الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

على خط الجبهة في أوكرانيا يجري تبادل الأسرى وسط الظلام والبرد

المصدر: (أ ف ب)
على خط الجبهة في أوكرانيا يجري تبادل الأسرى وسط الظلام والبرد
على خط الجبهة في أوكرانيا يجري تبادل الأسرى وسط الظلام والبرد
A+ A-

جرت عملية تبادل لعدد كبير من الاسرى في شرق اوكرانيا الانفصالي في واحدة من الخطوات النادرة في تطبيق اتفاق مينسك الثاني بين المتمردين وكييف، حيث تنطلق مسيرة الاحد بمشاركة عدد من القادة الاوروبيين في الذكرى الاولى للتظاهرات التي ادت الى رحيل الرئيس الموالي لروسيا فكتور يانوكوفيتش.


وعلى خط الجبهة ووسط الظلام الدامس والبرد القارس في دونباس، يتلاقى المعسكران سيرا على الاقدام في منتصف طريق خرقتها قذائف المدفعية. وهكذا تتم عملية تبادل 139 جنديا اوكرانيا مع 52 مقاتلا انفصاليا بالعبور من معسكر الى اخر.


بالنسبة الى الاسرى الاوكرانيين، بدات عملية التبادل مع مغيب الشمس عندما وصلوا على متن حافلات مدنية الى قرية فرونزي. والذين نقلوا من دونيتسك يرتدون ثيابا مدنية. اما الآتون من لوغانسك فيرتدون بزاتهم العسكرية.


وبحراسة دقيقة يتولاها انفصاليون مسلحون وملثمون من لواء فوستوك، تبدا مسيرة في عتمة الليل من دون آليات، وتحت اضواء بعض الكاميرات فقط. ويسير الاسرى وسط درجة حرارة مئوية تلامس الصفر، والقمر يبدو في الافق هلالا صغيرا.


والطريق التي يكسو جنباتها الثلج تحمل آثار معارك حديثة. هناك بعض الحفر الناجمة عن عمليات قصف، وقطع من الصفيح واغصان مزقتها المدفعية. ويهتف الانفصاليون "ابقوا على الطريق، قد تكون هناك الغام". وعدا ذلك، فان صمتا ثقيلا يخيم، ولا اي طلقة في المنطقة.


والاسرى تعلو اوجههم قسمات مشدودة. بعضم تعرض للاسر في ديبالتسيفي حيث هزم الجيش الاوكراني قبل بضعة ايام. احدهم مصاب في رجله، يشعر بصعوبة كبيرة في السير مع عكازيه الخشبيتين. ويطلب الانفصاليون من زملائه حمله.


ثم وبعد نحو ساعة من السير، يظهر مسلحون في الجهة المقابلة: انهم عناصر القوات الاوكرانية واسراهم الانفصاليون وهم سيرا على الاقدام ايضا ومن دون اضواء.
وتلتقي ممثلة الانفصاليين داريا موروزوفا والسياسي الاوكراني الذي يمثل كييف فيكتور مدفيتشوك محاطين بمسلحين اصابعهم على الزناد.
تقول موروزوفا "لدينا مشكلة. اسير اوكراني لم يشأ ان يتبعنا حتى النهاية". يقول انه ياتي من منطقة تحت سيطرة الانفصاليين و"انه لم يكن يقاتل" عندما تم اسره.


لا بأس، تبدا عملية التبادل. تعبر مجموعة صغيرة من الاسرى الاوكرانيين من الجهة الاخرى. ثم تحذو مجموعة صغيرة من الانفصاليين حذوها، وهكذا دواليك. يحصل كل شيء بهدوء تام.


في الجهة الانفصالية، يستقبل الرجال المسلحون زملاءهم ب"عودة حميدة. اهلا وسهلا". في الجانب الاوكراني، تقوم امراة بتلاوة اسماء عائلات. يجيب الرجال واحدا واحدا "حاضر". وتعرض موروزوفا امام الكاميرات الاكياس البنية اللون المليئة بالهويات التي ستسلمها للعدو.
وقبل المغادرة، يتصافح المفاوضون من كلا الطرفين وهم يتبادلون القبل. يقول مدفيتشوك لنظيرته الموالية لروسيا "شكرا على كل شيء. لقد سررت بالتعامل معك".


ويستعيد رومان بويارينوف الانفصالي في الرابعة والعشرين من العمر ويديه في جيب سترته السوداء، حريته بعد ثلاثة اشهر من الاحتجاز. وقال والابتسامة تعلو وجهه "الحرية! أي هدية للثالث والعشرين من شباط"، في اشارة الى "عيد الجيش السوفياتي" الذي سيتم الاحتفال به بعد يومين.
ويطلب الشاب هاتفا للتحدث مع والدته. يناوله احدهم هاتفا نقالا. "لقد جرت عملية التبادل. اعود الى المنزل"، قالها لامه التي تذرف دموعها. "لا تقولي شيئا لفيكا، سأصل". هذه تكون مفاجأة لخطيبته التي سيتزوجها في غضون اسبوعين.


وبعد اقفال الخط، روى رومان انه تعرض "للضرب" اثناء احتجازه. وقال "كانت ايدينا واقدامنا مقيدة. هددونا بقطع الاصابع. في الاسبوع الاول، تعرضت للضرب الى حد لم اتمكن معه من اكل اي شيء".


والان، سيتزوج الشاب. وقال "ثم سأستأنف حمل السلاح للدفاع عن امهاتنا وزوجاتنا". اضاف "يجب ان ندافع عن هذه الارض". ثم اردف "سننتصر. لا اعرف كيف، لكننا سننتصر".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم