفصلت عن القاعدة فليس من المتوقع أن تتغير عقيدة الكيان الجديد. فقد حارب الجولاني مع "القاعدة" في العراق. وحارب بعض القادة الآخرين في أفغانستان وتربطهم صلات وثيقة بزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.


وقال مصدر في جبهة النصرة في حلب: "بايعت جبهة النصرة الشيخ الظواهري لتفادي أن تضطر لمبايعة البغدادي لكن هذه لم تكن فكرة طيبة. وحان الوقت للتخلي عنها. فلم يكن في ذلك فائدة لجبهة النصرة بل أصبحت الآن على قائمة الإرهاب". 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم