الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

ساعات عصيبة امضاها اليمنيون مع انتهاء مهلة الحوثيين

المصدر: صنعاء ـ النهار
أبو بكر عبد الله
ساعات عصيبة امضاها اليمنيون مع انتهاء مهلة الحوثيين
ساعات عصيبة امضاها اليمنيون مع انتهاء مهلة الحوثيين
A+ A-

أمضى اليمنيون ساعات ثقيلة تتقاذفهم الاحتمالات بين التسوية والتصعيد مع انتهاء مهلة الثلاثة أيام التي حددها الحوثيون من دون التوافق على حل لأزمة فراغ السلطة، فيما حظيت المشاورات التي يقودها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر بدعم محلي ودولي عبرت عنه احزاب اللقاء المشترك (ستة أحزاب من اليسار والإسلاميين) التي أعلنت عن رؤية موحدة لحل الأزمة في إطار المشاورات الجارية في رعاية أممية.


تزامن ذلك مع تحركات دولية استهدفت سحب بساط الشرعية عن أي خطوات احادية من جانب الحوثيين بعد انقضاء المهلة وتكللت باعلان الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية اضافة إلى المانيا واليابان وهولندا وتركيا، دعم المشاورات التي يقودها المبعوث الأممي للحل السياسيي إلى دعوتها لتوافق سياسي من سائر الأطراف يعبر عن ارادة الشعب اليمني باكملة بعيدا عن الممارسات الفردية في اشارة إلى الخطوات التي فوض فيها الحوثيون قادة الجماعة لاتخاذها بعد انقضاء المهلة.


ودعت في بيان الاطراف السياسيين إلى دعم مرجعيات التسوية المتمثلة في وثيقة مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة والمبادرة الخليجية، باعتبارها الأساس الوحيد المتوافق عليه لعملية انتقالية تعود بالنفع على الشعب اليمني.


وانتقدت مجموعة السفراء إجراءات الاقامة الجبرية التي يفرضها المسلحون الحوثيون على المسؤولين المستقيلين وشددت على "ضرورة أن يتمتع الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء المستقيل خالد بحاح والوزراء المستقيلون بحرية التنقل داخل وخارج البلد وعدم استخدام القوة ضد تحركاتهم"، كما دعت إلى التفاعل الإيجابي واحترام مبادئ الأمم المتحدة الخاصة بحرية الحركة والتجمع والتعبير".


اجواء قلقة


ورغم ان الاجواء في العاصمة بدت طبيعية نهارا إلا أن القلق بدا واضحا في ساعات المساء مع شروع كثيرين باقفال محالهم التجارية ومقار أعمالهم قبيل الموعد المعتاد، تحسبا من تداعيات أمنية مفاجئة، فيما لجأت العديد من الشركات والمصارف إلى الاستعانة بشركة الحماية الأمنية لتعزيز اجراءات الحراسة المسلحة في مقارها.


تزامن ذلك تصعيد دوريات اللجان الشعبية التابعة للحوثيين تحركاتها في الشوارع إلى تعزيز انتشارها في محيط المرافق السيادية ومقار أقامة كبار المسؤولين المستقيلين ومطار صنعاء الدولي.


تطمينات حوثية


وفي موازاة تحذيرات عبر عنها المبعوث الأممي جمال بن عمر من تداعيات خطيرة تنذر بانزلاق اليمن إلى "حرب أهلية" نصح القيادي في جماعة أنصار الله مستشار رئيس الجمهورية صالح الصماد" قوى الداخل والخارج احترام إرادة الشعب وحقه في العيش الكريم ودعم مطالبه عوض استخدام لغة التهديد والعقاب"، مؤكدا أن "الشعب اليمني سيمضي في بناء مستقبله وسيمد يد الاخاء والتسامح والاحترام وحسن الجوار لكل من يمد يد السلام والاحترام لهذا الشعب العزيز، كما نؤكد ان احترام الاعراف الدولية والاتفاقات الدولية التي تحترم الشعوب واستقلالها والتعايش والاحترام المتبادل هو مبدأ اساسي نابع من قيم الشعب اليمني و اخلاقه".


ولجأ العديد من قادة جماعة الحوثيين طوال يوم أمس إلى نشر وتوزيع بيانات تطمين إلى الشعب اليمني حيال ما ستؤول إليه الأوضاع بعد انقضاء مهلة الثلاثة أيام مؤكدين أن الترتيبات التي فوض المؤتمر الوطني الوسع قيادة الجماعة تنفيذها بعد انقضاء المهلة لن تمس أحدا، مشيرين إلى أن الاجراءات ستكون مدروسة بما يحافظ على استقرار وأمن اليمن.


واكدوا في رسائل عبر شبكة الانترنت والهاتف الخليوي موجهة إلى "اليمنيين مدنيين وعسكريين وإلى البعثات الديبلوماسية" "أن أي تحرك مرتقب للجان الثورية لا يستهدف مصالح أحد ولا تهميش ولا إقصاء أحد" مشيرين إلى أن الاجراءات المنتظرة " تستهدف تعزيز الشراكة الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة".


تزامن ذلك مع ضغوط مارسها الحوثيون على وزارة المالية لصرف مرتبات شهر كانون الثاني لموظفي الجهاز الإداري للدولة وأفراد الجيش والأمن فيما ظهر رئيس اللجان الثورية أبو احمد الحوثي بتصريحات نقلها التلفزيون اليمني معلنا استكمال ترتيبات صرف مرتبات الموظفين.


احتجاجات شبابية


وجاء ذلك مع شروع العشرات من الشباب المنضوين في جماعة الاخوان والذين نظموا وقفات احتجاج في محيط مقر مقار تكتل اللقاء المشترك ولأمانة العامة لحزب التجمع اليمني للإصلاح للتعبير عن رفضهم الحوار الذي يديره قادة احزاب اللقاء المشترك والحوثيين من جهة وقادة حزب الاصلاح والحوثيين من جهة ثانية باعتبار ذلك يفضي إلى" شرعنة انقلاب الحوثيين على الشرعية".


واقفل الشباب المحتجون مقر حزب الإصلاح وكتبوا على بوابته " لا حوار ولا تفاوض" معتبرين التفاوض مع الحوثيين "خروجاً عن الثوابت الوطنية".
وجاء ذلك بالتزامن مع إعلان قادة في حزب الإصلاح ( الإخوان) فحوى اتفاق مع جماعة أنصار الله بشأن مقراته التي سيطر عليها مسلحو الجماعة ومصير عدد من اعضائه المحتجزين منذ المواجهات التي حصلت بين مسلحي الجانبين في منطقة أرحب بالضواحي الشمالية للعاصمة.
وأعلن مسؤول في الحزب إن جماعة الحوثي، تعهدت تسليم ما تبقى من مقرات الإصلاح لديها بالعاصمة، واطلاق سراح الموقوفين من منطقة ارحب في غضون الساعات القادمة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم