الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أوضاع مأسوية يعيشها اللاجئون السوريون في خضم العاصفة "زينة"

عكار - ميشال حلاق
A+ A-

نعمة تساقط الامطار التي يرجوها كل الناس لتخفيف حال الجفاف، غالباً ما تتحول نقمة كبيرة تحل باللاجئين السوريين ساكني الخيم التي أنشئت عشوائياً وارتجالياً، وفق مقتضيات الحاجة الماسة إلى استيعاب الاعداد الكبيرة منهم التي تدفقت الى لبنان ومحافظة عكار خصوصاً.


ومع هطول الأمطار واشتداد الرياح في فصل الشتاء كما هي الحال اليوم، غالبا ما يبيت ساكنو هذه الخيم في العراء، بعد ان تشلّع الريح اغطية خيمهم وتدفع بمياه الامطار وما تشكله من سيول الى داخلها لتغرق الاغطية والالبسة والبسط بشكل كامل، فيتسحيل معها امكان السكن وسط البرد الشديد مما يحمل العائلات السورية على نزوح جديد الى منازل لبنانيين على مقربة من خيمهم، او الى خيم تم اعدادها بشكل افضل، وفي كلا الحالين فإن المأساة كبيرة.
ويقول أحمد، وهو أب لـ5 اطفال، إن خيمته التي رفعها في العراء في خراج بلدة تل عباس الغربي لا يمكن ان تسمى مسكناً، اذ انها تداعت مع هبوب الريح وتساقط الامطار التي اغرقت البسط والفرش والاغطية وملابس العائلة ليتحول داخل هذه الخيمة شأنها شأن خيم كثيرة، بحيرات، والممرات الترابية بين الخيم تحولت مجاري أغرقت الاطفال بالوحول.
وثمة أكثر من 150 مخيماً للاجئين السوريين في مجمل محافظة عكار التي يسكنها ما يزيد على الـ300 الف لاجئ سوري. وقد حمل ابناء هذه المخيمات المسؤولية للهيئات الاغاثية التي تغمض أعينها وتصم آذانها عن معاناتهم المتكررة عاصفة بعد عاصفة.
رشا ابنة الـ13 عاما تصرخ وهي تشير بإصبعها إلى أحوال الخيم المشلعة في مخيم بلانة الحيصة، وتقول: "قبل ايام عندما تساقطت الامطار وعشنا حال الرعب نفسها التي نعيشها اليوم مع حلول العاصفة زينة، ولا ملجأ لنا، ونحن عائلة من 7 اشخاص نسكن هذه الخيمة. وهكذا بقية العائلات في هذا المخيم الذي يتكون من نحو 150 خيمة ويسكنه نحو 700 شخص.
أما خالد (35 عاماً) فوصف وضع المخيم بالمأسوي: "لا يمكننا أن نبقى على هذه الحال، المياه بللت كل شيء، الفرش واللحف امتلأت بالمياه. ماذا يمكن أن نقول وكيف سنقضي أيامنا في خيم أرضها من طين وتراب؟ فليعبّدوا لنا الأرض لكي نستطيع الجلوس عليها".
وفي هذا الاطار، أصدرت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين بياناً عن التقديمات التي تقدمها مع المنظمات الشريكة في العاصفة التي تضرب لبنان، وفيه أنها واصلت وشركاؤها تقديم المساعدات التي كانت بدأتها في الخريف الماضي لنحو 132 الف أسرة لاجئة ( 660 الف شخص) في جميع أنحاء البلاد. وتشمل التقديمات الدعم النقديّ لمساعدة اللاجئين الأكثر فقراً على تحمّل أشهر الشتاء الباردة، فضلاً عن توفير الموقدات والبطانيات لجميع الذين هم في حاجةٍ إليها، وقسائم وقود وشوادر بلاستيكيّة لمَن يعيشون في مساكن غير آمنة. ويستمرّ تقديم الدعم النقدي لفصل الشتاء وقسائم الوقود للعائلات المستهدفة والتي ما زالت على اتّصــــال بمكتب المفوضيّة وقد استفاد من هذه الخدمة أكثر من 80 الف أسرة (400 الف شخص ) حتّى الآن.
وأفادت منظمة "اليونيسيف" أنها قدمت الملابس الشتوية إلى 40 الف شخص منذ الشهر الفائت، بينما تواصل توزيعها لنحو 160 الفاً.


البقاع
ومن مراسلة "النهار" في زحلة أن كل ما يريده اللاجئون السوريون في هذه العاصفة هو ان يكونوا في منازلهم في بلادهم، ولكن في خيمهم التي تؤويهم، والمهددة في كل لحظة بأن تتداعى تحت وزن الثلوج او نتيجة قوة الرياح، فإن ما يرغبون بشدة في ان يتوافر لهم هو "شوادر بلاستيك" تقيهم تسرب الرياح والثلوج، ووقود من حطب او مازوت ليستعينوا بها على البرد في السهل.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم