الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

أيمن نور لـ "النهار": على القوى الإقليمية دعم جهود المصالحة في مصر

المصدر: "النهار"
موناليزا فريحة
موناليزا فريحة
أيمن نور لـ "النهار": على القوى الإقليمية دعم جهود المصالحة في مصر
أيمن نور لـ "النهار": على القوى الإقليمية دعم جهود المصالحة في مصر
A+ A-

تبدو السنوات الاربع التي مضت على مصر منذ اسقاط نظام الرئيس حسني مبارك كأنها دهر. مذذاك، بدّل المصريون ثلاثة رؤساء، وعدّلوا الدستور مراراً، وقصدوا مراكز الاقتراع تكراراً، للانتخاب مرة والادلاء بأصواتهم في استفتاء مرة أخرى. وها هم مدعوون مجدداً في آذار المقبل للتوجّه الى أقلام الاقتراع لانتخاب نوابهم. ومع ذلك، لم تنجح مظاهر الديموقراطية هذه في حجب الاخفاق الكبير لأهداف الثورة. ولعل ما حصل أخيراً في ذكرى "25 يناير" ليس إلا دليلاً واضحاً على أن مصر التي حلم بها شباب ميدان التحرير لم تكتمل بعد.
من مسافة أربع سنوات على ذلك اليوم التاريخي في مصر، يستعيد رئيس حزب غد الثورة وأحد أركان ثورة "25 يناير" بفرح وأسى، يوم 11 شباط 2011 . ذاك اليوم هو في رأيه نهاية سعيدة جداً لفيلم أسود - أسود استمرّ أربعين سنة، الا أنه حمل أيضاً أحداثاً غير سعيدة، "فمن رحل كان رأس النظام وليس النظام نفسه". وبالتالي، يرى أن نجاح تلك الثورة هو "حقيقة معيارية واختبارية لا حقيقة مطلقة"، وخصوصاً بعد ممارسات "الدولة العميقة" في اتجاه تفتيت وحدة الثورة وإجراء الانتخابات البرلمانية التي فاز فيها الاسلاميون ثم الانتخابات الرئاسية.
اليوم بعد أربع سنوات من "25 يناير 2011 "، يرسم نور الذي أمضى سنوت في سجون مبارك صورة سوداوية لما تبقى من الثورة، قائلا:" شهداؤنا تحوّلوا قتلى، ايقوناتنا تحولوا خونة، وشبابنا تحولوا سجناء ومعتقلين، وأهدافنا تحولت سراباً وأحلامنا تحولت كوابيس". وعلى رغم تراجع زخم الحركة الثورية، يرى أن مصر "حبلى بتغيير قادم" .
لا يعفي نفسه ولا القوى الليبرالية ولا أيّ طرف من المسؤولية عما حصل، "ولكن الاخوان يتحمّلون الجزء الاكبر من المسؤولية، لانهم كانوا التنظيم الاكبر. والخطأ بدأ قبل وصولهم الى الحكم".



مصالحة؟
وفي ظل الاستقطاب الحاد الذي تشهده البلاد وتراجع مستوى الحريات، هل لا يزال المجال مفتوحاً للمصالحة في مصر؟ ، يقول إن المصالحة باتت أكثر تعقيدا... المناخ العام انشطاري ويمهّد لنقل مصر الى مرحلة الاحتراب الاهلي، ولكنها (المصالحة) تبقى الحل الوحيد لإنقاذ مصر".
وفي تصوره حلّ مبني على مراحل، يبدأ بمصالحة داخلية بين قوى الثورة ثم مصالحة مع مؤسسات الدولة، وأبرزها المؤسسة العسكرية. والاهم من هذا حصول نوع من أنواع اتفاق المبادئ والقيم تلتزمه المؤسسة الاعلامية.
وعن المصالحة الشاملة، فيركز على أن "كل من كان جزءا من الازمة يجب أن يكون جزءا من الحل. لذا لا بد من أن ننظر بدائرة أوسع لنرى أن هناك اطرافا اقليمية كانت جزءا من الازمة يجب أن تكون جزءا من الحل". وفي ظل التغييرات في المنطقة، وجه نداء الى القوى الاقليمية لدعم خيارات المصالحة والعقل والتهدئة، وخصوصاً أن بعض هذه القوى لديه خبرات سابقة في ادارة مصالحات وطنية، و"نتمنى منها أن تلعب دور الوسيط النزيه بين كل اطراف المعادلة المصرية". ومشدداً على أن أزمة مصر ليست صراعاً صفريا بين السيسي و"الاخوان" ،" فهناك قوى وسطية، وقوى ليبرالية ويسارية وحركات ثورية لا تنضوي تحت لافتة القوى الاسلامية".
مع أن نور يقيم في عاليه، الا أن تحرّكاته الخارجية تبدو أكثر من نشاطاته في لبنان. وتثير مسألة زياراته إلى قطر وتركيا وأوروبا علامات استفهام. عن هذا الامر يقول: "أنا شخص ليبرالي ووسطي، ومن هنا ليست لدي اي حساسية للتواصل مع كل الاطراف وبعضها لم يرد في هذا السؤال. وأعتقد أن كل جهد في اتجاه السعي الى حل سياسي للأزمة هو جهد يصبّ في مصلحة بلدي ويتّفق مع توجّهي السياسي والفكري".
لا يغوص عميقاً في تفاصيل ما نشر عن لقاءات له بمسؤولين سعوديين، مكرراً بأن "ليس لدي مانع من التواصل والحوار مع كل الاطراف طالما أن هذا الحوار يخدم المصالحة وحقن الدماء في مصر".
ولماذا اخترت عاليه لإقامتك. نسمع أحياناً أنك موجود هنا في حماية النائب وليد جنبلاط وأحياناً في حماية "حزب الله". وقد قرأنا أخيراً أن الحزب يعارض وجودك في لبنان. فيقول: "الحقيقة أنا في عاليه في ضيافة الشعب اللبناني. أنا في مرحلة إجازة كان خياري أن أمضيها في لبنان، وكان خياري ألا يكون وجودي في اي منطقة لبنانية محسوباً على طرف من سياسي، وإذا أردت عقد أي اجتماع أو مؤتمر صحافي أفضّل أن أعقده خارج لبنان حتى لا أسبب أي حرج للاطراف اللبنانية والدوللة اللبنانية، وربما لم يطلب أحد مني ذلك، ولكن أنا مدرك حساسية الموقف في لبنان". وأكد أن لا مانع قانوني لعودته الى مصر، و"قد أعود هذه السنة بعد الانتخابات التي أعلن حزبه مقاطعته لها".
[email protected]
twitter:@monalisaf

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم