الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

صلوات ودموع في الذكرى العاشرة للتسونامي في آسيا

المصدر: (أ ف ب)
صلوات ودموع في الذكرى العاشرة للتسونامي في آسيا
صلوات ودموع في الذكرى العاشرة للتسونامي في آسيا
A+ A-

نظمت صلوات وزيارات رسمية الى مقابر جماعية في آسيا اليوم، في بداية مراسم احياء ذكرى مرور عشر سنوات على التسونامي الذي ادى الى مقتل او فقدان 220 الف شخص في 14 بلدا في آسيا.


ففي السادس والعشرين من كانون الاول 2004 وقع زلزال قوته 9,3 درجات هو الاقوى في العالم منذ 1960، قبالة سواحل جزيرة سومطرة الاندونيسية وادى الى امواج هائلة على سواحل عدد من البلدان بينها سري لانكا وتايلاند، وحتى افريقيا.
وكان بين الضحايا آلاف السياح الاجانب الذين يمضون عطل نهاية السنة على شواطىء المنطقة.
وردد رجال ونساء اليوم النشيد الوطني الاندونيسي في بداية المراسم في حديقة تمتد على مساحة 20 هكتارا في باندا اتشيه اقرب المدن الى مركز الزلزال الذي سبب امواجا بلغ ارتفاعها 35 مترا جرفت كل شىء في طريقها.


وقال نائب الرئيس الاندونيسي يوسف كالا امام حشد ضم سبعة آلاف شخص كان عدد منهم يبكون ان "آلاف الجثث انتشرت هنا". واضاف ان "الدموع التي انهمرت نجمت عن مشاعر حزن وخوف والم". وتابع كالا: "صلينا ثم طلبنا المساعدة وحصلنا عليها بشكل رائع"، معبرا عن شكره للمانحين المحليين والاجانب.


وكان جمع اكثر من احد عشر مليار أورو للمساعدة الانسانية واعادة الاعمار في مبادرات سخية غير مسبوقة في العالم بعد اسوأ كارثة في تاريخ العالم الحديث.
وفي هذا الاطار، اكد رئيس الوزراء الاوسترالي السابق جون هاورد ان المساعدة غير المسبوقة التي قدمتها بلاده لاندونيسيا "عززت العلاقات بين البلدين". واضاف ان "قوة ورمزية المساعدات للتخفيف من تأثير التسونامي ساهمت الى حد كبير في تحسين العلاقات".
وتليت هذه الصلوات في اقليم اتشيه وقام اشخاص بزيارات الى مقابر جماعية يرقد فيها كثيرون من 170 الف شخص قتلوا في اندونيسيا البلد الاكثر تضررا بالكارثة.


وقال حاكم اتشيه زيني عبد الله خلال المراسم التي حضرتها عشرات الشخصيات الاجنبية ان "الكارثة شكلت ايضا تذكيرا بضرورة الاهتمام ببيئتنا ومواصلة التيقظ وفهم كيف ندير الكوارث".
واقيمت صلوات في المساجد فجر اليوم. وعرضت جمعية الصليب الاحمر هويات وبطاقات مصرفية لتذكر بان بعض الضحايا اختفوا بلا اثر.
وفي جنوب تايلاند حيث كان نصف القتلى البالغ عددهم 5300 شخص من السياح الاجانب، تجمع عدد قليل من الذين يمضون عطلهم في حديقة تذكارية صغيرة في قرية بان نام خيم.


وفي بداية المراسم روى ناجون مشاهد رعب ومعجزات عندما ضربت امواج هائلة محملة بحطام منازل واكواخ وسيارات وسفن، القرية وقتلت نصف سكانها.
وروى السائح السويسري ريمون مور الذي نجا من هذه الكارثة "طلبت من زوجتي ان تجري لتنقذ حياتها. لم تكن موجة بل جدار اسود". واوضح ان المياه "جرفته كما لو كان في غسالة ملابس".


وتابع وهو يبكي، ان "تايلاندية من الفندق انقذت حياتي بانتشالي من على شرفة، وماتت في وقت لاحق".
وفي مكان غير بعيد روت سومجاي سوبون (40 عاما) انها تحاول نسيان فقدان ابنيها اللذين جرفتهما الامواج من منزلهما في تايلاند. وقالت: "افكر فيهما كل يوم".


وفي سري لانكا حيث قتل 31 الف شخص صعد ناجون واقرباء حوالى الف شخص قتلوا عندما جرفت موجة قطار ركاب، على متن القطار اوشن كوين اسكبريس الذي اقلهم الى بيراليا الموقع الدقيق الذي ضربته الموجة على بعد 90 كلم جنوب كولومبو. وستجرى مراسم في اوروبا ايضا. ففي السويد التي قتل 543 من رعاياها في الكارثة ستحضر العائلة الملكية واقرباء الضحايا مراسم في اوبسالا في اكبر كاتدرائية في الدول الاسكندينافية بالقرب من ستوكهولم.


وبعد مرور عشر سنوات على هذا التسونامي المدمر تخشى السلطات ان يضر تراجع الحذر بالتقدم الذي تم احرازه منذ سنوات بعد وضع نظام متطور للانذار المبكر.


ولم يكن هناك حينذاك نظام لتقييم خطورة الامواج او للانذار المبكر. وادرك كثيرون متأخرين عند وقوع الكارثة ان عليهم اللجوء الى المرتفعات بينما وقف آخرون مذهولين ينظرون الى البحر ينحسر قبل ان يعود بشكل جدار من الماء ليجرفهم.
ونظرا لقناعتها بانه كان يمكن انقاذ ارواح الالاف، وضعت السلطات قبل ثلاث سنوات نظاما اقليميا للانذار المبكر. لكن خبراء وعائلات او اقرباء ضحايا يحذرون من ان ذكرى هذا اليوم المحزن تمحى تدريجيا وتحمل معها الارادة في الاستعداد بشكل افضل لهذا النوع من الكوارث.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم