الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أوضاع صحية سيئة للاطفال السوريين

المصدر: "النهار " عكار
ميشال حلاق
أوضاع صحية سيئة للاطفال السوريين
أوضاع صحية سيئة للاطفال السوريين
A+ A-

الاوضاع المعيشية والاجتماعية والصحية السيئة التي يعيشها اللاجئون السوريون هي اوضاع مرشحة للاسوأ مع بدء مواسم البرد والشتاء وتدنّي درجات الحرارة في المناطق الجبلية والوسطى وحيث يسكن القسم الاكبر منهم في خيم عشوائية غير مجهزة لمواجهة التقلبات المناخية، الامر الذي فاقم من الاوضاع الصحية الخطرة لدى اللاجئين لا سيما منهم الاطفال والعجزة.


ويشار في هذا السياق الى أن الجهود المنصبة في هذا السبيل تبدو قاصرة عن مواجهة هذا التحدّي الكبير نتيجة ضعف الامكانيات وتراجع الموارد المالية التي كان يعول عليها، وتقلّص نسبة المساعدات الاغاثية. وقد تم اقفال بعض المستوصفات والمراكز الصحية التي كانت تخفّف من الآثار السلبية للواقع الصحي المازوم، في حين ان القسم الآخر من هذه المراكز تعاني صعوبة الاستمرار اذا لم تتلقى الدعم اللازم لذلك. ويكاد ما تقوم به الجهات الرسمية المعنية ومفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين لا يغطي الحد الادنى من الاحتياجات الكبيرة، خصوصا ان اعداد اللاجئين الى تصاعد دائم. ويرى المتابعون أن هذا الأمر لا بد أن يترك تداعيات سلبية على المستويين الصحي والاجتماعي في المجتمعات المحلية المحيطة والمستضيفة للاجئين السوريين.
الدكتور اميرة الصغير المشرفة على ادارة العيادات النموذجية الصحية القطرية للاجئين السوريين في منطقتي البقاع وعكار، والتي تعمل بتوجيهات مباشرة من أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، تقول إنّ العيادات مستمرّة بعملها كالمعتاد ولم يتراجع مستوى الخدمات فيها، بل على العكس نحن بصدد تطوير وتوسيع نطاق الخدمات الصحية والاجتماعية والانسانية في محاولة لتعويض بعض النقص الحاصل ومواجهة التحديات الكبيرة في هذا السياق.
ولفتت الى ان اوضاع اللاجئين الذين تتمّ معاينتهم في العيادات القطرية سواء في مدينة زحلة في البقاع، او في منطقة وادي خالد في محافظة عكار تُظهر مدى المعاناة التي يتكبدها اللاجئون لا سيما الاطفال بينهم، لجهة الرعاية الصحية وتلقي العلاجات اللازمة في الوقت المناسب.


وأشارت الى ان الاطباء الذين يعاينون اللاجئين ويعالجونهم في كلا المركزين، لاحظوا منذ فترة طويلة تدهور ظروف العيش والسكن، وتكاثر الأمراض المعدية مثل "الجرب والقمل والتهاب الكبد وامراض الحساسية والربو والسكّري، الى غير ذلك من الامراض المتناقلة التي يتمّ السعي بجهد كبير بالتعاون مع كل المنظمات والمؤسسات الاغاثية المعنية الرسمية منها والخاصة، لمعالجتها عبر تقديم الادوية اللازمة والمتابعة الدائمة والتواصل مع المرضى في اماكن سكنهم.


واشارت الى ان اكثر من 5000 مريض من اللاجئين السورين يتلقّون العلاج شهريا سواء في مركز زحلة او في مركز وادي خالد، وأن 52 بالمئة منهم هم من الاطفال. كما تمّ تشخيص عدد كبير من النساء الحوامل اللواتي يعانينّ سوء التغذية والآثار السلبية على صحة النساء الحوامل كما على الأجنّة والاطفال حديثي الولادة.


وشددت الصغير على اهمية اللقاءات الحوارية والمحاضرات وندوات التوعية الصحية التي تتم مع الاهل وبالتعاون مع ادارة المدارس، حيث يتلقى الاطفال السوريين التعليم وكان التركيز على ضرورة الوقاية من الأمراض المعدية وسبل تطبيق النظافة الشخصية كالإستحمام وتبديل الملابس الداخلية وغسلها جيدا...
وبالتوازي مع الاهتمام بالوضع الصحي للاجئين، فان الاهتمام بالواقع النفسي والتربوي للاطفال المرضى خصوصا والاصحاء ايضا، كان في طليعة اهتمامات ادارة كلا المركزين الصحيّين حيث تمّ حديثاً اطلاق برنامج خاص لمساعدة الاطفال، يهدف بحسب عصام شقير احد المشرفين على هذا البرنامج إلى تنمية قدراتهم على التكيف مع الواقع الجديد وتخطي الازمات من خلال توفير مكان آمن للتعبير عن مشاعرهم والتحديات اليومية التي يواجهونها بالاضافة الى تعزيز الثقة بالنفس وتنمية طاقاتهم والترفيه عنهم. والمستهدفون هم الاطفال الذين يزورون المراكز للمعاينة الصحية والذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 14 سنة.


وهذه البرامج تهدف الى تأمين مهارات يدوية وخلق مساحة خاصة بالطفل يستطيع من خلالها التعبير عن ذاته وتخفيف قلق الطفل وتأهيله لاستخدام تقنيات الاسترخاء، وتمكينه من اللعب في مكان آمن بوجود أمه، ومساعدته على التعبير عبر نشاطات فنية لتنمية وتطوير الحس الابداعي لدى الاطفال اللاجئين.
واشارت الاخصائية ديانا دكاك التي تتابع اوضاع الاطفال في وادي خالد ضمن برنامج يشرف عليه اخصائيون الى ان العمل قد قسّم إلى مراحل عدة: بحيث يتم اولا تقسيم الاطفال حسب الفئة العمرية، واجراء الحوارات المباشرة والتمهيدية لكسر الجليد، تنظيم الانشطة ومنها الرسم الحر ومناقشة الرسومات والقصص التي نفّذها المشاركون مستخدمين المواد الموزّعة عليهم مجانا تلوين بمختلف انواع الالوان الموزعة زيتية، مائية شمع، خشب، ألعاب التركيب بازل وليغو ((Puzzle – Lego، أوراق بيضاء للرسم الحر، كرتون مختلف الالوان والقياسات، تلصيق وغراء، مقصات، ورق كريب للاشغال اليدوية مختلف الالوان، أقلام تلوين متنوعة (خشب، شمع)، تلوين مائي وزيتي مع ريش، أقلام رصاص وممحاة، "ماسكات" وجه لشخصيات محببة عند الاطفال.


ولفتت الناشطة الاجتماعية العاملة في المشروع اكرام العبدالله الى ان الاطفال المشاركين في هذه الانشطة يعبرون بشكل دائم عن تعلّقهم بالفرح والامل، ويسعون دائمًا الى السعادة، خصوصًا انهم يقومون بهذه الانشطة بكل حرية، وبحضور امهاتهم اللواتي يعبِّرن عن اهتمامهن بهذه الانشطة التي ساهمت الى حدّ بعيد في تغير سلوك الاطفال المشاركين ونوعية اهتماماتهم. الامر الذي انعكس ايضا على حياة العائلة برمتها مع تأثر الامهات والاطفال بالنتائج الايجابية لسلوكيات التواصل والمهارات التي يتمّ اكتسابها من خلال الانشطة التي تقام في هذه الدورات سواء داخل المراكز او خارجها.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم