الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

هكذا ترى فرنسا الأزمة اليمنية

باريس - سمير تويني
هكذا ترى فرنسا الأزمة اليمنية
هكذا ترى فرنسا الأزمة اليمنية
A+ A-

رأت مصادر فرنسية أن الهدف من "احتلال اليمن الشمالي من الحوثيين"، بحسب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، هو أن "ايران تريد السيطرة على باب المندب من خلال الحوثيين"، ذلك أن "سيطرتها على ممر تستخدمه ثلث التجارة العالمية يغنيها عن حيازة القنبلة النووية".


وتحدثت تلك المصادر عن تدخل عسكري إيراني مباشر في اليمن للسيطرة على هذا المنفذ الأساسي للاقتصاد العالمي، وذلك بخلاف ما تعلنه طهران عن عدم وجود علاقة لها بما يجري في اليمن ونفيها تدريب الحوثيين وإمدادهم بالسلاح والخبراء.


وحذرت المصادر من أن هذا التدخل قد يحول الانقسام الداخلي من قبلي الى مذهبي، فالحوثيين صاروا يحييون المناسبات الشيعية، بخلاف العادات والتقاليد اليمنية. أضف أن تصاعد النزاعات المذهبية يشكل مصدر قلق عميق في المستقبل قد يستفيد منها تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية".
ورأت المصادر أنه على رغم التدخل الإيراني المباشر الى جانب الحوثيين وحلفائهم، لم تقفز المسائل الجيوسياسية الى المرتبة الأولى. وإذ أقرت بأن ما حدث كان ثورة نفذها الحوثيين لمطالب سياسية واجتماعية، أضافت أن وراء حدث تحديات تتخطى اليمن، وليس أقلها أمن البحر الأحمر والتجارة الدولية وتهديدات تنظيم "القاعدة" وتنامي النفوذ الايراني التمددي مع النفوذ الخليجي في اليمن وتهديدات لبقاء اليمن بلداً موحداً أم تقسيمه فعلياً الى منطقتين كما في السابق. وفي هذا الوضع تتنافس شرعيتيان، من جهة شرعية دستورية ممثلة بالرئيس هادي في عدن، وشرعية ثورة شعبية في صنعاء. ويضاف الى ذلك الطابع التنافسي المذهبي بين الحوثيين الزيديين الذين يمثلون نحو ثلث السكان في اليمن وبقية السكان.


وعزت المصادر الفرنسية اقفال السفارة في اليمن إلى الوضع الأمني، مشيرة إلى أن وان الانتقال من صنعاء الى عدن مربوط بثلاثة معايير، توفير الأمن وسلامة طاقم السفارة وهذا غير متاح حالياً، وأن يكون الانتقال الى عدن له معنى اي ان يكون الديبلوماسيين قادرين على العمل والتواصل مع المسؤولين والرسميين ومع الاطراف السياسية المختلفة وإمكان الوصول إلى جويا بسهولة والأمر نفسه بالنسبة إلى مغادرتها. وثالثاً، الرسالة السياسية التي يمكن ان يحملها قرار الانتقال من صنعاء الى عدن. وفي هذا الإطار يُفهم أن باريس والعواصم الاوروبية لا تريد ان يفهم قرارها على انها توافق على تقسيم اليمن او تشجع على بقاء الوضع على ما هو عليه في الوقت الحاضر.


ودعت المصادر إلى إعادة النظر في الوساطة الدولية لجهة المرجعية وأهداف الحوار وتبديل المفاوضين بحيث يُختار اشخاص لديهم صلاحيات للحوار من دون العودة الى زعمائهم. كما يجب تغيير الحوار، وربما نُقل الى اثيوبيا باعتبار ان لكل طرف تحفظات على طرح الفريق الآخر. فالحوثييون يرفضون نقل الحوار الى الرياض، وهي مقر مجلس التعاون الخليجي والأطراف الاخرى ترفض استمراره في صنعاء، تحت رحمة الحوثيين وحلفائهم. لذلك من الأفضل قيامه في منطقة محايدة.


غير أن ذلك ليس عامل نجاحه الوحيد، بل الجدية فيه. فخروج هادي من صنعاء أعاد خلط الأوراق وجعل الطروحات الحوثية الواردة في الاعلان الدستوري وفي المقترحات الرديفة تتراجع، فطوي موضوع انشاء مجلس رئاسي واستبدل بتعيين نائب لرئيس الجمهورية أو أكثر وإحداث تعديلات حكومية.


واعتبرت المصادر أن الحوثيين غير قادرين بمفردهم على إدارة شؤون البلد على رغم تفوقهم العسكري وهيمنتهم على مناطق واسعة في الشمال والوسط. وتالياً عليهم إقامة حلف سياسي مع أطراف يمينية أخرى. وقد نجح الحوثيون بتحالفهم مع حزب الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح والقطاعات العسكرية الموالية له في تحقيق مكاسب على الأرض. بيد أن هذا التحالف غير ثابت ومعرض للتغير عندما تتغير مصالح الفرقاء. إذ شهدت الفترة الاخيرة معارك بين الطرفين. كما أن في داخل الفريق الحوثي تباين بين الجناح العسكري الذي يدعو الى فرض شروطه بالقوة، والسياسي الذي يفهم الوضع الداخلي وتعقيداته، ولكنه يفتقد الى خبرة في ممارسة السلطة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم