اعتداء على تمثال العذراء في سيدني

تعرض تمثال السيدة العذراء المقام على حائط كنيسة مار شربل في بانشبول في اوستراليا لاعتداء على يد مجهولين صباح اليوم، حيث عمد الجناة الى كسر رأس التمثال والتعرض لتمثال مار شربل المجاور له بكسر يديه وتشويه رأسه.

وحضرت الشرطة والاجهزة المعنية وعمدت على معاينة مسرح الحادث ورفع البصمات ثم انتقلت الى المبنى الداخلي للدير حيث راجعت كاميرات المراقبة التي التقطت صورا تعمل الاجهزة الامنية على التدقيق بها تمهيدا لتحديد هوية الجناة.
وعلى الفور حضر راعي الابرشية المارونية المطران انطوان شربل طربيه الى دير مار شربل حيث التقى رئيس الدير الأب جوزف سليمان بحضور رهبان الدير واطلع على تفاصيل الحادث من الشرطة.

وظهرا (بتوقيت اوستراليا)، انتقل المطران طربيه والرهبان الى موقع الحادثة حيث تحدث الأب سليمان الى وسائل الاعلام الاوسترالية واللبنانية والعربية وقال: "اود ان اتوجه بالشكر لسيادة المطران انطوان شربل طربيه لوجوده معنا في هذا الوقت الصعب ليعبر عن دعم الابرشية والجالية".
اضاف: "ابدأ بالقول ان شخصا مجهولا هاجم مزار السيدة العذراء في كنيسة مار شربل وحطم تمثالي العذراء ومار شربل. ووقع الحادث حسب اعتقادنا خلال ليل الاربعاء. وعلمت بالحادث عندما نقلت الي احدى سيدات الرعية ما جرى حوالي الساعة الخامسة والنصف صباح اليوم. كانت دامعة العينين عندما وصلت لتقول ان مزار العذراء قد تحطم. وللحال اتجهت نحو المزار لاعاين الحادث وللاسف الشديد، كان ما نقلته صحيحا".

وتابع: "اتصلنا بالشرطة وانا اشكر حضورهم السريع، وتفحصوا المكان والتقطوا صورا وقاموا بمراجعة ما التقطته الكاميرات المثبتة حول الكنيسة والدير. وقلنا لهم اننا لا نتهم احدا او نشك بأحد، فنحن جالية نتميز بالعلاقات المتينة مع بعضنا البعض"، مشيرا الى "ان مجهولين حاولوا منذ ثلاثة اشهر اقتحام الكنيسة والدخول اليها من الباب الجانبي على مقربة من المزار. لم يتمكنوا من الدخول فعمدوا الى تكسير الأضواء حول الملعب، واثار هذا العمل ردود فعل شاجبة لدى ابناء الجالية".

وختم: "اننا نستنكر ونشجب هذا النوع من السلوك والاعتداء على كنيستنا كما ندين اي اعتداء على مركز عبادة. كنيستنا هي مركز صلاة وبيت عبادة وعلى الجميع احترامها. كما ندعو ابناء الرعية والجالية الى عدم القلق او الخوف، فالسلطات المعنية تقوم بواجبها على افضل وجه وتأخذ الحادث على محمل الجد. ولقد اتخذنا التدابير اللازمة لتأمين امن وسلامة كل من يزور الكنيسة والدير وندعو الله ان يحمي اوستراليا ورعيتنا وجاليتنا واتقدم بالشكر لوسائل الاعلام لتغطية ما حدث في هذا النهار المحزن لجاليتنا".

وقال راعي الابرشية المطران طربيه: "نأسف لما حصل خاصة عندما نرى كنيسة او مركزا دينيا يتعرض للاساءة او للاعتداء. ونأسف لا سيما وان هذا الامر بعيد من اوستراليا وعن تفكير المجتمع الاوسترالي"، معتبرا انه "منذ سنة 1973 لم تتعرض هذه الكنيسة لما تعرضت له اليوم وهذا امر مؤسف، وارى ان وراء هذا الاعتداء عقلية معينة دخلت على المجتمع الاوسترالي وهذا امر مخيف بحد ذاته، نحن نحترم كل الرموز الدينية ومراكز الصلاة ونشجب اي مساس بها وخصوصا الكنائس ونطلب من الرب ان ينير العقول المظلمة التي تعمل ضد حرية الرأي والحرية الدينية".
ورأى "ان الامر لا يخص الكنيسة المارونية بالتحديد بل الكنيسة بشكل عام وله علاقة برسالة مار شربل بنشر كلمة الانجيل وربما هذه الرسالة تزعج البعض".

وختم: "الكنيسة المارونية لديها اكرام خاص للسيدة العذراء ونحن نأسف للاعتداء على تمثالها، ونطلب من الله ان تستمر القيم الاوسترالية التي نعرفها ونشجب ما حصل ونطلب من الاجهزة المختصة الاهتمام بالموضوع والقيام بما يتوجب لمعرفة الفاعلين".