الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

مجرمون... والناس يعبدونهم: أيّها اللّص "اسماعيل" استجب لنا!

المصدر: أ.ب
مجرمون... والناس يعبدونهم: أيّها اللّص "اسماعيل" استجب لنا!
مجرمون... والناس يعبدونهم: أيّها اللّص "اسماعيل" استجب لنا!
A+ A-

يجتمعون في المقبرة، وعددهم أحيانا بالعشرات. يركعون للصلاة، ويشربون الخمور، مدخنين السجائر كقرابين مقدمة الى تمثال صغير لـ"اسماعيل"، اللص الذي مات من زمن بعيد. "إسماعيل" عضو بين آلهة فنزويلا "سانتوس مالندروس"، أي المجرمين المقدسين. المؤمنون يعتقدون ان هؤلاء المجرمين السابقين يكفّرون عن حياتهم الماضية، عبر حماية من يصلون اليهم من منتهكي القانون حاليا، وذلك في بلد يعاني تفشي الجريمة وتُسجَّل فيه احدى أعلى معدلات جرائم القتل في العالم.
أدى ازدياد شعبية تلك العبادة الى انتشار محال لبيع تماثيل الـ"سانتوس مالندروس"، وهي شخصيات تتسلح بأسلحة نارية وسكاكين، أو ترتدي نظارات شمسية و"الجينز" وقمصانا ملونة. و"اسماعيل" أكثرها شعبية، وتمثاله ينتصب في المقبرة العامة. في المظهر الخارجي، قبعة "بايسبول" على الرأس مالت الى الجانب، و"سيجار" ناتىء من الشفتين، ومسدس 38 تدلى من جيبه.
يعتقد كثير من الناس ان "إسماعيل" قتل عشرات الاشخاص خلال سرقة البنوك وشاحنات البضائع في السبعينات من القرن العشرين، قبل ان تطلق الشرطة عليه النار. حاليا، يجله المؤمنون كنوع من "روبن هود"، قائلين انه سرق من الأغنياء، ويحمي الفقراء الذين تحاصرهم الجريمة. "اسماعيل سرق الطعام واللحم والأدوية لجميع المحتاجين في الحي"، يقول ايفان إدواردو.
تلك الشخصيات الغامضة جزء من عبادة تقليدية ترجع الى قرنين، وتُعرف باسم "ماريا ليونزا"، النوع الفنزويلي للـ"سانتيريا"- الايمان الذي بدأ في كوبا عندما مزج العبيد الأفارقة معتقدات الـ"يوروبا" بالتقاليد الكاثوليكية الرومانية. وقد سُميّت كذلك تيمنا بامرأة هندية جميلة من ولاية "ياراكوي" الغربية تعتبر انها قائدة للعديد من الفروع الروحية في فنزويلا.
الكنيسة الكاثوليكية تعارض تبجيل الـ"سانتوس مالندروس"، لكنها تخلت من فترة طويلة عن محاولاتها للقضاء على هذه الممارسة. ومع تصاعد جرائم العنف في الاعوام الأخيرة، يلجأ مزيد من الفنزويليين إلى "المجرمين المقدسين" ليساعدوهم في التعامل مع حياة خطرة تجبرهم على الهروع الى المنزل في نهاية اليوم، والاحتماء وراء قضبان حديد.
يلاحظ هيميوب الماندوز، وهو مؤلف كتب عن التوفيق ما بين المعتقدات والنماذج الاصلية الدينية في أميركا اللاتينية، ان هناك نهضة للعبادة البدائية، التوفيقية في المنطقة خلال الاعوام الأخيرة، "لاسيما في اوقات أزمات، كالازمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي نعيشها".
"جيفرسون" واحد من عشرات الزوار اليوميين لمزار "إسماعيل"، يرى ان القديسين لا يجذبون الناس الخائفين من الجريمة فحسب، انما يطلب بعضهم المساعدة لأهداف شخصية، كالحصول على منزل أو الشفاء من المرض... ويتدارك: "هناك أيضا أولئك الذين يأتون للصلاة من اجل نجاح "مهمتهم الصغيرة" (اي الجريمة)، ولا يدخلون السجن".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم