الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

هكذا أقلعت الطائرة خلال العاصفة‏

المصدر: "النهار"
كلودا طانيوس
هكذا أقلعت الطائرة خلال العاصفة‏
هكذا أقلعت الطائرة خلال العاصفة‏
A+ A-

توجهت الأنظار مع حلول العاصفة "زينة" إلى أعالي الجبال اللبنانية التي تكلّلت بالثلوج وإلى الأضرار الناجمة عنها في مختلف المناطق وعلى المستويات كلها. لكن ما فوق الجبل والساحل اللبناني معاً، مواجهة مستمرة أيضاً مع العاصفة، تتطلب دقة وصبراً وشجاعة، هي حركة الطيران المدني اللبناني.


 


 


درس مسار الرحلة وأحوال الطقس مسبقاً


توقّفت حركة الملاحة لفترة وجيزة يوم الثلثاء في مطار بيروت الدّولي حين اشتدّت العاصفة، فمسألة التحليق بالطائرة في أحوال طقس قاسية أمرٌ صَعب ويتطلب مهنيةً عالية من الطيارين، وفي هذا الصدد يوضح رئيس نقابة الطيارين في لبنان فادي خليل لـ"النهار" أن ما من رحلة تُقلِع من المطار إلا بعد التحضير لها في غرفة خاصة وهي الـDisptach Room، "فيها يدرس الطيار مسار الرحلة وأحوال الطقس، ويحدد المسار الذي ستسلكه الطائرة".


إذ يشرح إلى أن لكل رحلة مسارات متعددة، يختار الطيار أفضلَها وأسلمَها للتحليق فيها: "فالرحلة من بيروت إلى دبي مثلاً، يمكن أن تسلك مسار التحليق فوق السعودية، أو مسار التحليق من جهة العراق، تفادياً لأي أحوال طقس سيئة". ويضيف أن الطيار يتّخذ إجراءات معينة خلال العاصفة، "فنغيّر ارتفاع الطائرة، ونحلّق على ارتفاع أعلى يصل إلى الـ30 ألف قدم، حتى نُبعدَها عن أجواء الطقس العاصفة، التي تصبح تحتنا".


 


التأخير في الهبوط تدبيرٌ وقائي من العاصفة


عدا عن المسار وأحوال الطقس خلاله، يؤكد خليل أن الطيّار يتأكد من حال المطار قبل الهبوط والطقس هناك، وفي حال هبّت عاصفة شديدة مِثل العاصفة "زينة"، يجيب "النهار" أن "الطيار عندها لا يتمكن من الهبوط، ويتّخذ قرار التحليق في الجو بانتظار مرور الفترة السيئة من رياح وأمطار العاصفة"، مؤكداً أن المسألة ليست "جرّب حظك"، ويضيف أن "الطيارين الذين يؤخّرون الهبوط في مطار بيروت جرّاء العاصفة، يُمضون الفترة الأسوأ منها محلّقين، وهي عادةً تدوم نحو 30 دقيقة، أو الـ45 دقيقة على الأكثر".


يحتّم هذا الأمر على الطيّار أن يزوّد الطائرة بكمية كبيرة من الوقود، حتى تُستخدَم في هكذا حالة من الطقس، ويلفت خليل إلى أن "كمية الوقود دائماً تكون جاهزة لأي حالة مشابهة، أما إذا لاحظ الطيار أنها لم تعد تكفي، فنتوجه للهبوط في قبرص".


 


سلامة الركاب هي الهاجس الأول والأخير


"توافق شركة الطيران مع أي قرار يتّخذه الطيار"، يشير رئيس النقابة، "وهي أصلاً تشجع على هكذا قرارات تقي الركاب من أي حادث"، ويؤكد أن "سلامة الركاب هي الهاجس الأول والأخير عند الطيارين، فهدفنا راحتهم وطمأنتهم على الوصول بسلامة".


ويشكر خليل عبر "النهار" الطيارين اللبنانيين على مهنيتهم، ويقول إن "نقابة الطيارين تشكر كل الطيارين اللبنانيين على الجهود التي بذلوها خصوصاً في فترة العواصف، وتهنّئهم وتعتزّ بمهنيتهم العالية وخبرتهم الواسعة"، ويجيب ردّاً عن سؤال أن "الطيارين مدرّبون تدريباً عالياً جدّاً يرقى إلى المستويات العالمية، ويحافظون بكل دقة على مستوى سلامة عالية، ونحن نفخر بهم إذ هم يحافظون على ما بدأته أجيال الطيارين اللبنانيين سابقاً."


 


 [email protected] / Twitter: @claudatanios

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم