الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

فاينة لا تزال تبحث عن ابنها...

المصدر: (أ ف ب)
فاينة لا تزال تبحث عن ابنها...
فاينة لا تزال تبحث عن ابنها...
A+ A-

ترتجف يدا فاينة تاران عندما تعرض صورة قديمة لابنها ايفان البالغ الاربعين من العمر الذي فقد قبل عام عندما كان مستقبل اوكرانيا غير واضح المعالم اثر تظاهرات ميدان، وهذا كل ما تعرفه.


وكان رجل الامن غادر بلدته الصغيرة في شرق اوكرانيا من دون ان يبلغ والدته لكي لا يثير قلقها، وانضم في كييف الى المتظاهرين الموالين لاوروبا في ميدان ساحة الاستقلال في وسط العاصمة.


وقالت: "علمت بذلك للمرة الاولى عندما تلقيت اتصالا من اصدقائه. قالوا لي ان ابني في ميدان ومفقود".
واضافت: "توجهت الى هناك واكد لي اشخاص انه كان موجودا في ميدان وتواجه مع قوات الشرطة في 20 شباط. ووجد نفسه وراء خطوطهم ثم اختفى".
كان ذلك قبل عام عندما انتهت التظاهرات المؤيدة لاوروبا بحمام دم. ومذذاك فر الرئيس الاوكراني السابق الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش وحلت مكانه حكومة موالية للغرب تقود حربا في شرق البلاد على خلفية مواجهة جيوسياسية بين موسكو والغربيين.


لكن فاينة لا تزال تبحث عن ابنها.


وليست الوحيدة في هذه الحال. وفقد عشرات في ساحة ميدان المخيم الضخم الذي اقامه المتظاهرون في قلب العاصمة الاوكرانية ولم يعثر عليهم حتى الان.


وبعد مقتل عشرات المتظاهرين في ساحة ميدان على ايدي شرطة مكافحة الارهاب الاوكرانية ضمت روسيا شبه جزيرة القرم ثم اندلعت حركة التمرد في المناطق الموالية لروسيا في شرق البلاد ومن ثم الحرب.


وهذا التطور المأسوي للاحداث والفوضى التي اعقبت الايام الاخيرة للثورة يفسران عدم وجود ارقام دقيقة لعدد المفقودين بعد عام على انتهائها.
ووضع متطوعون اطلقوا عملية بحث للعثور على المفقودين قائمتين الواحدة تضم 27 اسما والثانية 55. لكن الشرطة الاوكرانية لم تفتح تحقيقا الا لثمانية منهم.


وبدأت كاتيا ميلنيك الطالبة بتدوين اسماء المفقودين اثناء استمرار التظاهرات. وفي نيسان 2014 كانت لائحتها تشمل 100 اسم وهو رقم تراجع تدريجيا مع عودة بعضهم الى ذويهم. وايضا لان البعض انخرطوا في كتائب المتطوعين لمحاربة المتمردين الموالين لروسيا.


لكن بعض الحالات لم يتم حسمها. وقالت ميلنيك من منظمة أورو ميدان اس او اس "يا للاسف من المحتمل عدم العثور ابدا على عدد من المفقودين. في ظروف عادية عندما لا يتم العثور على شخص بعد ثلاثة ايام من اختفائه فهذا يعني انه لن يتم العثور عليه ابدا او يعثر عليه جثة هامدة".
وتتحول الانظار الى قوات الامن لان ناشطي ميدان يملكون ادلة على خطف السلطات للبعض وارتكاب تجاوزات.


وفي تقرير نشر الاربعاء فصلت منظمة العفو الدولية حالات 11 متظاهرا اعتقلوا او تعرضوا للضرب على ايدي قوات الامن. واضافت المنظمة غير الحكومية "انها عينة بسيطة" للتجاوزات التي ارتكبتها قوات الشرطة.
ومذذاك تعرضت السلطات لانتقادات لعجزها عن احالة المسؤولين عن حمام الدم في ميدان الى القضاء. وتم توقيف شرطيين فقط وينتظران موعدا لبدء محاكمتهما.


ويرى المفتش رومان كريليفيتش ان البحث عن مفقودين عملية حساسة. وعلى الشرطة ان تحدد ما اذا كان المتظاهرون فقدوا حقا في ساحة ميدان ثم السعي الى ايجاد معلومات دقيقة وموثوقة.


واضاف: "غالبية الاشخاص الذين كانوا في ميدان لم يقدموا معلومات شخصية دقيقة خشية ملاحقتهم قضائيا".
واوضح ان مفقودين كانوا يرغبون فقط في ان يرحلوا دون ترك اي اثر مشيرا الى متظاهرين كان لديهم سجلات قضائية او خلافات عائلية.
وفاينة مقتنعة بان ابنها قتل بعد اعتقاله. وقالت وهي تبكي "غريزتي تقول لي بانه لم يعد على قيد الحياة".


واضافتك "اريد ان اعرف ما حل به. اكان حيا او ميتا اريد ان يعثروا عليه اينما كان".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم