باسيل من بروكسل: نحن بحاجة للمساعدة على كل المستويات

كما فعل في افريقيا الجنوبية وأميركا اللاتينية جمع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في بروكسل. كل رؤساء البعثات الدبلوماسية اللبنانية في اوروبا، في جلسة لل "الديبلوماسية الفاعلة" توزعت على محاور السياسة ولاقتصاد والاغتراب والثقافة.
وفي هذه التجربة الثالثة من نوعها، اعتبر الوزير باسيل في كلمته الافتتاحية،انها مناسبة للّقاء مع دبلوماسيي لبنان في الخارج لعرض المشاكل والاحتياجات والمطالب من اجل تطوير وتفعيل هذا الجسر الديبلوماسي الذي يربط لبنان بالخارج، وتحسين الاوضاع الدبلوماسية .
وأكد على العلاقة التاريخية الطويلة مع اوروبا، وعن التعاون القائم والمرتقب تفعيله لاسيما بعد موجات الارهاب والتطرّف التي بدأت تضرب اوروبا. وقال:" ان لبنان بلد التسامح وكنا ننبه الى ان هذا التسامح عندما يصل الى درجة الغاء الذات في سبيل الآخر، لا يكون ذلك عيشاً مشتركاً وإنما طغيان فئة على أخرى."
ودعا الى تسويق النموذج اللبناني في اوروبا في التعايش والتسامح والحوار لاسيما في ضوء ما تشهده المنطقة. وشدّد على اهمية الدفاع عن مصالح لبنان في ظل التحديات التي تواجهه.

وتناول حرية التعبير في لبنان، حيث نشكو من كثرة الحرية وقلة الديمقراطية. فهنا مثلاً في بروكسل يقفون امام مبى الاتحاد الاوروبي ويحملون علم "داعش " معتبرين ان في ذلك ممارسة لحرية التعبير.وقال:" إن التعدّي على الغير الى حد إلغائه جسدياً وقطع رأسه ليس من باب الحرية. نحن اهل التجربة وقد دفعنا ثمنها غاليا وعشنا الارهاب. وعندما كنا ننبّه من الارهاب لم يكن احد يسمعنا ، ولكن الآن وبعد ان راح الارهاب يجتاح العالم بدأوا يصغون لنا. من هنا علينا الاستفادة من هذا الإصغاء لنقل تجربتنا الى اوروبا، والتي يمكن ان تغنيها ."

واضاف:" تجربتنا علّمتنا كيف نتخطى مشاكلنا مما جنّبنا الوقوع في الحرب. ونحن الآن نسير على الحافة ولا يمكننا العودة الى الوراء. ونحن بحاجة للمساعدة على كل المستويات، ومنها منع تدخل الدول في شؤوننا."

وفي الشأن الاقتصادي، أكد على ضرورة تفعيله مع اوروبا التي تشكل المصدٰر الأول للبنان. وهذا الموضوع ليس سهلاً ومن الضروري تحقيق اختراقات فعلية للوصول الى علاقات تجارية افضل، متوقّعاً ان تترك الشراكة مع الاتحاد الاوروبي أثرا إيجابياً.
وركّز على اهمية العمل على زيادة منسوب التبادل الاقتصادي ومحاولة تعديل اللا توازن في التبادل التجاري.

وفي موضوع الاغتراب ، ركٰز باسيل على إيلاء وزارة الخارجية اهمية كبرى للدبلوماسية الاغترابية، معتبرا ان اوروبا هي المكان الأسهل لقربها من لبنان. ورأى ان من الضروري التركيز على العنصر الشاب في الجاليات في هذه القارة بعدما لاحظ ان الجيل الجديد غير منخرط بالحياة السياسية في لبنان.وقال:" عندما يبتعد الشباب عن مشاكل وطنهم يفقدون التزامهم بقضايا وطنية كبرى، مما يدفعهم الى الهجرة وعدم التعلّق بلبنان." وخلص الى ضرورة العمل على دمج الشباب مع قضايا لبنان واشراكهم في الحياة اللبنانية."
وتحدث عن التنافس في العمل السياسي ، بحيث ان كل انسان يقدّم ما لديه بشكل حضاري، مشيرا الى ما نشهده في الجامعات اللبنانية من دون امكانية معالجته على مستوى التنشئة الوطنية. ومع ذلك ، يمكن السفراء هنا اللقاء مع الشباب اللبناني واستطلاع ما يمكن ان يجذبهم الى بلدهم."
وتطرّق الى قانون استعادة الجنسية العالق في مجلس النواب منذ اكثر من ١٢ سنة وحتى الآن لم يقرّ.

ودعا السفراء الى فتح بيوتهم وسفاراتهم امام كل اللينانيين ووضعها في خدمتهم، لأنها بيوت كل الجالية اللبنانية. .وهذا ليس خياراً امام السفير بل يدخل في صلب تنظيمه لبيته. كما دعاهم الى وضع تصوّرات موحّدة وواضحة لهذه المنهجية ومتابعتها.
واكد على ضرورة التنسيق والتواصل الدائم مع الادارة المركزية في وزارة الخارجية، ووضع تقارير دورية حول كل الشؤون السياسية والاقتصادية والاغترابية والثقافية .

وأقام سفير لبنان في بروكسل رامي مرتضى مأدبة غداء رسمية على شرف وزير الخارجية شارك فيها وزير الطاقة والمياه أرتور نازاريان ورؤساء البعثات الديبلوماسية في اوروبا.

ولمناسبة عيد مار مارون ،شارك الوزيران باسيل ونازاريان ووالوفد الديبلوماسي المرافق في قداس اقامته رعية سيدة لبنان في كنيسة سانت ادريان وترأسه الاب ميلاد ابو ديوان، بحضور ابناء الرعية في العاصمة البلجيكية.
وكان الوزير باسيل والوفد الوزاري والدبلوماسي لبوا دعوة رعية سيدة لبنان مساء السبت الى عشاء تقليدي يقام سنوياً لمناسبة عيد مار مارون، وشارك فيه اكثر من ثلاثمئة من ابناء الجالية.

وفي اطار سعيه الى توحيد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم التقى وزير الخارجية رئيسي الجامعة اليخاندرو خوري واحمد ناصر. وجرى البحث في كيفية توحيد وجهات النظر التي يمكن ان تؤدي الى جعلها جامعة واحدة وفاعلة.