الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ليل السبت الأحد... خُلع باب مقام الولي الشيخ البغدادي في البرجين وتمّ الاعتداء

اقليم الخروب – رمزي مشرّفيّة
ليل السبت الأحد... خُلع باب مقام الولي الشيخ البغدادي في البرجين وتمّ الاعتداء
ليل السبت الأحد... خُلع باب مقام الولي الشيخ البغدادي في البرجين وتمّ الاعتداء
A+ A-

تعرض مقام الولي الشيخ محمد البغدادي في منطقة القرحانية في بلدة البرجين في اقليم الخروب، لإعتداء وتكسير ونبش لضريحه، حيث أقدم مجهولون ليل السبت - الأحد على خلع باب المقام الذي يقع في خراج البلدة في منطقة حرجية بعيدة من الأبنية السكنية وتدعى القرحانية، واستولوا على مبلغ من المال الذي كان في صندوق النذورات، ودخلوا الى المقام وبعثروا محتوياته، وقاموا بنبش الضريح بعمق متر ونصف المتر وتحطيم شواهده، مما أثار حفيظة أهالي البلدة وعائلاتها الروحية المتعددة، الذين اعتبروا انه اعتداء على معظم اهالي البرجين وطوائفهم الاسلامية والمسيحية، انطلاقا من أن المقام مقصد لأهالي البرجين والاقليم من الطوائف الاسلامية والمسيحية معا، حيث يقدمون النذورات، ويطلبون الحماية والشفاعة والهدايا في شتى مجالات الحياة والتبريك من صاحب المقام، الذي يتحدث عنه اهالي البلدة وذكرون عن الاجداد ان عمره يعود لمئات السنين، وهذا ما تؤكده اللوحة التاريخية الموضوعة على باب المقام وتعود لتاريخ 13016 ميلادية.


وكانت إحدى سيدات بلدة البرجين هي من اكتشفت الاعتداء أثناء زيارتها للمقام مع ابنتها، فقامت بإبلاغ اهالي البلدة وفاعلياتها.
وفور شيوع الخبر حضرت الى المكان القوى الأمنية وفتحت تحقيقا بالحادث، فيما رفعت الأدلة الجنائية البصمات من المقام حيث تركت فيه ادوات الحفر والتكسير من معمل ورفش. كما حضر رئيس بلدية البرجين الدكتور محمد ياسين والمختار عدنان بوعرم ومندوب من أوقاف جبل لبنان الشيخ حسن الألطي ورئيس لجنة وقف البرجين محمد سعيد بوعرم وكاهن رعية السيدة في البرجين رئيس بلدية جدرا الأب جوزف القزي وعدد من أهالي البلدة، حيث أشاع الاعتداء اجواء من الاستنكار العارم، وأشاروا الى انه عمل تخريبي يهدف الى اثارة الفتنة"، وشددوا على التمسك بالوحدة الوطنية والعيش المشترك في مواجهة مثل هذه التحديات.


وأكد رئيس البلدية الى ان المقام ديني يزوره عائلات البلدة الاسلامية والمسيحية، لافتا الى انه مقصدا للعائلات المسيحية اكثر من الاسلامية"، مستنكرا الاعتداء بشدة"، ومعتبرا ان هذا العمل هدفه اثارة الفتنة في البرجين"، مشددا على تمسك البرجين بالوحدة الوطنية والعيش المشترك عبر التاريخ"، مؤكدا ان البلدة بعيدة كل البعد من كل محاولات واساليب اللعب على الوتر الطائفي"، مشيرا الى انه عمل تخريبي لزرع التفرقة والنيل من وحدة البلدة"، مرجحا ان تكون اهداف الاعتداء دافع السرقة"، واضعا الحادثة في عهدة القضاء والاجهزة الامنية لإحقاق الحق".


من جهته، لفت رئيس لجنة الوقف محمد بوعرم الى ان المقام مقصدا للزوار من ابناء البلدة المسيحيين منذ سنوات طويلة"، مؤكدا ان اهالي البرجين جميعا يزورونه وويقدمون النذورات ايمانا بالشيخ ومقامه المبارك منذ مئات السنين".
بدوره، استنكر نائب رئيس بلدية البرجين جورج انيس معوض الاعتداء، مشيرا الى ان مقام الشيخ البغدادي يرتبط به المسيحيون اكثر من المسلمين"، لافتا الى انهم قدموا نذورات كبيرة وشكروا الولي البغدادي على الاعمال التي قام بها مع اقرباءهم من شفاء وعلاج"، معتبرا ان هذا العمل خافه الفتنة الطائفية"، مؤكدا ان المنطقة بعيدة كل البعد عن هذا العمل الاجرامي".


ودان بشدة كاهن رعية السيدة في البرجين رئيس بلدية جدرا الأب جوزف القزي، بشدة، معتبراً انه إعتداء على العائلات الروحية جميعا في البرجين"، مشددا على أن أبنا اقليم الخروب عندهم من المناعة الوطنية الكافية بكل شرائحهم ومكوناتهم الدينية والسياسية لوأد الفتنة والتصدي لكل من يريد النيل من الوحدة الوطنية والعبث بالإستقرار والسلم الأهلي"، داعيا الأجهزة الأمنية الإسراع في كشف الفاعلين وإنزال أشد العقوبات بهم لحماية الوطن من أمثالهم".


ورأى الشيخ الألطي ان "هذا الاعتداء يعيدنا الى ايام الجاهلية لجهة نبش مقام الولي الطيب الصالح البغدادي الذي يعود تاريخ عام 1316 ميلاديا"، منددا بهذا العمل في نبش الضريح وكشف سترة القبر"، معتبرا انه عمل مشين وترفضه كل الديانات الاسلامية والمسيحة وغيرها"، لافتا الى ان حرمة القبر هي حرمة الله سبحانه وتعالى"، مشيرا الى ان ان نبش القبر هدفه اطماع شهوانية يسعى خلفها نابشي القبور اعتقادا منهم ان هناك آثار وكنوز"، مشيرا الى ان الاوقاف تضعه في رهن الدولة والقوى الامنية"، مؤكدا ان الاوقاف ستتقدم بدعوى ضد مجهول وان تبقي التحقيق مفتوحا كي لا تنتقل هذه العدوى من مكان الى مكان آخر وينبش مقام آخر سواء كان شيخا او كاهنا او اي رجل دين.


ووضع المختار عدنان بوعرم العمل في اطار التخريب وزعزعة الاستقرار، مؤكدا ان البرجين بلدة التعايش والوحدة الوطنية والعيش المشترك بين طوائف ومذاهب الوطن".


كما ندد اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي وتيار المستقبل والجماعة الاسلامية والحزب التقدمي الاشتراكي وفاعليات المنطقة، مؤكدين انه لن يؤثر في التعايش الروحي في اقليم الخروب مهما كانت التحديات"، ووصف الجميع الحادثة بالاجرامية والخطيرة"، ودعا الجميع القوى الامنية والقضاء الى ملاحقة الفاعلين وسوقهم للعدالة"، وشدد الجميع على التمسك بصيغة الوحدة الوطنية والعيش المشترك بين مكونات المجتمع اللبناني".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم