الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هل يترجم الفلسطينيون أقوالهم ويسلّمون المولوي؟

رضوان عقيل
رضوان عقيل
هل يترجم الفلسطينيون أقوالهم ويسلّمون المولوي؟
هل يترجم الفلسطينيون أقوالهم ويسلّمون المولوي؟
A+ A-

لم يسمع المسؤولون اللبنانيون الذين التقوا الوفد الفلسطيني الموحد، برئاسة عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الاحمد سوى الحرص على العلاقة الطيبة التي تربط المخيمات بالجوار والقوى الامنية الرسمية والسعي الى المساهمة في عدم السماح للمطلوبين بالتواجد والتغلغل فيالمخيمات، وخصوصاً في عين الحلوة، ولاسيما اذا كانوا من اللبنانيين وفي مقدم هؤلاء شادي المولوي الذي ثَبُت في التحقيقات التي أجريت مع عدد من الموقوفين أنه كانت له اليد الطولى في التخطيط لأعمال ارهابية وزرعمتفجرات في طرابلس ومناطق أخرى، إضافةإلى الدور الذي كان يؤديه مع رؤوس السجناء الاسلاميين في رومية قبل نقلهم من مربعهم في المبنى"ب" الى مكان آخر.


وعلى الرغم من فيض التصريحات الدافئة التي يدلي بها المسؤولون عن الفصائل الفلسطينية في لبنان حيال اعلان تعاونهم المفتوح والقائم مع السلطات اللبنانية، والاكثار من احاديثهم وتصريحاتهم اليومية عن رفض قبول المطلوبين في عين الحلوة، الا ان هذا الامر لم يطبّق على ارض الواقع، علما انهم لا يتحملون مسؤولية انتقال المولوي الى عين الحلوة واحتضانه من مجموعة اسلاميةتلتقي معه في الهدف والافكار. وثمة من يصف بعض المواقف الفلسطينيةبأنها "جعجعة من دون طحين" والتي لن تؤدي في نهاية المطاف الى ما تريده الاجهزة الامنية اللبنانية. وما زاد مشكلات الفلسطينيين هي الخلافات الاخيرة،التي برزت على سطوح أحياء عين الحلوة داخل "البيت الفتحاوي"،الذي حضر الاحمد لترميم جدرانه المهددة بالانهيار، ولا سيما بعد اعلان محمود عيسى الملقب بـ "اللينو" بتنفيذ اوامر القيادي محمد دحلان المفصول من فتح"، والذي يفتح معركة مع رئيس السلطة محمود عباس من رام الله الى عين الحلوة، وآخر دسكرة في الشتات الفلسطيني.


وتبيّن ان الانقسام الفلسطيني الداخلي سمح للعناصر الارهابية بالتغلغل في عين الحلوة وخلق بيئات لاستقبال المولوي وأمثاله، في وقت تخشى فيه جهات لبنانية من خلق نهر بارد جديد للضغط على الجيش الذي يخوض حرباً مفتوحة ضد المجموعات الارهابية على حدود السلسلة الشرقية، والتي كان آخرها ما حدث امس في جرود رأس بعلبك.


وما تعانيه "فتح" في عين الحلوة وسواها من المخيمات سمح لجهات أخرى تصدّر المشهد، مثل "عصبة الانصار" التي فتحت قنوات مع الاجهزة الامنية اللبنانية، وكان لقيادتها موقف واضح وصريح في الدعوة الى عدم استضافة المولوي. وكل ما فعله الوفد الفلسطيني هو المساهمة في اطلاق مناخ الاطمئنان، من دون الدخول في مسألة حسم تسليم المولوي او امكانية الدخول في مواجهة عسكرية اذا تتطلب الامر مع الجهة التي توفر له الحماية. هذا الموضوع كان محل بحث مطول عقد امس بين مدير مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور ووفدين من "العصبة" وحماس" وأجمع الفيصلان على جدية عدم التهاون بقضية المطلوبين، ولاسيما بعد حسم وجود المولوي في المخيم في "ضيافة" هيثم الشعبي واسامة الشهابي.
وكان لرئيس مجلس النواب نبيه برّي كلام صريح مع الوفد الفلسطيني وهو يحرص على استقباله موحداً يجمع "فتح" و"التحالف" على الرغم من الحساسيات التي يمر بها الطرفان في التعاطي مع بعض الملفات. وذكّرهم رئيس المجلس بطاولة الحوار التي جمعت الافرقاء اللبنانيين عام 2006 ، وناقشت السلاح الفلسطيني وتنظيمه،وتوصلت الى الابقاء عليه في داخل المخيمات شرط عدم استعماله ضد الدولة اللبنانية، على اساس ألا تتحول المخيمات مقاراً او ممرات لأيٍّ من المطلوبين الذي يهددون المجتمع اللبناني والمؤسسات. وان هذه المسالة لم تضبط بالشكل المطلوب، ولاسيما بعد توجه أعداد من المطلوبين لبنانيين وسواهم من الارهابيينالى رحاب عين الحلوة.
ويسجّل برّي للفلسطينيين انهم لم يكونوا طرفاً مع اي من الجهات اللبنانية، ولم يتأثروا بموجة الصراع السنّي-الشيعي، حيث وقفت جميع الفصائل على الحياد حيال الازمة السورية.
وكان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم قد تداول مع الاحمد والوفد المرافق لائحة بأسماء مطلوبين ينشطون في عين الحلوة، وجرى البحث في كيفية توقيفهم او السعي الى طردهم من المخيّم. وخاطب برّي الوفد "تحدثوا باسمي، وافتحوا صفحة من التعاون مع وزير الداخلية نهاد المشنوق واللواء ابرهيم وسائر العاملين في الامن" لانه "من غير المقبول وجود مطلوبين في عين الحلوة، ولاسيما بعدما ثبت ان البعض كان على تنسيق مع موقوفين في سجن رومية، ويديرون معاً عمليات ارهابية وانتحارية تستهدف اللبنانيين. ولا نقبل ان تكونالمخيمات لعبة في ايدي احد وانقذوا عين الحلوة".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم