الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

في يوم الحب... "أمنّلي بيت" من "مؤسسة الإسكان"!

المصدر: "النهار"
زينة ناصر
في يوم الحب... "أمنّلي بيت" من "مؤسسة الإسكان"!
في يوم الحب... "أمنّلي بيت" من "مؤسسة الإسكان"!
A+ A-

لا تنطبق كلمات أغنية لطيفة "أمنلي بيت مطرح منّك ساكن" على العديد من الأشخاص الراغبين في شراء بيوت في لبنان اليوم. فبالنسبة الى كاتب الأغنية زياد الرحباني، "مش همّ يكون طابق منوآمن، مشتاقة شوفك لكن..." . أما بالنسبة الى الراغبين في شراء منازل، فلا يمكن لشخص "تأمين" بيت لوحده، كما أن المنطقة والطابق وعوامل أخرى تؤثر في قرار الشراء. ولعلّ القروض التي توفرها المؤسسة العامة للإسكان ساهمت في تمكين العديد من الأشخاص من شراء منازل. ولكن في الوقت عينه، تشتكي فئة كبيرة من اللبنانيين، وخصوصاً الشباب من "صعوبة الشروط" لتقسيط منزل.


تجربة مقبلين على الزواج مع "مؤسسة الإسكان"


يروي العديد من الأشخاص المقبلين على الزواج تجربتهم مع "المؤسسة العامة للإسكان"، كالثنائي جورج ونتالي الذي وجد صعوبة في "تأمين ورقة تثبت أن الراتب الشهري يعادل 3000 دولار أميركي". وبحسب جورج، فإن تأمين 10 في المئة من ثمن الشقة، أي ما يمثّل الدفعة الأولى من سعرها، "ليس بالأمر السهل". كما يضيف أن "تجميع هذا المبلغ اضطرّنا إلى تأجيل حفل الزفاف سنتين، لأن الدفعة الأولى أرهقتنا مادياً، ولا نريد الزواج دون إقامة حفل كبير و دعوة المحبين". أما رحلة البحث عن منزل، فاستغرقت 8 أشهر، بحث فيها جورج و نتالي عن منزل يلائم الميزانية ويكون في منطقة يحبان العيش فيها. ووجدا في جعيتا، التي يحبان السكن فيها، منزلاً مطلّاً يعادل سعر المتر فيه 1500 دولار أميركي، و"لا تختلف أسعار المنازل في المنطقة كثيراً، بين منزل مطلّ على مناظر طبيعيّة وآخر غير مطلّ. فسعر المتر في المنزل غير المطلّ يراوح ما بين 1250 و3000 دولار أميركي".


تجربة إيلي و خطيبته في تقسيط منزل عبر "المؤسسة العامة للإسكان" تشبه التجربة السابقة لناحية "صعوبة تأمين 10 في المئة من ثمن الشقة". لكن الثنائي وجد أن الدفعة الأولى التي تشترطها المؤسسة "تسهّل على الأشخاص الكثير من العناء، خصوصاً أن المصارف الخاصة تشترط ما لا يقل عن 20 أو 25 في المئة كدفعة أولى". ولكن بعكس الثنائي الأول، لم يجدا منزل في منطقة يفضلان السكن فيها، نظراً لغلاء أسعار العقارات. "في عين سعادة، وجدنا منازلاً سعر المتر فيها 1800 دولار أميركي، وليس بمقدورنا شراء بيت بمساحة واسعة في تلك المنطقة، كما أن المساحة الصغيرة لا تناسبنا"، يقول الثنائي الذي أكمل رحلة البحث في مار روكز، ليجد أن الأسعار لا تختلف كثيراً، فسعر المتر هناك 1500 دولار أميركي، ولا يتناسب مع الميزانية كذلك". رحلة البحث التي استمرت شهر و يوم أثمرت منزلاً مطلاً في منطقة بسابا، سعر المتر فيه 1250 دولار أميركي، أما سعر المتر للمنزل غير المطلّ فهو 100 دولار أميركي. ويضيف إيلي: "انخفض سعر العقارات لكن لا يزال غير متناسب مع المدخول الشهري الذي نتقاضاه في لبنان".


أما نور وحسن، فوجدا صعوبة كبيرة في إيجاد منزل يتوافق مع الميزانية في بيروت، خصوصاً أن نور تسكن هناك، وتجد صعوبة في السكن في مناطق أخرى. و بحسب الثنائي:"لا تقل أسعار المنازل التي أعجبتنا في بيروت عن 500 ألف دولار أميركي، وطبعاً لا يمكننا توفير هذا المبلغ، فنحن لا نزال في بداية حياتنا المهنية، ومن الصعب توفير الدفعة الأولى من هذا المبلغ". ولكن الثنائي رأى في قروض "المؤسسة العامة للإسكان" حلاً لمشكلته، لأن "المؤسسة توفر أقل نسبة فوائد والتقسيط يتم على 30 سنة، وندفع نصف المبلغ في السنوات الـ15 الأخيرة". وتقول نور(24 سنة) بحدّة:"من يمكنه شراء منزل في بيروت؟ الأسعار لا تلائم أشخاص في عمرنا بتاتاً"، وتكمل: "وجدنا منزلاً يتوافق مع ميزايتنا في الضاحية الجنوبية، لكن الوضع الأمني هناك أخافنا، وفضّلنا ألا نشتري في تلك المنطقة، على الرغم من أن حسن يسكن هناك الآن". وينهي الثنائي رواية تجربته: "سنشتري بيتاً في بشامون، حيث سعر المتر هناك 1200 دولار أميركي".


تجربة "عزّاب" مع "مؤسسة الإسكان"


فكّرت رين في عمر الـ22 سنة في شراء منزل، "بدل أن تصرف مدخولها الشهري على أمور أخرى"، ولجأت إلى "المؤسسة العامة للإسكان" لمعرفة كيفية تقسيط منزل عبرها. لكن أسعار العقارات العالية جداً لم تمكنها من شراء منزل في منطقة بيت مري بالمبلغ الذي كانت قد جمّعته". أما عن شروط "المؤسسة العامة للإسكان"، فترى رين أنها "غير منطقية، ويجب إعادة النظر في نسبة الدفعة الأولى خصوصاُ للفئات الشابة الراغبة في تقسيط منزل". و اعتبرت أنه "في حال كان المدخول الشهري 3000 دولار أميركي، فلا حاجة لتقسيط منزل". وتجيب رين إن كانت ستقدّم على قرض إسكان مجدداً:"فقط عندما تنخفض أسعار العقارات".


أما اسكندر (32 سنة)، فاشترى منزلاً عبر "المؤسسة العامة للإسكان" منذ 3 سنوات. و الصعوبة بالنسبة له، كانت في "تأمين أوراق تثبت أن راتبه الشهري 6 ملايين ليرة لبنانية"، خصوصاً أنه "من الصعب إيجاد مرتب مماثل في لبنان". و أكد اسكندر أن:"لو لم تتوفر الدفعة الأولى، لما استطعت شراء المنزل الذي تبلغ قيمته حوالي 250 ألف دولار أميركي، و يقع في منطقة نيو روضة".


"المؤسسة العامة للإسكان": وضعنا المالي سليم ومشاريع جديدة


أثّر توقيع وزيرالمال علي حسن خليل مشروع سلفة خزينة بقيمة 40 مليار ليرة بشكل إيجابي على "المؤسسة العامة للإسكان"، بحسب رئيس مجلس إدارة المؤسسة روني لحود"، الذي لفت إلى أن "المؤسسة سددت ديونها عن العام 2014 البالغة 33 مليار ليرة".


وأكد لحود لـ"النهار" أن "المؤسسة اتفقت على إدراج مبلغ 130 مليار ليرة في موازنتها لعام 2015 لتمكينها من الإستمرار في منح قروض سكنية مدعومة الفوائد". ولكن هل ستؤثر الـ40 مليار ليرة على المقترضين؟ يجيب رئيس مجلس إدارة المؤسسة أن "السلفة تحسّن وضع المؤسسة المالي فقط، ولا تتعلق بالمقترضين"، مؤكداً أن "وضعنا المالي سليم، ونحضّر مشاريع جديدة تدعم الراغبين في تملّك منازل".


أما عن الصعوبات التي يواجهها الراغبون في تقسيط منزل عبر المؤسسة، فيقول: "بعد موافقة المؤسسة و المصرف على إعطاء القرض، يجب على المقترض دفع الـ 10في المئة التي تطلبها المؤسسة كوديعة، ولا يمكن تخفيض نسبة الدفعة الأولى أكثر"، مؤكداً أن "المؤسسة تتوجه لذوي الدخل المتوسط والمحدود، الذي يبلغ نحو 6 ملايين ليرة للعائلة الواحدة".


و أشار إلى أن نسبة القروض الممنوحة لسنة بلغت 5600 لسنة 2014، و5200 لسنة 2013. أما نسبة القروض الممنوحة منذ بدء عمل المؤسسة فتبلغ حوالي 65,000 قرض.


كما أفادت مصادر مطلعة على عمل المؤسسة أن "نسبة عدم إيفاء القروض تقلّ عن 1 في المئة،" وردّت ذلك إلى "التعاون المستمرّ بين المؤسسة والمصرف".


وفي انتظار انخفاض أسعار العقارات وارتفاع المرتّب الشهري، خصوصاً لدى لفئات الشابة في لبنان، علينا التنبه إلى أن "المؤسسة تتحقق من صحة الأوراق، خصوصاً للشباب العاملين في لبنان ،فبحسب المصادر "تصدّق المؤسسة أن يكون المرتب الشهري لشاب عشريني أكثر من 3000 دولار أميركي لو كان يعمل خارج لبنان، لكن لا يمكن إيجاد مرتبات مماثلة هنا، حتى لو كان يعمل في وظيفتين".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم