الافرقاء اليمنيون يتوافقون على حلّ سياسي يلغي الإعلان الدستوري للحوثيين

قال ديبلوماسيون يمنيون إن القرار المتوقع أن يصدره مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن في غضون الساعات القادمة سيسعى إلى دعم صيغة اتفاق أممي أعدّها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر للحل السياسي للأزمة اليمنية. وأكدت دوائر سياسية تحقيق المشاورات التي يقودها المبعوث الأممي مع ممثلي القوى السياسية الموقعة على وثائق التسوية بما فيهم الحوثيين تقدماً إيجابياً، فيما شنّت مقاتلات سلاح الجو اليمني أمس غارات استهدفت عتاداً عسكرياً ثقيلاً سيطر عليه مسلّحو "القاعدة" الذي سيطروا على معسكر للجيش في محافظة شبوة.

وأكد سياسيون حضروا المشاورات الجارية برعاية أممية أن سائر الاطراف توافقت على رؤيةٍ صاغها بن عمر وتقضي بتشكيل هيئة تشريعية مكوّنة من 551 عضواً تحلّ محلّ مجلسي النواب والشورى بعد اعتراض أحزاب على مقترح دمج مجلسي النواب والشورى الذين يستحوذ النظام السابق على أغلبية مقاعدهما، مشيرين إلى أن هذه الرؤية وتفاهمات اخرى على صلة بالجانبين السياسي والأمني وضمانات التنفيذ تنتظر موافقة بعض الاحزاب للتوقيع عليها بصورة نهائية.

وأكد القيادي في تكتل اللقاء المشترك امين عام حزب الحق حسن زيد أن جماعة "انصار الله" أبدت تفهمًا لصالح الحلّ السياسي بما في ذلك إمكانية التراجع عن الإعلان الدستوري" مشيراً إلى حرص جميع القوى والمكوّنات السياسية الوصول إلى التوافق بمن فيهم حزب التنظيم الناصري الذي كان انسحب من جلسات المشاورات في وقت سابق.

مرونة من الحوثيين

وأبدت جماعة الحوثيين أمس مرونة حيال الترتيبات التي شرعوا فيها لتأليف المجلس الوطني الانتقالي بعد يومين من المهلة التي حدّدوها لأعضاء مجلس النواب التسجيل لعضوية المجلس الوطني الانتقالي، بعد دعوة اللجنة الثورية العليا برئاسة محمد علي الحوثي المجلس النيابي إلى اجتماع في القصر الجمهوري الإثنين المقبل للتشاور.

وجاء ذلك بعد تصعيد في المسار الديبلوماسي عبّرت عنه سفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وايطاليا وفرنسا والمانيا التي أعلنت تعليق العمل أو إقفال سفاراتها بصنعاء، في الخطوة التي أشاعت المخاوف من مضي الأزمة اليمنية نحو المزيد من التعقيد وخصوصاً بعد تأكيد مصادر ديبلوماسية يمنية تلويح مفوضية الاتحاد الأوروبي بإمكان إقفال دول الاتحاد سفاراتها بصنعاء في حال لم تتوصل المكونات السياسية إلى حلّ لأزمة انتقال السلطة.
ووصف مسؤول العلاقات الخارجية في جماعة "أنصار الله" الحوثية حسين العزي، إقفال بعض الدول الغربية سفاراتها في صنعاء بأنها" غير مبرّرة" مشيراً إلى أن هذه الخطوة جاءت في سياق الضغط على الشعب اليمني الذي ينشد العزة والكرامة والسيادة وأمتلاك القرار السياسي.

وأكّد ثقة جماعته بأن حكومات الدول الشقيقة والصديقة الحريصة على تطوير وتعزيز العلاقات مع اليمن ستدرك في القريب العاجل أن مصلحتها تقتضي التعاطي بإيجابية مع ارادة الشعب اليمني"، نافياً سيطرة مسلّحي الجماعة على سيارات تابعة للبعثة الديبلوماسية الاميركية، التي قال إنها تركت في مطار صنعاء الدولي وتسلّمتها سلطات المطار، التي يتوقع ان تسلمها لمكتب الامم المتحدة.

تنظيم "القاعدة"

وميدانيا أفلحت مقاتلات من سلاح الجو اليمني أمس في تدمير ثلاث دبابات وعتاد عسكري تابع لقوات الجيش اليمني كان مسلحو تنظيم "القاعدة" سيطروا عليه بعد هجوم شنّوه أمس على معسكر اللواء 19 مشاة المرابط في منطقة بيحان بمحافظة شبوة، وتخلّله مواجهات أوقعت سبعة قتلى من الجنود وأثنين من مسلحي التنظيم.

وقال عسكريون إن المقاتلات اليمنية شنت خمس غارات استهدفت آليات عسكرية ثقيلة كان مسلحو التنظيم يعتزمون نقلها إلى محافظة مأرب ما أدى إلى تدميرها ومقتل عدد من المسلحين.

وهاجم مسلحو التنظيم المعسكر من طريق ثلاث مجموعات مستخدمين قذائف صاورخية وسيارة مفخّخة انفجرت في بوابة المعسكر وتلاها مواجهات استمرّت حتى الثامنة صباحاً حيث فرض عشرات المسلحين حصارا على الموقع قبل أن يرفعوا الحصار بعد وساطة قبلية أفرج فيها المسلحون على قائد المعسكر و50 جندياً واستولوا على أكثر العتاد العسكري المتوسط والثقيل.

وعزا التنظيم في بيان نشره حساب مجهول على موقع " تويتر" للتواصل الاجتماعي الهجوم إلى اتفاق أبرمه قادة المعسكر مع الحوثيين لتسليمهم الموقع بعتاده، واقرّوا بمقتل إثنين من مسلحيهم ونشروا صورا لجنود أسرى إلى صور للموقع العسكري وعليه أعلام سوداء لتنظيم القاعدة.

وإذ تمكّنت الطائرات الحربية اليمنية من تدمير عتاد عسكري ثقيل استولى عليه مسلحو التنظيم
أكد وجهاء ومسؤولون محليون إنهم نقلوا كميات كبيرة من العتاد العسكري والذخائر إلى محافظة فيما شوهد آخرون في شوارع مدينة بيحان وبحوزتهم آليات ثقيلة ومتوسطة.