عرسٌ على الثلج في عكار!

التقاليد هي التقاليد، والعادات المتوارثة أباً عن جد هي هي. نسميها جزءاً من تراُ، إﻻ انها ايضا جزء من حياة معيشة في الحاضر وﻻ بد ستحملها اجيال للمستقبل.

وهكذا هي اﻻعراس القروية التي ما انفك ابناء الريف العكاري يحيونها على طريقتهم وسط اﻻهازيج والفرح العارم. فاﻻصدقاء واﻻنسباء واﻻقرباء هم الذين يتولون زفة العروسين.

في وسط ساحة البلدة او القرية او في باحة منزل والدي العريس، غالبا ما يتجمع اﻻحبة حول عريسهم "زين الشباب" يقصون له شعره ويحلقون ذقنه ويلبسونه ثياب العرس وهم يهللون ويزغردون ويرددون العديات التي تقال وتردد في اﻻعراس ويتمنون للعريسين السعادة والهناء والرفاه، وان يرزقا بالبنين والبنات لتستمر الحياة في اهزوجة استمرار الحياة وديموتها اﻻبدية.

وبالطرحة البيضاء التي ارتدتها عكار المكللة جبالها بالثلج اﻻبيض، حيث قطعت الطرق وبلغت سماكة ثلوجها نحو المتر في بلدة فنيدق العكارية، لم تمنع العريس د. ز. من ان يلبس عروسته الطرحة البيضاء ايضا وسط جو احتفالي رفع من درجة حرارة الطقس التي بلغت لحظة العرس اقل من 4 تحت الصفر. في اجواء قروية ووفق العادات العكارية الاصيلة تمت مراسم الزفاف، فكانت احتفالية حلق الذقن في الطبيعة، وعلى الثلج اﻻبيض البس العريس بزّة عرسه وخرج من دارته محوطاً بعاطفة اﻻهل واﻻصدقاء على وقع الزغاريد ونثر الورد واﻻرز، لملاقاة عروسه التي لبست وعلى الطريقة التقليدية ثوب زفافها اﻻبيض، لينتقلان معا في هذا اليوم من جليد وبرودة الجبال الى استقرار ودفء المنزل العائلي. وكان دعاء وتمنيات وتهنئة من الجميع.