الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بو جوده للسياسيين من طرابلس: تخطوا خلافاتكم وفكروا في مصلحة الشعب والوطن

المصدر: "الوكالة الوطنية للإعلام"
بو جوده للسياسيين من طرابلس: تخطوا خلافاتكم وفكروا في مصلحة الشعب والوطن
بو جوده للسياسيين من طرابلس: تخطوا خلافاتكم وفكروا في مصلحة الشعب والوطن
A+ A-

ترأس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، لمناسبة عيد مار مارون، قداسا احتفاليا في كنيسة مار مارون في مدينة طرابلس، بمشاركة متروبوليت طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين المطران ادوار ضاهر، وبمعاونة خادم الرعية المونسنيور نبيه معوض، الخوراسقف الياس جرجس، والمونسنيور بولس القطريب، والخوري جوزف فرح، ومشاركة لفيف من كهنة الابرشية.


حضر القداس ممثل النائب العماد ميشال عون طوني ماروني، وزيرة الشؤون الاجتماعية اليس شبطيني، ممثل وزير العدل اللواء اشرف ريفي العميد فواز متري، النائب سامر سعادة، محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، رئيس الهيئة العليا للتأديب القاضي مروان عبود، مدير كلية الاداب الدكتور جان جبور، نائب رئيس بلدية طرابلس جورج جلاد ممثلا بلدية طرابلس، نقيب المحامين السابق المحامي ميشال خوري، نقيب اطباء الاسنان السابق راحيل دويهي، وحشد من المؤمنين.


بعد الانجيل المقدس، القى بو جوده عظة قال فيها: "(...) لقد عومل المسيح معاملة المجرمين، ورفع على الصليب ومات، لكنه إنتصر على الموت بالقيامة وكان باكورة المنتصرين، إذ أنه بقيامته أعطانا إمكانية القيامة، والإنتصار على المصير المحتم لكل كائن حي، وهو الموت. جاء المسيح ليُخلص الإنسان من قوة الشرير ويعيد إليه صورة الله التي شوهها بالخطيئة. جاء ليعيده إلى الفردوس، وهو حالة السعادة التي فقدها بإبتعاده عن الله ورفضه وبإرادته أن يبني ذاته بدون الله وضده. وهو بالتالي يريدنا، من خلال تعليمه الذي يتناقض مع منطقنا البشري، أن نعرف كيف نحافظ على سلم الأولويات، فلا نكتفي بالتوقف عند القشور والسطحيات ونسعى إليها، وننسى أو نتناسى الجوهريات والأمور الأساسية".


وتابع: "المسيح لا يريدنا أن نتخاذل ونستسلم ونقبل بالواقع المرير الذي نعيشه، والذي يعتقد البعض أنه يدعونا إليه، بل على العكس تماما فإنه يريدنا أن نحوز السعادة الحقيقية التي ليست أمرا عابراً وظرفياً، بل هي مصيرنا الحقيقي، وهدفنا الأول، كما يقول هو بذاته، إنما جاء ليعطينا الحياة وتكون هذه الحياة وافرة. وتعليم المسيح ليس مجرد نظريات وأفكار فلسفية ولا هي مجرد إيديولوجية مجردة، إنه واقع معاش... عاشه هو بذاته أولاً، ثم دعانا إلى الإقتداء به والعيش على مثاله. فهو عندما يعلمنا المحبة يعيشها هو بنفسه حتى النهاية ويقول: ليس من حب أعظم من حب من يبذل نفسه في سبيل من يحب(يوحنا15/13). وهو عندما يوصينا بالتواضع يغسل هو بنفسه أرجل التلاميذ ويقول لهم:"إذا كنتُ أنا الرب والمعلم قد غسلتُ أقدامكم ، فيجب عليكم أنتم أيضاً أن يغسل بعضكم أقدام بعض. فقد جعلتُ لكم من نفسي قدوة لتصنعوا أنتم أيضاً ما صنعت إليكم (يوحنا 12/13-15). وعندما يدعونا إلى إعتماد التجرد والفقر الإنجيلي يقول لنا: إن إبن الإنسان ليس له حجر يضع عليه رأسه".


وقال: "(..) إننا مدعوون إلى حب هذه الأرض التي عاش عليها الآباء والأجداد وإنتقلت إليهم إرثاً روحياً ومادياً، على ما يقول المجمع البطريركي الماروني. هذا الإرث الذي تكونت من خلاله وعليه الهوية المارونية والذي هو معرض اليوم إلى الذوبان والتناقص بسبب عوامل عدة. وهذا ما يعرض الهوية المارونية نفسها إلى الخلل وفقدان التمايز التاريخي والروحي. فإذا ربحنا العالم كله وخسرنا الأرض التي تكونت فيها هويتنا التاريخية نكون قد خسرنا نفسنا. إننا بإحتفالنا اليوم بعيد القديس مارون، نوجه نداءً حاراً من القلب إلى الموارنة وإلى اللبنانيين جميعاً، وبصورة خاصة إلى المسؤولين من بينهم لنقول لهم أن لبنان بحاجة ماسة إلى تضامنكم وتعاونكم في سبيل تخطي هذه الأيام الصعبة التي يعيشها. فلبنان جسم متكامل الأعضاء لا يمكن أن يعيش أي عضو فيه دون الآخرين، وهذه الأعضاء يربطها الرأس التي يوجهها كلها، فلا يمكن أن يبقى هذا الجسم بلا رأس، ورأس الدولة هو رئيس الجمهورية وقد مضى أكثر من ثمانية أشهر دون أن ينتخب له رئيس. فتخطوا إذن كل حساسياتكم وخلافاتكم، فكروا بمصلحة البلاد والشعب. فالشعب يريد أن يعيش وأن يطمئن إلى مستقبله، إنه في حاجة إلى لقمة العيش، بعد أن بلغ أكثر من ثلث أبنائه على الأقل درجة كبيرة من الفقر والبؤس، وبعد أن توافد إليه الكثيرون من أبناء البلدان المجاورة هرباً من حالة الحرب التي يعيشونها في بلدانهم. إنه في حاجة إلى النور والكهرباء، وإلى الأجر العادل وإلى الضمان الصحي والإجتماعي والدواء كي يستطيع تأمين مقومات الحياة اللآئقة والكريمة، إنه بحاجة إلى الأمن والسلام والإستقرار بعد أن تكاثرت الحوادث الأمنية وحوادث النشل والسرقة والتعدي على أملاك الغير".


وختم: "فيا أيها المسؤولون، عودوا إلى ضميركم وإلى أصلكم وأصالتكم. أنبذوا من قلوبكم عواطف الحقد والبغض والضغينة، أنبذوا من بينكم المماحكات والخلافات لأسباب تافهة وكفوا عن إتخاذ المواقف الكيدية. إنكم جميعكم أبناء وطن واحد، الوطن الرسالة للشرق والغرب، وقد عُرف أبناؤه عبر القرون الطويلة بعيشهم المشترك المبني على إحترام الغير وبمحبتهم لبعضهم البعض. عودوا إلى رشدكم وأعيدوا إلى لبنان أصالته، ليعود فيكون، كما كان، مرتعاً لكل طالب حرية وأمان، ولتكن المفاوضات والحوارات التي بدأت بين الفئات المتخاصمة أو تلك التي يتم التحضير لها، بداية لحل الأزمة اللبنانية المستعصية. هذا ما نتمناه لأبناء مارون ولجميع اللبنانيين في هذا العيد، طالبين من القديس مارون أن يتشفع بنا عند الله كي نعيش إلتزامنا الإيماني والوطني بصورة صحيحة وصادقة فيعود ويصح ما كان يقال: هنيئاً لكل من له مرقد عنزة في لبنان".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم