سمية بعلبكي في مسرح المدينة

كم نحتاج اليوم للعودة الى زمن الحب والحنين الجميل، إذ كان من المفترض أن نعيش هذا الزمن على خشبة مسرح المدينة العام الماضي، لكن الأوضاع الأمنية في لبنان أرجأت إحياءه، لتعود اليوم إلى المسرح عينه، حيث ينتظر الجمهور الفنانة سمية بعلبكي عند الثامنة والنصف من مساء الخميس (5 آذار) لتعيد إلى الفن متعة الغناء.

يسأل كثيرون، أين كانت بعلبكي منذ فترة؟ تقول لـ"النهار: "بحكم وجودي بين لبنان والدوحة، خفتت عملية إحياء الحفلات وأصبحتُ حذرة في الإقدام على أي خطوة خوفاً من أي طارئ"، وتوضح أنه "بعد مشوار طويل تخللته صعوبات كثيرة بسبب الفن الذي ننتهجه ونتكبّد إنتاجه، شعرت بأن مسرح المدينة له رمزية خاصة بالنسبة لي، لجهة موقعه في منطقة الحمرا التي تعتبر قلب النشاط الثقافي ولجهة شعوري بالارتياح لدى وجودي في نطاق هذا المسرح".
وتابعت: "لقد أحبّت جمعية "Wake" عبر رئيستها هانية الخليل المنظمة للحفل أن تعود إلى زمن الطرب الأصيل والرومانسية، وبدأنا الإعداد لهذا الحفل الذي تنطلق تمارينه اليوم (الأربعاء) بمشاركة عشرة عازفين شباب يمتلكون من الخبرة والموهبة ما يدفعنا إلى الاطمئنان على الجيل الذي لم يتشوّه سمعه في ظل ما نشهده من وحشية وحبّ بلا معانٍ، إذ وجدوا في الآلات الموسيقية ملاذاً آمناً دفعهم إلى المحافظة على العلاقات الإنسانية شبه الغائبة، والتمسّك بكل ما هو نابع من القلب. أما برنامج الحفل فهو منوّع سيتضمن اللبناني والمصري وفيه أغنيات لكوكب الشرق أم كلثوم وأسمهان وأغنيات الطرب".
وبسبب نفاذ تذاكر حضور الحفل، أكّدت بعلبكي وجود نيّة لإحياء حفل غنائي آخر، كاشفة عن توجهها بعد إحياء الحفل لتسجيل ثلاث أغنيات خليجية سبق أن سجّلت غيرها تعاونت فيها مع أبرز الملحنين والشعراء السعوديين الذين أبدوا كل التقدير للفن الذي تقدّمه فترجموا حرفيتهم وإبداعهم في أعمال ستعيد زمن الأصالة والعروبة، وفق بعلبكي. وأشارت إلى تعاونها مع الفنان والملحن الكبير طلال باغر وعازف القانون السعودي الشهير مدني عبادي والملحن سعود سالم والملحن عبد الرحمن باحمدين ومع شخصيتين كبيرتين في السعودية في أغنيتين ستكشف عنهما إلى حين إنجاز العمل عليهما، وقالت: "يوجد متعة في العمل مع المبدعين".

والتقدير الذي حظيت به بعلبكي في السعودية ساعدها في انتاج ألبوم جديد سيبصر النور في غضون شهر. وقالت: "المشروع بدأ مع مجموعة أصدقاء في السعودية تبعته جلسات غناء طربية أسفرت عن أغنية "بعض المحبّة" لتتدفق الألحان والأغنيات إلى أن أصبحنا أمام ألبوم غنائي سيعيد إحياء الأغنية الحجازية التي باتت عملة نادرة في عالمنا العربي".

وعن ابتعادها من الأغنية اللبنانية، عزت بعلبكي السبب الى "بعض الملحنين والشعراء اللبنانيين لا يبحثون عن الصوت بل همّهم "مين بيدفع أكثر" من دون أي تفاعل فني، فمن لديه مبلغ خيالي ينعم بنعمة ألحانهم وكلماتهم". وأكدت أن "الموجة الفنية السائدة انحسرت في شكل لافت، إذ أصبحنا نسمع في برامج الهواة أصواتاً جديرة بالإصغاء"، وأضافت: "عندما قررت أن أنطلق فنياً كان يشاركني الوسط الفني فنانون برزوا في شكل سريع، ولكن أين هم اليوم؟ وهو ما يؤكد أن الفن الحقيقي يبقى لوقت طويل ولا يزول مع الزمن".

وتستعد بعلبكي أيضاً لحفلين غنائيين مع الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية قريباً.