Arabs got talent ابتكار ونقاش

في Arabs got talent الذي يطلّ أسبوعياً على شاشة MBC ويقترب من مراحله النهائية، عرضت ليل السبت الفائت، الحلقة التاسعة، وهي الثالثة من مرحلة نصف نهائيات البرنامج الذي حصد هذه المرة أيضاً موهبتين مميّزتين ليضمّهما إلى الثمانية الذين من المفروض أن يتباروا في الحلقة النهائية. وقد حاز المتباري "Nabilson" أعلى نسبة تصويت من الجمهور، بينما انقسمت اللجنة بين فريقي "Mayada crew" و"Very bad team" الذي عاد وحسم فوزه تصويت الجمهور.

بدأت الحلقة بعرض الفريق المغاربي الفائز "Very bad team" الذي ضمّ عدداً من الراقصين على موسيقى البوب الأميركي، الذين اتسموا بالليونة والحيوية والأداء الجماعي الجديد من حيث الأفكار وحركات الجسد. ولم يكن لاعب الخفة والطفولة الجزائري حمو أقلّ شأناً من أيّ فريق مشارك في هذا البرنامج، فهذا الرجل الصغير القامة حضر بكاريزما عالية، وراح يصنع كرات من الماء والصابون والدخان في أشكال توحي الحكايات الخرافية الساحرة، فأسعد الجمهور.

وجاءت مشاركة السعودية المغتربة عائشة مميزة، إذ تندر عادة مشاركة المغنيات السعوديات في البرامج الفنية، فغنت الجاز الأميركي بإحتراف وبصوت عريض جذّاب. بعكس ذلك، لم يكن الثنائي المصري "Tlesto robots" في عرضه الثاني هذا، بحجم العرض الأول الذي كان ذكياً ومبتكرا لدرجة أنه حظي بالزرّ الذهبي من عضو لجنة التحكيم أحمد حلمي، رغم أنّ فكرة هذين الراقصين جذابة إذ اتخذا من شخصية الرجل الآلي كاراكتيرا راقصا فقدماه بفكاهة وليونة مبتكرين أفكاراً جديدة تمزج الـ Break dance بالرقص الحديث. وكانت لافتة مشاركة فريق "بيت العود العربي" بمجموعة كبيرة من تلاميذ هذا المعهد الموسيقي الذي يرأسه الفنان نصير شمة وهم من جنسيات عربية مختلفة، ذلك بعدما كان الفريق اقتصر في مشاركته الأولى على ثلاثة عازفين بينهم الروسي ديمتري. وعزفت المجموعة على آلات عود متنوعة من بايس وآلتو وسوبرانو، وكان العرض الموسيقي جميلاً رغم أنه اقتصر على الأكورات والتقنيات وليس على الجمل النغمية العربية، من هنا لم يكن العرض بالجودة والتميّز المطلوبين. أما العرض السيركوي المصري "أولاد ياسين" فكان مذهلاً بما قدمه على الدراجات النارية، وكانت نجمة الفريق الصغيرة قد تماهى جسدها مع أصعب الحركات البهلوانية لينتهي العرض بحملها العلم المصري، الأمر الذي أثار إعجاب الجمهور وتصفيقه الحاد.

بالمستوى نفسه جمع الراقص العربي المغترب "Nabilson" مهارته الجسدية مع مشهدية مسرحية تعبيرية ملأى بالجمال والإبتكار، فبدا عاشقاً لجسده غارقا في حالة من التأمل والجمال الفني. لكن فرقة "Mayada crew" تفوّقت بالقيمة الفنية على بقية الفرق التي بدا أنها أولت التقنية والإحتراف الأولوية. هنا تميّز "Mayada crew" بجمعه التقنية والإحتراف بالفن، إذ رقص الفريق على أنغام موسيقى الهيب هوب الشرقية الممزوجة بالرقص التعبيري، فقدموا عرضاً فنياً متكاملاً دفع بعضو اللجنة الفنانة نجوى كرم الى القول: "هيدا هوي الفن الجدّي".
حلقة جديدة أتحفتنا بمواهب عربية مميزة من ""Arabs got talent لكن المميز دائماً في هذا البرنامج هو النقاش النقدي الفني والتثقيفي الذي يدور بين أعضاء اللجنة، والذي يتماهى مع تصويت الجمهور.