متعاقدو الكازينو نحو التثبيت... هل نضجت التسوية؟

عادت قضية كازينو لبنان الى الواجهة، بعد حوالي سنتين على اقفال ملف المتعاقدين والحصول على تعهد خطي من مجلس ادارة الكازينو، بتثبيت 248 موظفاً يديرون الصالات الرئيسية ويعملون عبر العقود مع شركة "أبيلا" أو ATBC منذ حوالى سبع سنوات.

وكان الاتفاق يقضي بتثبيت 118 متعاقداً في 1-1-2015 و130 متعاقدا في 1-1 2016، وقد تم التوصل اليه حينذاك بتدخل سياسي من القيادات المسيحية أنتج هذا الاتفاق.
لم يجدد 118 متعاقداً في بداية هذا العام عقودهم باعتبار انه أصبح يحق لهم التثبيت، فيما جدد 130 عقودهم للعام الأخير مع "أبيلا" قبل التثبيت لكن المفجأة ظهرت في 7-1- 2015 تاريخ انعقاد الجمعية العمومية التي أوكلت اليها مهمة أخذ القرار بالتثبيت، وتمثلت بعدم حضور ممثل شركة "انترا" الدكتور محمد شعيب هذه الجمعية، وشعيب يمثل الشركة التي تملك 52 بالمئة من اسهم الكازينو وبامكانه وحيداً اسقاط نصاب الجمعية العمومية، وهذا ما جرى. فما كان من الموظفين المتعاقدين سوى الاضراب واقفال صالتي الـ " Cercle d'or" و"Internationale" والابقاء على صالة واحدة هي Mediteranee"، ما تسبب بشلل شبه تام في حركة المرفق الذي يعاني أصلا نتيجة الأزمات المتراكمة.

بادرة حسن نية
وبقيت الحالة على هذا المنوال حتى يوم الخميس حين دعا رئيس مجلس الادارة حميد كريدي الى اجتماع مع ممثلين عن الموظفين ووعدهم بالوصول الى حل لقضيتهم في مهلة أقصاها نهاية الشهر الحالي، وبناءً عليه تمنى عليهم فتح الصالات كبادرة حسن نية، لاستمرار العمل وعدم تأثر الميزانية، فكان ان استجاب الموظفون لنصف الطلب وتم فتح صالة "Cercle d'or" لتبقى الثانية مقفلة الى حين تنفيذ الوعود.
والابقاء على صالة واحدة مقفلة هو لضمان تنفيذ المطالب بحسب مصدر من لجنة المتعاقدين الذين ألمحوا الى ان هناك تعاطياً سياسياً في قضيتهم لا يزال يقلقهم، مشيراً الى ان الحديث عن إصلاحات قبل التثبيت ما هو الا لذر الرماد في العيون.
ويعتبر المصدر ان "من يريد القيام باصلاحات في امكانه القيام بها، من خلال الموطفين الموجودين، لأننا نحن الاساس ونحن من نسير العمل بالفعل ونحن موجودون في الصالات، ومن دوننا لا "كازينو".
ويلمح المصدر الى "اعداد كبيرة من الموظفين تتجاوز الـ 300 ممن ثبتوا بوساطات سياسية لا يداومون ولا يقومون بأي عمل ويتقاضون رواتب عالية"، لافتاً في الوقت عينه الى ان "مشكلتنا ليست مع الموظفين المثبتين".
وعلمت "النهار" أن الوساطات السياسية نشطت في اليومين الماضيين على أكثر من صعيد خصوصاً على مستوى الأحزاب المسيحية لحل هذه المشكلة، كما شملت حركة الاتصالات رئيس المجلس النيابي نبيه بري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس مجلس ادارة الكازينو حميد كريدي، الأمر الذي أدى الى بداية تبلور حل.

وقد تم طرح خريطة طريق اصلاحية يمكن تلخيصها بـ:

1- تفعيل عملية الرقابة على الشراء والبيع والتسليم والتسلم، وهذه العملية اذا ضبطت بالشكل الصحيح بامكانها توفير مردود كبير.

2- صرف الموظفين الذين لا يمارسون اعمالهم ويقبضون رواتبهم.

3- تعهد باطلاق يد رئيس مجلس ادارة الكازينو باقرار ما هو مناسب وعدم تدخل الاطراف السياسية في العمل والضغط للتوظيف.

4- تنفيذ اتفاق تثبيت المتعاقدين.

وأكدت المصادر ان الرئيس نبيه بري ابلغ المتصلين به ان تدخله سيكون ايجابياً وهو سيصلهم بالدكتور شعيب ليناقشوا مقترحاتهم معه كما سيدعم اي نتيجة يصل لها هذا الحوار.

التزام متبادل

وفي هذا الإطار، أكد مسؤول النقابات في "القوات اللبنانية" شربل عيد ان "القوات" تصرّ على عملية إصلاحية في "الكازينو" وكان هذا من أبرز مطالباتها منذ أشهر عبر بيانات متعددة أصدرتها.
ولفت في حديث لـ"النهار" أن وفداً من الحزب التقى الرئيس نبيه بري لمناقشته في هذا الموضوع وقد أبدى تجاوباً كبيراً معهم، ووعدهم بتوفير تواصل بينهم وبين ممثل شركة "انترا" لعرض طروحاتهم"، مشيراً ان "بداية الاصلاح تكون عبر الموظفين الناشطين بالفعل وليس عبر طردهم".
واستغرب الكلام عن عدم وجود ميزانية للتثبيت بحيث ان الموظفين الموجودين يقبضون رواتبهم من الشركة المشغلة التي تقتطع رواتبهم من ميزانية الكازينو مع أرباح، والتثبيت يغني الادارة عن التعاقد مع شركة مشغّلة وبالتالي تكون التكلفة نفسها تقريباً.
وختم عيد حديثه بالتأكيد على ان رئيس مجلس الادارة حميد كريدي يبذل جهداً كبيراً لحل هذا الموضوع.
وتبقى القضية الاساس في الكازينو كما في مؤسسات الدولة كافة سد مزاريب الهدر، وهي المشكلة الوحيدة التي يضمن حلها تسيير المؤسسات بطريقة صحيحة وحصول الموظفين على حقوقهم كما الدولة، ما يتطلب التزاماً من الطرفين يبدو انه لم ينضج حتى اللحظة.