الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

"التيار" لا يرحب بـ "اللقاء التشاوري" و "القوات" غير متحمسة له

المصدر: خاص-"النهار"
عباس صالح
"التيار" لا يرحب بـ "اللقاء التشاوري" و "القوات" غير متحمسة له
"التيار" لا يرحب بـ "اللقاء التشاوري" و "القوات" غير متحمسة له
A+ A-

كيف قرأت القوى السياسية الاساسية على الساحة المسيحية اللقاء التشاوري الذي جمع الرئيس السابق ميشال سليمان ووزراؤه، مع فاعليات مسيحية ضمت الرئيس أمين الجميل ووزراء الكتائب، والوزير بطرس حرب؟
وهل ثمة اعتبار لديها بأن حراك سليمان في هذا الصدد، قد يعتبر إشارة انطلاقة أولى لتشكيله نواة سياسية لجبهة مسيحية جديدة طالما حكي عنها؟ وتالياً، هل يتوجّس "التيار الوطني الحر"، وحزب "القوات اللبنانية" من هذه الخطوات السياسية، باعتبار ان الحلبة السياسية المسيحية تحديداً، ضيقة ولا تتّسع لأطر جديدة؟
ومن هو المتضرّر الاول في هذا المجال؟ سؤال وجَّهته "النهار" الى قطبين سياسيين يمثّلان وجهتَي النظر المعنيَّتين، هما النائب القواتي فادي كرم، والمتحدث باسم "تكتل التغيير والاصلاح "الوزير السابق سليم جريصاتي.
يقول جريصاتي: " هذا اللقاء لا أفق له وهو متلاشٍ حكماُ وهذا الحراك لزوم ما لا يلزم . طالما اننا متفقون على ان هذه هي حكومة الضرورة الوطنية ومرادفة للاستقرار والفراغ معاً في الموقع الاول ما يعني أن أي طرف فيها أو أي وزير لا يملك قدرة على شلّ عمل الحكومة أو تعاطيها أو نسفها بمن فيهم رئيسها".
ويعتبر ان "المقارنة تصحّ مع ما سبق للمجلس الدستوري أن أبداه في معرض نظره بدستورية قانون التمديد الثاني لمجلس النواب، بأنه لا يجوز مراكمة الفراغات الدستورية، وان كنا نتحفّظ على خلاصات هذا القرار وليس على حيثياته".
يؤكد جريصاتي ان "هذه اللقاءات لا يمكن ان ترتقي الى مستوى التكتلات الوازنة في تركيبة الحكومة على الرغم من مشاركة حزب الكتائب فيها، لأن مبررات وجودها هباء، ولذلك نقول كتكتل، انه مجرد التقاء مصالح آنية ذهب اليه بعض الوزراء فرادى ليستظلّوا جماعة، في حين انه يجب عليهم ان يستظلّوا هيئة جماعية واحدة، هي مجلس الوزراء".
وهل يرى في حراك سليمان هذا مدخلاً الى تشكيل نواة جبهة سياسية، أو إطار مما تمّ الحديث عنه سابقاً، وكيف سينظر"التيار" الى هذا التطور سياسياً؟
يجيب:"نحن لا نرى على الاطلاق ان مثل هذا اللقاء الآني وفقا لما شرحته، يمكن توسله من أحد من المشاركين فيه للدخول الى الحراك السياسي للأسباب الاتية:
- ان كل فريق له أجندته السياسية، وفعله ورد فعله، والمثال على ذلك هو: هل وزراء حزب الكتائب يستهدفون الحكومة، وهم ممثلون بأكثر من حجمهم التمثيلي؟ اذاً موقفهم ردة فعل، وقد يكون ذلك على مسار الحوارات.
- يعرف الرئيس سليمان، جيداً، وقد صرح هو عن ذلك، ان رفع السقف في موضوع هذا اللقاء، سيسجّل فشله أولا عليه، لذلك تبرّأ، وحسناً فعل، من التوصيف القائل بأن هذا اللقاء انما هو إنقاذ للجمهورية.
- الحلبة السياسية هي ليست حكومية على الإطلاق، بل هي في الاستحقاق الرئاسي فهل يعتبر المشاركون في اللقاء أنفسهم، بمجرد حصوله أنهم أصبحوا من الناخبين الكبار؟ بالتأكيد لا.
ويخلص جريصاتي الى القول "ان هذا اللقاء لا أفق له، وهو بالتالي متلاشٍ حكماً، بدليل انسحاب الوزير ميشال فرعون بعد ان دقّ التيار الأزرق جرس الانذار والعودة عن المواقف والخيارات المتهوّرة، وبدليل استياء رئيس الحكومة من هذا التحرّك بالذات، واعتباره انه يستهدف العمل الحكومي قبل سواه من أدوات التعطيل".
كرم: حراك حكومي
ويردّ كرم على أسئلة "النهار" بالقول ان "القوات تعتبر ان أي حراك سياسي من هذا القبيل يجب ان يؤدّي في نهاية المطاف الى انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي فإن الحل الوحيد على المستوى السياسي اليوم يكمن في انتخاب رئيس للجمهورية، وكل ما يحصل في هذا الاطار من تحركات ومبادرات سواء كانت من هذه الجهة او من تلك لن يؤدي الى أي نتيجة تذكر طالما انه لم يتمّ انتخاب رئيس، وبالتالي على كل القوى السياسية ان تعمل باتجاه انتخاب الرئيس والطريق الى ذلك واضح وبسيط وهو التوجه الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية، وليفز من يفوز".
وسئل كيف تتعاطى "القوات"مع حركة سليمان والمبادرات السياسية تحت مظلة ما أطلق عليه اللقاء التشاوري؟ ولماذا لم تشارك في هذا اللقاء اذا كانت تتعاطى معه بارتياح؟
يجيب: "ان الحراك السياسي الذي يحصل في هذا الاطار هو من أجل اتخاذ موقف موحد مما هو مطروح بشأن آلية عمل الحكومة، ونحن غير معنيين نهائياً بالحكومة باعتبار أننا لسنا جزءًا منها ، وبالتالي لا علاقة لنا كقوات لبنانية، بما يدور على هذا الصعيد".
وسئل هل يتوجس حزب "القوات" خشية من التحرك السياسي لسليمان، ومن مبادراته المسيحية؟ فيقول: "ليس لدى القوات أي توجس من أي حركة سياسية يقوم بها أي طرف سياسي، ولكن علينا جميعاً ان نحافظ على الدستور، وعلى الثوابت التي تصبّ في المصلحة الوطنية، والتي من ضمنها احترام ما تأخرنا في إنجازه حتى الآن وهو عملية انتخاب رئيس للجمهورية".
هل ترون ان قيام سليمان بتشكيل جبهة سياسية جديدة على الساحة المسيحية يمكن أن يكون على حساب "القوات " في مكان ما، أو انه سيأخذ من حصتها سياسياً وشعبيًّا؟ يجيب: "ليس لدينا أي مشكلة مع أي تحرك سياسي، والقوات ومعها كل قوى 14 آذار مستمرة، وليس هناك من يستطيع أن يأخذ من حصتها، و في إمكاننا ان نتكاتف كقوى مسيحية ووطنية من أجل تمكين الوضع الداخلي في لبنان، وإعطائه المناعة الكافية لأن يتأثّر بما يحدث من حوله من أحداث كبيرة ومصيرية".
هل تباركون حراك سليمان السياسي في هذا السياق اذاً؟ يقول: "ليس المطلوب ان نبارك أو لا نبارك، فهذا الموضوع ليس مطروحاً الآن، ولنترك الامور بالتالي الى وقتها ".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم