الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

محور السعودية-مصر يواجه حملة تسريبات شرسة

المصدر: خاص-"النهار"
محور السعودية-مصر يواجه حملة تسريبات شرسة
محور السعودية-مصر يواجه حملة تسريبات شرسة
A+ A-

في فضاء العلاقات المصرية- السعودية لغز بدأت ترتسم خيوطه مع تسلم الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم، ولم يفك رموزه إعلان الرياض دعمها لمصر في حربها ضد الإرهاب وتأكيد القاهرة أن العلاقة بين الجانبين ممتازة.
تكثر الروايات على خط الرياض- القاهرة عن تغيرات في التحالفات الاقليمية، ويذهب البعض الى الحديث عن نهاية المحور الثلاثي بين السعودية والامارات ومصر.ولعل الصحافي البريطاني ديفيد هيرست كان أول من أطلق العنان لهذه الموجة من التحليلات عندما هللت المواقع الإلكترونية المرتبطة ب"الإخوان المسلمين" والمقربين منهم بما كتبه عن مؤشرات تغير في الموقف السعودي تجاه التنظيم المحظور، مع تولي الملك سلمان الحكم. وعزا هيرست استنتاجه هذا الى خبر يفيد أن بعض مسؤولي ديوان الملك سلمان، اتصلوا عندما كان وليا للعهد، بالسياسي المصري المقرب من "الاخوان" أيمن نور ، وأن هذا الاتصال جاء في إطار الترتيب لاتخاذ موقف أقل تشددا منهم. ومذذاك، بدأ نبش الملفات، الجديد منها والقديم، لتعزيز هذه الفرضية أو دحضها.وترافق ذلك مع عودة الروح الى الاخوان" التي ظهرت سواء في بيانهم الناري الذي بثوه السبت الماضي عبر قنواتهم، ودعوا فيه الى استهداف المنشآت السياحية والسفارات في مصر خلال الأيام المقبلة، أم في اختبار أعضاء "الإخوان" في الدوحة مدى استعداد العاهل السعودي وفريقه الأمني للتساهل حيال تجديد نشاطهم هناك بعدما مارست الرياض ضغوطا على قطر.
ونسبت "رويترز" قبل أيام الى عضو مصري في "الإخوان" يعيش في قطر أن "هناك شعوراً متنامياً بالأمل...فالأمور تتغير من حولنا مع وصول قيادات جديدة الى السلطة، وحان الوقت كي يكون لنا صوت من جديد ونوضح للعالم من نحن فعلا".
في غضون ذلك، برزت حملة الاشرطة المسربة التي ينسب أحدها الى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي "ازدراءه" السعوية والكويت والامارات. وشن الإعلامي المصري إبرهيم عيسى هجوماً قاسياً على الملك سلمان بن عبدالعزيز وسياسته، خلال برنامج "25-30" الذي يبث على قناة "أون تي في"، قائلاً إن السياسة السعودية تجاه مصر تغيرت عقب وفاة الملك عبد الله، مبرزاً الدور الذي اضطلعت به القاهرة في حرب الخليج.وناشد السيسي الا يصير "سجينا" للرياض، معتبراً أن العلاقات القوية يجب أن تستند الى "مصالح مشتركة". ولفت الى أن الرياض ستبقى مهتمة بعدم سقوط الاقتصاد المصري ولكن ليس كالسابق قائلا: "السعودية لن تكون بالحماسة السابقة كما في فترة الملك عبدالله، أبدا، فالملك عبدالله كان يتصرف وكأنه مصري. العلاقات الأميركية – السعودية ستعود للدفء القديم مع الملك سلمان."
وبالتزامن، ثابرت وسائل الاعلام المقربة من "الاخوان" على نشر أشرطة ووثائق عن الاسلحة الاعلامية " للرئيس المصري. وبث تلفزيون" مكملين" التابع ل"الاخوان" شريطاً يظهر فيه عيسى على قناة "التحرير" يصف السيسي بأنه المنقذ.
ومع أنه لا يمكن التثبت من صحة الاشرطة المسربة، انتشر هاشتاغ #الإعلام_المصري_يهاجم_السعودية على موقع "تويتر"، وتناقله خصوصاً سعوديون وناشطون من "الاخوان".
وفي أي حال، ثمة اجماع على أن ثمة عملية اعادة تقويم للسياسات السعودية في ظل الحكم الجديد، ولكن المحللين يختلفون في شأن المدى الذي ستذهب اليه القيادات السعودية الجديدة في الانفتاح على "الاخوان" تحديداً وتأثير ذلك بالتالي على العلاقة مع القيادة المصرية.
ويقول مصطفى العاني، المحلل الأمني الذي تربطه صلات بوزارة الداخلية السعودية " أن الموقف العام قد يكون أكثر استرخاء، فمن حيث السياسة العملية، لا أعتقد أن السعوديين سيلقون بثقلهم وراء حملة تضييق أو اتخاذ إجراءات".
وفي المقابل، ثمة من يلفت الى أن ولي ولي العهد وزير الداخلية محمد بن نايف، كان فترة طويلة بمثابة الذراع اليمنى لوالده ولي العهد الراحل الأمير نايف الذى كان أول من أعلن عام 2002 موقفا سعوديا حادا جداً ضد "الإخوان"، أي قبل الربيع العربي بعشر سنوات، حين وصفهم بأنهم "أساس كل المشاكل".وفجأ الامير محمد بن نايف نفسه المشاركين في اجتماع للأمن في آذار الماضي في مراكش، بدعوته الى جهد منسق لاستئصال جماعة"الاخوان المسلمين".
وفي هذا الشأن، قال العاني إن "الأمير محمد بن نايف يرى "الإخوان" خطرا على المنطقة كلها، لكنه ليس خطرا وشيكا أو كبيرا، فهو لا يمثل أولوية بالمقارنة مع قضايا إيران والدولة الإسلامية أو يسهل على الأقل التعامل معه".
احتواء بدل المواجهة؟
رئيس الوزراء المصري ابرهيم محلب دحض "ما يروج من شائعات مغرضة تحاول النيل من علاقاتنا بالسعودية الشقيقة"، وأكد أن العلاقات مع "الإخوة السعوديين رائعة ومتميزة".
هذا في الموقف الرسمي المعلن ولكن بعيداً من الكلام البروتوكولي، يقول مصدر مصري ل"النهار" أن العلاقة بين السعودية ومصر قائمة على مصلحة استراتيجية مشتركة هي مواجهة قوى التطرف والجماعات التكفيرية، "ولا يمكن حصول انقسام" حول هذا الهدف.فالسعودية في رأيه تدرك أن نجاح مصر في مواجهة الاسلام السياسي هو ضمان لأمنها، وهي لن تسمح بتسلم جماعة ك"الاخوان" الحكم مجدداً في بلد مهم كمصر.الى ذلك، يقول إن الادارة السعودية، كأية ادارة جديدة، لا تزال في مرحلة مراجعة للسياسة الخارجية.أما الحديث عن امكان حصول تغييرات في العلاقة بين مصر والسعودية فهي لا تزال مجرد تحليلات، ولا شيء ملموساً حتى الان.الا أنه لا ينفي امكان اعتماد الادارة الجديدة أسلوباً مختلفاً في ترتيب الاولويات والتعامل مع التحديات "فبدل المواجهة والقضاء مثلاً على الاخوان، يمكن أن تعتمد أسلوب الاحتواء".
[email protected]
twitter:@monalisaf

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم