اشترِك في نشرتنا الإخبارية
16 يوماً كانت رحلة الطفلة السورية الجنسية هدى على هذه الأرض. رحلة قصيرة لمولودة صغيرة اختارها القدر لتنتقل صباح اليوم الى جوار ربّها ملاكا صغيراً لم تشوّهه قساوة هذه الحياة، ولم تُفسده.
فهي بالكاد أبصرت النور حتى أنّها لم تتمكن من تمييز والدتها إيمان التي لفّها الحزن على فراقها، فاغرورقت عيناها بالدموع ولم تنطق الإّ بكلمات قليلة عبّرت عن مدى لوعتها لفراق رضيعتها التي وضعتها في مستشفى قصب في صيدا.
إيمان التي تمكنت رغم دموعها من إخبارنا أنّها ولدت ابنتها وكانت بصحة جيدة لكنها عانت رشحاً طفيفاً. وتؤكد أنّ طفلتها تقيأت ليل أمس فعمدت إلى تغيير ملابسها وأرضعتها قبل أن تنام.
وإيمان أمّ لستة أولاد آخرين تراوح أعمارهم ما بين العامين والخمسة أعوام وتعيش مع زوجها فرزات في غرفة فسيحة قسمّت إلى غرفة جلوس وأخرى للنوم مدفّأة بشكل جيد، داخل موتيل في جزين حيث يعمل زوجها منذ 6 سنوات.
ويشرح فرزات الذي تجمعت الدموع في مقلتيه أنّه لم يسجل طفلته في بلدته الحمرا السورية بسبب الحرب وعدم تمكنّه من ترك عمله، وسماها هدى. ويوضح أنّ زوجته اكتشفت قرابة التاسعة الإّ ربعا صباح اليوم، الرضيعة تعاني إزرقاقًا في شفتيها ولا تستجب لمحاولة إيقاذها رغم وجود حرارة في جسدها، عندها نقلاها على عجل الى مستشفى جزين حيث عاينها الدكتور بشارة الحجار بحسب فرزات وأكد وفاتها.
ينتظر فرزات حضور الطبيب الشرعي للكشف على طفلته التي ترقد على سريرها محوطة بإخوتها داخل غرفة النوم لتأكيد سبب الوفاة.
رقدت هدى في تراب جبانة كفرحونة في قضاء جزين ومن دون أن تكبر وتشاهد مأساة بلادها.
