السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الاعدام ل 3 بينهم شاكر العبسي في ملف تفجير عين علق

المصدر: النهار
الاعدام ل 3 بينهم شاكر العبسي في ملف تفجير عين علق
الاعدام ل 3 بينهم شاكر العبسي في ملف تفجير عين علق
A+ A-

اصدر المجلس العدلي برئاسة القاضي انطوني عيسى الخوري بالانابة حكمه في ملف تفجير حافلتي الركاب في عين علق في شباط 2007. وقضى بانزال عقوبة الاعدام غيابيا في حق الفارين الفلسطيني الامير السابق لحركة "فتح الاسلام " شاكر العبسي والسوري مبارك النعسان. كما قضى بعقوبة الاعدام وجاهيا للموقوف السوري مصطفى ابرهيم سيو والحبس 20 سنة للموقوف السوري ياسر الشقيري والحبس 11 سنة لمواطنه الموقوف كمال نعسان. كما قضى الحكم بحبس الظنينة الفلسطينية عريفة فارس ثلاث سنوات.



في الاتي نص الحكم الذي حصلت عليه "النهار".


حكم


باســـم الشـــعب اللبـــنانـي
إن المجلس العدلي، المؤلف من القضاة:
أنطوني عيسى الخوري رئيسا بالإنابة،
و جوزف سماحة و تريز علاوي و ناهدة خداج و جان مارك عويس أعضاء،


لدى التدقيق و المذاكرة،
و بعد الاطلاع على:
i. المرسوم النافذ حكما رقم 335 تاريخ 21/5/2007 الذي أحال إلى هذا المجلس قضية الاعتداء على أمن الدولة الداخلي الحاصلة في 13/2/2007 في منطقة عين علق، و التي أسفر عنها مقتل و جرح عدد من الأشخاص، و ما يتفرّع عنها، و جميع المشتركين و المتدخلين فيها و المحرّضين عليها بأي صفة كانت؛
ii. قرار السيد وزير العدل رقم 588 تاريخ 13/6/2007 بتعيين القاضي السيد رشيد مزهر محققا عدليا في هذه القضية؛
iii. ادعاء النائب العام لدى محكمة التمييز – النائب العام لدى المجلس العدلي، أمام المحقق العدلي بموجب ورقة الطلب رقم 1/مجلس عدلي/2007 تاريخ 20/6/2007؛
iv. الادعاء الفرعي في 18/1/2008؛
v. قرار الاتهام رقم 1/2008/ مجلس عدلي، الذي أصدره المحقق العدلي القاضي رشيد مزهر في 11/3/2008؛
vi. مجمل محتويات ملف الدعوى؛


تبيّن أنه أسند إلى المتهمين:
1- شاكر يوسف حسن العبسي، والدته فاطمة مولود في أريحا سنة 1955 فلسطيني من اللاجئين في الأردن، (معروف بألقاب الحاج أبو حسين – أبو حسين – أبو يوسف – الحجي أبو حسين) أوقف غيابا في 30/7/2007 و لا يزال فارّا
2- مصطفى إبراهيم سيو، والدته خديجة مولود سنة 1983 سوري (لقبه أبو إبراهيم) احتجز في 8/3/2007 و أوقف وجاها في 26/6/2007 و لا يزال موقوفا
3- كمال فريد نعسان، والدته مديحة مولود سنة 1980 سوري احتجز في 26/2/2007 و أوقف وجاها في 26/6/2007 و لا يزال موقوفا
4- ياسر محمد الشقيري، والدته رحمة مولود سنة 1973 سوري (لقبه أبو صالح) احتجز في 8/3/2007 و أوقف وجاها في 26/6/2007 و لا يزال موقوفا
5- مبارك غازي النعسان، والدته ختام مولود في حماه سنة 1986 سوري (ملقب بـ"أبو المعتصم" و "أبو عبد الله" ) أوقف غيابا في 30/7/2007 و لا يزال فارّا،
و إلى الظنينين:
6- حسين داود الزيات، والدته فاطمة مولود سنة 1970رقم السجل 180/حي المصاروي قضاء صور، لبناني احتجز في 16/4/2007 و أوقف وجاها في 21/6/2007 و أخلي سبيله في 22/2/2008،
7- عريفة غطاس فارس، والدتها وصفية مولودة سنة 1974 فلسطينية رقم الملف 685 - رقم البيان 9735- احتجزت في 17/4/2007 و أوقفت وجاها في 25/6/2007 و أخلي سبيلها في 7/3/2008؛
إنه في بلدة عين علق – المتن الشمالي، و خارجها، و في تاريخ لم يمرّ عليه الزمن، أقدم الأول على تأليف عصابة بقصد الاعتداء على الناس و الأموال و النيل من سلطة الدولة اللبنانية و هيبتها و على صنع و اقتناء و حيازة و استعمال مواد متفجّرة و على ارتكاب أعمال إرهابية بواسطتها، و على التحريض على تفجير حافلتين عموميتين للركاب في بلدة عين علق – قضاء المتن الشمالي يوم 13/2/2007 ، مما أسفر عن مقتل 3 أشخاص و جرح آخرين و تضرّر سيارات و ممتلكات و طرق عامة، و على نقل أسلحة حربية و متفجرات بدون ترخيص، الجناية المنصوص عليها في المادة 3 من قانون 11/1/1958 و الجناية المنصوص عليها في المادة 549 معطوفة على المادتين 217 و 218 ق.ع. و الجنحة المنصوص عليها في كل من المادتين 72 و 76 أسلحة؛
و أقدم الثاني على الانتساب إلى تلك العصابة و الاشتراك في اقتراف التفجيرين الإرهابيين و القتل و محاولة القتل و التزوير و استعمال المزوّر مع العلم بالأمر و حيازة أسلحة و متفجرات بدون ترخيص، الجنايات المنصوص عليها في المواد 4 و 5 و 6 من قانون 11/1/1958 و 549 و 549/201 ق.ع. و الجنح المنصوص عليها في المواد 463 و 464 و 454 ق.ع. و 72 و 76 أسلحة؛
و أقدم الثالث و الرابع على الانتساب إلى تلك العصابة و لعب دور قيادي فيها و التدخل في جنايتي القتل و محاولة القتل و التزوير و استعمال المزوّر مع العلم بالأمر و حيازة أسلحة و متفجرات بدون ترخيص، الجنايات المنصوص عليها في المادة 3 من قانون 11/1/1958 و 549/219 و 549/201/219 ق.ع. و على ارتكاب الجنح المنصوص عليها في المواد 463 و 464 و 454 ق.ع. و 72 و 76 أسلحة؛
و أقدم الخامس على الانتساب إلى تلك العصابة و نقل أسلحة و متفجرات بدون ترخيص، الجناية المنصوص عليها في المادة 4 من قانون 11/1/1958 و الجنحتين المنصوص عليهما في المادتين 72 و 76 أسلحة؛
و أقدم السادس و السابعة على الاشتراك في التزوير و استعمال المزوّر مع العلم بالأمر، الجنح المنصوص عليها في المادتين 464 و 454 ق.ع. ؛
و بنتيجة المحاكمة العلنية
تبيّن أنه في الجلسة المنعقدة في 16/1/2009 قرّر المجلس محاكمة المتهمين شاكر يوسف حسن العبسي و مبارك غازي النعسان غيابا و اعتبارهما فارّين من وجه العدالة مع ما يترتب عن ذلك من نتائج نصت عليها المادة 283 أ.م.ج. و إنفاذ مذكرتي إلقاء القبض الصادرة في حق كل منهما و تجريدهما من الحقوق المدنية و منعهما من التصرف في أموالهما و تعيين السيد منذر الحاج قيّما لإدارتها... و حضر الظنين حسين داود الزيات مع المحامية ملاك حمية، و الظنينة عريفة غطاس فارس، كما أحضر المتهم مصطفى إبراهيم سيو و معه المحامي يوسف لحود مكلفا من نقيب المحامين، و المتهم كمال فريد نعسان و المتهم ياسر محمد الشقيري و معه المحامي سعيد نصر الدين مكلّفا من نقيب المحامين، و قد مثل المتهمون مخفورين بدون قيد؛ و تلي قرار الاتهام و قائمة شهود الحق العام و وضعت كل أوراق الدعوى قيد المناقشة العلنية؛
و تبيّن أنه جرى تباعا استجواب المتهم مصطفى إبراهيم سيو، و المتهم ياسر محمد الشقيري، و المتهم كمال فريد نعسان، و الظنينة عريفة غطاس فارس، المعروفة باسم عبير و الظنين حسين داود الزيات؛ كما جرى الاستماع إلى شهود هم: العقيد أسعد الياس نهرا و العقيد هنري إبراهيم و ليلى ألفرد الجميل و ميلاد أديب الجميل و شادي نجيب صليبا و النقيب ربيع محمد فقيه و النقيب محمد ضاهر؛
و تبيّن أنه في الجلسة الأخيرة المنعقدة في 23/1/2015 أحضر المتهمون مصطفى سيو و كمال نعسان و ياسر الشقيري و مثلوا مخفورين بدون قيد و حضر عن الجميع المحامي يوسف لحود؛ كما حضر الظنين حسين الزيات و معه المحامية ملاك حمية؛و تغيّبت الظنينة عريفة فارس من دون إبداء أي معذرة، فحوكمت بمثابة الوجاهي؛
و ترافع ممثل النيابة العامة و طلب تطبيق مواد الاتهام؛
و ترافع المحامي لحود عن موكليه، فطلب اعتبار إرادة المتهم مصطفى سيو غير كاملة و هو غير كامل المسؤولية، و استطرادا منحه الأسباب التخفيفية، و استطرادا كليا، حجب العقوبة القصوى؛ و بالنسبة للمتهم كمال نعسان، طلب له البراءة من الاشتراك الجرمي في جريمة عين علق للشكّ، و استطرادا اعتبار فعله تدخلا غير أساسي و منحه الأسباب التخفيفية و الاكتفاء بمدة التوقيف؛ أما في ما يختص بالمتهم ياسر الشقيري، فقد طلب المحامي لحود إبطال التعقبات في حقه لسبق الادعاء لجهة كل ما يتعلق بأعمال فتح الإسلام، كونه حكم عليه من قبل المحكمة العسكرية بحكم مبرم بسبب الأفعال عينها الملاحق بها في هذه الدعوى، و أبرز صورتين لحكمين صادرين وجاها ضد المتهم الشقيري عن المحكمة العسكرية الدائمة في 13/1/2010 و في 17/9/2010 يتبيّن منهما أنهما خلصا إلى تجريم ياسر الشقيري بالجناية المنصوص عليها في المادة 335 ق.ع. و المادتين 5 و 6 من قانون 11/1/1958 و 72 أسلحة و 32 أجانب (تأليف عصابة لارتكاب جنايات ضد الناس و النيل من هيبة الدولة و سلطتها و حيازة مواد متفجرة بقصد القيام بأعمال إرهابية و القيام بأعمال إرهابية بالمتفجرات و نقل أسلحة حربية دون ترخيص و المتاجرة بها)... أما لجهة جريمة عين علق، فطلب الأستاذ لحود إعلان براءة المتهم ياسر الشقيري لعدم توافر الوصف القانوني للمادة 219 ق.ع. ، و منح كل المتهمين الأسباب التخفيفية؛
و ترافعت الأستاذة حمية عن حسين الزيات و طلبت له البراءة من جرم المادة 454 ق.ع. لعدم الثبوت و لانتفاء الدليل، و تطبيق المادة 463 ق.ع. معطوفة على المادة 219 منه و تطبيق المادة 193 ق.ع. و منحه الأسباب التخفيفية و الاكتفاء بمدة التوقيف؛ و تقدّمت بمذكرة بمثابة دفاع شفهي عرضت فيها الوقائع المادية و القضائية المتعلقة بموكلها و علاقته بعريفة فارس، مع التأكيد على دور تلك العلاقة في إيقاع حسين الزيات في المحظور و ارتكابه جرم التزوير، و نفت أن تكون له علاقة بتزوير رخصة السوق لصالح عريفة فارس أو بجرم استعمال المزور، و طلبت له البراءة من هذين الجرمين، و الأسباب التخفيفية و الاكتفاء بمدة التوقيف بالنسبة لتزوير إخراج القيد، في ضوء مساعدته شعبة المعلومات في القبض على عريفة فارس و لأنه ليس من أصحاب السوابق؛
و أعطي المتهمون و الظنين الحق في الكلام الأخير، فطلب كمال نعسان البراءة و طلب مصطفى سيو الأسباب التخفيفية و طلب ياسر الشقيري الاكتفاء بمدة توقيفه، و طلب حسين الزيات العفو و البراءة؛ و اختتمت المحاكمة و أرجئ إفهام الحكم إلى 20/2/2015؛
و تبيّن أنه في 29/1/2015 تقدّم المحامي حسن شكر، بوكالته عن المتهم كمال نعسان، بمذكرة بمثابة مرافعة أكّد فيها على انتفاء أي دليل قاطع على مشاركة المذكور في جريمة عين علق أو على انتمائه إلى تنظيم إرهابي، و طلب إبطال التعقبات و البراءة لعدم الدليل أو للشكّ؛
بناء عليه:
في الوقائع:
لدى التدقيق في محاضر التحقيق الأولي في هذه الدعوى، يتبيّن ما يلي:
 إنه في الساعة الثامنة و الدقيقة 45 من صباح 13/2/2007 انفجرت عبوة ناسفة كانت موضوعة في باص من نوع ميتسوبيشي لنقل الركاب يحمل لوحة عمومية رقمها 369563/م و مسجل باسم سليم أديب الجميّل و بقيادة ميلاد أديب الجميّل، لدى وصوله إلى بلدة عين علق قادما من بلدة بتغرين في المتن الشمالي... و بعد نحو 7 دقائق، و على بعد حوالي 60 متر صعودا باتجاه بلدة بكفيا، انفجرت عبوة أخرى موضوعة في باص ثان لنقل الركاب، من نوع "كيا كومبي" يحمل لوحة عمومية رقمها 1936164 و مسجّل باسم إيلي يوسف أبو جودة و بقيادة شادي نجيب صليبا... و قد أسفر الانفجاران عن مقتل 3 أشخاص فورا، و هم: ميشال فؤاد العطار (من مواليد 1981) و لوريس موريس الهيبي - زوجة جهاد أسد الجميّل، و العامل السوري إبراهيم محمد الفلاح (من مواليد 1969) ؛ بالإضافة إلى إصابة عدة أشخاص بجراح و كسور بعضها كان جسيما و أفضى إلى تعطيل دائم، و قد عرف منهم: شادي صليبا – مونيا الشدياق – ألان خوري – ليلى الجميّل – نضال الأشقر – انتصار واكيم – حنة أبو أنطون – هلا مظلوم – وهيب المرّ – فرنسوا مكرزل – راغدة أبو حيدر – ألسي الصياح – لورا معلوف – نجلاء أبو حيدر – نعمات صليبا – نمرة حسيني – ماري صليبا – إليز المرّ – بريجيت المرّ – روني فرنسيس – عيد عبد الأحد – ريما الجميّل... و قد نقلوا إلى المستشفيات القريبة... ، مع الإشارة hلى أن أيا من المجني عليهم أو المتضررين من جريمة التفجيرين لم يتخذ صفة الادعاء الشخصي أمام المجلس العدلي؛
كما نتج عن التفجيرين إصابة حافلتي الركاب و العديد من السيارات القريبة بأضرار مادية فادحة...
 إنه بنتيجة استقصاءات و تحريات أجراها فرع التحقيق في شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي (محضر رقم 59/302 تاريخ 23/2/2007) عن تنظيم فتح الإسلام الذي أسسه المتهم شاكر يوسف حسن العبسي (الملقب في ما يلي من وقائع بـ الحاج أبو حسين) مع مجموعة من الفلسطينيين اللاجئين في سوريا، على أثر انشقاقهم عن منظمة فتح – الانتفاضة في 27/11/2006 و استيلائهم على مواقعها و مكاتبها في مخيم نهر البارد؛ و إنه بنتيجة مراقبة الشبان الذين يلتحقون بالتنظيم المذكور و التوصل إلى معرفة بعض أرقام الهاتف التي يستخدمونها من أجل التواصل في ما بينهم، تبدّى أنهم يعمدون باستمرار إلى تبديل أرقامهم و أجهزتهم الخلوية كما يستعملون بطاقات تلكارت؛ و إنه بمراقبة حركة الاتصالات التي تجرى من و إلى الرقم 181064/70 المتواجد صاحبه بشكل شبه دائم في مخيم نهر البارد، خلال الفترة الممتدة بين 4/11/2006 و بين 29/11/2006، تبيّن أنه يرتبط بثلاثة أرقام يستخدمها عناصر من فتح الإسلام هي: 937647/70 و178621/70 و 993504/70 و هو يتواصل بشكل كثيف مع الرقم المدفوع سلفا 632614/03 الذي يتواجد صاحبه في منطقة المتن... و الذي تبيّن أنه يدعى عبدو ساسين و يقيم في بلدة قرنة شهوان شارع 14 بناية رقم 6 الطابق 3، كما تبيّن أن مستخدم الرقم 181064/70 هو شخص سوري يعمل في تكحيل الحجر الصخري اسمه "عمر حاجي" و يبلغ حوالي 35 سنة من العمر؛ و إنه على أثر الاعتداء الإرهابي الذي حصل في عين علق صباح 13/2/2007، و بنتيجة درس و تحليل حركة الاتصالات المتعلّقة بالأرقام الهاتفية المذكورة أعلاه، و منها الرقم 181064/70 ، ظهر أن خمسة أرقام تيليكارت اتصلت بالرقم الأخير و هي: 14180425 – 14469735 – 14545737 – 14673959 - 14873598؛ و بنتيجة الاستحصال على الأرقام التي تواصلت مع الأرقام الأخيرة بين 8/2/2007 و بين 13/2/2007، لفت النظر وجود 3 أرقام خلوية هي 094952/03 و 094961/03 و 085635/03، تواجد أصحابها منذ كانون الثاني 2007 في منطقة نهر البارد، و تردّدوا مرارا إلى منطقة المتن، و إن صاحبي الرقمين094952/03 و 094961/03 تواجدا صباح 13/2/2007 في منطقة المتن، بولونيا – كفرعقاب – بكفيا – برمانا، و تواصلا هاتفيا بشكل كثيف اعتبارا من الساعة 8 و الدقيقة 16 و غادرا منطقة المتن بعد وقوع التفجير مباشرة، فسلك صاحب الرقم 094952/03 طريق بكفيا - برمانا - عين سعادة - الدورة و منها توجه إلى لبنان الشمالي، فيما سلك صاحب الرقم 094961/03 طريق الدوار – بلونة – غدير و اتجه إلى لبنان الشمالي؛ في حين أن صاحب الرقم 085635/03 تواجد يوم 13/2/2007 في منطقة نهر البارد و تواصل مع صاحبي الرقمين الآخرين اعتبارا من الساعة 9 و الدقيقة 53؛ كما أظهرت التحريات أن شخصا سوريا يدعى كمال و عمره حوالي 27 سنة يعمل في تكحيل الحجر و يقيم في بلدة قرنة شهوان، كان يتردد مع مستخدمي الأرقام الخلوية المذكورة إلى منطقة جل الديب بحثا عن منزل للإيجار... و إنه جرت مداهمة منزل المدعو كمال في محلة عين عار، و تفتيشه فتبدى أن كامل هوية المذكور هي كمال فريد نعسان، والدته مديحة مولود سنة 1980 سوري الجنسية، و كان معه شقيقه مالك نعسان (من مواليد 1992) و قد نظم محضر بالتفتيش (رقم 65/302 تاريخ 26/2/2007) و تولى مكتب حوادث بعبدا رفع الآثار و أخذ عينات من المكان...


 و جرى استجواب كمال فريد نعسان، و من جملة ما أدلى به، تحدث عن علاقته بمواطنه المدعو عمر ( و قد أفاد بعد حين أنه من عائلة الحجي – و تبيّن أنه يدعى عمر محمد نصر الحجي و ملقب بـ" أبو عمر - أبو محمد - أبو الحجي- أبو خطاب - الشيخ" )، و هو مؤيد لتنظيم القاعدة و من المشجعين على الجهاد و يحث عليه، و قد قاتل الأميركيين في العراق، و ملاحق من قبل أجهزة الأمن السورية وكان يرغب في إحضار عائلته و الإقامة في لبنان، و قد زار كمال نعسان منفردا، ثم برفقة المدعو "أبو يزن" ( و اسمه الحقيقي مجد الدين عبد الحي عبود)، و طلب منه أن يبحث له عن منزل ليستأجره في منطقة المتن... و قد تم استئجار منزل في قرنة شهوان - عين عار في كانون الثاني 2007 و أقام فيه كل من " أبو رتاج و أبو عثمان وأبو إبراهيم و أبو صالح" و آخرين... قام بإعطاء أوصافهم، و هم أعضاء في جماعة متديّنة... و إنه قبل نحو 22 يوما تركوا المنزل وقد طلب عمر منه (أي من كمال نعسان) الحضور والإقامة في الشقة و الانتفاع منها طالما أنه كان قد دفع الإيجار... و إنه تبيّن له لاحقا أن الغرض من طلب عمر منه البحث عن منزل للإيجار، ومن استئجاره للشقة الأخيرة، كان لإيواء تلك الجماعة و ليس لإسكان عائلته... و أضاف كمال نعسان إنه بعد سماعه بحصول الانفجار في عين علق حاول الاتصال بعمر، و كان يعلم أنه يرتدي دائما حزاما ناسفا... و خشي أن يكون قد جرت محاولة لاعتقاله ففجّر نفسه... ثم قال إنه عندما لم يجد الجماعة في الشقة، ساوره الشكّ في أن يكونوا هم من نفذوا الانفجارين، فاتصل من بطاقة تليكارت رقمها 16994394 بعمر على الرقم 094952/03 ولكن من أجابه كان أبو إبراهيم، الذي أخبره أن الجماعة قصدوا صبرا أو طرابلس... بيد أنه لدى مجابهة المحققين له بأن ثمة تناقضات في أقواله، أفاد كمال نعسان بأنه ليل 14/2/2007 التقى قرب منزله بعمر و بـ "أبو يزن" في سيارة بيجو 307 سوداء اللون... و قد اصطحباه إلى الشقة حيث كانا يقيمان، و في الطريق كان عمر يسأله عن الوضع في المنطقة و ما إذا كانت تحصل مداهمات للمنازل أو إقامة حواجز... ثم أعلمه بأنه سوف يترك الشقة و يأخذ أغراضه من دون علم صاحب المنزل، و طلب منه الانتقال و الإقامة فيها، و في حال سئل عنه (أي عن عمر) عليه القول إنه ذهب إلى سوريا... و إن "أبو يزن" خلع جارور خزانة و أخذ منه 3 هويات... وهاتف نوكيا فضي اللون... كما أخذ الرجلان أوراقا و بعض الأغراض، و سلّما كمال نعسان مفتاح الشقة، و قد أعلمه عمر بأن الشباب سيأتون لاحقا لأخذ باقي الأغراض، ونبّهه أن لا يدلّ أحدا على الشقة، و قال إنه ذاهب إلى طرابلس؛ ولدى الاستفسار منه عن علاقته بالانفجار في عين علق، أكّد له عمر أن لا علاقة له بالأمر ... وهكذا انتقل في 15/2/2007 مع شقيقه إلى الشقة... وإنه حوالي السابعة حضر أبو يزن و أبو إبراهيم في سيارة بيجو 206 وأخذا بعض الأغراض... ثم عادا بعد 45 دقيقة و نقلا باقي الأغراض... وأضاف كمال نعسان أن أبو يزن كان ينقل مسدسا حربيا يعتقد أنه من عيار 7 ملم. و أنه منذ شهر، شاهد أبو إبراهيم يخرج ، من غرفة مهجورة ملاصقة للمنزل، كيسا من النايلون الأسود فيه حبوب خردق بشكل كلّة حجمها أصغر من حبة الحمص و لونها كروم، و كان بينها شرائح سميكة تشبه شرائح البطاطا تشيبس و لونها أخضر فستقي و أبيض، و قد وضع الكيس تحت صوفا، وقال إنه خردق للصيد... وقد شاهد الكيس في يد أبو إبراهيم قبل حوالي عشرة أيام من الانفجار؛ ونفى أن يكون قد سمع من عمر ورفاقه ما يدل على أنهم ينوون القيام بعملية تفجير، و لكنه كان يسمع تعليقاتهم على خلافات اللبنانيين و قد سمع عمر يقول إنه إذا تقاتلوا مع بعضهم سيؤدي ذلك إلى غضّ النظر عن الجماعات الجهادية التي تدخل إلى لبنان للتحضير لمقاتلة الأميريكان... كما وأن المذكور كان يكره الشيعة بسبب ممارساتهم ضد السنة في العراق...


 إنه في 2/3/2007 أحضرت دورية من فرع التحقيق في شعبة المعلومات 12 كرة معدنية صغيرة بحجم حبة الحمص تقريبا، كانت قد ضبطت في مكان الانفجارين في عين علق يوم 13/2/2007، و جرى عرضها على كمال نعسان، فأكّد أنه من النوعية و الحجم عينهما للكرات التي شاهدها في الكيس الأسود مع "أبو إبراهيم"... و لكن الأخيرة كانت نظيفة و لامعة مثل الكروم... و لدى استجوابه مجددا، أفاد كمال نعسان بان عمر حجي كان يعمل في منطقة قرنة شهوان منذ 1993 في تكحيل الحجر... و بأنه يعرف المنطقة جيدا... وكان مع "أبو يزن" يخططان لخطف شاب من عائلة ثرية يدعى إيلي يقيم في شقة مع أخته فيما أهله في إسبانيا، و ذلك لطلب فدية مالية قدرها مليون دولار وعدوه بإعطائه حصة منها، و كان عمر يفتش عن منزل لاحتجاز إيلي فيه، و كان يقول إنه في أسوأ الأحوال سوف يقتل إيلي إن لم تنفذ طلباته؛ و قد تقرّب من ناطور البناية السوري حيث يسكن الشاب، و طلب من كمال نعسان تزويده بمعلومات عن تحرّكاته... و لكن عملية الخطف لم تتم بسبب مغادرة إيلي المنطقة إلى فاريا حيث يعمل كمدرّب تزلّج...


 إنه في 5/3/2007 جرى استجواب كمال نعسان مجددا فأفاد بأنه شاهد عمر بعد حرب تموز، و بأن المذكور كان يسكن في طرابلس، و قد حضر لمقابلة أبناء عمه في عين عار، و اصطحب أحدهم، و هو مبارك غازي نعسان، بناء على رغبته، إلى طرابلس للجهاد، و من ثمّ، انقطعت أخبار مبارك المذكور؛ و زاد كمال نعسان بأنه أعطى أبو يزن صورة شمسية لكي يستحصل له على إجازة قيادة سورية مزوّرة ...


 إنه في 6/3/2007 أفاد كمال نعسان بأن أبو يزن كان ينقل مسدسا مع كاتم للصوت، و أنه شخصيا أدى خدمته العسكرية حيث تدرّب على استخدام بندقية الكلاشينكوف فقط... و نفى أي خبرة له في مجال صنع المتفجرات و استعمالها... و لدى الاستفسار منه عن سبب تلبيته كل طلبات عمر حجي و عدم التبليغ عن الحزام الناسف أو المسدس مع كاتم الصوت، أوضح كمال نعسان أن عمر رجل متديّن و هو من أرشده للصلاة و قام بهدايته و إرجاعه لدينه، و بالتالي له فضل عليه و من واجبه تلبية طلباته، التي يعتبرها خدمات...


 إنه في 12/3/2007، و على أثر ما توافر من معطيات بنتيجة القبض على مصطفى إبراهيم سيو ( و لقبه أبو إبراهيم) و ياسر محمد الشقيري، استجوب كمال نعسان مجدّدا و سئل عن سبب إقدامه على تضليل التحقيق و إخفاء معلومات تتعلق بعمر الحجي ؟ فاعترف بأنه كتم على التحقيق بعض الأمور التي شاهدها أو سمعها، و من ذلك، أنه ليل 14/2/2007 اشترك مع عمر و أبو يزن في البحث عن أغراض كانت في منزل قرنة شهوان، و أنه وجد في الغرفة المهجورة الملاصقة للمنزل الكيس الأسود المحتوي على المتفجرات و الكلل الحديدية، الذي سبق له ذكره، و سلّمه إلى عمر الذي قال إن ثمة أغراضا أخرى بقيت، و قد عاود كمال نعسان البحث و لكنه لم يعثر عليها... و إنه بتكليف من عمر، قام في اليوم التالي بسؤال أبو إبراهيم عن باقي الأغراض، فدلّه المذكور على مكان تخبئتها في الغرفة المهجورة داخل قسطل بلاستك، و أخرج منه كيسا أسود، فتمّ نقله مع باقي الأغراض إلى شقة الدورة؛


 إنه لدى متابعة رصد و تحليل الاتصالات الهاتفية الحاصلة يوم التفجير في محلة عين علق، تبيّن أن الرقم 094952/03 توقف عن العمل في 16/2/2007 و الرقم 094961/03 توقف عن العمل في 17/2/2007، بيد أن الرقم 085635/03 اتصل في 23/2/2007 بالرقم 767928/03 المستخدم حديثا منذ 18/2/2007،و الذي تبدى أنه أجرى اتصالات كثيفة بالرقم 762605/03 خلال 21 و 22 شباط 2007، و إن هذا الرقم الأخير مستخدم منذ 21/2/2007 و اتصالاته أمنية و محصورة بأرقام محدّدة، ما خلا تلقي و إصدار اتصالات بالرقم الثابت 209719/03 المسجّل باسم أحمد علي حركة، و هو يملك مكتبا في الحمرا - شارع السادات لتخليص معاملات الميكانيك، و من خلال المذكور تمّ تحديد صاحب الرقم 762605/03 ، فتبدى أنه يدعى مصطفى إبراهيم سيو والدته خديجة مواليد 1983 سوري، الذي كان يرغب في تسجيل دراجة نارية له رقمها 685261/م ... و إن صاحب الرقم 762605/03 يتنقل بين بيروت و الشمال... و أنه أقفل الرقم المذكور في 1/3/2007 و بات يستخدم الرقم 928579/70 و يتواجد كثيرا في منطقة الأشرفية و بخاصة في الليل...


 إنه في 8/3/2007 جرى رصد حركة انتقال الاتصالات المتعلّقة بالرقم 965081/03 من بيروت إلى الشمال، فجرى تعقبها حتى مدينة طرابلس – ساحة النور حيث ألقي القبض على شخص كان يحوز هاتفا رقمه 965081/03 و ضبطت معه أشياء، منها هوية سورية باسم ماهر فؤاد عتقي عليها رسم "أبو صالح" مع قسيمة عودة بالاسم المذكور من الأمن العام اللبناني و من السلطات السورية... و ورقة بيضاء كتب عليها اسم عبير و الرقم 968079/70... و ظرف فيه صورة بيان إخراج قيد باسم علي داود زيات... و قد تبيّن أن الشخص المقبوض عليه يدعى ياسر محمد الشقيري...الذي أفاد بأنه يقيم في الأشرفية – كرم الزيتون في شقة مع المدعو "أبو إبراهيم" الذي يملك دراجة نارية... و رقم هاتفه هو 928579/70، فتبيّن أنه مصطفى إبراهيم سيو؛ و قد جرى تعقّب اتصالات الرقم المذكور حتى تحديد موقع صاحبه في بيروت – شارع الحمرا حيث جرى توقيفه في 8/3/2007؛


 و تبيّن أنه تمّ اصطحاب ياسر محمد الشقيري مخفورا للدلالة على المنزل حيث يقيم في الأشرفية – حي كرم الزيتون... و قد جرى تفتيش المنزل (محضر رقم 80/302 تاريخ 8/3/2007) فعثر على كيس نايلون أسود فيه كمية من مادة "تي إن تي" المتفجرة و عدد من الكرات الحديدية اللمّاعة بحجم حبة الحمص، فضلا عن أوراق و مستندات و أشياء أخرى...


 و تبيّن أنه في 9/3/2007 جرى استجواب مصطفى إبراهيم سيو، فأفاد بما يلي:
 إنه قبل نحو عشرة أشهر خلت، انتمى إلى جماعة جهادية أطلقت فيما بعد على نفسها اسم فتح الإسلام، و قد تعرّف على أعضائها عن طريق المدعو خالد الحمصي، و هو طالب سوري في جامعة بيروت العربية – قسم الإعلام، و كان يعرف الأعضاء بألقابهم و هم: أبو يزن – أبو عمر – أبو صالح – أبو عثمان – أبو زياد – أبو ريتاج – أبو مدين – أبو الشهيد – أبو الزبير – و مسؤول الجماعة الحاج أبو حسين و سواهم...
 إن أبو يزن (و اسمه الحقيقي مجد الدين عبد الحي عبود) عرض عليه السكن في بيت مستأجر في بلدة قرنة شهوان بالقرب من مطعم B 2 B ، معه و مع آخرين هم: أبو عمر و أبو عثمان و أبو صالح و أبو زياد، كان مصطفى سيو قد تعرّف إليهم في مركز صامد في مخيم برج البراجنة؛ و إنه شاهد في المنزل المذكور أحزمة ناسفة و متفجرات من نوع "تي إن تي" ممزوجة بكرات حديدية صغيرة لونها كروم و حجمها أصغر من حجم حبة الحمص بقليل، كما لاحظ أن هؤلاء الأشخاص يتنقلون بحذر شديد و يستعملون أسماء وهمية و بطاقات هوية و مستندات رسمية مزوّرة...


 إنه خلال إقامته في الشقة و تردّده إلى مخيم نهر البارد، لاحظ أن المجموعة التي يرأسها أبو يزن، تنوي القيام بأعمال أمنية معيّنة، و إن بعض عناصر فتح الإسلام قد أوقفوا و أحدهم كان يحاول سرقة مصرف في صيدا... و قد كلّفه أبو مدين، نائب الحاج أبو حسين، بمهام مختلفة، مثل تحديد أماكن و عناوين سفارات الأردن و السعودية و بريطانيا و روسيا، و جمع معلومات عن أجانب متواجدين في منطقة الحمرا و عن مصارف ذات حماية أمنية ضعيفة، و عن الصراف شومان في الحمرا تمهيدا لسرقته... و لكنه لم ينفذ معظم تلك المهام؛


 إنه قبل حوالي شهر، كان في المنزل في قرنة شهوان، فطلب منه أبو عمر التوجه إلى مخيم نهر البارد لمقابلة الحاج أبو حسين في مركز صامد، و عدم إعلام أحد بما سيدور بينهما من حديث، فأسرع إلى الشمال و قابل الأخير في مكتبه، الذي سأله "كيف همّتك"؟ فأجابه "منيحة"، فقال له أبو حسين: "يوجد عمل نريد أن نكلفك به فهل أنت جاهز أو لا؟" فأجابه: "إذا كنت أنا بحجم هذا العمل فأنا جاهز" فأضاف أبو حسين: "على كل حال لك مبلغ خمسمائة دولار أميركي... و شوف أبو عمر و هو يخبرك"... و أضاف مصطفى سيو أنه التقى في المخيم كلا من "أبو مسعود و أبو همام و أبو البراء و أبو الزبير و أبو الغيث"... و قد حياهم و انصرف قبل آذان الظهر... و إنه في اليوم التالي الواقع فيه 7/2/2007، قال له أبو عمر على انفراد إنهم ينوون وضع عبوة ناسفة في محلة رياض الصلح بين خيام المعتصمين... و هو و إياه سيتوليان التنفيذ؛ و لما سأله ما إذا كانت العبوة ستنفجر، ضحك أبو عمر، فأعاد السؤال، عندها قال له: خلص بعدين، و أضاف أنه سبق و تكلّم مع كمال نعسان عن هذا الموضوع، و أن الأخير قال له إن لديه أصحاب لبنانيون يترددون إلى ساحة رياض الصلح للسهر، و بإمكانه الذهاب معهم و وضع العبوة من دون أن ينتبه إليه أحد؛ علما أنه قبل حوالي 3 أسابيع دار حديث أمام مصطفى سيو حول هذا الموضوع في حضور "أبو عمر و أبو صالح و كمال نعسان و أبو عثمان" ، الذي اعتبر الأمر صعبا بسبب المراقبة و وجود كاميرات؛ و قد أعلمهم أبو عمر بأن الغاية من التفجير هي زعزعة الوضع في لبنان لكي تتمكن فتح الإسلام من الانتشار؛


 إن أبو عمر عاد و فاتح مصطفى سيو بالموضوع في 12/2/2007 في المنزل الذي استأجروه حديثا في محلة الدورة، و أعلمه بضرورة وضع عبوتين ناسفتين داخل باصات على خط عام بتغرين - بكفيا – أنطلياس، قبل حلول 14/2/2007 و سأله عما إذا كان قد أمن علبتين كبيرتين فارغتين من حليب نيدو كان قد طلبهما منه قبل يوم من ذلك، أي يوم الأحد، فأجابه مصطفى سيو سلبا؛ و كان في المنزل المستأجر 3 علب بلاستك لونها أصفر من ماركة NESQUIK واحدة فيها عدس و اثنتان فارغتان، فتفحصهما أبو عمر و قال إنهما تفيان بالغرض و طلب منه أخذهما و سلّمه حزاما ناسفا، فوضعه على وسطه، كما أعطاه كيسا أبيض فيه كيس أسود يحتوي على متفجرات - و كرات حديدية لون كروم - و 4 صواعق بحجم نصف قلم رصاص لونها مثل لون الألمينيوم و يخرج من كل منها شريطان كهربائيان لون أصفر - و قطعتين تغطيهما مادة السليكون و يخرج من كل منهما شريطان لون أسود و موصول إلى كل منهما كبسة: ON – OFF قال له أبو عمر إنها "مؤقت" (TIMER) – و قطعة أصغر من كرة القدم بقليل لونها باج غامق تشبه العجينة الجامدة، و وضع أبو عمر العلبتين الفارغتين في الكيس المذكور، و طلب منه الذهاب إلى شقة قرنة شهوان، فيما هو سيذهب إلى طرابلس لإحضار سيارة و كمية أخرى من المتفجرات و يلاقيه في قرنة شهوان ليلا؛ و طلب إلى أبو صالح ( ياسر الشقيري) العودة إلى مخيم نهر البارد و البقاء فيه...


 إن مصطفى سيو استقل باص من محلة الدورة إلى قرنة شهوان و دخل إلى المنزل حيث لم يكن أحد، و حوالي التاسعة من مساء 12/2/2007 حضر أبو عمر في سيارة هوندا قديمة لونها ذهبي فاتح، و دخل إلى المنزل و كان يضع حزاما ناسفا و بيده كيس نايلون أسود يحتوي على متفجرات، فوضع على الأرض قطعة من النايلون غير الشفاف لونها باج مشمّعة و فتح كيس المتفجرات الذي أحضر من شقة الدورة و وضع قربه قطّاعة و تلزيق أسود و قداحه و سكين و تلزيق ألتكو و شفرة و لمبات صغيرة للزينة... و كانت المتفجرات من نوع "تي ان تي" ؛ و طلب منه أبو عمر الذهاب لإحضار طعام للعشاء... و عند عودته، رأى أن أبو عمر قد شارف على الانتهاء من تحضير العبوة الناسفة الأولى، و العلبة الأولى مليئة بالمواد المتفجرة و قد ترك فراغ في جانبها الأيسر لتركيب الـ TIMER ، و كانت 4 أسلاك كهربائية لون أصفر تظهر من العجينة التي تغطي الفراغ في العلبة، مما يدلّ على أن ثمة صاعقين في كل علبة؛ و أضاف مصطفى سيو أنه جلس قرب أبو عمر و شاهده يحضّر العبوة الثانية، إذ ملأ نصف العلبة بمادة "تي ان تي" و غرس شريطا متفجرا أحمر في تلك المادة و وضع فوقها الكرات الحديدية ثم قام بهزّ العلبة لمزج الكرات بالـ "تي ان تي" ، ثم قاما بغسل أيديهما جيدا، لأن تلك المادة سامة، و تناولا العشاء، ثم تابع أبو عمر تحضير العبوة فوضع فوق ال "تي ان تي" داخل العلبة مادة المعجونة و ترك مساحة في أعلى يسار العلبة لوضع الـ TIMERو استعمل السكين لإحداث فراغ في أعلى يسار العلبة لكي يظهر فيها زرّ الـ ON – OFF ، و كان الـ TIMER موصولا بقطعة بلاستك تستقرّ فيها 4 بطاريات من الحجم الصغير AAA ، و اختبر أبو عمر مدى دقة التوصيلات الكهربائية في العبوة فاستخدم لمبة صغيرة للزينة كانت في المنزل، و ضوءا صغيرا جدا نزعه من قدّاحة... فيما أقدم مصطفى سيو على تحطيم جهاز هاتف خلوي من نوع نوكيا قديم العهد لاستخراج لمبة صغيرة منه، و لكنه لم يتمكن من ذلك... و لكن الاختبار نجح باستخدام لمبة صغيرة للزينة... ثم قام أبو عمر بلصق غطاء العلبتين مستخدما مادة ألتكو اللاصقة، و سلّم علبة منهما إلى مصطفى سيو، و كان سلكان كهربائيان لونهما أسود و أصفر يخرجان من جانب العلبة و السلك النحاسي الداخلي بارز منهما، و كان الوقت حينها حوالي الواحدة و النصف ليلا، فقاما بتنظيف المكان من بقايا المواد المستعملة و وضعاها في كيس نايلون تولى مصطفى سيو رميه في مستوعب للنفايات قرب المنزل على الطريق العام...


 إن مصطفى سيو و أبو عمر استيقظا في الخامسة فجرا، و أديا صلاة الفجر...ثم تناولا الفطور، و من ثمّ، عرض أبو عمر شفهيا على مصطفى سيو الخطة التي وضعها لتنفيذ العملية، و كانت تقضي بان يستقلا سيارة الهوندا و يصعدا باتجاه محطة الباصات و يركنان السيارة إلى جانب طريق فرعي، و يستقل كل منهما أحد الباصات حيث يضع العبوة الناسفة تحت المقعد الذي يجلس عليه، و عندما يقترب الباص من مكان ركن السيارة ينزلان منه بعد تجهيز العبوة للانفجار بالضغط على زرّ الـ ON – OFF ، و يتوجّهان نحو السيارة، و من يصل أولا ينتظر الآخر، ثم يذهبان إلى طرابلس عبر طريق غير طريق أنطلياس – بكفيا؛


 إنه حوالي السابعة و النصف من صباح 13/2/2007، ركبا في سيارة الهوندا و وضع أبو عمر عبوته في كيس نايلون أبيض غير شفاف و وضع معها بعض الخيار و البندورة و البطاطا و الليمون و الخبز، و سلّم مصطفى سيو عبوته في كيس نايلون اسود غير شفاف، و طلب منه حمل كيس آخر لونه أبيض وضع فيه بنطلون جينز لون بني و كنزة قطن لون ابيض، و هما ثياب العمل...و ذلك للتمويه و الإيهام بأنهما عاملان عاديان متجهان إلى عملهما اليومي... و قاد أبو عمر السيارة ببطء و اجتاز ساحة بكفيا و بعد حوالي ربع ساعة توقف و انعطف شمالا و دخل في طريق فرعي حيث أوقف السيارة، و نزل منها الرجلان مع الأكياس و سارا باتجاه الطريق العام عبر طريق فرعي غير الذي دخلا منه، و وصلا إلى نقطة أعلى من المفرق حيث دخلا لإيقاف السيارة، و بعد خمس دقائق استقلا باص انطلق بهما صعودا حوالي عشر دقائق، و لما رأى أبو عمر مجموعة من الباصات تتجه نزولا، أخذ من مصطفى سيو الكيس المحتوي على العبوة الناسفة و أدخل يديه فيه و قام بمعالجته، و طلب منه أن يستقل باص نزولا على أن ينزل منه قبل الساعة 8 و الدقيقة 45، و أشار إلى ساعة جهاز الخلوي التي كانت 8 و الدقيقة 30؛ و بالفعل نزلا بعدما دفع أبو عمر إلى السائق مبلغ ألفي ل.ل. و عبرا الشارع، و استقل أبو عمر و الكيس بيده، أول باص توقف أمامهما... ثم اتصل بمصطفى سيو الذي كان ينتظر مرور أحد الباصات، و أعلمه بأنه سيعود لأنه "ما مشي الحال"، و فيما كانا يتحادثان شاهده مصطفى سيو في باص متجه صعودا، ثم رأى باص آخر يتجه نزولا فاستقلّه بعدما أخبر أبو عمر بالأمر، و كان في الباص عدد من الأشخاص، فجلس في أحد المقاعد ما قبل الخلفية لجهة السائق فوق الدولاب الخلفي للباص، بحسب ما طلب منه أبو عمر، و وضع الكيس المحتوي على العبوة الناسفة تحت مقعده دون أن يكترث إلى أي من الركاب، و اتصل بـ أبو عمر، الذي اعترض لعدم وجود عدد كاف من الركاب في الباص... الذي استمر في رحلته نزولا مسرعا و تجاوز المفرق الفرعي المركونة فيه سيارة الهوندا، فتابع مصطفى سيو الرحلة، و قبل ساحة بكفيا قرب مفرق على اليمين طريقه منحدرة، طلب من السائق إنزاله و وقف و حمل الكيس المحتوي على الملابس و استخدم قدمه اليسرى لدفع الكيس المحتوي على العبوة الناسفة إلى الخلف ليستقرّ تحت المقعد، ثم نزل و سار على قدميه حوالي 15 متر و هو مرتبك، ثم عاد باتجاه الطريق العام و استقل سيارة تاكسي من أمام ميني ماركت إلى برمانا، مقابل مبلغ 10 دولارات، و في منتصف الطريق سمع دوي انفجار غير قوي، و كان كيس ملابس العمل لا يزال معه، و سأله السائق أين يريد أن ينزل، فطلب منه مصطفى سيو أن يوصله إلى أمام بلدية برمانا؛ و أوضح أنه كان طيلة الوقت على تواصل شبه مستمرّ مع أبو عمر ... و في أحد الاتصالات أعلمه أبو عمر بأنه تمكّن من وضع العبوة داخل باص استقلّه... و إنه ترك المنطقة في سيارة الهوندا و اتجه إلى طرابلس عبر كسروان؛ كما أفاد مصطفى سيو بأنه بعدما نزل من التاكسي، كان الطقس ممطرا، و إنه رمى كيس الملابس في مستوعب للنفايات قرب مبنى بلدية برمانا، و انتظر نحو 10 دقائق حتى وصل باص فاستقلّه حتى منطقة الدورة، و سمع الركاب فيه يتحدثون عن الانفجارات في عين علق، ثم استقل باص "كونّيكس" إلى طرابلس التي وصل إليها حوالي الساعة 11 و الدقيقة 30، و خلال الطريق كان أبو عمر يتصل به و يسأله عن مكان وجوده، و كذلك أبو يزن، فأعلمه أنه قادم إلى طرابلس و طلب منه ان يلاقيه و يحضر له سندويش بطاطا لأنه كان جائعا... و لدى وصوله إلى محلة التل لم يجد أحدا بانتظاره، فاتصل بـ أبو عمر الذي طلب منه الذهاب إلى مخيم نهر البارد، فاستقل فان إلى دوار العبدة، بعدما اشترى سندويش بطاطا أكله في الطريق، ثم استقل سيارة أجرة إلى المخيم... حيث قابل الحاج أبو حسين ( اي شاكر العبسي ) الذي سأله عن كيفية تنفيذ العملية... و طلب منه عدم إخبار أحد... وقال له "جازاك الله خيرا"... و قد قابل أيضا أبو مدين الذي أخذ منه هاتفه الخلوي بعدما اقفله... ثم سأله ماذا حصل معه... و طلب منه عدم إخبار أحد... و أضاف مصطفى سيو إنه بعد عملية التفجير بدأ المسؤولون في فتح الإسلام بإعطائه مبالغ من المال على دفعات في حدود 250 دولار كمصروف، و إن الحاج أبو حسين أنقده مبلغ 400 دولار أميركي قبل 3 أيام من توقيفه...واعتبر ذلك محاولة لتعزيته كونه شعر بالندم والاستياء و الخوف بعد عملية عين علق...وربما كان ذلك أيضا بهدف تحضيره للقيام بعملية أخرى...


 إنه فيما كان لا يزال في مركز الخان في مخيم نهر البارد، و قبل أن يؤخذ منه الهاتف الخلوي، ورده اتصال من منطقة المتن و كان المتصل كمال نعسان الذي كان يريد الاطمئنان عليهم كونه حضر إلى البيت في قرنة شهوان و لم يجد أحدا، و قد عرّف عن نفسه بالقول :"أنا صاحبك أبو الـ ب أم..."


 إنه في 11/3/2007 جرى استجواب مصطفى سيو مجددا، فأفاد إنه حوالي الساعة الثانية من فجر 13/2/2007 ، و بناء على طلب من أبو عمر، قام بجمع الهواتف التي في منزل قرنة شهوان و وضعها في كيس من النايلون و وضع في كيس آخر البطاقات السورية المزوّرة، وفي كيس ثالث بقايا مادة الـ "تي ان تي" و الكرات الحديدية، ثم قام بوضعها في الغرفة المهجورة الملاصقة للمنزل، كما وضع كيسا رابعا في "قن" الدجاج قرب المنزل؛ ولاحقا في ليل 13/2/2007 بعد الانفجار، حضر أبو عمر لأخذ الأكياس، و لكنه لم يعثر عليها كلها؛ وفي اليوم التالي حضر مصطفى سيو و معه أبو عثمان إلى المنزل في قرنة شهوان، ثم حضر كمال وسأله: "وين حطيت الأغراض فتشنا عليهم الدنيا"، ففهم من كلامه أنه كان مع أبو عمر في مساء 13/2/2007 ، و قد دلّ المذكور على مكان الأكياس في الغرفة المهجورة المجاورة... وإنه علم لاحقا أن أبو عمر نقل كيس المتفجرات والكرات الحديدية مع حزامين ناسفين إلى منزل الدورة ووضعها على المتخت خلف خزان المياه؛ و أضاف مصطفى سيو إنه شاهد الكيس المذكور عندما حضر لنقل الأغراض من منزل الدورة إلى منزل الأشرفية، و قد طلب منه أبو عمر تخبئة المتفجرات داخل جهاز تلفزيون، ففعل و نقله إلى شقة الأشرفية، حيث عمد أبو صالح ( اي ياسر الشقيري ) لاحقا إلى أخراج كيس المتفجرات و وضعه تحت السرير؛ وأضاف مصطفى سيو أنه لم ير الحزامين الناسفين، و قد علم أن أبو عمر أخذهما؛ و أكّد أن محتويات الكيس المذكور كانت من بقايا الـ "تي ان تي" و الكرات الحديدية المستخدمة في تفجيري عين علق... و أضاف أنه بعد عملية التفجير نزل أبو عمر و أبو يزن ليلا إلى قرنة شهوان و قابلا كمال نعسان و طلبا منه الانتقال والإقامة في شقة قرنة شهوان لكي لا يشعر مالكو المنزل بشغوره و بالتالي يشكّون في سبب تركه؛


 إنه لدى استجواب مصطفى سيو مرة جديدة في 12/3/2007، على أثر إجراء مقابلة بينه و بين كمال نعسان، تعرّف على المضبوطات التي عرضت عليه... و أفاد بأن رخصة قيادة السيارات الخصوصية السورية ذات الرقم 138650/ فئة ب و عليها صورته الشمسية هي مزوّرة و قد استحصل عليها من المدعو أبو خالد، المتخصص في التزوير لدى فتح الإسلام – و بأن إجازة السوق السورية باسم علي عباس المصري و عليها صورة أبو عثمان هي مزوّرة – وكذلك إجازة السوق السورية والهوية السورية اللتين باسم شادي خليل حسن و تحملان صورة مصطفى سيو، و الفاعل هو أبو خالد – و بأن صك البيع المختوم "مروان عقاد مبيع دراجات نارية" والمعقود بين حسن حسين العلي و بين حنا عيسى عازار هو مزوّر، و أبو يزن يستخدم الاسمين المذكورين و هويتين سوريتين مزورتين بالاسمين عينهما...
و أضاف مصطفى سيو أنه بعد حوالي أسبوعين من تفجير عين علق، حصل اجتماع في مكتب شاكر العبسي في مخيم نهر البارد حضره مع عمر (أي أبو عمر) و أبو مدين و أبو يزن، و إن أبو مدين تحدث عن ضرورة زرع عبوة جديدة، فاقترح عمر أن تكون في إحدى الحسينيات لأن الحماية فيها ضعيفة... لكن أبو مدين ارتأى متابعة التركيز على الهدف عينه و الاستمرار في ضرب فريق واحد لأن ضرب الشيعة بعد عملية عين علق سيفهم منه جميع الفرقاء في لبنان أن ثمة من يرغب في إحداث زعزعة بين الأطراف السياسية و الدينية المتنازعة في لبنان، فاقترح عمر تفخيخ دراجة نارية صغيرة و تفجيرها أمام مركز بيت الكتائب في قرنة شهوان، و أبدى استعداده للقيام بالعملية... و قد وافق أبو مدين على ذلك و قال:"توكلوا على الله"؛
و أدلى مصطفى سيو أيضا بأن أبو مدين كلّفه بالتوجّه إلى بعقلين للتعرّف على الشوارع و الزواريب فيها، فيما طلب منه عمر أن يتدبر عملا هناك للتعرّف على المنطقة... و قد ابتاع له أبو يزن دراجة نارية لهذه الغاية، و لكنه لم يعرف الهدف من تلك العملية...و إنما استنتج وجود نية لتكرار حادثتي عين علق في بعقلين... و أضاف إنه قبل يوم من توقيفه، التقى بـ أبو يزن في طرابلس، و قد كلّفه المذكور بمراقبة الأجانب، و بخاصة في فندق الكومودور، و بإحضار صور جويّة لبعض السفارات...
كما أوضح مصطفى سيو أنه عندما أصرّ أبو عمر على تنفيذ عملية التفجير قبل 14 شباط 2007 في منطقة المتن، و تحديدا بكفيا، شرح له سبب هذا الاختيار بأن سكان المنطقة هم من مؤيدي فريق 14 آذار و 14 شباط، و بذلك يكون للعملية هدفان: الأول منع مؤيدي 14 شباط من النزول إلى الاحتفال بالذكرى في 14 شباط و الثاني أن تؤدي التفجيرات إلى ازدياد ضغوط الدول العربية و الأجنبية على سوريا، مع إعطاء الأهمية و الأولوية للهدف الأول... و إن أبو عمر كان يرغب في تنفيذ العملية في 14 شباط و لكن المسؤولين في فتح الإسلام أصرّوا على التنفيذ قبل هذا التاريخ؛


 إنه جرى استجواب مصطفى سيو مجدّدا في 15/3/2007، و قد طلب منه وصف الركاب داخل الباص حيث وضع العبوة الناسفة، ففعل بالتفصيل... و من ثمّ، سئل عن معلوماته عن المدعوة عبير و علاقتها بفتح الإسلام، فأفاد بأنه قبل حوالي شهر سلّمه أبو عمر في طرابلس مظروفا صغيرا و طلب منه تسليمه إلى امرأة اسمها عبير مدوّن رقم هاتفها على المظروف، على أن يتصل بها من رقم عمومي و ليس بواسطة تيليكارت، فاتصل بها من صيدلية مستشفى الرسول الأعظم... و التقى بها على الطريق العام و سلّمها المظروف، و وصفها بأنها كانت ترتدي ملابس سوداء اللون و عمرها حوالي 28 سنة و طولها حوالي 175 سنتيمتر سوداء الشعر وحنطية البشرة لديها بثور في وجهها و لهجتها فلسطينية أو جنوبية و لا تضع على وجهها مساحيق تجميل... و بالسؤال أضاف مصطفى سيو إنه بناء على أمر من عمر، استخدم هوية سوريا مزوّرة باسم شادي حسن خليل ليبتاع عشرة خطوط خلوية جديدة من محلات كلاس، وسلّمها إلى "أبو يزن" لكي يصار إلى إبدال شبكة الاتصالات كونهم سوف يعمدون إلى "حرق" الخطوط القديمة، كما ابتاع خط هاتف جديد لـ "أبو صالح"...
و قد عرضت على مصطفى سيو صور أشخاص عديدين، فقام بالتعرّف على معظم أصحابها... و من ثمّ، عرض معلوماته عن هيكلية جماعة فتح الإسلام و تنظيماته و كوادره و عناصره و نشاطاتهم...


 و تبين انه في 9/3/2007 جرت مداهمة الشقة في محلة الدورة – برج حمود شارع أرمينيا بناية بطرس باسيل، بدلالة مصطفى سيو، و قد ضبطت منها علبة NESQUIK سعة كيلو (محضر رقم 82/302)؛
كما و ان مصطفى سيو قام مخفورا بالدلالة على المنزل في قرنة شهوان و على الطريق التي سلكها مع أبو عمر صباح 13/2/2007 على متن سيارة الهوندا صعودا نحو بكفيا و منها إلى مفرق يؤدي إلى كسروان حيث جرى ركن السيارة، و من ثمّ تابعا سيرا على الأقدام نحو قرية شويا حيث استقلا باص ثم نزلا منه في قرية الجوار، كما دلّ على المكان الذي نزل فيه من الباص بعد وضع العبوة الناسفة، و هو يقع قبل ساحة بكفيا بحوالي 50 متر؛ ثم جرى الانتقال إلى الشقة في قرنة شهوان و فضّت الأختام عنها و فيها دلّ مصطفى سيو على رفش بلاستك صغير لونه أزرق و أصفر و على لمبتين للزينة و مقص أظافر و لوحة مفاتيح لجهاز هاتف خلوي، فجرى ضبط تلك الأشياء و أعيد ختم الشقة بالشمع الأحمر، و من ثمّ جرى التوجه إلى الشقة في الأشرفية – كرم الزيتون، بدلالة مصطفى سيو، و تمّ نزع الأختام عنها و قام المذكور بالدلالة على ملابس أبو عمر... و على جهاز التلفزيون حيث قام بإخفاء كيس المتفجرات، و هو من ماركة تومسون لونه أسود قياس 14 إنش و إلى قميص داخلي لونه ابيض استعمله للفّ كيس المتفجرات قبل وضعه في جهاز التلفزيون، و إلى سكين مطبخ طوله حوالي 10 سنتي له قبضة بلاستك لونها أسود، و قد جرى ضبط كل تلك الأشياء و أعيد ختم الشقة بالشمع الأحمر؛


 إنه في 10/3/2007 جرى استجواب ياسر محمد الشقيري، بعد اعتقاله في طرابلس و هو يحمل كيسين من النايلون فيهما ملابس عسكرية و واقيات للسمع خاصة بالرماية و جهاز كومبيوتر محمول HP و ثوب شرعي رجالي و آلة تسجيل و جهاز لاسلكي و حزام عسكري و فرشاة شعر للصبغ و هاتف نوكيا من دون شريحة رقم؛ كما ضبط معه جهاز هاتف خلوي من نوع أريكسون يحمل الرقم 965081/03 ، و بطاقة هوية سورية و قسائم عودة مزوّرة باسم ماهر فؤاد عتقي؛ و قد دلّ المحققين على الشقة التي يقيم فيها مع مصطفى سيو (أبو إبراهيم) و أبو عثمان في الأشرفية – محلة كرم الزيتون حيث ضبط كيس المتفجرات و الكرات المعدنية... و كان تحت السرير حيث اعتاد ياسر الشقيري أن ينام... بيد أن المذكور أكّد أنه لم يكن يعرف شيئا عن محتوياته... و قد اعترف بأنه استحصل على رخصة سوق سورية مزوّرة لاستعمالها في لبنان في قيادة السيارات و الدراجات النارية و على الهوية المزوّرة من صديقه السوري أحمد محمد و هو يعمل في الشرطة الجنائية السورية برتبة مساعد، و قد دفع له أربعة آلاف ل.س. ؛ و أضاف أنه دخل إلى لبنان آخر مرة في 16/12/2006 مستخدما هويته المزوّرة و مكث في مخيم برج البراجنة لدى تنظيم فتح الانتفاضة حوالي شهر، ثم انتقل إلى مخيم نهر البارد حيث انتسب إلى تنظيم فتح الإسلام بعد إعلان تأسيسه، و جرى إلحاقه بلجنة الخدمات تحت إشراف المسؤول المالي المدعو أبو فراس، يعاونه أبو عثمان، و راح لمدة شهرين يشتري لعناصره ملابس و طعام و حاجيات أخرى مثل الكتب التاريخية و الإسلامية و المصاحف و الهواتف الخلوية و العتاد العسكري مما يباع في الأسواق... و ما لا يتوافر في المخيم، من طرابلس ثم من بيروت، بناء على تكليف من شاكر العبسي؛ كما أنه كان أحيانا يكلّف باستقبال المتطوعين الجدد الوافدين من البلاد العربية عبر مطار بيروت أو استلامهم من فنادق بيروت لإسكانهم في شقة في مركز صامد في مخيم برج البراجنة...و كان يتقاضى راتبا شهريا قدره أربعمائة دولار أميركي؛ و زاد ياسر الشقيري إنه قبل نحو أسبوع، استأجر مصطفى سيو الشقة في الأشرفية – كرم الزيتون، فأقام فيها 3 أيام قبل توقيفه؛ و قبل ذلك كان يتردد إلى الشقة التي استأجرها المذكور و أبو عثمان في محلة الدورة، و ينام فيها؛ كما أنه نام حوالي 10 مرات في الشقة التي استأجرها أبو عمر في قرنة شهوان في أواخر كانون الثاني أو أول شباط 2007 ... و غادر الشقة بأمر من أبو عمر الذي طلب إليه الذهاب إلى مخيم نهر البارد، ثم عاد إليها بإذن من نائب أمير التنظيم (المدعو مؤيد) من أجل جلب أغراضه الشخصية؛ وتبيّن أنه غادر تلك الشقة في 12/2/2007 قبل يوم من انفجار عين علق، و عاد إليها في 15/2/2007؛
و بالسؤال أجاب ياسر الشقيري أنه شاهد متفجرات في شقة قرنة شهوان، و 3 أحزمة ناسفة كان أبو عمر يشرح لهم عنها، و هي توضع على الوسط و من النايلون و يزن كل منها حوالي 3 كيلوغرام و له "بكله" و فيه كمية من مادة "تي ان تي" و عدد من الكرات المعدنية الخردق موضوعة في جيبين و موصولة بصاعق مفجّر و له كبسة بيضاء مثل كبسة اللمبة الصغيرة ملصق عليها شريط لاصق للأمان و عليه بطارية بشكل مربّع... و تلك الأحزمة هي دفاعية و تستعمل في حال تعرّض من يرتديها لعملية توقيف؛ و كان أبو عمر يرتدي واحدا منها، و قد شرح لهم عنها و أخبرهم أنه كان يقاتل في صفوف القاعدة في العراق حيث قتل أخوه، و أنه يفضل تفجير نفسه على أن يتعرّض للاعتقال، نظرا لما لاقاه من تعذيب خلال وجوده في السجون السورية؛
و تبيّن انه في 12/3/2007 جرى استجواب ياسر محمد الشقيري مجدّدا، و من جملة ما قاله، إنه قبل حوالي يومين من توقيفه، و خلال نقل الأغراض إلى شقة الأشرفية – كرم الزيتون، طلب منه أبو إبراهيم عدم تشغيل جهاز التلفزيون لأنه خبأ فيه متفجرات و قد يؤدي تشغيله إلى تفجيرها؛ و إنه بعد مغادرة المذكور، حاول تشغيل الجهاز فلم يعمل، عندها فكّ غطاءه فوجد فيه شيال (أي قميص بروتيل) ملفوفا على كيس نايلون أسود فيه قطع متفجرات...فوضعه إلى جانب سريره... و قد جرى عرض المضبوطات عليه، فتعرّف على معظمها، و لا سيما المستندات المزوّرة، و أوضح أن بعضها سرقه أبو عثمان من محلات حيدر في عين عار، و كان يرافقه كمال أو عمر... و أن جهاز التسجيل الرقمي الجديد الذي ضبط معه يوم توقيفه، كان في علبته رقم هاتف جديد مع مظروف أبيض مختوم استلمه من فتاة تدعى عبير و أعطاها مائة دولار أميركي و ألف ريال سعودي من أبو إبراهيم، و كان عليه تسليم كل تلك الأشياء إلى "أبو مؤيد"... و زاد إن عبير عمرها بين 25 و 30 سنة معتدلة القامة و شعرها أسود و لهجتها لبنانية، قابلها في محلة جسر المطار بناء على طلب "أبو يزن" الذي زوّده برقم هاتفها، و كانت ترتدي جينز، و إنه يعتقد بأنها كانت تتعاون مع فتح الإسلام؛ و إنه سبق له أن التقى بها بعد حرب تموز في ظروف مشابهة، في محلة الرسول الأعظم، و استلم منها ظرفا مماثلا سلّمه حينها إلى "أبو عثمان" أو إلى "أبو يزن"... علما بأنه عثر في الظرف المختوم الذي ضبط من ياسر الشقيري على صورة بيان إخراج قيد لبناني مزوّر و عليه صورة للمدعو "أبو سلمى" ( و قد تبدى أن اسمه الحقيقي هو عزام قاسم نهار)، و هو سوري أو فلسطيني...
و تبيّن أنه جوابا على سؤال حول هيكلية فتح الإسلام، أدلى ياسر محمد الشقيري عن تنظيم تلك الجماعة التي يرأسها شاكر العبسي و عن قادتها و كوادرها و أعضائها و توزيع الاختصاصات على كل منهم، موضحا أن هؤلاء قدموا من تنظيمات فتح الانتفاضة و عصبة الأنصار و جند الشام و القاعدة، و عددهم حوالي 150 و هم من جنسيات سورية و فلسطينية و لبنانية و أردنية وسعودية و تونسية... و يتواجدون داخل مخيم نهر البارد و خارجه في منازل متفرقة...


 و تبيّن من التحقيقات التي أجرتها شعبة المعلومات (محضر رقم 59/302 تاريخ 23/2/2007)، و لا سيما لجهة رصد و تحليل المخابرات الهاتفية التي تستخدم فيها أرقام هاتف عائدة لعناصر فتح الإسلام، و منها الأرقام 167354/03 و 495719/70 و 902779/70 ، ثبت أن ثمة تواصلا بينها و بين الرقم 968079/70 الذي تستخدمه امرأة تدعى عبير، و هي التي أفاد مصطفى سيو و ياسر الشقيري بأنها استلمت منهما و سلّمتهما مظاريف تحتوي على أوراق، منها صورة بيان قيد إفرادي مزوّر باسم علي داود الزيات؛ كما تبيّن أن ثمة اتصالات كثيفة بين رقم عبير المذكور أعلاه و بين الرقم 216887/03 المسجل باسم حسين داود الزيات؛ و قد جرى توقيف هذا الأخير يوم 7/4/2007 في محله الكائن في حي فرحات و استجوب (محضر رقم 142/302 تاريخ 7/4/2007) فأفاد بأن الرقم 968079/70 هو للمدعوة عبير فارس التي يعرفها منذ 4 سنوات عندما كانت تمتلك محلا لبيع الملابس النسائية في مخيم برج البراجنة حيث تقيم، و ذلك بحكم عمله في بيع "الأكسسوارات"، و قد انقطعت علاقته بها لما بدّل تجارته و راح يبيع مواد غذائية، لكنه عاد و التقى بها في الشهر الأول من سنة 2007 و قد طلبت منه تدبير عمل لها، و نشأت بينهما علاقة عاطفية؛ و في الشهر الثاني من العام 2007 طلبت منه عبير العمل معه في المحل و التدقيق في الفواتير، فوافق و حدّد لها راتبا شهريا قدره مائتا ألف ل.ل. ، فأصبحت تمرّ على محله يوميا و تأخذ الفواتير لتدقق فيها؛ و أوضح أن علي داود الزيات هو شقيقه و قد توفى سنة 1975 خلال المعارك في مخيم تل الزعتر، و كان له من العمر عشر سنوات... و إنه بعدما بدأت عبير في العمل لديه، طلبت منه أن يؤمن لها إخراج قيد إفرادي باسم شقيقه علي المتوفى، لأن أحد أقاربها الذي لم تذكر اسمه بحاجة إليه للسفر إلى الأردن، كونه لا يملك أوراقا ثبوتية؛ و قال حسين الزيات إنه رفض في بادئ الأمر، و لكنها ألحت عليه في الطلب عدة مرات، مستغلّة العلاقة العاطفية بينهما، مما جعله يوافق و يطلب منها إحضار صورتين شمسيتين لقريبها، و لما فعلت أرسلهما إلى مختار حي الجورة في صور بواسطة المدعو عباس الذي يعمل لدى أقاربه في محلة كليمنصو، و دوّن له على ورقة بأن الصورتين هما لشقيقه علي و طلب منه تنظيم إخراج قيد باسم المذكور، و بعد حوالي أسبوع أحضر له عباس إخراج القيد المطلوب منظما باسم علي الزيات و يحمل صورة الشخص المنوّه عنه أعلاه، فأعطاه إلى عبير التي قالت له إنها ترغب في استصدار جواز سفر باسم شقيقه علي لصاحب الصورة، و قد أعلمته لاحقا بأنها حاولت إتمام معاملة جواز السفر بواسطة مختار من آل الخنسا في الغبيري، لكنه رفض ذلك ما لم يحضر صاحب العلاقة شخصيا، الأمر الذي حال دون الاستحصال على جواز السفر المطلوب؛


 و تبيّن أنه بالتنسيق مع حسين الزيات جرى استدراج عبير إلى محل المذكور في الساعة السابعة عشرة و الدقيقة الثلاثين من يوم 7/4/2007 فألقي القبض عليها، فتبيّن أنها تدعى عريفة غطاس فارس والدتها وصفية من مواليد المزرعة بيروت سنة 1974 فلسطينية الجنسية رقم الملف 685 و رقم البيان الإحصائي 9735، تقيم في مخيم برج البراجنة و تعمل في المركز الثقافي الفلسطيني في مخيم شاتيلا... و قد ضبطت في حقيبتها صورتان شمسيتان للمدعو عزام نهار؛ و لدى استجوابها، أفادت بأنها معروفة باسم عبير، و بأنه هي من سلّم الشخص الذي عرضت عليها صورته، و هو ياسر الشقيري الملقب بـ "أبو صالح"، صورة عن إخراج قيد إفرادي لبناني باسم على داود الزيات عليه صورة عزام نهار، و هو شقيق زوج المدعوة مريم كمال، التي كانت جارتها في السكن في مخيم برج البراجنة، و الذي تربطها به علاقة ودّ تطوّرت إلى مشروع زواج... و أضافت أن مريم كمال اتصلت بها هاتفيا من سوريا حيث كانت قد ذهبت مع زوجها، و طلبت منها تأمين أوراق ثبوتية لعزام نهار لكي يستطيع مغادرة لبنان، كونه لا يحوز على أوراق ثبوتية، فوعدتها خيرا و تباحثت في الموضوع مع عزام نهار، و كانت حينها بدأت تعمل لدى حسين الزيات فعلمت بأن لديه شقيقاً متوفى منذ زمن و غير مشطوب في الدوائر الرسمية اللبنانية، فأعلمت حسين الزيات أن أحد أقارب صديقتها هو فلسطيني من سوريا و مقيم في مخيم نهر البارد و لا يحوز على أوراق ثبوتية ليخرج من المخيم كي يسافر إلى سوريا، و سألت حسين الزيات ما إذا كان لديه أوراق ثبوتية لشقيقه علي، بغية إعطائها لها لكي تسلمها إلى قريب صديقتها، فنفى حسين الزيات ذلك، عندها استفسرت منه عن الطريقة التي يمكن بها الاستحصال على أوراق ثبوتية باسم شقيقه علي، فأجابها أنه يمكن الاستحصال على إخراج قيد باسم شقيقه علي و أن توضع عليه صورة قريب صديقتها و طلب منها إحضار صورتين شمسيتين للمذكور؛ و قد اتصلت بعزام على رقمه الخلوي 167354/03 و أعلمته بالأمر... فوعدها بإرسال صورتين شمسيتين له، و بعد حوالي أسبوع اتصل المذكور بها و أخبرها بأنه بعد حوالي اليومين سيرسل لها الصورتين مع أحد الأشخاص الذي زوّده برقم هاتفها... و إنه بعد يومين أو ثلاثة اتصل بها شخص و أخبرها أن معه ظرف لها، فطلبت منه التوجه إلى مطعم النابلسي عند مدخل مخيم شاتيلا، و قد التقت به هناك فسلّمها ظرفا و أعطته هي علبة من الحلوى لتسليمها إلى عزام نهار... و تبيّن أن في الظرف أربع صور للمذكور و إجازة سوق لبنانية خصوصية تحمل اسمها و صورة شمسية لها، كانت قد أعطتها إلى عزام نهار ليحتفظ بها، و زادت بأن عزام نهار كان قد وعدها هاتفيا بأنه سيرسل لها إجازة سوق؛ و أضافت إنها أعطت صورتين لحسين الزيات... فسلّمها إخراج قيد إفرادي باسم شقيقه علي، ملصقة عليه صورة عزام نهار... فأعلمت الأخير بالأمر، فطلب منها إحضار إخراج القيد إلى مخيم نهر البارد، فأعلمته بأنه لا تستطيع ذلك بسبب أشغالها، فطلب منها الاحتفاظ بإخراج القيد حتى يرسل لها شخصا فتسلّمه صورة عن إخراج القيد؛ و زادت عريفة فارس أنها قصدت أحد المخاتير من آل الخنسا في الغبيري، أرشدها إليه حسين الزيات، و استفسرت منه عن المطلوب لإنجاز جواز سفر، فأعلمها أنه يتوجب حضور صاحب العلاقة بالذات مع صورتين و إخراج قيد؛ فأبلغت عزام بالأمر، فقال إنه سيحضر لاحقا... ثم تلقّت اتصالا من الشخص الذي أحضر لها الصور، و قد طلب استلام صورة إخراج القيد لتسليمها إلى عزام، فالتقت به أمام مطعم النابلسي و سلّمته صورة إخراج القيد... و أكّدت أن عزام نهار لا يخرج أبدا من مخيم نهر البارد و هو قال لها إنه دخل إلى لبنان بطريقة التهريب، و أنها لم تكن تعلم أنه المسؤول العسكري لتنظيم فتح الإسلام، و لا بأنه يلقب بـ "أبو سلمى"... و أن علاقتها به تقتصر على مشروع الزواج... و زادت أن آخر لقاء بينهما كان في أواخر آذار 2007 حين قصدت مخيم نهر البارد و سلّمته إخراج القيد، و ذلك بعد الإعلان عن كشف المسؤولين عن تفجير عين علق؛


و تبيّن أنه بنتيجة التحقيقات الابتدائية، تبدى ما يلي:


 أنكر المتهم كمال فريد نعسان ما نسب إليه و نفى الانتماء إلى تنظيم فتح الإسلام و أي علاقة له بجريمة التفجير في عين علق، و كرّر ما سبق أن أدلى به في التحقيق الأولي، لجهة كيفية تعرّفه على عمر الحجي (الملقب بعمر أو أبو عمر) و عن علاقته به، و أوضح أنه رفض الذهاب إلى طرابلس للانضمام إلى تنظيم فتح الإسلام، و لكنه كان يؤدي لرفاقه المنتمين إلى هذا التنظيم بعض الخدمات مثل جلب أغراض و استئجار منازل و تأمين انتقالهم إليها... و نفى أن يكون قد طلب منه وضع عبوة ناسفة في مخيم الاعتصام في ساحة رياض الصلح، و أوضح أنه شاهد مسدسات و أحزمة ناسفة في حوزة بعض أفراد تلك المجموعة، و تحديدا في منزل كانوا استأجروه في منطقة الجيّة و في المنزل في قرنة شهوان، كما شاهد الكلل الحديدية في منزل مهجور مجاور له، في اليوم التالي للانفجار؛ و لكنه لم يشك في نشاط تلك المجموعة، بيد أنه شك في أنهم وراء الانفجار في عين علق، و لكنه لم يبلّغ عنهم لأنه لم يكن متأكدا؛ و قد اتصل بالرقم 094952/03 ليتأكد ما إذا كانت لهم علاقة بموضوع الانفجار؛ و أوضح أنه عندما اتصل بمصطفى سيو لم يعرّف عن نفسه بأنه "صاحب سيارة الـ ب أم" لتجنب ذكر هويته الحقيقية على الهاتف، و إنما سأل مصطفى سيو إن كان يعرف من يتحدث معه، فأجابه المذكور "إنك صاحب سيارة الـ ب أم" ؛ و برّر دوره في إخلاء الشقة في قرنة شهوان و انتقاله للسكن فيها بأن ذلك حصل بعد الانفجار و خشية حصول مداهمات بعدما وجّه السياسيون الاتهامات إلى سوريا، و هو كان بحاجة إلى منزل يأويه، فضلا عن كونه بريئا مما حصل، و لكنه عاد و أقرّ بأنه انتقل إلى المنزل لعدم افتضاح أمر الجماعة؛ و لجهة المستندات المزورة التي استخدمها، أفاد كمال نعسان بأن إجازة السوق السورية خاصته كانت ستنتهي صلاحيتها في وقت قريب و قد شاهدها أبو يزن فعمد إلى تحوير الرقم "واحد في تاريخها إلى الرقم سبعة (7) فأصبحت صالحة حتى 2017، و قال إنه لم يستعمل تلك الإجازة كون التزوير كان واضحا للعيان و لأنها إجازة سورية لا يحتاج إليها في لبنان؛ و اعترف بأن عمر الحجي كان ينوي خطف الشاب إيلي و طلب فدية من أهله، مليون أو مليوني دولار، و بأنه كان ينوي قتله إن لم يدفعوا، و قد علم بعلاقته بالشاب المذكور فطلب منه تزويده بمعلومات عنه، فزوّده بما يعرفه في هذا المجال حول الأماكن التي يتردد إليها و توقيت ذلك، و لا سيما مقهى الانترنت، و قد وعد بالحصول على مبلغ كبير من الفدية، و إن أبو يزن كان مطلعا على هذا المشروع؛ و لكن إيلي ترك منطقة عين عار فلم تنفذ الخطة؛ و أكّد أنه لم يكن على علم مسبق بما يخطط له أفراد المجموعة، و لا سيما لجهة نية تنفيذ عملية التفجير في عين علق؛ و عاد فنفى أن يكون انتقاله و شقيقه إلى الشقة في قرنة شهوان سببه الإيحاء للجيران بأن أفراد العصابة ما زالوا يقيمون فيها؛


 اعترف مصطفى إبراهيم سيو بما أسند إليه، و أوضح ماهية العلاقة التي ربطته بـ "أبو يزن" ، (و اسمه الحقيقي مجد الدين عبد الحي عبود)، و بـ "أبو عمر" ، المعروف بـ "أبو محمد و عمر" (و اسمه الحقيقي عمر نصر المحمود الحجي) ، المنتميين إلى تنظيم فتح الإسلام، و اعتبر أنهما استغلا كونه من أصل كردي و بالتالي معاد للنظام السوري ليدفعاه إلى القيام بأعمال إرهابية، منها وضع متفجرة في حافلة نقل الركاب في عين علق، بهدف الإساءة إلى سوريا بجعل السلطات اللبنانية تتهمها بأنها وراء عملية التفجير المذكورة؛ و لجهة أهداف تنظيم فتح الإسلام، أوضح أن الهدف المعلن كان محاربة النظام السوري و زعزعته، و لكن تصرفات عناصر هذا التنظيم و تحرّكاتهم أظهرت له في النهاية أن هدفهم الحقيقي هو زعزعة الأمن في لبنان لصالح النظام السوري... كما كرّر مصطفى سيو ما سبق له الإدلاء به، لجهة المهام التي كلّف بالقيام بها، كجلب أغراض و تصوير مراكز سفارات و التوجه إلى بعقلين و مراقبة أشخاص تمهيدا لسلب أموالهم... و لجهة لقائه مع شاكر العبسي قبل أسبوع من عملية التفجير في عين علق، و ما دار بينهما من حديث و وعد الأخير له بمبلغ خمسمائة دولار... و فكرة عمر الحجي بوضع عبوة ناسفة في مخيم الاعتصام في ساحة رياض الصلح بهدف إحداث فتنة في لبنان، و كون كمال نعسان قد وافق على تنفيذ العملية... كما عرض بالتفصيل كيفية تحضير و تنفيذ عملية تفجير الباصين في عين علق، مكرّرا في هذا المجال ما سبق له الاعتراف به... بما في ذلك تقاضيه مبلغ أربعمائة دولار أميركي عن دوره في التفجير، و اعتبر أن الغاية من عملية التفجير في عين علق كانت خدمة الأجهزة الأمنية السورية و منع مؤيدي 14 آذار من النزول إلى ساحة الشهداء في ذكرى اغتيال الرئيس الحريري... و كرّر إفادته أيضا لجهة واقعة ترك المجموعة للمنزل في قرنة شهوان خوفا من أي مداهمة، و طلب عمر الحجي من كمال نعسان الانتقال و الإقامة في المنزل حتى لا يشتبه فيهم بسبب شغوره... و لجهة عملية نقل الأغراض و المتفجرات وكرات الحديد الباقية إلى الشقة في الدورة... و منها إلى الشقة في الأشرفية... و كذلك نية التنظيم متابعة استهداف المنطقة المحسوبة على حزب الكتائب، بتفخيخ دراجة نارية و تفجيرها قرب مركز الحزب، بهدف إحداث فتنة طائفية... كما اعترف باستعمال بطاقة هوية سورية مزوّرة باسم شادي حسن خليل، استحصل عليها بواسطة عمر الحجي و أبو يزن، و بحيازة رخصتي سوق مزوّرتين أكّد أنه لم يستخدمهما كونه لا يجيد قيادة السيارات؛ و اعترف أيضا بتسليم ظرف إلى عبير، أي عريفة فارس، بناء على طلب عمر الحجي، و لكنه نفى العلم بأمر التزوير...
و زعم أنه كان ينوي ترك تنظيم فتح الإسلام عندما تبيّن له أن أهدافه الفعلية مغايرة لتلك المعلن عنها، بيد أن عمر الحجي احتجز شقيقه الأصغر لمدة شهرين في مخيم نهر البارد، مما شكّل تهديدا غير مباشر له؛


 أنكر ياسر محمد الشقيري الجرائم المسندة إليه و أيّد إفادته الأولية، و أكّد أن علاقته بباقي المدعى عليهم سطحية و تقتصر على مشاركتهم في السكن في شقق تقع في قرنة شهوان و الدورة و الأشرفية، و لكنه اعترف بأنه كان يؤمّن لرئيس و أعضاء تنظيم فتح الإسلام في مخيم نهر البارد ما يطلبونه منه، و كان يشتري ما يحتاجون إليه من طرابلس و من بيروت، و كان المسؤول المالي أبو فراس يدفع الثمن؛ و عندما كان يتأخر في العودة كان يبيت في إحدى الشقق المذكورة أعلاه؛ و أوضح أنه هرب من سوريا حيث كان موضوع ملاحقة، و انضم إلى حركة فتح الانتفاضة ريثما يسوّي وضعه في سوريا، و لكنه عاد و انضم إلى فتح الإسلام خوفا من أن يتعرّض للاعتقال بعد افتضاح أمره و هويته الحقيقية في مخيم برج البراجنة، و سرد معلوماته عن أهداف هذا التنظيم و رؤسائه و كوادره، و أضاف أنه تابع دورة تدريبية على الأسلحة الخفيفة؛ و نفى أن يكون قد اطلع على ما يخطط له التنظيم من أعمال إرهابية في لبنان، و لا سيما مشروع وضع عبوة ناسفة في مخيم الاعتصام في ساحة رياض الصلح، و لكنه اعترف بعلمه بأن تنظيم فتح الإسلام أقدم على ارتكاب أعمال إرهابية خارج لبنان... و لجهة ترك عناصر فتح الإسلام المنزل في قرنة شهوان بعد الانفجار، أوضح أن انتماء عمر الحجي للقاعدة كان معروفا في المنطقة، فقرّر مغادرتها، و كان كمال نعسان يتردد على الشقة، و إنه سأل المذكور عن المجموعة فقال إنهم في سوريا و لكنه أنّبه على ذلك لأن من شأنه إثارة الشكوك حولهم... و أكّد أنه كان قبل التفجير قد شاهد مع عمر الحجي أحزمة ناسفة في المنزل في قرنة شهوان، أما المتفجرات فلم يرها إلا في شقة الأشرفية داخل جهاز التلفزيون عندما حاول تشغيله و طلب منه إبراهيم سيو الامتناع عن ذلك... و قد فكّ الجهاز و اخرج منه كيس المتفجرات و خبّأه تحت السرير... و اعترف ياسر محمد الشقيري بأنه دخل إلى لبنان مستخدما بطاقة هوية مزوّرة باسم ماهر فؤاد استحصل عليها من سوريا و استعملها للاستحصال على إقامة شرعية في لبنان؛ كما اعترف بأنه، بناء على طلب من "أبو مدين و أبو يزن" حضر إلى بيروت و قابل المدعوة عبير و سلّمها ظرفا و مبلغ مائة دولار أميركي و ألف ريال سعودي، و قد قابلها ثانية و استلم منها ظرفا ضبط معه، و كان فيه إخراج قيد مزوّر لصالح أبو سلمى... و لجهة مسألة ربط خطه الهاتفي بخط كل من عمر الحجي و مصطفى سيو، أفاد ياسر الشقيري بأنه كان لديه خط هاتفي خاص نظيف و لا رقابة عليه، كان يستخدمه للتحادث مع أهله، فطلب من المذكورين ربط خطيهما بخطه بهدف التواصل في ما بينهما؛


 كرّر حسين داود الزيات إفادته الأولية و أنكر ما نسب إليه لجهة تأليف عصابة و ارتكاب جنايات و حيازة أسلحة و متفجرات، و كرّر اعترافه بما قام به في عملية تزوير إخراج قيد باسم شقيقه علي، و برّر ما فعله بدافع الشفقة و بأنه كان تلبية لطلب عريفة فارس، التي يعرفها باسم عبير و كانت تربطه بها علاقة عاطفية... و نفى أي علم له بحقيقة أو نشاط الشخص الذي ألصقت صورته على إخراج القيد المذكور، و أكّد انه كان يجهل محاذير و تداعيات ما أقدم عليه؛


 أيّدت عريفة غطاس فارس إفادتها الأولية، و أنكرت التهم المنسوبة إليها، باستثناء دورها في جريمة تزوير إخراج القيد لصالح عزام نهار (الملقب بـ "أبو سلمى") التي كانت قد توافقت معه على الزواج، و نفت أي علاقة لها بتنظيم فتح الإسلام كما نفت علمها بأن المذكور كان عضوا في هذا التنظيم... و لكنها اعترفت بأنها ذهبت إلى مخيم نهر البارد 3 مرات، اثنتان منها لمقابلة عزام نهار ... و أضافت أن علاقتها بحسين الزيات كانت علاقة عمل؛


و بنتيجة المحاكمة العلنية أمام المجلس العدلي:
تبيّن أنه في الجلسة المنعقدة في 22/5/2009، جرى استجواب المتهم مصطفى إبراهيم سيو، فأيد بعض ما نسب إليه و تراجع عن البعض الآخر لكونه أجبر على قوله، موضحا أنه لم يكن يدري بأن العبوة التي استلمها من عمر الحجي ستنفجر إلا بعدما صعد إلى الحافلة و اتصل به المذكور و أمره بالنزول، و كان قبلا قال له إن رسالة سياسية سوف توضع في الباصات... فاعتقد أن العبوة لن تنفجر، و أكّد أنه طلب من امرأتين أمامه أن تتركا مكانيهما و تجلسا في المقدمة لكي لا يؤذيهما الانفجار... بعدما قال في نفسه ربما ستنفجر... و أضاف إنه بعدما انكشفت له الأهداف الحقيقية لفتح الإسلام، أخذ شقيقه من مخيم نهر البارد و هرب بمساعدة بعض الأشخاص و أرسل أخاه إلى سوريا ثم رجع إلى بيروت و رفض الأمر الذي وجه إليه بالبقاء في المخيم... أو بالاشتراك في أي عملية تفجير أخرى... و نفى أن يكون قد تقاضى أي مبلغ أو أن يكون قد عرض عليه مال مقابل عملية التفجير في عين علق... كما نفى أي دور لكمال نعسان في العملية المذكورة... و أكّد أن عمر الحجي طرد ياسر محمد الشقيري إلى طرابلس قبل يوم من عملية التفجير، و أنه لم يشهد عملية تحضير العبوتين الناسفتين...
و تبيّن أنه في الجلسة المنعقدة في 24/7/2009 جرى استجواب المتهم ياسر محمد الشقيري، فأنكر ما أسند إليه في قرار الاتهام، موضحا أن بعض الأجوبة التي صدرت عنه في التحقيق أمام شعبة المعلومات، قد أرغم على قولها، و تحديدا أمران هما: القول إنه شاهد أحزمة ناسفة في شقة قرنة شهوان،و كونه فتح التلفزيون في شقة الأشرفية و أخرج منه المتفجرات... و أضاف إن أبو مدين اتصل به و طلب منه العمل معه في نهر البارد مقابل أجر /400/ دولار ، و كان يعرف رقمه بحكم انتسابه إلى فتح الانتفاضة في مخيم برج البراجنة، فوافق بشرط أن لا يمكث في المخيم... و لذلك سكن مع بعض العناصر في شقة في قرنة شهوان، و كان ينتقل معهم كلما انتقلوا من شقة إلى أخرى؛ و نفى أن يكون شاكر العبسي قد أعطاه سلاحا أو كلّفه بأي مهمة، و أكد أنه عند حصول الانفجارين في عين علق كان في مخيم نهر البارد، على أثر طلب عمر الحجي منه مغادرة المنزل في قرنة شهوان و الذهاب لمقابلة أبو مدين، و قد علم بالإنفجارين من وسائل الإعلام... و تراجع عن قوله إن عبير متعاونة مع فتح الإسلام، كما نفى علمه بمحتويات الظرف الذي استلمه من المذكورة؛ كما أفاد بأنه كان يكلف بجلب أغراض لفتح الإسلام لأنه كان له حرية الحركة...فيما الآخرون لم يكونوا يتمتعون بمثل هذه الحرية لأنهم أعضاء في فتح الإسلام و مطاردون و يعتبرون أصوليين و إرهابيين، و هو كان يعرف ذلك و يتعامل معهم من أجل المال؛
و تبيّن أنه في الجلسة المنعقدة في 9/10/2010 جرى استجواب المتهم كمال فريد نعسان، فنفى صحة التهم المنسوبة إليه، و أكّد أنه لم يكن منتسبا إلى تنظيم فتح الإسلام و لم يسمع بهذا الاسم إلا من فرع المعلومات، و قال إنه يؤيّد بعض ما أدلى به في التحقيق الأولي و لا يوافق على البعض الآخر بسبب الضغوط التي تعرّض لها للإجابة؛ و برّر سبب انتقاله للإقامة في منزل قرنة شهوان بأنه في اليوم الثاني بعد الانفجار حضر عمر مع أبو يزن، و قال له إنهما يريدان الذهاب إلى سوريا لأنه سوف تحدث مداهمات بسبب الانفجار و لأن المطر كان يسقط بغزارة و يعطل عملهم، و إنه يريد ترك البيت، وإذا شئت فاسكن فيه، كون الإيجار مدفوع مسبقا و قد وضع في المنزل زوائد، فوافق لأن المنزل حيث كان يقيم مخالفا و أراد صاحبه إخلاءه... و نفى أن يكون عمر قد عرض عليه وضع عبوة ناسفة في مخيم الاعتصام في ساحة رياض الصلح... و اعتبر نفسه بريئا مما نسب إليه؛
و تبيّن أنه في الجلسة المنعقدة في 18/6/2010 جرى استجواب الظنينة عريفة غطاس فارس، المعروفة باسم عبير، فاعترفت بما نسب إليها لجهة التزوير و لكنها أنكرت علاقتها باستعمال المزوّر، و أيدّت إفادتها الأولية و الابتدائية... و نفت أن يكون حسين الزيات يعرف عزام نهار و قد قالت له إنه عمل إنساني لشاب يريد إكمال تعليمه و لا يستطيع العودة إلى سوريا، و أوضحت أن الغاية من تزوير إخراج القيد لصالح عزام نهار كانت تمكينه من السفر إلى سوريا و ترتيب أموره، لأنه حضر إلى لبنان بالتهريب؛ و أكّدت أنها لم تكن تعرف انتماءه السياسي أو العقائدي و لم تسأله عن ذلك... و أضافت أنها هي سلّمت عزام نهار النسخة الأصلية لإخراج القيد المزوّر في مخيم نهر البارد، و كان عزام قد أرسل إليها أحد الموقوفين في هذه الدعوى فسلّمته صورة عن إخراج القيد... و إن عزام أرسل لها مع المذكور مبلغ حوالي ثلاثمائة ألف ل.ل. لدفع تكاليف إخراج القيد و لشراء ثياب له بالباقي، و قد أعطى حسين مبلغ /20000/ ل.ل. إلى الشاب الذي نظم إخراج القيد، و هي ابتاعت بالمبلغ الباقي ثيابا لعزام و بطاقة تشريج خلوي من محل في المخيم... أما لجهة رخصة السوق المزورة المعطاة باسمها فلقد نفت عريفة فارس علمها بأمر التزوير، و قالت إنها علمت بذلك في شعبة المعلومات، و إن عزام نهار استحصل لها على تلك الرخصة قبل الحصول على إخراج القيد، لأنها كانت تنوي تعلّم قيادة السيارات... و إن المذكور طلب منها الاستعلام ما إذا كان بالإمكان أن يحصل على جواز سفر لبناني بنفس الاسم المدرج على إخراج القيد، و قد ذهبت إلى المختار و استفسرت عن كلفة الحصول على جواز سفر و الشروط المطلوبة لذلك، و قد قال لها المختار إن على صاحب العلاقة الحضور شخصيا...فأخبرت عزام نهار بالأمر ...
و تبيّن أنه في الجلسة المنعقدة في 15/10/2010 جرى استجواب الظنين حسين داود الزيات، فاعترف بما نسب إليه لجهة التزوير، و نفى أن يكون قد استعمل المزوّر و أيد إفادته الأولية... و أوضح أن عريفة فارس قالت له إن إخراج القيد هو لأحد أقاربها الذي يقيم في لبنان الشمالي و لكنه فلسطيني من الأردن و يرغب في متابعة دراسته هناك، و استغلّت العلاقة العاطفية التي بينهما لكي تقنعه بالموافقة على طلبها، من دون معرفة إسم الشخص المعني بالأمر؛
و تبيّن أن المجلس العدلي استمع إلى شهود هم:
1) العقيد أسعد الياس نهرا الذي أيّد المحاضر رقم 59/302 و 60 /302 و 65 /302و 79/302 و 207/302 ؛
2) العقيد هنري إبراهيم الذي أيّد التقرير الذي نظمه بنتيجة الكشف على موقع الجريمة في عين علق و على المضبوطات؛
3) ليلى ألفرد الجميل، و هي إحدى ركاب الحافلتين المعتدى عليهما، و قد أيدت إفاداتها الأولية و الابتدائية؛
4) ميلاد أديب الجميل، سائق باص الميتسوبيشي حيث وضعت إحدى العبوتين الناسفتين، و قد أيد إفاداته خلال التحقيقين الأولي و الابتدائي؛
5) شادي نجيب صليبا، سائق باص الكيا حيث وضعت العبوة الناسفة الثانية، و قد أيد إفاداته خلال التحقيقين الأولي و الابتدائي؛
6) النقيب ربيع محمد فقيه الذي أيد المحاضر ذات الأرقام 59/302 و 127/302 و 128/302 المنظمة في 23/3/2007 و المحضر رقم 136/302 تاريخ 30/3/2007 و المحضر رقم 148/302 تاريخ 13/4/2007 و أفاد بأن الموقوف مصطفى سيو هو واضع عبوة انفجرت في أحد الباصين في محلة عين علق، فيما واضع العبوة الثانية هو السوري عمر الحجي الذي قتل في بداية المعارك في مخيم نهر البارد، و ذلك بحسب ما لديه من معلومات؛ و العملية أعدّ لها في 3 شقق في برج حمود و في طريق بكفيا و في الأشرفية حيث ضبطت متفجرات و كلل حديدية، و إنه لدى توقيف المتهم سيو اعترف بكل وضوح بما نسب إليه، و أعطى كل تفاصيل العملية الجرمية؛ و زاد بأنه حقق مع المتهمين و الظنينين الآخرين... و أيد إفادته الابتدائية، و أكّد على ان حسين الزيات تعاون مع التحقيق و نفذ كل ما طلب منه؛
7) النقيب محمد ضاهر الذي أيّد محاضر التحقيق الأولي رقم 65/302 تاريخ 26/3/2007 و 80/302 تاريخ 8/3/2007 و 82/302 تاريخ 9/3/2007 و 110/302 تاريخ 19/3/2007 و 142/302 تاريخ 7/4/2007، و أفاد إنه بطلب من شاكر العبسي و المدعو أبو مدين أقدم المتهمان مصطفى سيو و آخر يدعى أبو عمر الحجي على التخطيط لعملية التفجيرين في عين علق، و أعدا عبوتين ناسفتين في شقة في بيت الككو، و بعد التفجير طلبا من كمال نعسان الإقامة في المنزل المستأجر كي لا يلاحظ انه تم إخلاء الشقة؛ و إن مصطفى سيو اعترف بدون ضغط و شرح بالتفصيل كيفية حصول التفجير... و إنه جرت مداهمة الشقق و قد عثر في شقة الأشرفية على كيس مخلوط فيه "تي ان تي" و كلل حديدية...
و تعليقا على إفادة الشاهد، أكّد كمال نعسان أنه سكن في شقة قرنة شهوان باختياره و ليس بطلب من أحد المتهمين، و قد استدعى صاحب الشقة و أخبره بأن من كان فيها سيرحل و بأنه هو سيقيم فيها بدلا منه؛ أما مصطفى سيو فلقد نفى أن يكون شاكر العبسي طلب منه التفجير، و أكّد أن لا علاقة لكمال نعسان بالتفجير أو بفتح الإسلام؛
تأيّدت هذه الوقائع:
1. بالادعاء العام،
2. باعتراف المتهم مصطفى إبراهيم سيو في التحقيقات الأولية و الابتدائية، و بمدلول أقواله أمام المجلس العدلي و تطابق مجمل إفاداته مع وقائع الجريمة و الأشياء المضبوطة،
3. بإفادات باقي المتهمين و الظنينين،
4. بإفادات الشهود،
5. بتقارير الطبيبين الشرعيين الدكتور منصور قزحيا معوض و الدكتور الياس الخوري،
6. بتقرير الخبرة الفنية و الكشوفات التي أجرتها مديرية المخابرات، و لا سيما تقارير المقدم هنري إبراهيم و النقيب روجيه عيد، و بالصور الشمسية الملتقطة لموقع الجريمة،
7. بالمتفجرات و الكرات الحديدية المضبوطة، و سائر المضبوطات،
8. بالتحقيقات الأولية، و لا سيما المحاضر التي نظمتها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، بما فيه كشوفات الاتصالات الهاتفية الخلوية،
9. بالقرينة الناشئة عن فرار المتهمين شاكر العبسي و مبارك النعسان،
10. بمجمل التحقيقات؛


في القانون:
بما أنه يظهر من معطيات هذه الدعوى و محاضرها و مستنداتها أن المتهم الفار من وجه العدالة شاكر يوسف حسن العبسي قد انشق مع مجموعة من الأشخاص، معظمهم من الفلسطينيين اللاجئين في سوريا، عن تنظيم فتح الانتفاضة، و أسس و تزعّم تنظيما رديفا دعاه فتح الإسلام، توسّل الأعمال الإرهابية، من تفجيرات و قتل و سلب و غيرها من الجرائم... بهدف إثارة الفتنة المذهبية الدينية و تأجيج النعرات توصلا إلى إضعاف الدولة اللبنانية، و زعزعة الثقة فيها و في مؤسساتها، وفي طليعتها الجيش اللبناني، تمهيدا لتحقيق مشروع إنشاء إمارة أصولية تكفيرية في لبنان الشمالي أولا، و من ثمّ، الامتداد إلى مجمل المناطق اللبنانية الأخرى؛ و إنه ضمن هذا السياق أقدم على تحريض كل من عمر محمد نصر الحجي، (المعروف بلقب أبو عمر و عمر و أبو محمد و ابو الحجي و أبو الخطاب و الشيخ، و الذي قتل لاحقا في معارك مخيم نهر البارد وفقا للمعلومات التي توافرت لقاضي التحقيق العدلي) و مصطفى إبراهيم سيو على القيام بعمل إرهابي يتمثل في تفجير عبوتين ناسفتين في حافلتين للركاب تعملان على خط الدورة - انطلياس – بكفيا – بتغرين، ذات الغالبية المسيحية و التي يؤيّد العديد من سكانها حزب الكتائب اللبنانية و بالتالي حركة 14 آذار، قبل حلول تاريخ 14 شباط 2007 ، بهدف منع هؤلاء من المشاركة في المهرجان الذي كانت الحركة المنوّه عنها تنوي إقامته في وسط بيروت في ذكرى استشهاد الرئيس الحريري و رفاقه، و من أجل إحداث فتنة مذهبية دينية بين المسيحيين و بين المسلمين من جهة، و بين مؤيدي سياسة سوريا و تصرفاتها في لبنان من جهة و بين المناوئين لها من جهة أخرى؛ و قد أفضى ذلك إلى حمل المتهم مصطفى سيو و المدعى عليه المتوفى عمر محمد الحجي على تفجير عبوتين ناسفتين في حافلتين لنقل الركاب بالأجرة، مما أسفر عن سقوط 3 قتلى و العديد من الجرحى و المصابين، و البعض منهم إصابته جسيمة، على ما سبق بيانه؛
و بما أن المادة 2 من القانون الصادر في 11/1/1958 تعاقب على الاعتداء أو محاولة الاعتداء التي تستهدف إما إثارة الحرب الأهلية أو الاقتتال الطائفي بتسليح اللبنانيين أو بحملهم على التسلح بعضهم ضد بعض، وإما بالحض على التقتيل والنهب والتخريب،
فيما المادة 3 منه تعاقب رئيس عصابة مسلحة أو من تولى فيها وظيفة أو قيادة أياً كان نوعها إما بقصد اجتياح مدينة أو محلة أو بعض أملاك جماعة من الاهلين، وإما بقصد مهاجمة أو مقاومة القوة العامة ضد مرتكبي هذه الجنايات؛ و المادة 4 منه تعاقب المشتركين في عصابة مسلحة ألفت بقصد ارتكاب إحدى الجنايات المنصوص عليها في المادتين السابقتين...


و بما أن أفعال المتهم الفارّ شاكر العبسي السالفة الذكر تؤلف بالتالي الجناية المنصوص عليها في المادة 3 معطوفة على المادة 2 من قانون 11/1/1958، و الجناية المنصوص عليها في المادة 2 منه معطوفة على المادة 217 ق.ع.و الجناية المنصوص عليها في المادة 549 فقرة أولى و سابعة ق.ع. معطوفة على المادة 217 منه و يقتضي تجريمه بموجب تلك المواد؛


و بما أن المتهم الفارّ مبارك غازي النعسان قد انتسب إلى تنظيم فتح الإسلام الإرهابي و سعى لتحقيق مآربه و أهدافه الإجرامية، كما و أنه أقدم على حيازة و نقل سلاح حربي و متفجرات بدون ترخيص، و هذه الأفعال تؤلّف اشتراكا في جناية المادة 4 من قانون 11/1/1958 و ليس تدخلا فيها، كما تنطبق عليها الجنحتان المنصوص عليهما في المادتين 72 و 76 أسلحة، و يقتضي تجريم مبارك نعسان وإدانته بمقتضى تلك المواد، و استبعاد نص المادة 219 ق.ع. لعدم توافر شروط تطبيقه؛


و بما أنه يتبيّن من مجمل المعطيات الواقعية و الأدلة المنوّه عنها أعلاه، أن المتهم مصطفى إبراهيم سيو قد انتسب إلى تنظيم فتح الإسلام الإرهابي وأقدم على الاشتراك في حيازة و نقل متفجرات و أسلحة، و في تفجير عبوتين ناسفتين في باصين عموميين لنقل الركاب بالأجرة على خط الدورة - انطلياس – بكفيا – بتغرين، تنفيذا لما حرّض عليه المتهم شاكر العبسي، و بهدف تحقيق مآرب تنظيم فتح الإسلام و مخططه الإرهابي الإجرامي، مما أسفر عن سقوط 3 قتلى و عن جرح أكثر من عشرين شخصا آخرين سبق ذكرهم في باب الوقائع أعلاه، و هذه الأفعال تقع تحت طائلة الجنايات المنصوص عليها في المواد 4 و 5 و 6 من قانون 11/1/1958 و في المادة 549 فقرة أولى و سابعة ق.ع. وفي المادة 549 فقرة أولى و سابعة ق.ع. معطوفة على المادة 201 ق.ع. و يقتضي تجريمه بمقتضى تلك المواد؛


و بما أن المتهم مصطفى إبراهيم سيو قد استحصل على هوية سورية باسم ماهر فؤاد عتقي عليها رسم "أبو صالح" مع قسيمة عودة بالاسم المذكور و استعمل المزور، كما و أنه استحصل على إجازة سوق خصوصية سورية مزوّرة ذات الرقم 138650/ فئة (ب) و عليها صورته الشمسية من المدعو أبو خالد، المتخصص في التزوير لدى فتح الإسلام و كذلك إجازة سوق سورية و هوية سورية مزوّرتين باسم شادي خليل حسن و تحملان صورته (اي صورة مصطفى سيو)؛و بما أن تلك الأفعال تؤلف الجنح المنصوص عليها في المواد 463 و 463/454 و 464 و 464/454 ق.ع. و يقتضي إدانته بموجبها جميعا؛


و بما أن المتهم مصطفى سيو قد أقدم على حيازة سلاح حربي و متفجرات من دون ترخيص، و هو ما يقع تحت طائلة المادتين 72 و 76 أسلحة، و يقتضي إدانته بمقتضاهما؛


و بما أنه في ضوء التفاصيل الدقيقة التي أدلى بها المتهم مصطفى سيو عن دوره في جريمة التفجير المزدوج في عين علق و عن علاقته بكوادر فتح الإسلام، و قد تأيدت أقواله بإقدامه على إرشاد القوى الأمنية على المنازل و الشقق التي استعملتها المجموعة الإرهابية من أجل تنفيذ تلك الجريمة، و بالدلالة على الطريق التي سلكها مع عمر الحجي صبيحة يوم 13/2/2007 و على الأماكن التي توقفا فيها، و على دقائق كيفية تنفيذ عمليتي التفجير و على الطريقة التي اعتمدها كل منهما للهرب و التواري عن الأنظار وصولا إلى مخيم نهر البارد، فضلا عن كيفية تصرف المتهم شاكر العبسي و أعوانه إزاء نجاح العملية الإرهابية، إلى جانب تعرّفه على مجمل الأشياء المضبوطة، و لا سيما كيس المتفجرات و الكلل الحديدية المتبقية بعد عملية إعداد العبوتين الناسفتين اللتين استخدمتا في التفجير الإجرامي، فإنه يقتضي عدم التعويل على محاولة المتهم مصطفى سيو التخفيف من مدى مسؤوليته بزعمه أنه لم يكن يعلم بان العبوة التي أخذها من عمر الحجي لوضعها في الباص كانت ستنفجر فعلا أو بأنها مجرد رسالة سياسية، لافتقار هذه المزاعم إلى الحد الأدنى من الجدية و لتعارضها مع الأدلة الدامغة التي سبقت الإشارة إليها؛ و الأمر عينه يصحّ بالنسبة لما أدلى به الدفاع، لجهة أن إرادة المتهم مصطفى سيو غير كاملة و هو غير كامل المسؤولية، و هو إدلاء بقي مجردا عن أي دليل جدي و بالتالي يستوجب الردّ؛


و بما أن المتهم كمال فريد نعسان، كان على علاقة وثيقة بعمر محمد نصر الحجي (الملقب بـ" أبو عمر – أبو محمد – أبو الحجي- أبو خطاب – الشيخ" )، و هو يعرف أنه من أنصار تنظيم القاعدة و قد قاتل الأميركيين في العراق، و كان يعلم أنه يرتدي دائما حزاما ناسفا... و قد اعترف بأنه ساوره الشكّ في أن يكون هو و الأشخاص الذين يسكنون معه نفذوا الانفجارين في عين علق، و قد اعترف بأنه ليل 14/2/2007 التقى قرب منزله بعمر الحجي و بـ "أبو يزن"، و كانا في سيارة بيجو 307 سوداء اللون... و قد اصطحباه إلى الشقة حيث كانا يقيمان، و في الطريق كان عمر يسأله عن الوضع في المنطقة و ما إذا كانت تحصل مداهمات للمنازل أو إقامة حواجز... ثم أعلمه بأنه سوف يترك الشقة و يأخذ أغراضه من دون علم صاحب المنزل، و طلب منه الانتقال و الإقامة فيها، و في حال سئل عنه عليه القول إنه ذهب إلى سوريا... و إن الرجلين أخذا أوراقا و بعض الأغراض من الشقة وسلّماه مفتاحها بعد إعلامه بأن الشباب سيأتون لاحقا لأخذ باقي الأغراض، و تنبيهه لعدم دلالة أحد على الشقة، فضلا عن علمه بأن أبو يزن كان ينقل مسدسا حربيا مع كاتم للصوت؛ وقد سبق له قبل شهر مشاهدة مصطفى سيو يخرج ، من غرفة مهجورة ملاصقة للمنزل، كيسا من النايلون الأسود فيه حبوب خردق بشكل كلّة بينها شرائح سميكة تشبه شرائح البطاطا ... و قد وضع الكيس تحت صوفا، ثم شاهد الكيس في يد مصطفى سيو قبل حوالي عشرة أيام من الانفجار؛ و إنه كان يسمع تعليقاتهم على خلافات اللبنانيين و قد سمع عمر يقول إنه إذا تقاتلوا مع بعضهم سيؤدي ذلك إلى غضّ النظر عن الجماعات الجهادية التي تدخل إلى لبنان للتحضير لمقاتلة الأميريكان ...و بأن عمر الحجي و "أبو يزن" يخططان لخطف شاب من عائلة ثرية يدعى إيلي لطلب فدية مالية وعدوه بإعطائه حصة منها، و كان عمر يفتش عن منزل لاحتجاز إيلي فيه، و في نيته قتله إن لم تنفذ طلباته؛ وإنه بسبب كون عمر الحجي قد أرشده للصلاة و قام بهدايته و إرجاعه لدينه، فهو يعتبر أن له فضلا عليه و من واجبه تلبية طلباته، التي يعتبرها خدمات؛ كما و أنه اعترف بأنه كتم على التحقيق بعض الأمور التي شاهدها أو سمعها، و لا سيما أنه ليل 14/2/2007 ، أي في اليوم الثاني بعد جريمة عين علق، اشترك مع عمر و أبو يزن في البحث عن أغراض كانت في منزل قرنة شهوان، و أنه وجد في الغرفة المهجورة الملاصقة للمنزل الكيس الأسود المحتوي على المتفجرات و الكلل الحديدية، الذي سبق له ذكره، ثم عاود البحث عن أغراض أخرى لم يعثر عليها... و قام في اليوم التالي بسؤال مصطفى سيو عنها، فدلّه المذكور على مكان تخبئتها في الغرفة المهجورة داخل قسطل بلاستك، وأخرج منه كيسا أسود، فتمّ نقله مع باقي الأغراض إلى شقة الدورة؛


وبما أن المعطيات السالفة الذكر تفيد بأن المتهم كمال نعسان قد ساعد عمر الحجي و رفاقه على التواري و إزالة أي أثر يدل على وجودهم في الشقة الكائنة في قرنة شهوان، القريبة من مكان الجريمة و التي فيها جرى تحضير العبوتين الناسفتين المستخدمتين في جريمة عين علق؛ و قد انتقل وأخوه للإقامة في الشقة المذكورة للتغطية على عمر الحجي ورفاقه كي لا يلفت شغور الشقة من نزلائها انتباه الجيران و صاحب الملك خلال فترة الاضطراب الناجم عن جريمة تفجير الباصين، الأمر الذي يثبت أن كمال نعسان كان على بيّنة من المشروع الجرمي الذي جرى التخطيط له وتنفيذه في تلك الشقة؛


و بما أن ما يعزز هذه النتيجة، هو أنه في إفادته أمام المجلس العدلي، زعم المتهم كمال نعسان أنه أخبر صاحب الملك بأنه هو من سيسكن في الشقة، في حين كان هاجسه الأول عدم لفت انتباه المذكور إلى أن عمر الحجي و الآخرين قد تركوا الشقة و قد زعم كذبا أنهم ذهبوا إلى سوريا؛ كما و إنه حاول تبرير موافقته على الانتقال للإقامة في الشقة بأن صاحب المنزل حيث كان يقيم أراد إخلاءه لأنه مخالف و البلدية تلاحقه، في حين أنه لم يسبق له أن أدلى بمثل هذا التبرير خلال مراحل التحقيق السابقة على الرغم من خضوعه للاستجواب عدة مرات، على ما سبق بيانه أعلاه، الأمر الذي يشكل تناقضا جديدا يضاف إلى ما سبقه في هذا السياق، و بالتالي يشكل قرينة تؤيّد ما سبق استخلاصه أعلاه، لجهة علم المتهم كمال نعسان بمشروع عمر الحجي الإجرامي، أو على الأقل بأنه كانت لديه شكوك حول هذا الأمر؛
و بما أنه على الرغم من العلم المذكور، أقدم المتهم كمال نعسان على مساعدة عمر الحجي و مصطفى سيو على التواري بعد الجريمة و على تغطية تركهم الشقة في قرنة شهوان، الأمر الذي يؤلف تدخلا في الجريمة عملا بالمادة 219 فقرة (5) معطوفة على المادتين 5 و 6 من قانون 11/1/1958 و على المادة 549 فقرة أولى و سابعة ق.ع. و المادة 549 فقرة أولى و سابعة ق.ع. معطوفة على المادة 201 ق.ع. و يقتضي تجريمه بمقتضى تلك المواد ردّ كل إدلاء مخالف؛


و بما أن المتهم كمال فريد نعسان قد استحصل على إجازة سوق مزورة على النحو المبيّن في باب الوقائع أعلاه، فإن فعله هذا يؤلف الجنحة المنصوص عليها في المادة 464 ق.ع. و يقتضي إدانته بموجبها؛


و بما انه لم ينهض في التحقيق ما يثبت أن المتهم كمال فريد نعسان قد انتسب إلى تنظيم فتح الإسلام و كان من القياديين فيها، و لا أنه أقدم على نقل أو حيازة أسلحة حربية أو قنابل و متفجرات، فيقتضي إعلان براءته من جناية المادة 3 من القانون الصادر في 11/1/1958 و من جنحتي المادتين 72 و 76 أسلحة لعدم كفاية الدليل؛


و بما أن المتهم ياسر محمد الشقيري قد اعترف بأنه انتقل إلى مخيم نهر البارد حيث انتسب إلى تنظيم فتح الإسلام بعد إعلان تأسيسه، و جرى إلحاقه بلجنة الخدمات تحت إشراف المسؤول المالي المدعو أبو فراس، و هو قد أعطى تفاصيل عن هيكلية تنظيم فتح الإسلام، و نظامها و عن رئيسه المتهم شاكر العبسي و عن قيادييه و كوادره و أعضائه و كيفية توزيع الاختصاصات على كل منهم، موضحا أن هؤلاء قدموا من تنظيمات فتح الانتفاضة و عصبة الأنصار و جند الشام و القاعدة، و أن عددهم حوالي 150 و هم من جنسيات سورية و فلسطينية و لبنانية و أردنية و سعودية و تونسية... و يتواجدون داخل مخيم نهر البارد و خارجه في منازل متفرقة... بيد أنه لم يتبين أن المتهم ياسر الشقيري كان من القياديين في فتح الإسلام؛


و بما أنه تأسيسا على ما تقدّم بيانه، فإن فعل المتهم ياسر الشقيري يقع تحت طائلة الجناية المنصوص عليها في المادة 4 من القانون الصادر في 11/1/1958 و ليس المادة 3 منه، فيقتضي تجريمه بموجب المادة 4 المذكورة و إبطال التعقبات عنه لجهة المادة 3 من القانون الصادر في 11/1/1958 ؛


و بما أن المتهم ياسر الشقيري اعترف بأنه كان مكلّفا بأن يشتري لعناصر فتح الاسلام ملابس و طعام وحاجيات أخرى مثل الكتب التاريخية و الإسلامية و المصاحف و الهواتف الخلوية و العتاد العسكري مما يباع في الأسواق... و ما لا يتوافر في المخيم، من طرابلس ثم من بيروت، و أحيانا يستقبل المتطوعين الجدد الوافدين من البلاد العربية عبر مطار بيروت أو استلامهم من فنادق بيروت لإسكانهم في شقة في مركز صامد في مخيم برج البراجنة... على ما صار بيانه آنفا، و هو يعرف أهداف التنظيم المذكور الإرهابية، و لا سيما أنه اعترف صراحة أمام المجلس العدلي بأنه يؤمن لعناصر فتح الإسلام المواد و الأشياء التي يطلبونها منه و هو يعلم بأنهم يقومون بأعمال إرهابية؛ وبالتالي فأن افعال المتهم ياسر محمد الشقيري المذكورة آنفا تؤلّف تدخلا في كل الجرائم التي يرتكبها هذا التنظيم و المنضوين تحت لوائه الأمر الذي يوجب تجريمه بجناية التدخل في جريمة التفجير الإرهابي الذي طال الباصين في عين علق وما نتج عنها من قتل و محاولة قتل، والمحدّد وصفها أعلاه ، عملا بالمادة 219 فقرة (6) ق.ع. معطوفة على كل من المواد 5 و 6 من قانون 11/1/1958 ، و549 فقرة اولى وسابعة ق.ع. و549 فقرة أولى وسابعة ق.ع. معطوفة على المادة 201 ق.ع. ؛


و بما أنه ضبط مع المتهم ياسر محمد الشقيري بطاقة هوية سورية و قسائم عودة مزوّرة باسم ماهر فؤاد عتقي؛ و هو قد اعترف بأنه استحصل على رخصة سوق سورية مزّورة لاستعمالها في لبنان في قيادة السيارات و الدراجات النارية و على الهوية المزوّرة من شخص يعمل في الشرطة الجنائية السورية برتبة مساعد، مقابل مبلغ أربعة آلاف ل.س. دفعه له؛ كما اعترف بأنه دخل إلى لبنان آخر مرة في 16/12/2006 مستخدما هويته المزوّرة، مما يؤلف استعمالا للهوية المزورة؛


و بما أن هذه الأفعال تقع تحت طائلة الجنح المعاقب عليها في المواد 463 و 464 و 463/454 ق.ع. و يقتضي إدانة المتهم ياسر محمد الشقيري بمقتضاها؛


و بما أنه، لجهة إدلاء المتهم المذكور بدفع سبق الملاحقة مستندا في ذلك على حكمين صادرين عن المحكمة العسكرية سبقت الإشارة إليهما، فإنه من الراهن أن مبدأ وحدة الملاحقة الجزائية المنصوص عليه في المادة 182 ق.ع. يفترض أن ثمة مدعى عليه يلاحق أمام أكثر من مرجع قضائي جزائي في آن معا بسبب وقائع جرمية واحدة، بحيث تتوافر في كل الملاحقات وحدة الموضوع و السبب والأشخاص و ألا يكون قد فصل نهائيا في أي من تلك الدعاوى؛


و بما أن المتهم الشقيري تذرّع بحكمين نهائيين، مما ينفي شروط الاعتداد بسبق الملاحقة، فيكون الدفع مردودا لهذه الجهة؛


و بما أنه، في ما يختص بمسالة قوة القضية المحكوم فيها الناتجة عن الحكمين المتذرّع بهما، و هي تتعلق بالانتظام العام في الحقل الجزائي و بالتالي يقتضي إثارتها عفوا، فإنها بدورها تفترض أن الدعوى التي فصل فيها بحكم مبرم أو قطعي تتعلق بالوقائع الجرمية عينها المنسوبة إلى المدعى عليه الذي يدلي بقوة القضية المحكوم فيها؛


و بما أنه في ضوء مضمون صورتي الحكمين اللتين أبرزهما وكيل المتهم الشقيري أمام المجلس العدلي في جلسة المحاكمة الختامية، و ما هو منسوب إليه في الدعوى الحاضرة، و قد جرى بيان كل من الأمرين آنفا، فإنه لم يثبت أن القضاء العسكري قد جرّم المتهم المذكور و أدانه بسبب الوقائع الجرمية عينها المنسوبة إليه في هذه الدعوى، مما يوجب رد الدفع بقوة القضية المقضية؛ و كذلك ردّ كل إدلاءات الدفاع و طلباته الأخرى لعدم قانونيتها و لعدم صحتها، في ضوء النتيجة التي توصل إليها المجلس العدلي و المبيّنة آنفا؛


و بما أنه يظهر من الوقائع و الأدلة المعروضة أعلاه، ان الظنينة عريفة غطاس فارس قد استغلت علاقتها بالظنين حسين داود الزيات من أجل حمله على طلب استصدار بيان إخراج قيد إفرادي باسم شقيقه المتوفى علي و غير المشطوب قيده في سجلات النفوس، مع وضع صورة عزام نهار، المسؤول العسكري في فتح الإسلام، الذي ارتبطت معه بعلاقة و كانت تزوره في مخيم نهر البارد، فإن فعل عريفة غطاس فارس المذكور أعلاه يؤلف تحريضا على ارتكاب الجنحة المنصوص عليها في المادة 463 ق.ع. عملا بالمادة 217 منه ، مما يوجب إدانتها سنداً للمادة 463 معطوفة على المادة 217 ق.ع. ؛


و بما أن عريفة غطاس فارس قد أعطت حسين داود الزيات صورتين شمسيتين لعزام نهار، استحصلت عليهما من هذا الأخير، لكي يتم إلصاقهما على بيان إخراج القيد المعطى باسم علي الزيات، و لولا هذا الفعل لكان تعذر إتمام الجريمة بالشكل الذي حصلت فيه، فإنها تعتبر متدخلة ضرورية في جنحة المادة 463 ق.ع. معطوفة على المادتين 219 الفقرة (4) و 220 الفقرة الأولى ق.ع.


و بما أن عريفة غطاس فارس قد استحصلت بواسطة عزام نهار على رخصة قيادة سيارة، بعدما زوّدته بصورة شمسية لها، فيكون فعلها تدخلا في جنحة تزوير رخصة قيادة سيارة المنصوص عليها في المادة 464 ق.ع. معطوفة على المادتين 219 فقرة (4) و 220 فقرة أولى ق.ع. للسبب عينه المبيّن في المقطع السابق أعلاه؛


و بما أن الظنينة المذكورة لم تخضع لأي امتحان قبل نيل رخصة السوق و لا هي تقدّمت بطلب رسمي للاستحصال على هذا المستند كما و أنها لا تجيد قيادة السيارات و كانت بصدد تعلّم قيادتها، على ما أفادت به في التحقيق، فإن إدلاءها بحسن النية و بجهل أمر التزوير يكون مفتقدا إلى الجدية و مستوجب الردّ، و كذلك الأمر في ما يختص بالتبرير الذي أعطته لكيفية وصول صورتها الشمسية إلى حيازة عزام نهار؛


و بما أنه يتبيّن مما تقدم عرضه من وقائع و من اعتراف الظنين حسين داود الزيات الصريح، أنه كلّف شخصا حسن النية بالاستحصال على بيان إخراج قيد باسم شقيقه علي، المتوفى سنة 1975 و الذي لم يتم شطب اسمه من سجلات النفوس، مستغلا جهل مختار حي الجورة في صور لهذا الأمر، فإن فعله هذا يؤلف الجنحة المنصوص عليها في المادة 463 ق.ع. و يكون هو فاعلا معنويا لهذه الجريمة، فيقتضي إدانته بمقتضاها؛


و بما أنه لم ينهض في التحقيقات ما يثبت أن الظنينين قد استعملا تلك الوثائق المزوّرة، كما لم يثبت أي علاقة للظنين حسين الزيات بجنحة تزوير رخصة القيادة، فيقتضي إعلان براءة المذكورين من جنحتي استعمال المزوّر المنصوص عليهما في المادة 454 معطوفة على كل من المادتين 463 و 464 ق.ع. و إعلان براءة الظنين حسين الزيات من جنحة المادة 464 ق.ع. لعدم كفاية الدليل؛


و بما أنه يقتضي، عملا بالمادة 88 ق.ع. ، طرد المتهمين غير اللبنانيين الذين سيحكم عليهم بعقوبات جنائية مؤقتة، من لبنان و منعهم مؤبدا من العودة إليه ؛
وبما ان المجلس ، بما له من حق التقدير ، يرى تطبيق أحكام المادة 253 ق.ع. بالنسبة للمتهم ياسر الشقيري ؛


و بما أن ثمة اجتماعا ماديا بين الجرائم المقترفة في هذه الدعوى، و المجلس العدلي، بما له من حق في التقدير و عملا بالمادة 205 ق.ع. ، يرى إدغام العقوبات بحيث لا تنفذ في حق المحكوم عليهم سوى العقوبة الأشد؛
لهذه الأسباب:
يحكم المجلس العدلي بالاتفاق:
1- بتجريم المتهم الفارّ شاكر يوسف حسن العبسي بالجناية المنصوص عليها في المادة 3 معطوفة على المادة 2 من قانون 11/1/1958، و بالجناية المنصوص عليها في المادة 2 منه معطوفة على المادة 217 ق.ع. و بالجناية المنصوص عليها في المادة 549 فقرة أولى وسابعة ق.ع. ، معطوفة على المادة 217 منه و بمعاقبته بالإعدام عن كل من تلك الجنايات؛
2- بتجريم المتهم الفارّ مبارك غازي النعسان بجناية المادة 4 من قانون 11/1/1958 و بمعاقبته بالإعدام؛ و بإدانته بالجنحتين المنصوص عليهما في المادتين 72 و 76 أسلحة و بمعاقبته بالحبس سنتين عن الجنحة الأولى و بالحبس ستة أشهر عن الجنحة الثانية، و بإدغام هذه العقوبات بحيث تنفذ في حق المحكوم عليه عقوبة الإعدام وحدها لأنها الأشد؛
3-بتجريم المتهم مصطفى إبراهيم سيو بالجنايات المنصوص عليها في كل من المواد 4 و 5 و 6 من قانون 11/1/1958 و في المادة 549 فقرة أولى و سابعة ق.ع. وفي المادة 549 فقرة أولى و سابعة ق.ع. معطوفة على المادة 201 ق.ع. و بمعاقبته بالإعدام عن كل منها باستثناء جناية المادة 5 وبمعاقبته عنها بالاشغال الشاقة المؤبدة ؛ و بإدانته بكل من الجنحتين المنصوص عليهما في المواد 463 و 463/454 ق.ع. و بمعاقبته بالحبس ثلاث سنوات عن كل جنحة منهما وبادانته بالجنحتين المنصوص عليهما في المواد 464 و 464 /454 ق . ع. وبمعاقبته بالحبس سنتين عن كل جنحة منهما ؛ و بإدانته بالجنحتين المنصوص عليهما في المادتين 72 و 76 أسلحة و بمعاقبته بالحبس سنتين عن الجنحة الأولى و بالحبس ستة أشهر عن الجنحة الثانية ؛ و بإدغام كل هذه العقوبات بحيث تنفذ في حق المحكوم عليه عقوبة الإعدام وحدها لأنها الأشد؛


4- بتجريم المتهم كمال فريد نعسان بالجناية المنصوص عليها في المادة 219 فقرة (5) معطوفة على المادتين 5 و 6 من قانون 11/1/1958 و على المادة 549 فقرة أولى و سابعة ق.ع. وعلى المادة 549 فقرة أولى و سابعة ق.ع. معطوفة على المادة 201 ق.ع. و بمعاقبته سندا لتلك المواد معطوفة على المادة 220 فقرة 2 ق.ع. بالأشغال الشاقة مدة إحدى عشرة سنة عن كل من تلك الجنايات؛ وبإدانته بالجنحة المنصوص عليها في المادة 464 ق.ع. وبمعاقبته بالحبس مدة سنتين ، وبإعلان براءته من جناية المادة 3 من القانون الصادر في 11/1/1958 و من جنحتي المادتين 72 و76 أسلحة لعدم كفاية الدليل؛ و بإدغام العقوبات المحكوم عليه بها بحيث تنفذ في حقه العقوبة الأشد وهي الأشغال الشاقة مدة إحدى عشرة سنة، مع احتساب مدة توقيفه؛


5- بتجريم المتهم ياسر محمد الشقيري بالجناية المنصوص عليها في المادة 4 من القانون الصادر في 11/1/1958 و بمعاقبته بالإعدام و بإبدال هذه العقوبة سندا للمادة 253 ق.ع بالأشغال الشاقة المؤقتة مدة عشرين سنة؛ و بتجريمه بالجنايات المنصوص عليها في المادة 219 فقرة 6 ق.ع. معطوفة على كل من المواد 5 و 6 من قانون 11/1/1958 و 549 فقرة أولى وسابعة ق.ع. و 549 فقرة أولى و سابعة ق.ع. معطوفة على المادة 201 ق.ع. و بمعاقبته سندا لهذه المواد معطوفة على المادة 220 فقرة ثانية وثالثة ق.ع. بالأشغال الشاقة مدة خمس عشرة سنة عن كل منها؛ وبإدانته بكل من الجنح المنصوص عليها في المواد 463 و 464 و 463/454 ق.ع. وبمعاقبته بالحبس مدة سنتين عن كل منها؛ وبإدغام تلك العقوبات جميعا بحيث لا تنفذ في حق المحكوم عليه ياسر محمد الشقيري سوى عقوبة الأشغال الشاقة مدة عشرين سنة باعتبارها الأشد؛ مع احتساب مدة توقيفه؛ وبإبطال التعقبات عنه لجهة المادة 3 من القانون الصادر في 11/1/1958؛و برد الدفع بسبق الادعاء الذي أدلى به ؛


6- بتجريد المحكوم عليهم المذكورين في البنود الأربعة أعلاه من حقوقهم المدنية المحددة في المادة 49 ق.ع. و بالتأكيد على قرار وضع مذكرتي إلقاء القبض الصادرتين في حق المحكوم عليهما الفارّين شاكر العبسي و مبارك النعسان قيد التنفيذ؛


7- بإدانة الظنينة عريفة غطاس فارس بالجنحة المنصوص عليها في المادة 463 ق.ع. معطوفة على المادة 217 منه، و بمعاقبتها سندا لهاتين المادتين معطوفتين على المادة 218 ق.ع. بالحبس مدة ثلاث سنوات؛ و بإدانتها بالجنحة المنصوص عليها في المادة 463 ق.ع. معطوفة على المادتين 219 الفقرة (4) و 220 الفقرة الأولى ق.ع. وبمعاقبتها بالحبس مدة ثلاث سنوات وبادانتها بالجنحة المنصوص عليها في المادة 464 ق.ع. معطوفة على المادتين 219 الفقرة ( 4 ) و220 الفقرة الاولى ق.ع. وبمعاقبتها بالحبس مدة سنتين ؛ و بإدغام العقوبات بحيث لا تنفذ في حق المحكوم عليها سوى واحدة فقط أي: الحبس ثلاث سنوات، مع احتساب مدة توقيفها؛


8- بإدانة الظنين حسين داود الزيات بالجنحة المنصوص عليها في المادة 463 ق.ع. و بمعاقبته بالحبس مدة سنة واحدة مع احتساب مدة توقيفه؛


9 – بإعلان براءة الظنينين عريفة غطاس فارس و حسين داود الزيات من جنحتي استعمال المزوّر المنصوص عليهما في المادة 454 معطوفة على كل من المادتين 463 و 464 ق.ع. و بإعلان براءة الظنين حسين داود الزيات من جنحة المادة 464 ق.ع. لعدم كفاية الدليل؛


10- و بطرد المتهمين كمال نعسان و ياسر الشقيري، من لبنان بعد تنفيذ عقوبتيهما، و منعهما مؤبدا من العودة إليه؛


11- و بردّ سائر الإدلاءات و الطلبات الأخرى الزائدة أو المخالفة؛


12- بتضمين المحكوم عليهم النفقات القانونية بالتساوي؛


حكما صدر غيابا في حق شاكر العبسي و مبارك النعسان و بمثابة الوجاهي في حق عريفة فارس و وجاها في حق باقي المحكوم عليهم، و أفهم علنا في العشرين من شباط سنة 2015 في حضور ممثل النيابة العامة التمييزية لدى المجلس العدلي.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم