إذا "كلكن بنات"..لا يمكنكنَّ السهر في بيروت (خاص "النهار")

بعد عناء وتعب الأسبوع جراء ضغوط العمل ترتاد مايا مساء كل جمعة أحد أماكن السهر للترفيه والراحة، وتوجّهت وصديقاتها إلى إحدى الحانات في وسط مدينة بيروت. وتوجهت صديقتها بمفردها للسؤال عن وجود أماكن شاغرة فمنعها رجل الأمن الموجود على الباب من الدخول. فغادرت الفتيات الثلاث لتناول الطعام في مطعم آخر، ثم عدنَ إلى المكان نفسه بعد أربع ساعات للسهر. وصلت مايا إلى الباب للدخول فإذ برجل الأمن يسألها كم شخصًا أنتم؟ فأجابته: "ثلاثة"، فأردف قائلاً: "كلكن بنات؟"، فردَّت مايا بالإيجاب، لتصدم من قراره "إذاً لا يمكنكنَّ الدخول".

هذا التصرف رسم علامات استفهامٍ عدَّة، ماذا يعني "كلكن بنات"؟ ولماذا منعنا من الدخول؟ وهل أصبح دخول فتيات بمفردهنَّ إلى أماكن السهر ممنوعاً بعد أن كان هذا الأمر يقع على عاتق الشبان؟

المداهمات الأمنية

يشير الدكتور نبيل خوري الاختصاصي بعلم النفس العيادي إلى أنَّ "منع الدخول قد يكون سببه الإجراءات المتبعة في المكان خوفاً من تفاقم مسألة الدعارة في أماكن السهر عبر إدخال فتيات إلى الملهى للجلوس بالقرب من البار، خصوصاً أنَّ نسبة المداهمات الأمنية من قبل شرطة الآداب أو المعلومات أصبحت مرتفعة جداً في هذه الأماكن، ما يجعل إدارة الملهى تمنع دخول فتيات لوحدهنَّ، إذ إنَّ المداهمات باتت تستدعي التزامات أخرى قانونية قد ترتب على صاحب الملهى دفع غرامة مالية أو تعرّض الفتيات لإهانة معنوية".

الحال فردية

بدورها، تلفت الاختصاصية بعلم النفس مايا حزوري إلى أنَّ "تصرف رجل الأمن المولج حماية المكان لِمَنع الناس من الدخول يطرح علامات استفهام عدَّة، ولكن بما أنَّ الحال لا زالت فردية يبدو الوضع طبيعياً، أما إذا ما تكررت المسألة فإنَّ الأمر يستدعي حكماً مراجعةً إدارة الملهى. ولكن من الممكن أن يكون هناك برنامج فني محدد مسبقاً في تلك الليلة ويوجب دخول المرتبطين لا العازبين. بالتالي، لا يمكننا التعميم في ظل غياب التفسيرات".