الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الانفجار غيّر حياة هذه العائلة الى الأبد

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
الانفجار غيّر حياة هذه العائلة الى الأبد
الانفجار غيّر حياة هذه العائلة الى الأبد
A+ A-

هو رفيق درب رفيق الحريري الذي أبى أن يفارقه ويكمل الطريق من دونه، فشاركه درب الموت بعدما أسلم الروح وهو جالس الى جانبه في سيارته، حين حررتهما أطنان متفجرة من جسدهما لينطلقا في رحلة جديدة، رحلة بعيدة من أرض النفاق والمكر، هو يحيى العرب أو كما يعرف "أبو طارق" المرافق الأقدم للرئيس الشهيد رفيق الحريري وصندوق أسراره.
عشر سنوات مرّت ولم تهمد النار في قلب أم طارق، بل على العكس تزيدها الأيام تأججاً مع كل لفحة حنين الى ماضٍ كان هو شمعته، فعلى هدى الحياة المشتركة مشت العائلة من دون ان تتوقع ان يطفئها الجبناء بهذه الطريقة. رحل وتركها تصارع الوجع مع أولادهما طارق ووائل وعلياء وأحفادهما، في ذلك اليوم المشؤوم خرج أبو طارق من غير أن تراه زوجته إذ قالت لـ"النهار": "كنت مريضة، لم أستطع النهوض من النوم لتوديعه، لم يخطر في بالي أنه سيغادر ولن يعود".
لم يكن الشهيد مرتاحاً في الأيام الأخيرة، كان في حال قلق وتوتر، فالأجواء المحيطة كلها كانت تشير إلى أن سوءاً سيقع، و على رغم تعرضه لوعكة صحية قبل الاستشهاد بثلاثة أيام جاهد على نفسه وأصر على ملازمة الرئيس الذي كان بمثابة أخ له. رحيل العرب شكل أزمة لزوجته هناء التي ارتبطت به في زواج تقليدي كونه من العائلة، وأولاده لا سيما وائل الذي ما زال يسكن مع والدته، ولفتت: " لم يستوعب بعد كما معظم أفراد العائلة الخسارة، المصاب كبير. غادر الحنون الذي كان يطمئن كل ساعة على العائلة، فيهاتفني أولاً يطمئن على الجميع ثم يهاتف كل ولد على حدة، سواء كان أبو طارق في لبنان أو خارجه".
في قلب الطريق الجديدة ترعرع وسط عائلة متوسطة الحال تتألف من اربعة شبان وثلاث شابات، لم يكمل تعليمه ومع ذلك كان يرفض أن يبقى ضمن بيئته الضيقة، فكان يرافق اشخاصاً لهم وزنهم في المجتمع حتى تعرف الى الرئيس.



لعيونك
أما كيف تعرف على الرئيس الحريري، تقول أم طارق "كان زوجي يعمل في بلدية بيروت، في العام 1982 طلب منه الوزير السابق الفضل شلق وقد كان صديقه، ازالة ركام الحرب من العاصمة بتكليف من الحريري، فكان جوابه لعيونك". وأضافت "في يوم دخل الى مكتب شلق وكان الرئيس جالساً في الغرفة، لم يعرفه زوجي، رفض الجلوس طالباً من شلق المغادرة للذهاب الى المصرف واعادة مبلغ مليون ليرة اخطأ امين الصندوق في اعطائه اياه، وعلى رغم اصرار شلق على تأجيل الموضوع إلا ان العرب أصرّ قائلاً: "لا أستطيع أن انتظر إلى الغد كي لا يلحق ضررٌ بالمحاسب. بعد خروج زوجي سأل الحريري الفضل عنه فأجاب: "انه البولدوزر الذي اخبرتك عنه. عندها رد الحريري، لم يعد يعمل معك، من الآن سيعمل معي".
حياة العرب(22 تشرين الثاني 1943 ) تغيرت بعد عمله مع الرئيس إذ بات يغيب كثيراً عن المنزل ويسافر كثيراً، لكن "متى سنحت له الفرصة ولو لساعة كان يستغلها ليقضيها مع عائلته".


وفاء متبادل
خمسة وثلاثون عاماً من العمل مع الرئيس لم يعرف خلالها التكبر يوماً، فهو المتسامح بطبيعته والمعروف بمعاملته الودودة للناس، وفق زوجته التي تقول: "وفاء زوجي بادله إياه الحريري في حياته، وها هي عائلته تستمر في وفائها من خلال تواصل العائلة الدائم معنا، كما أن السيدة نازك تهاتفني بين الحين والآخر للاطمئنان على صحتي لا سيما في المناسبات".
في الذكرى العاشرة لاستشهاده تشتاق أم طارق الى شريكها الذي اختار الرفيق على الحبيبة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم