السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ساعة حديث مع "أبو مالك" التلي...هذه تفاصيل رحلتنا للقاء ابننا المخطوف في الجرود

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
ساعة حديث مع "أبو مالك" التلي...هذه تفاصيل رحلتنا للقاء ابننا المخطوف في الجرود
ساعة حديث مع "أبو مالك" التلي...هذه تفاصيل رحلتنا للقاء ابننا المخطوف في الجرود
A+ A-

مصير المخطوفين العسكريين على المحك والسكين ليست بعيدة عن رقابهم، فإن لم تتجاوب الدولة مع مطالب الخاطفين فإن الأمور ستسير إلى الحجيم، هذه فحوة الرسائل التي أرسلها أبو مالك التلي في الأمس عبر والد الأسير العريف في قوى الأمن الداخلي ماهر فياض. الضباب لا يزال يخيم على طريق المفاوضات والرؤية غير جيدة والدولة اللبنانية بحسب أبو مالك هي الوحيدة القادرة على جعل الطريق سالكة من خلال التعامل بجدية مع القضية والقبول بمبدأ المقايضة.


فاضل فياض جلس لأكثر من ساعة مع "أبو مالك" والشيخ مصطفى الحجيري في جرود عرسال بعد أن حان دوره وعائلته لرؤية ابنه، تبادلوا الحديث عن الأوضاع وسمع من التلة نظرته للملف، فياض قال لـ"النهار": " أكد لي ابو مالك انهم لا يضعون شروطاً تعجيزية، لكن الدولة لا تعمل بجدية في هذا الملف، وكما أنها تريد أبناءها، فإن للجبهة أبناء في سجن رومية مرّ على سجنهم سنوات من دون محاكمة".


تهديد ووعيد
هدد التلي وتوّعد "اذا حاولت الدولة ضرب المفاوضات عرض الحائط سيتغيّر الوضع والمخطوفون سيصبحون في دائرة الخطر"، كلمات هزت كيان الوالد، فابنه أحد المقصودين ومصيره بيد إرهابيين لا يمزحون ولا يرحمون وما نفذوه في السابق بحق بعض الأسرى يقطع الشك باليقين أنهم يعنون ما يقولون. حاول فاضل التماسك، التقط أنفاسه وسأل أبو مالك: " هل الأمور ايجابية الآن؟"، الجواب لم يبرد البركان الثائر داخله فقد كان معلقاً على كلمة "لكن" حيث قال أبو مالك" نعم، لكن إن حاولت الدولة تأخير المفاوضات لن يبقى أحد من الأسرى بخير"، مركزاً على ان "الجيش السوري يقصف بالطيران ولا نعلم اية ساعة يأتي صاروخ يقضي على المخطوفين".
بعدما أوصل التلي رسائله، ترك ماهر مع والده ووالدته وأبنائه، لكن قال فاضل: " لم نستطع أن نأخذ راحتنا في الحديث، نصف ساعة ونحن نتكلم بالعموميات، أبلغنا ماهر أنه يتلقى ومن معه معاملة جيدة حيث يتم اطعامهم من طعام المسلحين وتؤمن لهم الألبسة وهو بصحة ونفسية جيدة ".


في منزل الحجيري
وكما جميع أهالي المخطوفين الذين كان لهم نصيب القيام بمحطة في منزل الحجيري قبل الانطلاق في الرحلة الى الجرود، شكر فاضل الشيخ وقال: "تعجبت كثيراً حين أبلغني الحجيري أن الدولة كلفته أن يكون الوسيط في الملف ومع ذلك أصدرت مذكرة جلب في حقه بتهمة الانتماء إلى تنظيم ارهابي". وأضاف: "بعد أن استحصل الشيخ على موافقة من الجيش اللبناني انطلقنا بسيارتين الى الجرد واحدة صعدت فيها عائلة جعجع التي زارت ابنها في الوقت عينه وبرفقتها الحجيري، وأنا وعائلتي في سيارة ثانية تابعة للشيخ".


"لا يهاب الموت"
لم تصدق والدة ماهر أن دورها قد حان لرؤية الحبيب الحاضر الغائب في كل تفاصيل حياتها، فأسرعت إلى تحضير الكعك والمقلوبة وانطلقت لتروي ظمأها الذي طال لـ " البطل الذي لا يهاب الموت" كما وصفته.
وأوضحت أن المسلحين الذين تراوح عددهم بين العشرة والخمسة عشر شخصاً استقبلوهم بكل احترام داخل مغارة وقدموا لهم الشوكولا، لكن " ما أصعبها من لحظات، فبعد أن جفّ نهر دموعي، انفجر في دقائق اللقاء الأولى سيل منها، لم أتمالك نفسي فمن أمامي روحي التي حرمت منها أشهر، والتي عادت لأحضاني ما يفوق الساعة والنصف".
رامي وريمي فرحا برؤية والدهما وأخبراه ان ريتا شقيقتهما الصغيرة أصبحت تمشي بعد ان كانت تحبو، وأنهما على قدر المسؤولية سواء في المدرسة أم في المنزل، يقومان بما تطلبه منهما والدتهما التي كانت ترغب في القدوم لكن وضعها الصحي لم يساعدها، ومع ذلك أشواقها فاقت عنان السماء.
حمل فاضل رسائل أبو مالك وانطلق الى بلدته بكيفا في قضاء راشيا، وها هو يحاول ايصال الأمانة، ليحمي عنق ولده ومن معه من سكين الخاطفين، لكنه وسيط ضعيف واللعبة أكبر من ذلك بكثير، ومع ذلك لن ييأس أو يستكين فالأمل بالله كبير ولا بد أن يأتي اليوم ويعود المخطوفون مرفوعي الجبين.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم