الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ناجٍ أيزيدي من قبضة "داعش" يروي لـ"النهار" قصة احتجازه: خيرونا بين الإسلام والذبح وعيونهم على الفتيات الجميلات

بغداد – فاضل النشمي
ناجٍ أيزيدي من قبضة "داعش" يروي لـ"النهار" قصة احتجازه: خيرونا بين الإسلام والذبح وعيونهم على الفتيات الجميلات
ناجٍ أيزيدي من قبضة "داعش" يروي لـ"النهار" قصة احتجازه: خيرونا بين الإسلام والذبح وعيونهم على الفتيات الجميلات
A+ A-

يجلس تعلو موسى رشو في خيمته المتواضعة في مخيم شاريا المخصص للاجئين الايزيديين بمدينة دهوك في اقليم كردستان العراق ومن حوله ابناؤه وأحفاده وسائر افراد عائلته المؤلفة من 29 شخصا، وعلى رغم ضيق المكان وصغره، فان الزيارات المتواصلة من الاقارب والاصدقاء لخيمته لم تنقطع، بعد اكثر من اسبوعين من اطلاق تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) اياه اثر احتجازه نحو اربعة اشهر في الموصل واماكن اخرى.


و"أبو نواف" من مواليد نينوى عام 1965 ، بترت احدى ساقيه نتيجة اصابته بمرض السكري.
بدأت حكاية تعلو في آب 2014، عندما لاحت في افق محافظة نينوى عموما غيوم التشدد الداعشي وسيطرته على مدينة الموصل والمدن والقرى القريبة منها. كان تعلو يسكن في مجمع الجزيرة الذي يبعد نحو 50 كيلومترا عن الموصل، ويقع قبالة قرية بابا جلو الكردية، وتسكن المجمع المؤلف من 1500 منزل غالبية ايزيدية منذ عام 1975، ويتبع ناحية القحطانية في قضاء البعاج.
وباقتراب "داعش" شيئا فشيئا من المجمع السكني، أخذ السكان يغادرونه سيرا على الاقدام الى جبل سنجار. وكانت عائلة تعلو من العوائل المغادرة، الا انه رفض هو ان يرحل وبقي في منزله. وعزا ذلك الى سببين، الاول طول المسافة بين منزله وجبل سنجار الذي يبعد نحو 30 كيلومتراً وهو غير قادر على السير كل تلك المسافة بفعل اعاقته الجسدية، وتوقعاته غير الدقيقة للقضاء على "داعش" والتي كان يقدرها بأيام معدودة.
بعد اكثر من شهر من بقائه في المنزل ونفاد مواده الغذائية، قرر تعلو موسى رشو ان يهرب ويذهب الى جبل سنجار سيرا مسافة 30 كيلومترا. وقال: "خرجت ليلا... وشاهدت رتلا من العجلات الآتية من سوريا فتراجعت. وفي اثناء عودتي وجدت سيارة عاطلة مركونة على جانب الطريق. كنت اعاني العطش الشديد، وهذه احدى مشاكل مرض السكري كما تعلم، ففكرت في ان احصل على الماء الموجود في رادياتور السيارة". بيد ان مغامرته في الهرب لم يكتب لها النجاح، فقد اتت مجموعة من "داعش" لأخذ السيارة.
وأضاف: "لم يشاهدوني اول الامر. الا ان احدهم لمحني في الحوض الخلفي لسيارة البيك أب. فكرت في انها النهاية، خصوصا انني سمعت انهم يقتلون الايزيديين. قال لي احدهم بعدما عرف انني ايزيدي، ما الذي جاء بك الى هنا؟ فرويت لهم قصتي وقلت لهم: انا معوق كما ترون ولم استطع الفرار مع اهلي وبقيت في منزلي، فقالوا بشكل مباشر: هل تصبح مسلما ام تختار الذبح!". وأوضح ان بعض الايزيديين الموجودين في القرية كانوا من ايزيديي سوريا. شاهدت كثيرا من كبار السن والعجزة. وكان الدواعش يأخذون الفتيات الجميلات. اخذوا بعضهن امام عيني، لكنهم لم يأخذوا المتزوجات".
وأشار الى انه "بقيت في كوجو نحو شهرين، ثم اتت الاوامر بإجلائنا الى قرية قريبة من مطار تلعفر، كان يسكنها الشيعة وقد هربوا منها عندما سيطر داعش على القضاء".
ومع كل الالم الذي رافق رحلته، وصف ((ابو نواف)) الطريقة التي عامله بها "داعش" قال: "لم يكونوا يعتدون علينا بالضرب او الاهانة، وكانوا يقدمون لنا الطعام بانتظام، لكني اجهل طبيعة الهدف الذي دفعهم الى الاحتفاظ بنا كل هذه الفترة. طلبنا منهم اخلاء سبيلنا ما دمنا قد اصبحنا مسلمين مثلهم، فرفضوا، وكان ردهم: ان اطلقنا سراحكم فسيذبحكم الايزيديون، (يقهقه)".
استمرت رحلة التنقل المريرة، وبعد محتجز كوجو: "نقلونا بسيارات الى مدينة الموصل واحتجزونا في مبنى عمليات نينوى السابق، ثم نقلونا الى قضاء الحويجة الذي يقع جنوب الموصل، وعند هذه اللحظة توقعنا ان يطلقوا سراحنا، فقد سمعنا منهم تلميحات الى ذلك. مرت اشهر عدة وهم ينقلوننا من مكان الى آخر، يبدو انهم ضاقوا ذرعا بنا، فعمليات نقلنا واطعامنا باتت تشكل عبئا ثقيلا عليهم. كانت عمليات نقل الاشخاص تتم بانتقائية لا افهمها، اذ يدخل احدهم ويطلب من بعض المحتجزين القيام والصعود الى سيارات النقل ويبقي آخرين". وكانت الوجهة الاخيرة لتعلو ورفاقه من المحتجزين هي حي الرياض في قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك، وهي خط تماس بين "داعش" وقوات البشمركة الكردية.
"سألني احد عناصر "داعش"، هل تستطيع الذهاب الى البشمركة وتخبرهم بانكم مطلق سراحكم وترغبون في العودة الى اهلكم عبر البشمركة؟، فوافقت وقمت بالمهمة. ذهبت للبشمركة وتحدثت معهم، قلت لهم باللغة الكردية: اننا ايزيديون وعددنا 200 شخص. داعش اطلق سراحنا ونريد ان نأتي اليكم، فقاموا بدورهم واتصلوا بالسلطات العليا وسمحوا لنا بالدخول، ثم نقلونا الى مخيم شاريا في محافظة دهوك".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم