قرار في رومية بـ"قطع الاسلاميين عن العالم"

استغلت القوى الامنية التفجيرين الانتحاريين في جبل محسن وسط اطلاق موجة من التضامن الوطني من مختلف الافرقاء التي رفضت هذه الاعمال الارهابية، لتقوم صباح اليوم بتنفيذ عملية نوعية في مبنى السجناء الاسلاميين في سجن رومية الذي يديرون من هذا المقر غرفة عمليات مربوطة باعداد لا بأس بها من "اخوة" لهم يتحركون في طرابلس والشمال والمخيمات ومناطق اخرى، فضلا عن تواصلهم المباشر مع قياديين في "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش" في سوريا، لدرجة ان هؤلاء انشأوا في رومية "امارة" صغيرة لم تتمكن القوى الامنية من ضبطها او السماح لعناصرها بالدخول الى المبنى "ب" الذي يخضع لاشراف السجناء الاسلاميين.
وكان وزير الداخلية نهاد المشنوق يشعر بالحرج ، عند سؤاله عن هذا الفلتان الحاصل في السجن وتمكن الاسلاميين من التواصل مع الخارج وادارة عمليات واعطاء اوامر، مع ترجيح ان يكون لهم علاقة بالعمليتين الانتحاريتين في قلب جبل محسن معقل ابناء الطائفة العلوية التي تعيش على تماس يومي مع بقية ابناء طرابلس.
وعندما فاتح قبل ايام احد المسؤولين المشنوق بـ"هذه الفوضى" في رومية، كان رده انه ينتظر التوقيت المناسب لتفريق السجناء الاسلاميين بعضهم عن بعض ووقف "الامتيازات" التي يحصلون عليها في هذا المبنى، والتي تبدأ في توفير خدمات الانترنت وتنتهي في حصولهم على وجبات ساخنة من مطاعم فاخرة، الامر الذي كان محل تندر عند رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يطالب منذ ايام حكومة الرئيس السابق نجيب ميقاتي بتشغيل جهاز في السجن لتعطيل مخابرات الاسلاميين والهواتف الموجودة في حوزتهم، وقطعهم عن العالم".
ويوضح مصدر امني لـ "النهار" ان قرارا اتُخذ في الاجتماع الامني مساء امس برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام " ومن غير المسموح من الان وصاعدا ترك السجناء الاسلاميين يتحركون بكل هذه الحرية وادارتهم لمجموعات ارهابية في طرابلس ومناطق اخرى".