الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لا تنسوا سفيان ونذير...

محمد نمر
لا تنسوا سفيان ونذير...
لا تنسوا سفيان ونذير...
A+ A-

بانتظار معرفة مصير الصحافيَّين التونسيَّين سفيان الشواربي ونذير القطاري، وبالتزامن مع ترددات الاعتداء الوحشي على "شارلي إيبدو"، يمكن الخروج بمعادلة باتت ثابتة أن كلّ صحافي تحول هدفًا مباشرًا بالنسبة إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، وأن حرية الرأي والتعبير وكشف إرهاب هذا التنظيم باتت أكثر فعالية من ضربات الغزل الجوية.


صورة واحدة لصحافي أجنبي تحت سكين "الدولة الإسلامية" كافية لإشعال العالم وجذب وسائل الإعلام. أما اختفاء صحافيين عرب لمدّة أشهر، فيمرّ كأيّ خبر يومي أو مع بعض البيانات والإدانة، فمن يسأل اليوم مثلاً عن الصحافي اللبناني سمير كساب؟



 


بعد أكثر من ثلاثة أشهر على اختفاء الصحافيَّين الشواربي والقطاري في ليبيا، زعم أمس تنظيم "داعش" - فرع ليبيا، أنه "طبّق شرع الله فيهما"، كإشارة إلى إعدام هذين المنقِّبين عن الحقيقة، بعدما كانا مفقودَين منذ 8 أيلول من العام 2014.
البيان نشر على مواقع جهادية، واقتصر على أربع صور موقّعة بلوغو "ولاية برقة" التي يسيطر عليها التنظيم. واحدة لإلقاء القبض عليهما، واثنان لهما يرتديان ثياباً زهرية اللون تدلّ على أنهما "معتقلين"، وواحدة داكنة اللون وغير واضحة الملامح، يظهر فيها أحدهما يطلق النار على رأس شخص قيل إنه الشواربي، وكتب أسفل الصور "إعلامي في فضائية مسيئة لجناب الله عزّ وجلّ".



من أجدابيا إلى الابراق
وبحسب إعلامي ليبي، فإن "الصحافيَّين سافرا إلى ليبيا لإعداد تقرير تلفزيوني عن الوضع في ليبيا، لقناة "فرست" التونسية الخاصة، واعتقلهما حرس المنشآت النفطية في اجدابيا على خلفية تصويرهما المنشآت من دون إذن مسبق وتمّ الإفراج عنهما بعد التواصل مع قناة "فرست".
وكشف الإعلامي لـ"النهار" عن أن "قناة فرست طلبت من الصحافيَّين البقاء في مدينة اجدابيا وعدم مغادرتها إلا بعد تأمين سيارة تقلّهم إلى مطار الابرق، لكنهما لم يلتزما بذلك، واستقلا سيارة أجرة إلى المطار الذي يبعد عن اجدابيا نحو 250 كيلومترًا وعند وصولهما إلى بوابة النوار أُوقفا من قبل عناصر "داعش" التي كانت تسيطر على البوابة حتى منتصف تشرين الأول، واقتيدا من عناصر ليبية وتونسية، كما أفاد سائق الأجرة الذي أُطلق سراحه. ومعروف أن عددًا من التونسيين منضوون ضمن الجماعات الإرهابية في ليبيا".
الخبر لا يزال غير مؤكد رسمياً، ما دفع بصحافيين وسياسيين تونسيين إلى التجمّع في مقرّ النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، لانتظار أيّ معطيات تؤكّد مصير الصحافيَّين. ونفت وزارتا الخارجية التونسية والليبية والسفارة التونسية علمها بأيّ عملية من هذا النوع، في وقت بات غياب الاستقرار معروفاً في ليبيا مع سيطرة الميليشيات على مناطق عدّة.



ونفت جماعة "فجر ليبيا" التي تتعامل مع "داعش" وجود الصحافيين لدى التنظيم، متهمة اللواء السابق في الجيش الليبي خليفة حفتر بإعدامهما لاتّهام "الدولة الإسلامية" بذلك، فضلاً عن اتهام البعض لجماعة "أنصار الشريعة" بالإقدام على هذا العمل، إلى ان باتت القضية غامضة، ما دفع وزارة الخارجية التونسية إلى تحميل الجانب الليبي المسؤولية ودعوته إلى التحرّك سريعاً لكشف حقيقة القضية.
سفيان هو صحافي ومدوّن تونسي من مواليد العام 1982، تلقى دراسته العليا في كلية العلوم القانونية والسياسية في تونس قبل أن يدخل العمل السياسي عبر انضمامه إلى حركة التجديد (الحزب الشيوعي - التونسي سابقاً) ثم استقال في العام 2011، ويعمل حالياً مراسلاً لقناة "فرست" التونسية، وكان سابقاً مراسلاً لجريدة "الأخبار" اللبنانية. ويعتبر من الناشطين في ثورة تونس التي انتهت بفرار الرئيس السابق زين العابدين. كما اهتم بنقل أخبار الاحتجاجات عبر الانترنت وتعاون مع  قنوات عدة، وأسس بعد انتهاء الثورة جمعية "الوعي السياسي للتثقيف الشبابي"، وواصل عمله كإعلامي.



صديق لبناني ينتظر
المدوّن عماد بزّي ينتظر أيضاً أيّ تأكيد عن مصير صديقه الشواربي الذي عمل معه في تونس في "معهد صحافة الحرب والسلام". ويقول لـ"النهار": "اتصالاتي متواصلة مع تونس والمعلومات حتى الآن تطرح إمكانية عدم إعدامهما، وأن نشر الصور والبيان محاولة من الخاطفين من أجل دفع الحكومة التونسية إلى التفاوض معهم، كما نفت نقابة الصحافة  أن يكون ثمّة ما يؤكد وفاتهما، ولا تزال المعطيات متضاربة".



ويذكر بأنه "تم اختطاف الشواربي والقطاري في ليبيا في بادىء الأمر من مجموعة ابرهيم جبريل لعدم امتلاكهما إذناً بالعمل، خلال تأديتهما مهمّة استقصائية عن تأثير الحرب في ليبيا على تونس، وبعد يومين أفرج عنهما على ان يغادرا في مدة أقصاها 12 ساعة"، وقد تواصل بزّي مع الشواربي بعد الإفراج عنه وأكّد له الأخير أنه سيغادر ليبيا فور الانتهاء من عمله، فالأول أيضًا زار ليبيا وغادرها بعد تجدد الاشتباكات فيما الشواربي زارها في وقت عادت فيه المعارك، ويصف بزي الأمر بـ"المخاطرة". في اليوم نفسه الذي اطمأن فيه بزّي على الشواربي، اختفى الأول لتطلّ "الدولة الإسلامية" معترفة باعتقالهما.
يعيد بزّي سبب عدم اهتمام الإعلام بخبر إعدام سفيان إلى "غياب التأكيدات عن وفاته، فالخبر ليس مؤكّدًا بعد، والتعاطي تمّ على صعيد تأكيد الخبر أو نفيه، وعندما يثبت ذلك اعتقد أن ردة الفعل ستتغيّر، ففي تونس النقابة مفتوحة والصحافيون في الداخل يعتصمون ويرفضون الخروج من دون معرفة مصير الشواربي والقطاري".


[email protected]
Twitter: @Mohamad_nimer


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم