الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أكان يمكن أن أترك العصفور حزيناً؟

محمود الزيباوي
أكان يمكن أن أترك العصفور حزيناً؟
أكان يمكن أن أترك العصفور حزيناً؟
A+ A-

في صيف 1978، نشر أنسي الحاج في مجلة "مواقف" ثلاث قصائد، أولاها قصيدة قصيرة عنوانها "الحقيقة"، ونصّها: "سحقاً للشعراء!/ لولا ضجري منهم/ لما كتبتُ الشعر/ ولو لم أكتب الشعر/ لكنتُ بقيت/ كما كنتُ في مطلع العمر/ مجموعة أشعار غامضة/ لا أسمح بالاقتراب منها/ إلا لمن يعطيني كلّ شيء".


كان الشاعر في مطلع عمره "مجموعة أشعار غامضة"، وقد بدأ بالكتابة والنشر في منتصف الخمسينات، وهو في سنّ المراهقة. نشر ديوانه الأول في كانون الأول 1960، وأطلق عليه عنواناً غامضاً، "لن"، وأهداه إلى زوجته. صدر هذا الديوان عن "دار مجلة شعر"، وجاء في التعريف: "تخطو مجموعة "لن" لأنسي الحاج، بالشعر العربي خطوة جريئة نحو الحد الفاصل بين القديم والحديث. الكلمة العربية تنفجر في هذه المجموعة بطاقات جديدة لم تألفها من قبل، وأسلوب التعبير يتّخذ معنىً جديداً يقع في خطّ الشعر الطليعي المعاصر في العالم. أما المضمون، ففيه من التجربة الشخصية والصدق ما يجعله معبّراً عن الجيل الطالع أجمل تعبير. في هذه الباكورة الشعرية، يبدأ أنسي الحاج اتجاهاً فريداً في الشعر العربي. وفيها يقف على رأس جيل شعري متمرّد، متطلّع إلى البناء الفريد الشامخ على أنقاض المبتذل والمسبوق والعاجز في تراثنا العربي والحضاري. وُلد أنسي الحاج في بيروت منذ ثلاث وعشرين سنة. وهو يشتغل في الصحافة الأدبية، ويشترك في "خميس" مجلة شعر وهيئة تحريرها".
صدّر الشاعر العشريني باكورته بمقدمة طويلة استحوذت انتباه الكثيرين من متابعي حركة الحداثة الشعرية، وتحوّلت سريعاً إلى بيان شعري حجب في بعض الأحيان الباكورة نفسها. استهلّ أنسي الحاج هذا البيان بالسؤال: "هل يمكن أن يخرج من النثر قصيدة؟ النثر محلول ومرخيّ ومبسوط كالكفّ، وليس شد أطرافه إلا من باب التفنن ضمنه. طبيعة النثر مرسلة، وأهدافه إخبارية أو برهانية، إنه ذو هدف زمني، وطبيعة القصيدة شيء ضد. القصيدة عالم مغلق، مكتف بنفسه، ذو وحدة كلية في التأثير، ولا غاية زمنية للقصيدة". استرسل الكاتب في شرح هذا الموقف الأدبي، وقال: "شاعر قصيدة النثر شاعر حرّ، وبمقدار ما يكون إنساناً حراً، أيضاً تعظم حاجته إلى اختراع متواصل للغة تحيط به، ترافق جريه، تلتقط فكره الهائل التشوش والنظام معاً. ليس للشعر لسان جاهز، ليس لقصيدة النثر قانون أبدي. نكتب لنقطع مرحلة، وما نكتبه يُطوى، يُحرق، ما لم نكتبه ولم نعرفه ولم نغص بعد فيه، هو الهم". في الختام، أعلن الشاعر انتماءه إلى عائلة "الشعراء الملاعين"، وقال: "يجب أن أقول أيضاً إن قصيدة النثر، وهذا إيمان شخصي قد يبدو اعتباطياً، عمل شاعر ملعون. الملعون في جسده ووجدانه. الملعون يضيق بعالم نقي. إنه لا يضطجع على إرث الماضي. إنه غازٍ. وحاجته إلى الحرية تفوق حاجة أيٍّ كان إلى الحرية. إنه يستبيح كل المحرّمات ليتحرر. لكن قصيدة "النثر" التي هي نتاج ملاعين، لا تنحصر بهم. أهميتها أنها تتسع لجميع الآخرين، بين مبارك ومعافى. الجميع يعبرون على ظهر ملعون. نحن في زمن السرطان: نثراً وشعراً وكل شيء. قصيدة النثر خليقة هذا الزمن، حليفته، ومصيره. نحن في زمن السرطان. هذا ما أقوله ويُضحك الجميع. نحن في زمن السرطان: هنا، وفي الداخل. الفنّ إما يجاري أو يموت. لقد جارى والمصابون هم الذين خلقوا عالم الشعر الجديد: حين نقول رامبو نشير إلى عائلة من المرضى. قصيدة النثر بنت هذه العائلة. نحن في زمن السرطان: نثراً وشعراً وكل شيء. قصيدة النثر خليقة هذا الزمن، حليفته، ومصيره".


الزائر الغريب
تتألف مجموعة "لن" من مجموعة قصائد نثرية، إضافة إلى قصيدة طويلة من ثلاثة عشر باباً، عنوانها "الحبّ والذئب، الحب وغيري". أولى القصائد "هوية"، ومطلعها: "أخاف". ختام "الحبّ والذئب" حديث عن السرطان: "أغرق أو أحلّق أو أنام. لا وجهة لا وجهة. أسرطن العافية، أهتك الستر عن غد السرطان. حرية". بين الخوف والحرية وهاجس السرطان، عاش أنسي الحاج منذ سنوات تفتحه الأولى حتى رحيله عن هذه الدنيا ضحية لهذا السرطان الذي فتك من قبل بأمّه ثم بزوجته. في تلك المرحلة المبكرة من حياته، بدا الشاعر "ملعوناً"، وظلّ خارج السرب، بحيث يصعب اليوم تصنيفه. في آذار 1967، نقع على صورة من إحدى جلسات "خميس مجلة شعر|، والمناسبة إعلان عودة المجلة إلى الصدور عن "دار النهار للنشر" في نيسان. يظهر في الصورة: عارف الريس، ليلى بعلبكي، خالدة سعيد، لور غريّب، فدوى طوقان، إدفيك شيوب، ثم أدونيس، يوسف الخال، فؤاد رفقة، محمد الماغوط، شوقي أبي شقرا. وقعوداً: سلمى الخضراء الجيوسي، بدوي الجبل، نازك الملائكة، جورج صيدح. وفي التعليق: "لم يظهر في الصورة أنسي الحاج، ولا عصام محفوظ ورياض الريس اللذان انضما إلى شعراء المجلة". يغيب أنسي الحاج عن الصورة، غير أنه يبقى حاضراً، وهنا سرّه. خارج شعارات "شعر"، وخارج بيان "لن"، وما تبعه من تحليلات لقصيدة النثر، يبقى أنسي هذا "الزائر الغريب" الذي عاش بين الخوف والحرية ولعنة السرطان، ويظل "مجموعة أشعار غامضة" لا تعرفها سوى قلة من القراء، وهم قطعاً من الذين يعطونه "كل شيء"، كما كتب في 1978، يوم أدخلته الحرب الأهلية اللبنانية في العزلة والصمت.
بعد "لن"، أصدر الشاعر في العام 1963 "الرأس المقطوع"، وجاءت هذه المجموعة أكثر غموضاً من باكورته الأولى. كتبت "دار مجلة شعر" في التعريف: "في "لن" قدمت مجلة شعر شاعراً مقنّعاً يغامر مع حاله. وفي الرأس المقطوع تقدّم شاعراً يقوم بمغامرة سافرة مع الشعر". يشكل الديوان الثاني تكملة للديوان الأول. "استسلمي لعطائي"، يقول العاشق، "أكلمك كلام المضطَهَد بحنانه. كلام شاعر يحب. كلام اللغة المهزومة". كما في "لن"، ختام الديوان قصيدة طويلة من ثلاثة عشر باباً عنوانها "ماموت وشعتقات". ماموت اسم العاشق، ومعناه كما يبدو "ما موت" أي "لن أموت". نهاية الديوان مفتوحة على الأمل، على عكس نهاية "لن"، وفيها: "الأرض نظيفة، تحفّ الأحلام بالنساء. بنت مشتعلة تنسكب. خلقتُ. خلقتُ. خلقتُ كلّ شيء".
إلى جانب نشاطه الغزير في حقل الصحافة، أكمل الشاعر مشواره، ونشر ديوانه الثالث، "ماضي الأيام الآتية"، في العام 1965. ضمّ الديوان قصيدتين نُشرتا في آخر عدد من مجلة "شعر" في خريف 1964، كما ضمّ أربع قصائد نُشرت في مجلة "حوار"، صيف 1965. أهدى الشاعر ديوانه إلى نفسه، وصدّره بكلمة "إليّ"، وافتتحه بقصيدة "العاصفة" البديعة، وفيها: "وكما طاف بالأوجاع الشخصية/ الأوجاع الأوجاع الشخصية/ أكرّر/ أكرّر/ حتى تصبح قاعدة للإحترام: الأوجاع الأوجاع الشخصية". ختام الديوان قصيدة "أنا الموقّع أدناه"، ونهايتها: "أنا الموقّع أدناه/ أسمع المطر ينزل/ جافاً على الإسفلت/ وممّا قلت الآن وقبل الآن لن تذكروا كلمة/ لكن فمي ارتوى قليلاً/ وهو يروي لمن يريد/ ماضي الأيام الآتية". تبدو كتابة الشاعر في ظاهرها أقلّ "غموضاً"، أو أكثر عذوبة على الأصحّ، والتعبير الأحلى عن هذه العذوبة قوله في قصيدة "الشغف الأزرق": 'أصبح ارتحالي من فصل إلى فصل/ حجّةً لتدبير الغذاء بقصد ارتحال آخر/ وكما تتّجه الطيور بحكمة/ رحتُ أدبّ من محيطٍ إلى محيط/ من القمم إلى الأغصان/ من ليل إلى ليل إلى ليل/ حتى ضربتُ بصِيتِ الجنون العذب".
في تلك الحقبة، لمع أنسي الحاج في ميدان الصحافة الأدبية، وبات نجم "ملحق النهار"، واشتهر بصفحته الأسبوعية، "كلمات كلمات كلمات"، وفيها تابع أحوال لبنان والعالم العربي، كما تابع أحوال الثقافة بفروعها المتخلفة، وأضفى على كل كتاباته لمسة ذاتية نابضة بالشعر. أعاد الشاعر صوغ "نشيد الأناشيد"، وتركت هذه القراءة أثراً بالغاً فيه، ظهر في ديوانه الرابع، "ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة"، الصادر عن "دار النهار للنشر" في العام 1970. افتتح الشاعر ديوانه بإهداء معكوس: "منكِ"، واستسلم أخيراً للحب والحنان والحلم والرجاء. أولى قصائد المجموعة "أسير النهر"، وفيها: "اسمعيني آتياً ومحجوباً وغامضاً/ اسمعيني اسمعيني مطروداً وغارباً/ قلبي أسود بالوحشة ونفسي حمراء/ لكن لوح العالم أبيض/ والكلمات بيضاء". آخر قصائد الديوان، "تحت حطب الغضب"، وختامها: "كلامي يُعلن أنا الكلام/ منذ قليل ومنذ كثير/ أنا الكلام وآخر الكلام/ وأوّل ضرب على صدر الحياة/ وسوف تفتح لكم الحياة/ سوف تفتح الخزائن/ سوف تفتح الحياة/ ولن أكون بينكم/ لأنّ ريشة صغيرة من عصفور/ في اللطيف الربيع/ ستُكلّل رأسي/ وشجرَ البَرْد سيحويني/ وامرأة باقية بعيدة ستبكيني/ وبُكاؤها كحياتي جميل".
سار الشاعر على هذه الدرب "الجديدة"، وأصدر في شباط 1975 قصيدته الطويلة، "الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع"، وبدا من خلالها كأنه يخلص أخيراً من اللعنة التي رافقته منذ صدور "لن". تجلّى هذا التحوّل في قول الشاعر: "أنا رعيتُ السوء وحبيبتي ردّتني/ أنا تبعتُ الجوارح وأبراج بابل/ ولاحت حبيبتي فأصبحت صلاة/ وحفظتني فظهرت لي يا ربّ". "حبيبتي كَشَفَتْ عن الضائع/ دلّتْ على المفقود/ الرسولةُ فازتْ بعذوبة/ بشفَقة فازتْ على القُوّات/ وتشهد تعلن العودة/ تعالَوا/ المملكة مفتوحة/ أسراب الحساسين عند باب المملكة تُسرع للتحيّة/ على بُعْد قُبلة تقفون من الباب/ الكنوز وحيدة/ الأرض وحيدة/ الحياة وحيدة/ تعالوا/ كلّلوا رؤوسكم بذَهَب الدخول/ تعالوا/ وأحرقوا وراءكم/ أحرقوا وراءكم/ أحرقوا العالم بشمس العودة".


الابن الوحيد
مع اشتداد الحرب اللبنانية، صام أنسي الحاج عن الشعر، وغاب عن المنابر، غير أنه واصل إطلالته الأدبية بشكل سرّي خفر عبر نثرياته الشعرية الآثرة. كما أشرنا، في صيف 1978، نشر الشاعر في مجلة "مواقف" ثلاث قصائد، أولاها قصيدة قصيرة عنوانها "الحقيقة"، وثانيتها "المحطات السابقة"، وثالثتها قصيدة طويلة عنوانها "أمضي"، تماثل بنبضها وتعابيرها قصيدة "الرسولة"، وأغرب ما فيها خاتمتها: "ستنفتح الأبواب/ ويخرج العالم ثانيةً من أحلامي/ طالعاً إلى الحياة من رماده/ لكنه هذه المرة/ سيعود مثلي/ سيعود لك/ لأنه سيخرج من أحلامي المنتصرة/ ولن تسمح بعد اليوم لإنائه المكسور أن يلتئم/ إلا بإرادتي وصنع يدي/ صنع يدي أنا/ أنا/ أيها الآب/ أنا ابنك يسوع/ أنا ابنك الشاعر/ أنا ابنك الفنّان/ أنا ابنك الحالم/ أنا ابنك الحسّاس/ أنا ابنك العاشق/ أنا ابنك الحنون/ أنا ابنك الطيّب اللطيف الرقيق/ أنا ابنك الخيالي المحبّ الصادق/ أنا ابنك الوحيد". يعود ظل "ماموت" في ختام القصيدة حيث يقول الشاعر: "سأمضي/ ولن يمضي سواي/ وسأنتصر/ وستباركني/ ولن أشقى أيها الآب/ لن أشقى بعد الآن/ ولن أسقط/ ولن أموت/ لن أموت/ لن أموت".
قيل يومها إن أنسي الحاج تخلّى عن دعوته الأولى، وشعر مريدو صاحب "لن" أن معلّمهم خذلهم، غير أن الشاعر بقي "مجموعة أشعار غامضة"، تماماً كما كان في "مطلع العمر". تحوّلت لغة الشاهر وتبدّلت، وذلك طبيعي، إذ "ليس للشعر لسان جاهز"، و"ليس لقصيدة النثر قانون أبدي"، كما كتب الحاج في مقدمة "لن" الذائعة الصيت. انكسر الوعد، ولم تدم حالة النعمة طويلاً، ولم يلتئم الإناء المكسور. في ما يُشبه الإستعادة المبطنة لمقدمة "لن" التي تحولت إلى بيان القصيدة النثرية، كتب الشاعر قصيدة "وفاء العصافير"، وفيها: "أنساب كالماء بين الصخور/ جلست لأنظم/ فرأيت الأوزان عصافير/ تبكي في أقفاصها/ أكان يمكن أن أترك/ العصفور حزيناً/ من أجل أن أزيّن بيتي؟/ وتركت الأوزان لأقوياء القلوب/ وكم أنا معجب ببراعتهم/ وكم يطربني الغناء المنظّم/ وكنت أودّ لو أكون مثلهم/ ولكن ما حيلتي/ إذا خلقني الله صغيراً أمام الحرية/ فضيّعت الأوزان وضيّعتني/ ولم أربح غير وفاء العصافير؟". عاد الشاعر إلى "الجنون العذب"، وصاغ "خواتمه" التي لا تختلف في عمقها عن صنيعه الشعري. ترك صاحب "لن" السجال المملّ حول ماهية قصيدة النثر ليختبر أنواعاً أخرى من الكتابة، وقال: "الكتابة التي كانت تسكنني ماتت/ حلّ محلها، برياحه وأمطاره/ السيد الوقت/ صرتُ أستغرب الشعر/ أقول عن الأطفال أطفال/ عن ركبة امرأة ركبة امرأة/ لا تكبّراً/ بل لأني كنتُ شاعراً/ وما كنتُ كما قلتُ/ أسمّي هذه الأشياء، بل أراها/ وظننتُ صبحَ يومٍ من الأيام/ أنني خالد/ حتى فاحت الكآبة التي كانت/ والتي لم أعرف كيف/ ماتت كالمسك". حافظ الشاعر على هذه الذاتية التي صبغت تجربته منذ مرحلة البدايات في الخمسينات، وقال تحت عنوان "القوة الهائلة": "كتبت لنفسي. كل كتاب لي هو لشخص واحد. المجد لله الذي أنعم عليَّ بهذه القوة".


الرجل الأمّ
فتك السرطان بـ"ماموت"، ورحل صاحب صرخة "لن أموت/ لن أموت/ لن أموت"، تاركاً كتابات عديدة تحتاج لمن يعيد اكتشافها ونشرها في تحقيق يليق بها. نفتقده اليوم، ونذكر الشاعر المتعدد الوجه الذي قال: "أنا من حرية المحور/ كل واحد مني جزيرة/ وصحراء وإخوة وأشرار/ كلّ واحد مني واحد/ بعمق الماء واستراحة الجنون". نذكر الأديب الجميل الذي قال: "لست وليد جيل بل أنا الزوايا المختلفة، سلفاً، في ما بعد، من قديم الزمان والمستقبل. منذ لحظات متّ، وقمت متّ، وقمت متّ، وقمت. أنا جميل". نفتقد "الرجل الأم" الذي قال: "وقعتُ على شوك الكلمات من قلبي كعصفور، وما لا يحدث أحدثته فحدث. من كسرة الخبز أطعمت، ومن قطرة الماء غمرت، ومن الألف إلى الياء حملت. أنا الرجل الأم". نذكره ونفتقده ونستعيد كلماته: "عشتم عواصفي وما بعدها، وستعيشون معي عواصفكم وهدوءكم. أحيا فيكم دون سلام ولا خطر عليّ. أموت مطمئناً وأقوم مطمئناً".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم